أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - -فلسطين تُفجّر إنقسام الغرب... ولكن العدو الأول ما زال روسيا














المزيد.....

ألكسندر دوغين - -فلسطين تُفجّر إنقسام الغرب... ولكن العدو الأول ما زال روسيا


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طوفان الأقصى 668

ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

5 أغسطس 2025

في مقاله المنشور على موقع تلفزيون «تساريغراد» بتاريخ 26 يوليو 2025، بعنوان "معركة فلسطين قسمت الغرب. ولكن العدو الرئيسي لا يزال – روسيا", يقدم المفكر والفيلسوف الروسي البارز ألكسندر دوغين رؤية مركبة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، لكنها تتجاوز المعتاد من التحليلات السياسية، لتكشف عن إنقسام داخلي عميق في البنية الغربية التي يسميها بـ"الدولة العميقة العالمية". ويرى أن فلسطين أصبحت ساحة إنكشاف لأكثر التناقضات حساسية داخل المعسكر الغربي، دون أن تؤثر في جوهر التحالف الغربي ضد روسيا.

أولاً: إنقسام النخبة العالمية – يسار مقابل يمين

يرى دوغين أن ما يسمى "الدولة العميقة العالمية" ليست تكتلاً متجانساً، بل تنقسم إلى معسكرين رئيسيين:
1) الليبراليون اليساريون، ويضمّون قيادات من الحزب الديمقراطي الأمريكي أمثال بايدن، بلينكن، أوباما، كمالا هاريس، وهيلاري كلينتون، وهؤلاء – كما يقول – يدعمون إسرائيل عموماً، لكنهم يتحفظون على نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف.
2) بينما الليبراليون اليمينيون أو المحافظون الجدد، الذين يمثلهم تحالف ترامب ودوائر المحافظين الجدد، فهم مستعدون للذهاب حتى النهاية في سبيل مشروع "إسرائيل الكبرى"، ولا يعترفون بأي حقوق للفلسطينيين.

ثانياً: إزدواجية الدعم الغربي لإسرائيل

يلفت دوغين إلى أن دعم الغرب لإسرائيل ليس موحداً من حيث الأسلوب، وإن كان متطابقاً في الجوهر. فالليبراليون اليساريون يدعون لحل الدولتين فقط بقدر ما يحقق مصالح إسرائيل:
"هم من حيث المبدأ، قد يوافقون على حل سلمي للمشكلة الفلسطينية، عبر الإعتراف بدولتين، لكن بما يخدم مصالح إسرائيل."

أما الفريق اليميني، فموقفه أكثر تطرّفاً: "اليمينيون من النخب العالمية والمحافظون الجدد يرون أنه لا حاجة لوجود الفلسطينيين أصلاً، ويجب إبادتهم، كما يقترح نتنياهو نفسه."

ثالثاً: أوروبا وصوت معارض... لكن ضمن الحدود

يسجّل دوغين مفارقة لافتة حين يشير إلى أن بعض زعماء أوروبا، مثل ماكرون وستارمر، أطلقوا تصريحات ناقدة لإسرائيل مؤخراً: "ماكرون دعم الفلسطينيين، وستارمر هاجم بشدة الإبادة الجماعية في غزة."

لكن هذا لا يعني – برأيه – تغيّراً جوهرياً، بل مجرد تموضع داخل تيار "اليسار العالمي"، الذي يسعى لإدارة الصراع بما يخدم الإستقرار الغربي، لا نصرة للحق الفلسطيني.

رابعاً: إسرائيل كيان عنصري متطرف

يرسم دوغين صورة قاتمة لإسرائيل الحالية، ويصفها بأنها تسير نحو نمط "دولة عنصرية – دينية أحادية"، قائلاً: "إسرائيل الحديثة دولة عنصرية، قاسية وغير متسامحة تجاه الفلسطينيين والمسلمين."
ويضيف بأن المشروع الإسرائيلي الحقيقي لا يتوقف عند رفض الدولة الفلسطينية، بل يمتد إلى القضاء على أي شكل من أشكال الحكم الذاتي للفلسطينيين: "تؤكد إسرائيل ضرورة إلغاء حتى الحكم الذاتي في الضفة الغربية، وفرض الحكم المباشر، وصولاً إلى إقامة إسرائيل الكبرى."

