أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - محرقة غزة: النصوص التوراتية المؤسسة للحرب الصهيونية على القطاع














المزيد.....

محرقة غزة: النصوص التوراتية المؤسسة للحرب الصهيونية على القطاع


طارق الورضي

الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حرب التطهير العرقي و الإبادة الجماعية التي يقودها سفّاح العصر الصهيونيّ الحديث بنيامين نتنياهو مع مجلس مجرميه، عسكرًا وسياسيين وحاخامات، وقاعدة شعبيّة واسعة من المؤدلجين، المضطربين نفسيا الذين تربّوا منذ نشأتهم على فكرة "القتل المقدّس"، و "الحرب المقدسة" وكره الأغيار ( الجوييم) ، وجواز، إبادتهم و استباحة دمائهم، للاستيلاء و السطو على كامل أرض "إسرائيل" التوراتيّة الأسطورية ، "المخترعة" كما صرح بذلك المفكر اليهودي سلومو شاند.
هذا الجنون الدموي السفاح إذًا، له مرتكزاته الدينيّة والصهيونيّة التي تحتمل إسهابا في الشرح و التبيان و استفاضًة في النقاش و الطرح، سنحاول هنا إيجازه :
تُصوّرُ أسفارُ التوراة أنّ دور الرب لا يقف عند حدّ التحريض والتخطيط، بل يتجاوز ذلك إلى خوض الحرب بنفسه نيابة عن اليهود، على نحو ما ورد في سفر التثنية و سفر يشوع : "الربّ إلهكم هو المحارب عنكم". كما تتبدى فكرة مساندة الإله الأسطوري ( يهوه jehovah ) لبني إسرائيل بجعل شعوب الأرض تحت تصرفهم: "وتأكل كل الشعوب الذين الرب إلهك يدفع إليك" سفر التثنية.
والمبدأ نفسه يتكرّر في سفر التثنية و سفر يشوع : "والربّ إلهكم هو ينفيهم من أمامكم ويطردهم من قدّامكم فتملكون أرضهم...". ومن هذا المنظور العقائدي الشعوبي ، العنصري، يرى اليهود أن تاريخهم يكتسي هالة القداسة الإلهية، ويعبّر عن إرادة ( يهوه ) إله بني إسرائيل المزعوم . فهذا الإله الأسطوري يتدخل دائمًا في التاريخ لقلب الأوضاع السياسية لمصلحة شعب الله المختار، كما أن التاريخ اليهودي يعتبر عندهم تاريخا جبريا قدريا ، مفروضا على الشعوب الأخرى.
و على اعتبار أن الشعوب المحيطة بإسرائيل أكثر كثافة و ديموغرافية و تعدادا من شعب اليهود ، ورد التأكيد الرباني التوراتي على فكرة الطرد التدريجيّ لهم : "قليلًا قليلًا أطردهم من أمامك إلى أن تثمر وتملك الأرض" سفر الخروج. و يليه إصحاح "وأجعل تخومك من بحر سوف إلى بحر فلسطين ومن البرية إلى النهر".
و يمثل سفر يشوع أبشع مظاهر العنف والحرق و الخراب و الدمار من إبادة وحرق و إجهاز على المدن: "وحرّموا كلّ ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحدّ السيف"
من هذا المنطلق، لا يمكن أن تكون مذبحة غزة سوى تطبيق تام و حرفي للتعليمات الإجرامية لسفر يشوع ا
،و المفاجأة أنّ مصطلح غزة يرد حرفيا بالإسم في سفر يشوع: "فضربهم يشوع من قادش برنبع إلى غزة وجميع أرض جوشن إلى جبعون").
و يعتبر أخطر ما يحويه سفر يشوع بين ثناياه هو استناد الجماعات الدينية المتطرفة الأصولية اليهودية في "إسرائيل" عليه و و افتخارها به.
تفسير الحاخام يهودا كيل لسفر يشوع يعدّ في أساسه تفسيرًا يهوديًّا أصوليًّا، ويؤكد أن كل ما وصف في الإصحاح بأدقّ التفاصيل حدث حقيقةً في الواقع.
و انطلاقا من الإيمان اليهودي الراسخ، بكل ما جاء من تفاصيل في سفر يشوع، ترتفع وتتصاعد مطالبة رجال الدين الإسرائيليين بتنفيذ هذه الإبادة الإجرامية الدموية ، بل تجاوز الأمر ذلك إلى إقدام الحاخام يسرائيل هيس على كتابة مقال تحت عنوان "وصية الإبادة الجماعية في التوراة" (بالنسبة إلى نتنياهو، فالأمر يعتبر واجبا مقدسا مسلما به) ويختتم الحاخام مقاله على النحو التالي : "سوف يأتي اليوم الذي سنكون فيه جميعًا مدعوّين لتنفيذ الوصية بشنّ الحرب المقدسة لتدمير العماليق"... والعماليق على ما هو معروف هم العرب و الفلسطينيون خصوصا !
التحريض "الإلهي" على التطهير العرقي و الإبادة الجماعية نجده في سفر التثنية : "فلا تستبقِ منها نسمة ما. بل تحرّمها تحريمًا". ما هذا؟ لا تدع إنسانًا واحدًا حيًّا! أقتلهم جميعًا! أبِدْهم!
أليس هذا ما نشهده اليوم في مذبحة غزة الرهيبة؟!
من الواجب أن ندرك أن المعتقد الدينيّ السفاح الإجرامي الدموي، حاضر بقوة في صفوف الجيش الإسرائيليّ، حيث تزداد كتلة و تعداد أتباع التيار الدينيّ في الرتب العسكرية العليا. وازدادت في التسعينيّات، بالأخص بعد اغتيال إسحق رابين، ظاهرة تجنّد الشبّان المنتمين للصهيونية الدينية في وحدات الجيش، وبخاصة القتالية منها، كوحدات المشاة، وفرق النخبة من أجل تنفيذ التعليمات العسكرية الصادرة عن قيادته وحكومته المنتخبة، . حيث تلتقي أوامر سلطته العسكرية والحكومية مع تعاليم الحاخامات والمراجع الدينية على وجوب تنفيذ إبادة الجماعية التوراتية المقدسة !
هذا هو الأمر الذي يجمع بين هوس السياسة مع سيكوباتية الدين في مذبحة غزة الصهيونازية الإجرامية الجارية اليوم على أرض القطاع !



