أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!














المزيد.....

ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقدم مايك جونسون، رئيس مجلس نواب أميركا راعية السلام، و"الحليف الاستراتيجي" لبعض العرب الرسميين على زيارة مستعمرة "أريئيل" شمال فلسطين المحتلة 1967(الضفة الغربية). لم يكتفِ بالزيارة، بل أدلى بتصريحات كأن سموتريتش وبن غفير دَحَشاها في فمه. فقد قال، فُض فوه، أمام رؤساء مجالس مستوطنات في الضفة، إن يهودا والسامرة "التسمية الصهيونية للضفة الغربية" تمثلان مهد الإيمان اليهودي، وإنها موعودة للشعب اليهودي وفق ما ورد في الكتاب المقدس. وشدد على أن هذه الأرض حق لليهود، حتى لو خالف العالم ذلك، فإن الولايات المتحدة تتمسك به.
ضوء أخضر أميركي فاقع الدلالة والوضوح، لتهويد فلسطين المحتلة 1967 وضمها للكيان اللقيط، بختم المقدس هذه المرة. معيب أن يتحدث رئيس مجلس نواب دولة عظمى بهذه النبرة المتغطرسة، من دون مراعاة الحدود الدنيا من اللياقة الدبلوماسية وضوابط الموضوعية والضمير.
وكيف غاب عن بال المستر جونسون أن "كتابه المقدس" مُلزم له ولمن يغزل على منواله، والنصوص الدينية ليست وثائق تاريخية ولا تكتسب حُجيَّتها؟!
ولعلمه أيضًا، أن "يهوه" الذي ربما قصد أنه وعد "شعبه المختار" بفلسطين وكأنه كان يحترف تجارة الأراضي وتوزيعها، إنما تؤكد الوثائق التاريخية الحقيقية القائمة على كشوفات علم الآثار أنه إله كنعاني في الأصل. ولعلم المستر ذاته أن أحبار "الشعب المُختار" قد اطَّلعوا بعد السبي البابلي على تراث الأموريين والسومريين والبابليين والكنعانيين، وسرقوا منه الكثير ثم أحاطوه بهالات التقديس وضمَّنوه كتبهم المقدسة. ومن الواضح أن رئيس مجلس النواب الأميركي يجهل أو يتجاهل ربما، أن أسفار التوراة الخمسة الرئيسة كُتبت في بلاد الرافدين. ولا تفسير لموقف رئيس مجلس نواب أميركا المُستهجن، غير المشاركة العلنية في تدشين وعد ترامب بتوسيع مساحة "اسرائيل الصغيرة" على حساب حقوق شعب مظلوم.
وكان الكنيست قد صوَّتَ قبل أيام، على مشروع قانون لفرض السيادة الصهيونية على فلسطين المحتلة 1967 وغور الأردن. في السياق أيضًا، وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة الشاملة ضد غزة، تصاعدت حدة وتائِراعتداءات المستعمرين الصهاينة ضد أهل الضفة وارتفع منسوب التوحش، إلى حد هدم المنازل وترحيل عشرات الآلاف من أهل البلاد الأصليين.
أما في غزة، فالكيان اللقيط يوجهه جنونه ويتحكم به. حكومة الفاشية الصهيونية الدينية تسير باتجاه "التصعيد"، وهو ما يعني بمنطقهم الإجرامي الجنوني احتلال غزة. وقد أعلن مجرم الحرب نتنياهو، أن الهدف استعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس.
الهدف الأول، يستحيلُ امْتِكان أمره والسبب معروف ويعبر عنه أهالي الأسرى داخل الكيان بالقول، إن إحتلال غزة يعني التضحية بالأسرى.
وبخصوص الهدف الثاني، فإن جيش النازية الصهيونية المنهك في غزة، باعتراف بعض قادته الحاليين والسابقين، بحاجة إلى سنوات للسيطرة على القطاع. ولا أحد بمقدوره أن يخمن ماذا سيحصل في المنطقة والعالم خلال هذه السنوات، وكم من الجثث سيستقبل الكيان اللقيط، فضلًا عن التكلفة السياسية.
