أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - موسم هبوب أعاصير الفتن















المزيد.....

موسم هبوب أعاصير الفتن


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بات قريب عهد على موسم أنتخابات وطنية ، كما إن المتتبع لأتجاهات الرأي العام ،وخاصة في وسط وجنوب العراق واضحاً وجلياً ، والبوصلة تُشير بشكل لايقبل الشك بأتجاه الحالة الوطنية ذات الأهتمام بالقضايا المركزية وطنياً وعربياً وأسلامياً ، وهذا أتجاه ريح الأنتخابات مما لا يشتهيه أصحاب السفن الأمريكية والإسرائيلية وأذنابهم من الأعراب ،ومن بعض شركاء الداخل العراقي ،من أصحاب الأجندة والمتبنيات الخارجية ، وبما إن الروح الجمعية لجمهور هذه المناطق محسومة الأتجاه والغاية، بات من المؤكد أن تتحرك محركات القوى المناوئة ،من أجل تخفيف سرعة التوجة، والعمل قدر الأمكان على أنحراف مساره عن الهدف المرسوم له سلفاً ، ولأجل تحقيق ذلك بدأت كل أدوات صناعة أتجاه الرأي بالعمل ،وبكل ما أُتيت من قوة تقنية ومالية ونفسية لأحداث تغير أتجاه الرأي لصالح من يتبنون الأتجاه الأمريكي والطائفي ، أو على الأقل في حالة فشلهم في عدم تمكنهم من أيجاد ثغرة في الجدار الوطني، هو العمل إلى تعطيل الأستحقاق الأنتخابي ، والذهاب إلى فوضى تنتهي بحكومة طواريء بقيادة عسكرية ،تأتمر بأوامر أمريكا ،أو بشخصية طائفية كشخصيّة الجولاني في سوريا ،لتأخذ العراق بها كما أخذت سوريا الآن باتجاه التطبيع مع إسرائيل ، وخير دليل هو الاجتماع الثنائي في باريس قبل عدة أيام بين وزير خارجية سوريا المدعو أسعد الشيباني ، ووزير الشؤون الأستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر كمقدمة لأقامة علاقات هدنة وتطبيع مع إسرائيل ، وهذا هو المطلوب للعراق بعد سوريا ، ولاشك إن العراق يمثل الوجبة الدسمة لأمريكا وإسرائيل و إن ما يحدث لغزة والدروز إلا مقبلات ومقدمات للوجبة الدسمة التي هي العراق كما يقول السياسي اللبناني وئام وهاب .
على هذا الأساس بدأنا نتلمس بدايات سيناريو كبير وخطير ، بدأ من الجهة الشمالية للعراق، من خلال جارته المزعجة له دوماً تركيا، حيث أصدر رئيس وزراءها رجب طيب أردوغان أوامره بأيقاف تصدير النفط العراق عن طريق ميناء جيهان ،أملاً بمحاصرة العراق أقتصادياً ،والضغط على حكومة بغداد مالياً حيث أنها تحت ضغط أستحقاق الرواتب المتضخمة والكبيرة الواجب دفعها شهرياً كرواتب للقطاع المدني والعسكري ،ومنهم الحشد الشعبي الذي يمثل قطاع لا يُستهان به من حيث العدد ، آملين أن يحرجوا الحكومة العراقية ،ويجعلوها تستسلم تحت هذا الضغط وتستجيب لمطالب أوردوغان المجحفة والعالية التكاليف ،ومنها ان يكون شريك عالي الكلفة بكل مايصدر من نفط وغاز عبر الأنبوب الذي يمر بأراضيه، بالأضافة إلى الضغط السياسي من أجل فتح الأبواب لأستثمارات سياسية عبر ذيوله من سياسيين عراقيين من أمثال خميس الخنجر ،ومحمد الحلبوسي ،ليضمن من خلالهم نفوذ سياسي بالعراق ،كما فعل بسوريا من خلال الجولاني . لم تقف الفواعل والمحركات السياسية فقط عند الحدود الشمالية للعراق، بل أتجهت جنوباً ،ومن آخر نقطة حدودية في الجنوب، وهو خور عبد الله فأثارة فتنة نائمة ،ألا وهو ترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت ، والمسألة الملفته للنظر لماذا في هذا الوقت ،وهي قضية مطروحة ووافق عليها صدام حسين وحكومته منذ عام 1994م بغض النظر عن عدالتها أو عدم عدالتها ، وهي من القضايا التي يمكن حسمها بطرق تفاوضية وعبر محاكم دولية تطالب بها حكومة العراق، وإن تواطأ بعض الحكام العراقيون المتصدون للحكم ،يمكن للشعب العراقي وعبر مظاهرات سلمية أجبارهم للرضوخ لمطالبه، ومن ضمن هذه الوسائل الضاغطة هو أختيار سياسيين مستعدين لرفع هذه القضية والمطالبة بحقوق العراق البحرية ،وعدم المساومة عليها، من خلال انتخابهم عبر صناديق الأنتخابات الجاري الأستعداد لها في نوفمبر القادم ،وهي فترة ليست بالطويلة ، وبدلاً من ذلك بدأت الأحتجاجات والتخرصات الغير نظامية