أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - الاختراق الصهيوني للمغرب: تمظهراته و تداعياته














المزيد.....

الاختراق الصهيوني للمغرب: تمظهراته و تداعياته


طارق الورضي

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتمظهر ملامح الاختراق الصهيوني للنسيج الاجتماعي و الثقافي المغربي بقوة من خلال التغلغل الناعم في جل القطاعات الحيوية ابتداءا من التعليم و الإعلام مرورا بالإقتصاد و التكنولوجيا و ذلك بإيعاز و تواطؤ معلن و مبطن من طرف متاريس التطبيع الذين صاروا يشكلون تيارا متماهيا حد النخاع مع السردية الصهيونية، و هم متواجدون على امتداد سدة الحكم من وزراء و برلمانيين و مستشارين و طغمة حاكمة.
هذا المنحى الذي أخذت تنحوه هذه الطغمة المتنفذة في البلاد يتجلى و يتمظهر بكل حيثياته من خلال معطيات تم رصدها بدقة و عن كثب على أرض الواقع :
تورط مجموعة من الجامعات المغربية في جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني النازي عبر تبادل الخبرات و الزيارات في مجال البحث الأكاديمي و استقطاب أساتذة باحثين من جامعات الكيان ذات الطابع العسكري، و يستهدف هذا التلاقح المعرفي و الثقافي بين الجامعات المغربية و الصهيونية دراسة سبل تطوير العتاد و الخبرات العسكرية لدعم تفوق الجناح العسكري و الاستخباراتي الصهيوني في حربه على المدنيين بقطاع غزة المنكوب، و قد صرح بذلك ونبه إليه و حذر منه السيد محمد حمداوي منسق المؤتمر القومي الإسلامي بالمغرب.
لم ينس الأستاذ محمد حمداوي كذلك أن يميط اللثام عن حملات ممنهجة لاستقطاب طلبة و أساتذة مغاربة تحت مظلة التطبيع من طرف الجامعات و المؤسسات الأكاديمية الصهيونية في محاولة لتجنيد طاقات وعقول الناشئة المغربية عبر منح دراسية ملغومة من جامعات صهيونية لتوطين هؤلاء الشباب على التطبيع الثقافي و على التماهي مع السردية الصهيونية ضد قضية الصراع العربي الفلسطيني .
في نفس السياق تقوم جامعات الكيان بتنسيق مع جامعات مغربية بعقد ندوات و محاضرات تستخدم كمنابر و منصات لنشر الفكر الصهيوني و تبرير أطروحات الاحتلال و تبرئته من جرائم الإبادة الجماعية و سفك الدماء و التجويع الممنهج تحت مبرر تلك المقولة التي طالما ترددت على مسامعنا من خلال منابر الإعلام العربي المتصهين : لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب !
و أكد السيد محمد حمداوي على ضرورة التعبئة الشاملة لرصد و متابعة المناهج الدراسية المغربية بشكل دقيق لعرقلة تمرير أي أجندات صهيونية للناشئة من خلال ترسيخ التواصل الثقافي و التلاقح الأكاديمي مع الجامعات و المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية .
على المستوى الاقتصادي، تتبدى و تتجلى مظاهر التطبيع مع السردية الصهيونية من خلال قيام الشركات الرأسمالية الصهيونية بعقد و إبرام اتفاقيات التبادل الاقتصادي و التجاري، تحت غطاء اتفاقية التعاون الأخيرة مع المغرب، و التي منحتها اختراقا غير معلن لقطاعي الفلاحة و الطاقة ، هذا الاختراق الخطير الذي سيشكل تهديدا مباشرا للأمن الغذائي و الإقتصادي للمملكة لأنه يعتمد في الأساس على تقنيلات التكنولوجيا الزراعية الحديثة لإحكام السيطرة على الموارد الطبيعية و الغذائية الوطنية .
لم يستأثر الاختراق الصهيوني بقطاعي الثقافة و التعليم و الاقتصاد فقط، بل امتد أخطبوطه إلى قطاع التكنولوجيا الرقمية كذلك، من خلال مشاريع الذكاء الاصطناعي و الحاضنات التكنولوجية التي تمنحه تغلغلا غير مسبوق و اسئثارا بالوصول إلى معطيات حساسة جدا حول البنية الرقمية التحتية لمؤسسات المملكة ،و للأستاذ الباحث محمد الناجي بمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة محاضرة مسجلة في هذا السياق .
في الشق الإعلامي، تنامى خطر الاختراق الصهيوني للنسيج الاجتماعي الثفافي المغربي و تخطى كل الحدود خصوصا عبر بوابة الإنتاج الفني لبرامج و مواد إعلامية موجهة للمشاهد المغربي ، و ذلك من خلال تعامل عدد من المخرجين المغاربة ذوي التوجه الفرونكوفوني مع نظرائهم الصهاينة لتقديم محتوى سينمائي و مسرحي و ثقافي و غنائي يجمل صورة الاحتلال الصهيوني و يضفي على قبحه مساحيق التبرئة من جرائم التطهير العرقي للمدنيين بقطاع غزة .
ناهيك عن أن بعض الشخصيات النافذة بالمغرب تقوم بتنظيم و إحياء حفلات ذات طابع تعارفي و احتفالي يتم فيها استضافة وجوه بارزة في الساحة الغنائية الفنية الصهيونية لإحياء حفلات داخل المغرب ، كوسيلة ممنهجة لإذكاء و دعم و تحفيز مسار التطبيع مع الكيان ، كما أكد الناشط الحقوقي المغربي محمد زهاري أن هناك حملة متزايدة لدعم التعاون بين المتاحف المغربية و نظائرها في الكيان من خلال تبادل الزيارات للمعارض التاريخية التي يتم فيها التأكيد على تجذر التواجد الديموغرافي اليهودي بالمغرب و على أحقية الصهاينة التاريخية بأرض المغرب باعتباره وطنهم الثاني !
في ظل كل هاته المعطيات، أصبح من اللازم إعلان حالة الاستنفار و دق ناقوس الخطر و تجنيد كل القوى الحية المناهضة للمشروع الصهيوني للوقوف سدا منيعا ضد سياسة التطبيع مع الكيان و ضد تمرير السردية الصهيونية للمواطن المغربي عبر ملعقة من عسل تم دس السم الزعاف داخلها !



