أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !














المزيد.....

قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحقت "جولدا" سنة 1906 هي وأسرتها الصغيرة بوالدها في أميركا، وكان قد سبقهم بثلاث سنين في السفر إلى هناك، حيث أقام بمدينة ميلووكي في حي يهودي. تقول إن ميلووكي المكان الوحيد الذي لم يشهد "معاداة السامية"، رغم أنها لم تكن تختلط بغير اليهود، ولم تكن لها صداقات مع غيرهم، وبقيت على هذا النحو طيلة عمرها، كما تقول في مذكراتها.
تصف تداعيات حياة الفقر والبؤس التي كابدتها هي وأسرتها في ميلووكي الأميركية عليها نفسيًّا واجتماعيًا، وهي في عمر تسع سنوات. على هذه الأرضية، بدأت تنمو في داخلها تساؤلات من نوع: "لماذا لم يكن لي شعر أسود وعيون كبيرة براقة؟ لماذا لم أُخلق أكثر جاذبية؟
وكانت تنظر في حسد إلى البنات الصغيرات، في ثيابهن الجميلة وأحذيتهن العالية والعرائس في أيديهن. وبالنظرة ذاتها، كانت تشمل النساء وهن يرتدين جونلاتهن (تنانيرهن) الطويلة، والرجال أيضًا وهم يرتدون القمصان البيضاء وربطات العنق. وتضيف: "كان الأمر كله غريبًا...يختلف كلية عن أي شئ عرفته".
انتقلت أسرتها إلى شقة، حيث يقيم والدها في الحي اليهودي الفقير في مدينة ميلووكي. شقة لم يكن فيها ماء ولا كهرباء، ومع ذلك كانت تراها في قمة الرفاهية مقارنة بظروف حياتها السابقة. تتكون الشقة من غرفتين ومطبخ صغير وردهة تؤدي إلى غرفة خالية، جعلتها والدتها في وقت لاحق دكانًا.
وتمضي في الحديث عن ظروف حياتها هي وأسرتها في أميركا، وجهودها هي وشقيقاتها لمساعدة أسرتهن وتحسين ظروفها. وتضيف إلى ذلك تعرفها بعد أن كبُرت على زوجها موريس.
بحلول عام 1920، بدأت تعد العدة للسفر إلى فلسطين. وكانت خطوتها الأولى في هذا الاتجاه الانتقال هي وزوجها إلى شقة في نيويورك، وبدآ بالتدريج يتخلصان من كل ما لديهما من أمتعة وأثاث، على اعتبار أنهما سوف يقيمان في الخيام في فلسطين.
تقول "جولدا" بهذا الخصوص:"عندما قررت السفر إلى فلسطين، كنت أعلم ضرورة بقائنا عامًا أو اثنين إلى أن نجمع أجر السفر...كنت مُصرَّة على الذهاب إلى فلسطين".
وتنطلق في إصرارها هذا، على ما نقرأ في مذكراتها، من اعتقادها الباطل طبعًا بأن حل ما يُسمى "المسألة اليهودية" غير ممكن إلا إذا حصل اليهود مرة ثانية على وطن لهم. هذا الوطن كما تدعي "أرض صهيون"، التي تزعم أنها كانت حتى نهاية الحرب العالمية الأولى مقاطعة مهجورة ومهملة في الإمبراطورية العثمانية تدعى فلسطين. إدعاء زائف، ووهم ينسفه التاريخ جملة وتفصيلًا. فلا يتوفر مرجع تاريخي واحد، يثبت أن اليهود أو العبرانيين كانوا في أي مرحلة تاريخية يشكلون أكثرية في فلسطين. أما القبائل التي كانت تقطن المنطقة بين شرق الأردن وحتى سوريا، كما يرى عبدالقادر السعدني في تعليقه على المذكرات، فلم يتوفر لأي منها عناصر جعلها قومية واضحة المعالم. ويضيف ما يكاد يُجمع عليه المؤرخون، ومفاده أن بني اسرائيل كانوا بدوًا رعاة بسطاء أهل ماشية، بدأت صِلاتهم بمصر بعد أن سُمح لهم بدخول شرق الدلتا ليظلوا على قيد الحياة. ويؤكد نص فرعوني قديم تحديد أيام خاصة، يُسمح خلالها للإسرائيليين البدو الرعاة بالدخول إلى تلك المنطقة لترعى ماشيتهم.
ونرى من المناسب استحضار رأي المؤرخ الأميركي جون ويلسون، في السياق، إذ يقول في كتابه "تاريخ مصر القديمة": "الأفراد الذين تكونت منهم فيما بعد الأمة العبرية، وأخذوا يتقاسمون مصيرًا واحدًا، وكان يهوه يعمل من أجلهم، أتوا من شعوب مختلفة، ولكن كانت تجمعهم صِلات خاصة، فقد أتوا إلى مصر كأسرى يعملون فيها".
لم تكن فلسطين يومًا ما عبرانية، وما يُعرف بالعبرانيين كانوا يختلفون تمام الاختلاف عن الفلسطينيين. حتى بعد أن غزا العبرانيون أرض كنعان، فقد اختلطوا بالكنعانيين وحدث تزاوج بينهم، وهو ما ينفي الصفة العبرانية عن كل يهودي شرقيًّا كان أو غير شرقي. وليس يفوتنا الإشارة إلى أن لغة اليديش التي تقول "جولدا" في مذكراتها أنهم حافظوا عليها ويتكلمها بعض غلاة اليهود الأوروبيين، هي شيء آخر مختلف عن اللغة العبرية التي يتكلمها اليهود الشرقيون. والدين، أي دين، لا ينهض عاملًا حاسمًا على وجود قومية أو شعب، كما سبق لنا الإلماع. يتبع.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...
- الدين بمنظور علم النفس*
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة
- الكتابُ الصَّيْحَة (11) هكذا تسرق اسرائيل مياهنا !
- ماذا وراء وعد ترامب؟!
- خلل مزمن في إدارات الدولة الأردنية.


المزيد.....




- مدرب ركوب أمواج ينقذ 3 أطفال معًا في المحيط بعد هجوم أسد بحر ...
- بريطانيا: مشروع حكومي جديد لإجلاء أطفال مصابين من غزة
- بسبب -الغرافيتي وغزة-.. عمدة أثينا يوبّخ سفير إسرائيل: لا نق ...
- مقتل فلسطينيين في غارات إسرائيلية جديدة على غزة، ومطالبات بت ...
- مدن ألمانية تدرس استقبال أطفال من غزة وإسرائيل
- دراسة صادمة: أقل من 20 بالمئة من الألمان مستعدون للقتال من أ ...
- نتانياهو يطلب من الصليب الأحمر تأمين الطعام للرهائن في غزة و ...
- تركيا.. عريس ينسى عروسه!
- المرصد السوري: أربعة قتلى على الأقل إثر تجدد الغنف في جنوب س ...
- بحسابات رياضية.. هكذا صنعت إسرائيل مجاعة غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !