أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشاه الغرب














المزيد.....

طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشاه الغرب


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: د. زياد الزبيدي

4 أغسطس 2025

في غزة، وعلى مرأى العالم، تُبثّ المجازر مباشرة: أطفال يموتون جوعًا، أمهات يبحثن عن الماء وسط الركام، شيوخ يتوسّدون الحصار.
لكن "العالم الحر" لا يتحرك… بل يبحث عن مبررات لإسرائيل، و"يفهم دوافعها الأمنية". هذا العالم، الذي يصفق عندما تُجوّع غزة، ويصمت عندما يُقتل الصحفيون تحت أنقاض البيوت، سيُجنّ جنونه لو تغيّرت المعادلة.
فلنتخيّل، لا أكثر:
عام 2035، مقاتلون فلسطينيون يحاصرون مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية. لا قصف، لا إجتياح، فقط طوق عسكري لوقف إعتداءاتهم على القرى الفلسطينية التي إستمرت عقود.
فجأة، تنهض أمريكا من سباتها الأخلاقي، لكن ليس لنجدة الإنسانية، بل لإنزال قوات المارينز في حيفا، وحماية المستوطنين بقوة حاملات الطائرات.
وتتحرك أوروبا في جوقة، وتشتعل الماكينات الإعلامية، وتُشيطن المقاومة، وتُفتح السماء لآلاف الطائرات، لا لإلقاء الغذاء، بل للصواريخ الذكية.

في هذا المقال، نحلّل بردٍ عقلاني، مشهدًا إفتراضيًا… لكنه، للأسف، أكثر واقعية من أخلاق العالم المتحضر.

الولايات المتحدة: إنخراط مباشر وقواعد إشتباك مفتوحة

الرد عنيف وسريع كالصاعقة. تُعلن واشنطن أن ما يحدث "هجوم إرهابي غير مسبوق على الشعب اليهودي"، وتبدأ بتحريك حاملات الطائرات نحو حيفا. تنفذ عملية إنزال قوات المارينز "لحماية المدنيين الإسرائيليين"، وتُفعّل قيادة ميدانية أمريكية-إسرائيلية مشتركة. تُطلق الإدارة الأمريكية عملية عسكرية باسم "درع الحلفاء"، وتُعتبر المناطق المحيطة بالمستوطنات "منطقة عمليات أمريكية". الإعلام الأمريكي يُجنّ: المذيعون يتحدثون عن "حق إسرائيل في محو هؤلاء الإرهابيين"، وتُمنع أي تغطية إنسانية للفلسطينيين. تُهدد أمريكا علنًا كل من يتعاطف مع الفلسطينيين أو يبرر مقاومتهم بعقوبات أو تصنيفات إرهابية.
أمريكا لا تدافع عن إسرائيل فقط، بل تتصرف وكأنها هي إسرائيل.

أوروبا: إنسانية إنتقائية وخطاب إستعماري

تُصدر بروكسل بيانات "قلق على المدنيين"، لكنها تؤكد "تفهمها الكامل لحق إسرائيل في الرد الحاسم". ألمانيا تكرّر معزوفة "الذنب التاريخي"، وتمنح تل أبيب تفويضًا أخلاقيًا لا محدودًا. فرنسا تتحدث عن "التوازن"، لكن الإعلام الرسمي يعرض الفلسطينيين كمليشيات دموية. بولندا، المجر، التشيك تطالب بتدخل عسكري غربي مباشر لحماية الإسرائيليين المحاصرين.
حقوق الإنسان الأوروبية تُفعّل فقط حين يكون الطرف المعتدى عليه إسرائيليًا.

روسيا: حياد مصلحي وصمت إنتهازي

الكرملين يدعو الطرفين إلى التهدئة، لكن دون إدانة واضحة لإسرائيل. الإعلام الروسي ينتقد الغرب ويظهر تضامنًا لفظيًا مع فلسطين، لكن دون دعم حقيقي. موسكو توازن بين عدم خسارة إسرائيل كنافذة تقنية، ومحاولة كسب تعاطف الشعوب العربية. روسيا تمسك العصا من المنتصف، لكنها لا تملك مشروعًا أخلاقيًا مستقلًا.

الصين: براغماتية بلا ضمير

تدعو إلى "حل سلمي" و"ضبط النفس"، لكن دون تبني موقف أخلاقي واضح. تستخدم القضية لإحراج واشنطن، دون تقديم دعم عملي للفلسطينيين. وتحافظ على علاقاتها التكنولوجية والإقتصادية مع إسرائيل.
الصين ترى في فلسطين ملفًا ثانويًا لا يستحق المغامرة بالمصالح الكبرى.

