أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - صراع دول على صالح الكويتي














المزيد.....

صراع دول على صالح الكويتي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


ثمة متراجحة نكاد نتفق عليها جميعا، وإن كانت بكفة مائلة بشكل لا تخطئه العين والذاكرة معا، عندما تتصارع بلدان على بعض الأسماء اعتزازا بها، بينما هناك أسماء أخرى تثير الازدراء،الجميع يقول “هذا ليس منا”!
هذه المتراجحة المائلة تنطبق بامتياز على الموسيقار العراقي الراحل صالح الكويتي، فهو موضع صراع بلدان عليه عندما استقبلته إسرائيل كيهودي عراقي منذ خمسينات القرن الماضي وتركته يعيش في سوق الغبار كأي مستوطن ولم تقدّر قيمته إلا في وقت متأخر جدا من حياته، وأطلقت اسمه على شارع في القدس، بينما هو العراقي الذي صنع جيل البناء الصعب في الأغنية العراقية، ولم تخفت لمساته إلى اليوم. وتدخل الكويت بشكل مقحم على ملكية صالح لها بذريعة الاسم وتقول صالح منا أيضا. وبين كل ذلك يرقد هذا الموسيقار بعد أن عاش نصف عمره مثقلا بالخيبة حتى وفاته عام 1986.
عندما يتعلق الأمر بذريعة الكويت فهي لا تمتلك أهمية تاريخية لأنها تكتفي بالتعكز على مجرد لقب “الكويتي”.
أطلقت هذا السؤال على الكاتب العراقي الراحل حسقيل قوجمان،فرد متهكما بـ”لا أهمية لهذا السؤال! فعندما ولد صالح لم يكن هناك كيان معروف للكويت كما هو اليوم”.
وعندما طالبته بتوضيح أكثر وهو الذي كان من أقرب الناس إلى صالح قال مؤلف كتاب “الموسيقى الفنية المعاصرة في العراق”،“في واحدة من سفرات الأسرة التي تسكن محافظة ميسان في جنوب العراق، وكانت تتاجر بالذهب مع الهند، وتقوم برحلات بحرية طويلة، ولد صالح في الكويت قبل أن تنطلق سفينة أسرته،هذا وحده ما يجعل صالح العراقي ينتسب إلى مدينة الكويت بمجرد الاسم”.
إسرائيل التي لم تقدر قيمة صالح الكويتي، جعلت منه مجرد رقم لمستوطن مع شقيقه داود، ولم تُعد له الاعتبار إلا بعد وفاته. بيد أن ابنه شلومو قال لي “لم أكن أعرف أن والدي بهذه الشهرة والقيمة في العراق إلا في وقت متأخر”.
مهما يكن من أمر، هناك محاولات مترددة لإعادة شيء من المجد الآفل لصالح الكويتي في بلده الأصلي العراق! بينما ذاكرة العراقيين وذائقتهم لم تغفلا ولو للحظة واحدة ألحان هذا الموسيقار الذي أرخ بمئات الأغاني لوجع وهيام ووله العراقيين في أصوات سليمة مراد وزكية جورج ونرجس شوقي وناظم الغزالي وحضيري أبوعزيز وعفيفة إسكندر.
يواجه رد الاعتبار ما يمكن أن نسميه الإقصاء الثقافي. وهو جزء من عملية تدمير للذاكرة مع اختطاف الأغنية العراقية.
صالح الكويتي عراقي فنا ومشاعر وأرغم على الهجرة إلى إسرائيل، كما اعترف بذلك، وطالما عبر عن ذلك بوجع وهو يستمع إلى أغانيه من إذاعة بغداد في ستينات وسبعينات القرن الماضي من دون أن تكون تلك الأغاني ماركة مسجلة باسمه، وعادة ما كانت تنسب إلى الفلكلور، بذريعة سياسية.
تسنى لي أن أتحسس وجع صالح الكويتي عندما زودني ابنه شلومو بعشر ساعات من التسجيلات الصوتية يروي فيها شيئا من سيرته من دون أن يخفت وجعه وهو لا يسمع اسمه يسبق أغنية لسليمة مراد تبث من إذاعة بغداد، كان يقول “يا أهلي في العراق، لست سياسيا، أنا فنان فبحقكم اذكروا اسمي كلما غنت سليمة.” وتساءل بمرارة “لماذا يذكر اسم الملحن ناظم نعيم مع ألحانه وهو يعيش في الولايات المتحدة ويغيّب اسمي عمدا؟”
في كل الأحوال أشكك في نجاح المحاولات التي تريد إعادة الاعتبار إلى الصانع الأول للأغنية العراقية صالح الكويتي، وإن كانت بنيّة صادقة، في زمن تدمير الذاكرة العراقية بشكل متعمد وبغيض.
هناك تماثيل تصنع التاريخ في المدن، بينما التاريخ لم يكن عادلا مع الموسيقار صالح الكويتي، مع أنه كان يمس في ألحانه شغاف قلوب العراقيين برمتهم.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الأعظمية ينتهي في تونس
- لماذا يخترع الأدباء سيرة مزيفة؟
- وماذا عن صحافيينا القتلى؟
- إنه يتذوّق الموسيقى أيضًا!
- أيّ نوع من الناس نريد أن نكون؟
- ماذا تبقى من مرونة إيران السياسية
- الشوالي يستحوذ على بلاغة اللغة
- تحبّ السياسة لأنها تحبّ الناس
- الراحل هيثم الزبيدي شاهد على العَصرِ الرابع
- زوكربيرغ يسوّق لصناعة المشاعر
- لعنة العراق أم متلازمة صدام!
- لهيثم الزبيدي وجع الدموع في مآقيها
- ترامب لعبة لا تبعث على الملل
- شاعر لم يعرض عن عراقيته
- رعد بركات: لا غناء إلا للعراق
- رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب
- إعلام دولة رئيس الببغاء!
- تأنيث ضمير اللغة
- كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
- تغييب التلاوة البغدادية


المزيد.....




- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - صراع دول على صالح الكويتي