#طارق_الورضي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران و الكيان فوق صفيح ساخن: أسباب و تداعيات المواجهة المحت ...
- الإعلام العربي و صناعة الإسفاف و الإبتذال و التفاهة: كيف يصن ...
- محرقة غزة: النصوص التوراتية المؤسسة للحرب الصهيونية على القط ...
- سياسات الطغمة الحاكمة بالمغرب و تداعياتها على الشأن العام 2.
- هل تفكك محور المقاومة بسقوط سوريا ؟
- الإعلام وصناعة الرأي العام
- الإمتحانات الإشهادية بين الشواهد الورقية و الضحالة المعرفية
- واقع الامتحانات الإشهادية بين الأمس و اليوم
- واقع الامتحانات الإشهادية بين الأمس واليوم
- حراك الجبهة الإجتماعية بالمغرب في ظل تنامي معضلة التضخم
- نقد سياسات الطغمة الحاكمة بالمغرب و تداعياتها على الشأن العا ...
- على هامش التصريح الأخير لوزير التعليم العالي و البحث العلمي
- سلطة الإعلام و إعلام السلطة
- المهرولون : قراءة في مخرجات الحوار الاجتماعي بين الحكومة و ا ...
- الحراك الشعبي الأخير في ظل استعار موجة الغلاء
- شهادة الباكالوريا و دلالاتها في الميزان
- لماذا أقاطع التصويت في الانتخابات المغربية


المزيد.....




- تحذير أممي من -تداعيات كارثية- بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي ...
- تحذيرات من تسارع تفشي الكوليرا غربي السودان
- مصرع 4 ركاب بتحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا
- ترامب لـCNN: لم أعلم بنقل غيسلين ماكسويل إلى سجن إجراءاته ال ...
- ما خيارات الحكومة اللبنانية للتعامل مع قضية سلاح حزب الله؟
- الاحتلال يصيب 3 فلسطينيين برام الله ويعتقل صحفية بالخليل
- خبراء أمميون يدعون إلى تفكيك -مؤسسة غزة الإنسانية- فورا
- محللون: نتنياهو يؤجل عملية احتلال غزة أملا في التوصل لاتفاق ...
- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - الاختراق الصهيوني للمغرب: تمظهراته و تداعياته