أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - إيران و الكيان فوق صفيح ساخن: أسباب و تداعيات المواجهة المحتومة














المزيد.....

إيران و الكيان فوق صفيح ساخن: أسباب و تداعيات المواجهة المحتومة


طارق الورضي

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اندلعت شرارة الحرب بين إيران وإسرائيل في واحدة من أكثر المنعطفات التاريخية توترا بالمنطقة، مكشوفة الواجهة و بتجرد من أقنعة الحرب بالوكالة التي ما فتأت الدولتان تخوضانها لعقود. جاءت هذه المواجهة لتنسف قواعد الاشتباك التقليدية، وتنقل الصراع من الظل إلى الضوء ، معلنة خوض فصل جديد في معادلة القوة الإقليمية، لا يخل من ارتجاجات عميقة خاصة في ظل الصدمة التي يعيشها الكيان في خضم رد إيراني لم يكن متوقعا !
العنهجية و الصلف الصهيوني تخطى كل الحدود، من حرب تطهير عرقي طاحنة بقطاع غزة تمخض عنها استشهاد ستين ألف إنسان مدني، نصفهم أطفال ورضع إلى الإمعان و الإصرار على استكمال مخطط إسرائيل الكبرى على حساب الامتداد الجيوسياسي للدول العربية المجاورة تنفيذا لتعاليم الصرح الأسطوري الصهيوني المستمد من التلمود
الوزيران الصهيونيان المتطرفان بن غفير و سموريتش في حكومة نتانياهو ما فتآ يحرضان الحكومة الصهيونية و الرأي العام داخل الكيان على تهييء حاضنة شعبية لمشروع إسرائيل الكبرى الذي لايمكن أن يتحقق إلا على ركام جثث ملايين العرب المسلمين،
تمهيدا لإرساء قواعد المشروع الصهيوني تم ضرب المشروع النووي لإيران استباقيا عن طريق اغتيال قيادات الصف الأول في الجيش و علماء الذرة، لتحييد خطر قوة الردع النووية الإيرانية من أجل الاستفراد بسوريا و لبنان و قطاع غزة و إقتطاع أجزاء كبيرة من أراضي جنوب لبنان و سوريا !
الرد الإيراني لم يكن متوقعا بمثل هذا الحجم، حيث أبانت الترسانة العسكرية الإيرانية عن أسلحة استراتيجية نوعية دقيقة الأهداف و شديدة الدمار، كالصواريخ البالستية الفرط صوتية التي حولت قلب مدن الكيان إلى خراب هائل و دمار في البنى التحتية و هلع هستيري وسط الساكنة !
يبدو ان النتنياهو أخطأ كثيرا في تقدير الرد فعل الإيراني و تسبب في جعل الكيان يمر بأسوأ ايام تاريخه الاستيطاني منذ 1984 !
لا زالت الحرب لم تضع أوزارها ، و لا تزال هناك أطراف أخرى لم تلتحق بجعجة الحرب مثل باكستان و الصين الداعمتان لوجيستيكيا لإيران.
ويعتبر الرد الإيراني هذه المرة -وفق محللين- بمثابة "نقلة نوعية" في العقيدة العسكرية الإيرانية، التي لطالما اتبعت سياسة الردّ عبر أذرعها الإقليمية دون مواجهة مباشرة مع الكيان. غير أن هذه المرة جاء الرد مباشرا وموثقا، ما يعني أن طهران أصبحت ترى أن التصعيد المفتوح لم يعد ممنوعا في حساباتها. و يشكل هذا الرد أيضا رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن إيران لن تتردد في استخدام ترسانتها العسكرية الصاروخية إذا ما تعرّضت مصالحها الحيوية للتهديد، حتى وإن استلزم ذلك مواجهة شاملة مع"الكيان".
تشير الأحداث في الميدان إلى أن المنطقة دخلت مرحلة غير مسبوقة من التوتر والتصعيد. وبينما يحاول الطرفان تجنب مواجهة شاملة، فإن توالي الهجمات وتراكم ردود الأفعال قد تيفضي إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه. يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الدبلوماسية في كبح جماح هذه المواجهة؟ أم أن المنطقة مقبلة على حرب قد تعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات في الشرق الأوسط ؟
ويؤكد محللون أنّ ما يجعل هذه الحرب مختلفة ليس فقط جغرافيتها أو تكتيكاتها، بل توقيتها الحساس ، إذ تأتي في لحظة اهتزاز النظام الدولي، وتعدد مراكز النفوذ، و تلاشي قدرة القوى الكبرى على فرض و إرساء التهدئة. وفي ظل غياب أي وساطة جدية، تظل احتمالات التوسع والانزلاق قائمة إذ قد تنحو المواجهة منحى الإنفجار.
في خضم هذه المعطيات، فإن الاحتمال الأسوء ليس هو اندلاع حرب شاملة بقرار معلن، بل هو انزلاق تدريجي إلى حرب مفتوحة نتيجة توالي الهجمات و الردود بين الطرفين وغياب أي تدخل ديبلوماسي قادر على احتواء الأزمة، و هو الأمر الذي يشكل اختبارا حقيقيا لقدرة النظام الإقليمي والدولي على الحيلولة دون تكرار سيناريوهات الانفجار الكبرى التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية.



#طارق_الورضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي و صناعة الإسفاف و الإبتذال و التفاهة: كيف يصن ...
- محرقة غزة: النصوص التوراتية المؤسسة للحرب الصهيونية على القط ...
- سياسات الطغمة الحاكمة بالمغرب و تداعياتها على الشأن العام 2.
- هل تفكك محور المقاومة بسقوط سوريا ؟
- الإعلام وصناعة الرأي العام
- الإمتحانات الإشهادية بين الشواهد الورقية و الضحالة المعرفية
- واقع الامتحانات الإشهادية بين الأمس و اليوم
- واقع الامتحانات الإشهادية بين الأمس واليوم
- حراك الجبهة الإجتماعية بالمغرب في ظل تنامي معضلة التضخم
- نقد سياسات الطغمة الحاكمة بالمغرب و تداعياتها على الشأن العا ...
- على هامش التصريح الأخير لوزير التعليم العالي و البحث العلمي
- سلطة الإعلام و إعلام السلطة
- المهرولون : قراءة في مخرجات الحوار الاجتماعي بين الحكومة و ا ...
- الحراك الشعبي الأخير في ظل استعار موجة الغلاء
- شهادة الباكالوريا و دلالاتها في الميزان
- لماذا أقاطع التصويت في الانتخابات المغربية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الورضي - إيران و الكيان فوق صفيح ساخن: أسباب و تداعيات المواجهة المحتومة