زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 04:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحن ضحايا التفكير الرغائبي wishful thinking
----------------------+
للأسف ، لا تزال المجتمعات الإسلامية والشرقية، في كثير من جوانبها، حبيسة نمط ذهني يُفضّل التمنّي على المواجهة، وتغليب الصورة المثالية على الواقع المجرّد..
إنّ حال التمنّي أو ما يُعرف بـ"التفكير الرغائبي" ليس مجرد حالة فردية عابرة، بل هو بنية نفسية واجتماعية تتجذر في الثقافة وتعيد تشكيل العلاقة بين المجتمع وواقعه، لا سيما حين تختلط التحديات بالتاريخ والمقدّس والرمز..
في تلك المجتمعات ، يُمنح الحلم سلطة أكبر من العقل، ويُقدَّم الهروب النفسي كبديل عن التحليل الواقعي للواقع المأزوم، سياسيًا أو اقتصاديًا أو معرفيًا، الذي يُنتج حاجة ملحّة لتصويره بصورة أكثر احتمالية وأقل تهديداً، مما يجعل التفكير الرغائبي ملاذاً للعقل الجمعي برمته.
وهذا الحال بالذات ، بزداد ، خاصةً ، في ظل أنظمة تعليمية لا تمارس ترسيخ التفكير النقدي، وبيئات آسنة بخطابات دينية أصولية أو إعلامية متخلفة ، تُعزز مناهج التلقين والتصديق، حتى يصبح الفرد أكثر قابلية لتبنّي الأفكار التي تشبه آماله، لا تلك التي تعكس واقعه الحقيقي.
ويُضاف إلى ذلك كله، غياب الشفافية والمساءلة، حيث تسود لغة التطمين الزائف، وتُستبدل الأسئلة الحقيقية بشعارات عامة.
هذا المناخ يُسهم في إعادة إنتاج التفكير الرغائبي كآلية دفاع ثقافي، وليس كخطأ فردي في التقدير من قبل أحد ...
قصارى القول لدي :
إنّ معالجة هذه الظاهرة ، تتطلّب - في تقديري ثورة معرفية هائلة ، تبدأ من إعادة الاعتبار للعقل النقدي، وتعزيز ثقافة الحوار لا التسليم، وتفكيك الفجوة بين اللغة والواقع.
فحين يتحرر الإنسان من إغواء الصورة ويواجه الحقيقة، تبدأ المجتمعات الانسانية باستعادة قدرتها على التغيير وتتعرف على سبل التقدم المناسبة والضرورية لها.
للحديث بقية ..
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