خامساً: الفلسطينيون... مقاومة البقاء

في مقابل هذا المشروع الإقصائي، يؤكد دوغين أن الفلسطينيين لا يملكون خياراً إلا المقاومة، مهما كانت الوسائل أو الدوافع: "من الواضح أن الفلسطينيين لا يقبلون بذلك، ويكافحون من أجل الحكم الذاتي والدولة المستقلة، وهذا مرتبط أيضاً بإنتفاضة حماس."

سادساً: العدو المشترك للجميع – روسيا

ورغم كل الخلافات بين معسكرات الدولة العميقة، إلا أن هناك نقطة إلتقاء أساسية لا خلاف عليها: كراهية روسيا.
"هناك إجماع لديهم حول كراهية روسيا. كلا المعسكرين يحمل عداءً روسوفوبياً."
ويضيف: "كلاهما يريد مواصلة الحرب ضدنا في أوكرانيا".
حتى ترامب، الذي يُظن أحياناً أنه أقل عدوانية تجاه روسيا، لا يخرج عن هذا الإطار، لكونه متحالفاً مع المحافظين الجدد الداعمين للحرب.

سابعاً: إنقسام تكتيكي لا إستراتيجي

يُقر دوغين بأن الخلافات الغربية بشأن فلسطين قد تنتج بعض التأثيرات المحدودة، لكنه يصفها بأنها تباينات غير جوهرية، لا تغيّر في الموقف الأساسي المتمثل في دعم إسرائيل وإستعداء روسيا.

خاتمة: فلسطين كاشفة لا مخلّصة

في النهاية، لا يرى دوغين أن القضية الفلسطينية باتت موضع تعاطف غربي حقيقي، بل تحولت إلى ساحة تصفية حسابات داخل معسكر الهيمنة. وعلى الرغم من بعض الأصوات "الإنسانية"، فإن ما يجمع النخبة الغربية – كما يخلص دوغين – هو العداء العميق لكل من يرفض الهيمنة الغربية، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني وروسيا.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - إذا لم ينقرض الروس بأنفسهم، فهناك من يساعدهم ...
- طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشا ...
- ألكسندر دوغين - ترامب بين فشل الإصلاح وإمكانات الهدم - قراءة ...
- طوفان الأقصى 666 - إسرائيل بين نهاية فلسطين وبداية الهيكل ال ...
- ألكسندر دوغين - بوتين يميط اللثام عن حقائق الجيوبوليتيكا (بر ...
- طوفان الأقصى 665 - كيف تحكم الصهيونية المسيحية سياسة واشنطن؟
- ألكسندر دوغين - -روسيا كدولة-حضارة: نقد الإنحدار الغربي ومسا ...
- ألكسندر دوغين – -الجنرال هرمجدون- الجديد: روسيا تُخيف الغرب ...
- طوفان الأقصى 664 - فلسطين تفجّر الغرب: صراع العواصم الغربية ...
- طوفان الأقصى 663 - إنكشاف التحيّز المنهجي لصالح إسرائيل داخل ...
- طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون وا ...
- طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها ...
- طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ...
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...


المزيد.....




- أكثر من 700 حريق غابات تستعر في كندا بينها 200 خارج السيطرة ...
- يواجهون البحيرة ويصرخون.. -نادي الصراخ- في شيكاغو يشهد إقبال ...
- -وكمان مصاريف على الفاضي-.. نجيب ساويرس يعلق على منشور بشأن ...
- وسط أزمة الجوع.. حالة يأس تنتاب الفلسطينيين مع إنزال مساعدات ...
- مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي ...
- ما تأثير اعتراف ماكرون المزمع بدولة فلسطينية في الداخل الفرن ...
- إيطاليا: القضاء يُخلي مسؤولية ميلوني في قضية ترحيل مسؤول ليب ...
- مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 22 ...
- ماذا يعني إيقاف آخر البرامج السياسية بتونس؟
- من أنقاض زلزال.. بحرينية تستكشف سحر -الغابة الغارقة- في كازا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - -فلسطين تُفجّر إنقسام الغرب... ولكن العدو الأول ما زال روسيا