#طارق_الورضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسات الطغمة الحاكمة بالمغرب و تداعياتها على الشأن العام 2.
- هل تفكك محور المقاومة بسقوط سوريا ؟
- الإعلام وصناعة الرأي العام
- الإمتحانات الإشهادية بين الشواهد الورقية و الضحالة المعرفية
- واقع الامتحانات الإشهادية بين الأمس و اليوم
- واقع الامتحانات الإشهادية بين الأمس واليوم
- حراك الجبهة الإجتماعية بالمغرب في ظل تنامي معضلة التضخم
- نقد سياسات الطغمة الحاكمة بالمغرب و تداعياتها على الشأن العا ...
- على هامش التصريح الأخير لوزير التعليم العالي و البحث العلمي
- سلطة الإعلام و إعلام السلطة
- المهرولون : قراءة في مخرجات الحوار الاجتماعي بين الحكومة و ا ...
- الحراك الشعبي الأخير في ظل استعار موجة الغلاء
- شهادة الباكالوريا و دلالاتها في الميزان
- لماذا أقاطع التصويت في الانتخابات المغربية


المزيد.....




- استئناف الهجمات بين إسرائيل وإيران ليلاّ.. ماذا حدث في الساع ...
- مركز رصد الزلازل الإيراني: هزة أرضية بالقرب من منشأة -فوردو- ...
- حرب إيران وإسرائيل.. بنك الأهداف يتوسع
- الشرطة الإيرانية تعتقل عناصر خلية إرهابية عميلة للموساد وتضب ...
- سفارة موسكو في الجزائر تحتفل بيوم روسيا
- سفارة موسكو في نواكشوط تحيي اليوم الوطني
- إعلام: الولايات المتحدة تتخلى عن أوكرانيا بخفض المساعدات الع ...
- باكستان تعرب عن تضامن واضح مع إيران
- كيف نجح الموساد الإسرائيلي في اختراق إيران؟
- القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - محرقة غزة: النصوص التوراتية المؤسسة للحرب الصهيونية على القطاع