أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - حاضرك هوعمرك الحقيقي ... فأغتنمه














المزيد.....

حاضرك هوعمرك الحقيقي ... فأغتنمه


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صفعني صدر رباعية حفظته في شبابي : ( واغنم من الحاضر لذاته .. ) حتى صرت اردده مرات ومرات ؛ ولكن بفارق العمر ؛ الفهم ؛ والتجربة ؛ وفي كل مرة كان يفتح امامي عشرات الاسئلة النارية ؛ وصور ذهنية بعيدا هذه المرة عن السياسة ؛ الصراعات التي تشهدها منطقتنا ؛ والحروب التي تخلف عشرات القتلى ؛ رسالة صامته لكنها تلامس أزمة أنسانية نعيشها اليوم دون ان نشعر بها ؛ انها أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة ( الحاضر )...
ان تلك الازمة قادتني الى كم شفاف من التصورات ؛ تطلب مني الاستمتاع ب ( الحاضر ) ؛ بينما بالي منشغل بالسعي وراء طموحات المستقبل ؛ وتسلق جبال الاهداف القادمة ؛ الم تدرك ايتها النفس الكسولة ان هناك جزء منك ينزف من الحنين لما فقدت من لحظات جميلة لن تنتبه اليها في حينها ؛ انها ازمة هادئة يعيشها كثيرون دون وعي ؛ لاننا نرى بأم اعيننا كيف تحولت الحياة اليومية الى سباق متواصل دون جدوى ؛ برغم ذلك لازلنا نناقش سبب نسياننا( للحاضر ) رغم بساطته ؛ وهو اجمل مانمتلكه في الحياة لو كنا نفقه ابعاده الحقيقية ...
أتدرون يا اصحاب كم ضيعنا من السنوات كي نكون الافضل !! ونسينا كم كنا بخير وفير ؛ من منا لم يركز في مراهقته على مظهره ؛ وزنه ؛ وطوله ؟ وكان يبدو في حينه بنظرنا دون المستوى المطلوب ؛ ولكن بعد فوات الآوان ؛ ومراجعتنا لتلك الصور الذهنية الرائعة ؛ عرفنا الان كم كنا قساة على انفسنا !! وفي مجال الوظيفة وضغط العمل ؛ من منا لم يتمنى تغييرها ؛ ولما فقدناها افتقدنا تلك الايام بحرقة برغم زحمة الطريق صباحا ؛ للاسف (وهذا طبع فينا ) بعد مرور الوقت يعي الكثير منا قيمة تلك اللحظات الجميلة التي مضت دون الاستمتاع بها ...
من هذا المنطلق اسأل : لماذا نميل الى تجاهل اللحظة الراهنة ( الحاضر ) ؛ والانشغال بما قبلها ؛ او بعدها ؟ وماهو السبب النفسي الذي يجعل ( الآن) يبدو دائما اقل أهمية من ( لاحقا ) او ( سابقا ) ؛ تبين فيما بعد ان الانسان يميل الى مايعرف ب( السفر الذهني ) ؛ حيث يقضي جزء من يقظته متنقلا بين احداث الماضي ؛ وتوقعات المستقبل ؛ وهذه العملية ترتبط بنشاط داخلي في الدماغ يسمى ( الشبكة الافتراضية ) المسؤولة عن التأمل والتخطيط ؛ ولكنها تتحول عند بعض الاشخاص الى مصدر دائم للشرود والتشتت ..
عن لحظة الشفاء أبين ؛ سوف تبدأ حين نعيد علاقتنا مع ذلك الهدوء ؛ ونتعلم كيف نكون ( حاضرين ) من دون مقاومة ؛ فأن من يعانون من صعوبة التواجد في ( الحاضر) ؛ ليسوا غافلين ؛ بل منشغلين معرفيا بشكل مفرط ؛ ويعتقدون ان هذا التفكير المكثف سيقودهم الى حلول سحرية ؛ لكن الواقع غير ذلك ؛ لانه يبعدهم عن اي شعور بالرضا ؛ وعن فن الاستمتاع ب (اللحظات الذهبية الحاضرة ) في حياتنا ؛ فهذا المشوار ليس مجرد رفاهية ؛ بل ضرورة نفسية تعيننا على تجاوز القلق والاكتئاب ؛ المرتبطين بالتفكير المستمر في الماضي ؛ والمستقبل الذي هو في علم الغيب ... يقول الخيام في رباعيته :
(واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الامان)
وللحديث بقية بعبق الحاضر ...



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرق اوسط جديد وفق مخطط ( تحالف ابراهام) الصهيوني
- المشروع الامريكي الخبيث في الشرق الاوسط مقامرة سياسية خاسرة
- الاجتماعات مابين التواصل الفعال ؛ وبين هدر للوقت
- لا للمساومة على رواتب موظفي الاقليم
- فوضى الالقاب .. جنون عظمة من دون عظمة
- تقويض البيت الكردي غدرا تحت عباءة الدين
- الذكاء الاصطناعي بين انتاج محتوى ؛ وترسيخ البلادة الفكرية
- ( يوتيوب ) .. هوليود الجديدة في عالم التواصل
- العملات الاحتياطية هي خيار تتخذها الدول
- السعادة هي متعة انسانية لاتقدر بثمن
- المراة بين العنف السيبراني ؛ والوصم المجتمعي
- ماذا بعد القمة العربية الطارئة في القاهرة ... ؟؟؟
- ( غزة ) في المزاد العلني الامريكي ... من يزايد ؟؟؟
- اتفاق وقف اطلاق النار في غزة ؛ اسئلة لم يتم الاجابة عنها بعد
- الشعور بالوحدة جزء من هويتنا كأنسان
- الصديق وطن ؛ فأصدق في انتمائك (كن صديقي )
- منصة ( تيك توك ) ما بين المهنة والترفيه
- التسويق السياسي وصناعة علامة فارقة للسياسيين
- سياسة ( حظر الظل ) ضد احرار العالم
- خسارة أرض الشام بوادر تحقيق نبوءات حكماء صهيون


المزيد.....




- تونس: ارتفاع عدد حالات الاختناق قرب مجمع كيميائي في قابس جنو ...
- ترامب يلوح بفرض تعرفات جمركية على إسبانيا بسبب الإنفاق الدفا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني التحق برواياته خارج القضبان
- الاحتلال يدهم مجددا منازل أسرى محررين ويقتحم رام الله
- نتنياهو: إذا لم تلتزم حماس بالاتفاق -ستفتح أبواب الجحيم-
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. ترامب يعلن بدء المرحلة الثانية والعش ...
- محللون: إسرائيل تضع 3 سيناريوهات لقضية نزع سلاح حماس
- -مسار الأحداث- يناقش سيناريوهات نزع سلاح حماس
- المستشار الإعلامي للأنروا: أولويتنا إعادة 140 ألف طالب للدرا ...
- تحالف دفاعي إثيوبي كيني يعيد تشكيل القوى بالقرن الأفريقي


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - حاضرك هوعمرك الحقيقي ... فأغتنمه