زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 16:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في ألف باء المعرفة السياسية.
يُعدّ البرلمان (أو ما يسمى مجلس الشعب في بعض الدول ) مرآة تعكس مدى احترام الدولة للمؤسسات ولإرادة الشعب المحكوم .. ..
ويمكن لأي عاقل حصيف، رؤية الفوارق العميقة ، بوضوح ..
بين البرلمان الذي يُعيّن تحت حكم ديكتاتوري فردي ، و البرلمان المُنتخب من قبل الشعب ضمن نظام ديمقراطي جماعي :
- البرلمان في ظل الحكم الديكتاتوري الفردي ، يكون معيناً من قبل الحاكم ، او يأتي نتيجة لانتخابات شكلية مزوّرة ، يرتبها ذاك الحاكم ، بحيث يتحوّل البرلمان إلى مؤسسة خلبية مهرجانية ، مهمتها الاساسية التطبيل والتمجيد وكسب الولاء للحاكم..
ولا يكون هذا البرلمان مصدراً للرقابة أو سلطة تشريعية مستقلة، بل يتعامل معه الحاكم الفرد ، فقط كأداة إشهارية ، من أجل تمرير قراراته الغاشمة ، أو تبريرها أمام الجمهور ، دون نقاش حقيقي أو معارضة تُذكر.
وغالبًا ما يُهان النواب بشكل مباشر أو غير مباشر، ويُصورون كأعداء أو خونة إذا عبّروا - ولو سهواً - عن أي رأي مخالف للقائد المُلهم ..
- أما البرلمان في النظام الديمقراطي ، فهو مؤسسة مختلفة تماماً ، لأنه يحظى بشرعية جلية، نابعة من إرادة الناخبين ،
حيث يُنتخب النواب بحرية شبه تامة، ويُعامل البرلمان كمؤسسة مستقلة محترمة ، يكون لها وزنها في صياغة السياسات العامة للدولة ، بالإضافة إلى محاسبة السلطة التنفيذية.
وتكون العلاقة بين الحاكم والبرلمان علاقة تكامل ، تقوم على ثقة واحترام متبادل، بحيث تُتاح للنواب مساحة لطرح القضايا بحرية والدفاع عن مصالح من يمثلونهم من الناس . .
ولذلك يُصبح البرلمان صوت الشعب حقاً، وأداة فعّالة لضمان سيادة القانون بينهم ، و الفصل بين السلطات..
قصارى القول :
لا مجلس للشعب ، دون وجود شعب ، واعٍ لحقوقه ، يعلم كيف يجلس أولاً، ويمارس السلطة والحوار ثانياً ، ويعي جيداً معنى القانون ثالثاً، و يفهم قيمة التعددية في الرأي رابعاً ، ويدرك خامساً ، وبوضوح معنى التسامح وقبول الآخر المختلف كلياً من ابناء الوطن الواحد ..
و الفارق الجوهري بين النموذجين لا يكمن فقط في طريقة اختيار النواب، بل في طبيعة العلاقة بين السلطة والشعب، وهو يعكس بالضرورة - في تقديري - مدى حرص النظام القائم على الشفافية والمساءلة.
فاحترام البرلمان هو احترام للشعب نفسه، وإهانته تحت أي ظرف تعكس أزمة عميقة في فهم الحكم و الشرعية والثقة.
الحمد لله على نعمة العقل
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