عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماغفل عنه الكثيرون اليوم هو الاجتماع الذي يعد وسيلة للتنسيق ؛ توزيع للمهام ؛ متابعة اليات العمل ؛ ومناقشة تحديات التنفيذ الفعال ؛ رغم ذلك ينحرف الاجتماع احيانا الى نقاش عقيم يدور حول مزايدة البعض على زملائه او التعبير عن خلافات شخصية ؛ ويزيد الطين بلة عندما ينحاز مدير الجلسة الى طرف معين ؛ نتيجة السوكيات الادارية المعروفة مثل الوشاية والوقيعة ؛ وهذا ما لمسناه في اجتماعات الاحزاب ؛ المنظمات ؛ المؤسسات وغيرها من الجهات ...
ما يصيبني بالضيق والاحباط من خلال مشاركاتي في الكثير من الاجتماعات هو أستغلال بعضهم الاجتماع لكي يثبت كفاءته ؛ بدلا من تقديم اقتراحات او اراء مفيدة ؛ وأن اسوأ مافي الامر ؛ الاجتماع الذي اشعر بأنه لاعلاقة لي به اطلاقا ..
يتبين مما سلف ؛ كما ان للانسان داء ؛ كذلك للاجتماع ؛ ووصف ذلك بمهنية هو ميل بعض اماكن العمل الى الافراط في عقد الاجتماعات غير الضرورية ؛ او غير المثمرة ؛ وهو ما قد تكون له آثار سلبية على انتاجية المشاركين ...
ان تقليل عدد الاجتماعات ؛ ومددها قد يكون بداية جيدة لمعالجة ( داء الاجتماعات) ؛ لانه يؤدي الى اعلى زيادة ممكنة في التعاون ؛ الرفاهية ؛ جودة التواصل ؛ والتاكيد على ان الاجتماع يعقد لضرورة ؛ لا لمجرد العادة ...
لتحقيق كل ذلك يجب ان يكون لكل اجتماع جدول أعمال ؛ نتيجة متوقعة ؛ ومدد لحضور المشاركين ؛ لذلك ينبغي ان يبدأ بتطبيق معيارين هما الغاية والمشاركة ..
أن ثقافة العمل التي تعطي اولوية للاغراض الواضحة ؛ تراجع بشكل دوري هياكل الاجتماعات ؛ وتمكن الفرد من التساؤل عما اذا كان الاجتماع هو حقا افضل وسيلة لاستخدام الوقت ؛ هي اذا ثقافة يرجح ان تعزز التعاون المثمر ...
مشكلة الاجتماعات المفرطة ؛ او كما عرفناها ( داء الاجتماعات ) لاتتمثل في الاجتماعات في حد ذاتها ؛ وانما في العادات المؤسسية التي تحتاج الى تغيير ؛ فعندما يكون هناك تخطيط جيد للاجتماعات ؛ ويوضع جدول أعمال واضح لها ؛ وتعقد فقط عندما تقتضي الحاجة اليها ؛ ويعطي المشاركين حرية الاقتراح او الرفض ؛ من الممكن ان يؤدي ذلك الى زيادة انتاجية التواصل ؛ وشعورالمشارك بان وقته محترم ؛ وهو منخرط في عمل حقيقي ...
من واقع تجربتي ازيد واقول ؛ ان الاجتماعات قد يكون تجارب ممتعة للتعلم والتمكين حيث تطلق العبقرية الجماعية ؛ وتعزز الثقة ؛ وينجزالعمل الجيد ؛ لذلك كان عقد الاجتماعات كهذه شرفا ورفعة لي ؛ لاني اعلم ان الاجتماعات قد يكون سيئة ؛ وتشعر وكأنها مضيعة للوقت ؛ وتسبب صداعا للمشاركين ؛ بل قد تدمر العلاقات بدلا من ان تعمرها ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