العالم العربي والإسلامي: شعوب تنتفض وأنظمة تساوم

الشعوب تخرج بالملايين: في بيروت، إسطنبول، الرباط، كراتشي، طهران.
الأنظمة تصدر بيانات فاترة: السعودية، الإمارات، البحرين تدعو لـ"التهدئة".
الجزائر، إيران، اليمن تتخذ مواقف أوضح، لكنها بلا وزن عسكري مؤثر.
فلسطين ليست أولوية لمعظم الحكومات، بل عبء سياسي يُدار لا قضية تحرر.

الإعلام والرأي العام: إنقلاب نفاقي شامل
الإعلام الغربي يُطلق حملة شيطنة شاملة ضد المقاومة. تُعاد نفس المصطلحات: "إرهابيون"، "تهديد وجودي"، "السامية تواجه الخطر". ويُمنع أي خطاب بديل أو محاولة لفهم جذور الصراع.
الإعلام لا ينقل الحقيقة، بل يصنعها وفق هوية الضحية والجلاد.

الخلاصة: عدالة العالم مشروطة بلون الضحية

العالم لا يُدين القتل، بل يُدين من يهدّد موازين الهيمنة. في هذا السيناريو الإفتراضي، يتعرّى النظام الدولي:
- الأخلاق مرهونة بالسياسة.
- القانون يُفعّل فقط عندما يكون القاتل "غير مرغوب به".
- والمقاومة تُصبح إرهابًا حين لا تخدم مصالح الأقوياء. حين يحاصر الفلسطيني مستوطنة، يتحرك العالم. أما حين تُحاصر غزة… فيصمت الجميع.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكسندر دوغين - ترامب بين فشل الإصلاح وإمكانات الهدم - قراءة ...
- طوفان الأقصى 666 - إسرائيل بين نهاية فلسطين وبداية الهيكل ال ...
- ألكسندر دوغين - بوتين يميط اللثام عن حقائق الجيوبوليتيكا (بر ...
- طوفان الأقصى 665 - كيف تحكم الصهيونية المسيحية سياسة واشنطن؟
- ألكسندر دوغين - -روسيا كدولة-حضارة: نقد الإنحدار الغربي ومسا ...
- ألكسندر دوغين – -الجنرال هرمجدون- الجديد: روسيا تُخيف الغرب ...
- طوفان الأقصى 664 - فلسطين تفجّر الغرب: صراع العواصم الغربية ...
- طوفان الأقصى 663 - إنكشاف التحيّز المنهجي لصالح إسرائيل داخل ...
- طوفان الأقصى 662 - من إيلات إلى جيبوتي: كيف غيّر الحوثيون وا ...
- طوفان الأقصى 661 - -إسرائيل ليست شرًا فريدًا من نوعه.. إنها ...
- طوفان الأقصى 659 - إغتيال جيمس فورستال وجون كينيدي – هل سقطا ...
- طوفان الأقصى 659 - داخل مستشفى في غزة: جراح بريطاني يروي ما ...
- طوفان الأقصى 658 - إسرائيل وتحويل الإفتراءات المعادية لليهود ...
- طوفان الأقصى 657 – روسيا وفلسطين... ضحيتان لمسار واحد من الإ ...
- الصين والإبادة في غزة: بين خطاب العدالة وحسابات المصالح
- طوفان الأقصى 656 - -مطالب شعبنا بالعدالة تتجاوز التدمير-
- ألكسندر دوغين – الديمقراطية الغربية الوحشية
- طوفان الأقصى 655 - الولايات المتحدة غير راضية عن تعامل إسرائ ...
- غزة لا تجوع، بل يتم تجويعها
- طوفان الأقصى 654 - إيران والإتفاق النووي: صفقة مع المجهول... ...


المزيد.....




- مدرب ركوب أمواج ينقذ 3 أطفال معًا في المحيط بعد هجوم أسد بحر ...
- بريطانيا: مشروع حكومي جديد لإجلاء أطفال مصابين من غزة
- بسبب -الغرافيتي وغزة-.. عمدة أثينا يوبّخ سفير إسرائيل: لا نق ...
- مقتل فلسطينيين في غارات إسرائيلية جديدة على غزة، ومطالبات بت ...
- مدن ألمانية تدرس استقبال أطفال من غزة وإسرائيل
- دراسة صادمة: أقل من 20 بالمئة من الألمان مستعدون للقتال من أ ...
- نتانياهو يطلب من الصليب الأحمر تأمين الطعام للرهائن في غزة و ...
- تركيا.. عريس ينسى عروسه!
- المرصد السوري: أربعة قتلى على الأقل إثر تجدد الغنف في جنوب س ...
- بحسابات رياضية.. هكذا صنعت إسرائيل مجاعة غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 667 - ماذا لو تغيّر المشهد؟ السيناريو الذي يخشاه الغرب