لا يخفي أركان الفاشية الصهيونية الدينية المسيطرين على حكومة اللقيط أن الفرصة الحالية لن تتكرر، ويجب استغلالها بحسبهم لتصفية القضية الفلسطينية. هذا هو العنوان الرئيس لكل ممارساتهم الإجرامية وتوحشهم، في غزة وفي فلسطين المحتلة 1967.
تأسيسًا على ما تقدم، بات من آكد الأمور أن الأردن في خطر بحجم مثيله المُحدق بالقضية الفلسطينية. هذا على مستوى اللحظة التاريخية، مع أننا على ثقة مُطلقة بأن أميركا ذاتها ليست قَدَرًا، فكيف بأداتها الصهيونية المنهكة المتآكلة. ومن أثبت الحقائق، أن استمرار الإحتلال يستدعي المقاومة. وهي في مُطلق الأحوال، أي المقاومة، لن تعدم الأساليب والوسائل المناسبة لمقارعته العدو الغاصب حتى زواله. ومن المستحيل إبادة الشعب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي في أرض آبائه وأجداده فلسطين، قبل تبلور المقدمات الأولى لفجر التاريخ بآلاف السنين.
في ضوء ما تقدم، وبناء على المعطيات الشاخصة، يصبح التساؤل مشروعًا: ماذا تبقى من اتفاق أوسلو 1993 واتفاقية وادي عربة 1994، وما جدوى التمسك بهما، إلا إذا كان المُتَغَيَّا من توقيعهما أمرًا لا علاقة له ب"السلام" حتى بالمفهوم الصهيوني؟!
في إلماعةٍ توضيحية، نستحضر شرط إلتزام الخصوم الأنداد بالإتفاقيات الموقَّعة. فإذا انتهك بنودها طرف وتواقح بتكرار الانتهاك عشرات المرات، يصبح تمسك الطرف الآخر بها مدعاة للحيرة ومثيرًا للتساؤل. فما بالنا بإطلاق اللقيط النار على اتفاق أوسلو، وانتهاك اتفاقية وادي عربة عشرات المرات رغم ما فيها من بنود تخدمه؟!
في حالة كهذه، لا نرى ما يمنع من القول في خلاصة استنتاجية أن مُوَقِّعِي اتفاق أوسلو وإتفاقية وادي عربة، كانوا قد وُضعوا بين خيارين: إما...أو...!
ونحن على ثقة، بأن تعبئة الفراغين لن تستعصي على ذكاء العديد من متابعي منشوراتنا.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...
- الدين بمنظور علم النفس*
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة
- الكتابُ الصَّيْحَة (11) هكذا تسرق اسرائيل مياهنا !
- ماذا وراء وعد ترامب؟!


المزيد.....




- ما عليك معرفته مع وصول ويتكوف إلى روسيا واقتراب فرض تهديد تر ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف هوية عنصر بحزب الله -قضى- عليه وما فعل ...
- هيروشيما تُحيي الذكرى الـ80 لأول قصف نووي في التاريخ: -ساعة ...
- تسريبات جديدة تُبرز علاقات إبستين مع شخصيات عالمية بينها شخص ...
- هيروشيما تحيي الذكرى الـ80 لضربها بالقنبلة الذرية بنداء عالم ...
- ريبورتاج: هجرة الأطباء التونسيين تبلغ مستويات مقلقة بسبب تده ...
- غضب واسع بالسودان بعد ضبط مرتزقة كولومبيين يقاتلون مع الدعم ...
- قتيل ومصابون وإجلاء الآلاف بحرائق غابات واسعة في فرنسا وإسبا ...
- 4 قتلى في تحطم طائرة تابعة للدفاع المدني بالجزائر
- هآرتس: كبش الفداء الأخير لنتنياهو رئيس أركان جيشه


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!