تظهر على الساحة العراقية، وبطريقة تُشير إلى الفوضى ،مما يشجع على الأنقسام والخصام في الوسط العراقي وخاصة الشيعي ،الذي هو محل القصد ، مما يؤدي إلى خلط الأوراق ،وتباين الرؤى ، وبالتالي تنتهي إلى توهين الزخم بأتجاه الجمهور إلى صناديق الأنتخابات في وسط وجنوب العراق ، والغرض هو لتغليب جهة على جهة ،وتكون الكفة لصالح أتجاه التطبيع مع إسرائيل ،وقد عبر عنها بوضوح السياسي الطائفي محمد الدايني في مقابلة تلفزيونية له حيث قال بالحرف الواحد ان محمد السوداني آخر رئيس وزراء شيعي يحكم العراق، وهذا هو المطلوب الآن ، من أجل توفير أحد أهم شروط التطبيع ،وهو وجود الفاعل السياسي الذي يؤمن بعملية التطبيع .
لم يقف العمل على إيجاد كماشة واحدة شمالية وأخرى جنوبية تضغط على حكومة بغداد ، بل يعملوا الآن على خلق بلبلة وفوضى داخلية تشغل الحكومة ،وتوهم من عزم الجماهير ،والعمل على أضعاف روح المقاومة في صفوفهم ،وأرعاب الناس من خلال نشر الأخبار الكاذبة والمضللة عبر وسائل التواصل الأجتماعي والقنوات التلفزيونية الطائفية بأن الناس يجمعوا لكم على الحدود السورية، وإن كل حثالات الشر من أرهابي داعش الوهابية يعدوا لكم للهجوم عليكم ويفعلوا ما فعلوا بأقليات سوريا من العلويين والشيعة والدروز والمسيحيين ، ويعني هذا القتل والتدمير والتهجير والتركيع والأذلال لكم ،وتجريدكم من كل شيء ، وإن هناك خلايا نائمة ،ومناطق يتجمعون بها كجبال حمرين ووادي حوران وغيرها، وطبعاً كل هذه أخبار عارية عن الصحة ،لان أبناء قواتنا المسلحة من الجيش والحشد والأمن الداخلي فارض سيطرته على كل شبر من أرض العراق ،. لم تكتفي ماكنة أشاعتهم عند ذلك بل أتجهت إلى تسقيط الشخصيات الفاعلة والتي تعد رموز وطنية من أمثال السيد آية الله علي السيستاني ، وبعض قادة الحشد من أمثال المرحوم الشهيد ابو مهدي المهندس وغيره من الأحياء ، وهناك محاولات التشويه والتنكيل على قدم وساق لشخصيات محترمة وذات وزن شعبي ووطني ،آملين فك أواصر الترابط بين الجمهور وقياداته ،وبالتالي أسقاط هذه القيادات عن طريق تخلي الجمهور عنهم كما حصل تاريخياً للشهيد مسلم بن عقيل موفد الحُسين ع لأهل الكوفة ،حيث لعبت الدعاية الأموية المظللة والمُرَهبة فعلتها في مخادعة الجمهور وتخليه عنه ومن ثم قتله ،وسيطرة ابن زياد والي يزيد بن معاوية على العراق ، ولكن ما ينعش الآمال ،ويخيب ظن أعداء العراق وخونته من الداخل ان شيعة العراق بالخصوص أستوعبوا الدرس التاريخيّ والسياسي ،وباتوا ممن لم تمرر عليهم هذه الأساليب ،ولم ينخدعوا بها ،وسيتصدوا لها، وأنهم يعرفون أولويات عملهم ،ومايدور حولهم من مؤامرات ،وسيكون الفشل مصير كل هذه المحاولات الغادرة.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحتلال البريطاني والأمريكي وحدة هدف وتماثل أسلوب
- الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة-4-
- الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة 3
- الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة -2-
- الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة (1)
- حروب القلم
- (احداث كشفت المستور)
- الأستعمار وثقافة الإستهلاك
- (الفصائل الغير منضوية تحت قيادة الحشد الشعبي وضرورة الأنضواء ...
- طموحات أوردغانية على طريقة السلطنة العثمانية
- (جولات صراع جديدة تنتظر الشرق الأوسط )
- (الأجتهاد ضرورة أم ضرر)
- النظام الجديد في سوريا والأختبار الصعب
- جدلية العلاقة بين العقائد والسلوك
- أفكار بصيغة المطلق
- (فصول كرة النار في الشرق الأوسط)
- القوة المباشرة أخر أدوات تنفيذ الأستراتيجة السياسية لأمريكا
- ( مسارات التدين بين الشكل والمضمون )
- علل نجهلها
- (أي الثورات نبغيها)


المزيد.....




- هكذا تخطط أكبر شركة طيران في أوروبا لحل مشكلة الأمتعة الزائد ...
- جزيرة -مسكونة- في البندقية ستصبح ملاذًا حصريًا للسكان المحلي ...
- بحضور فيروز، محبو زياد الرحباني يودعونه من بيروت إلى مثواه ا ...
- بريطانيا -تضغط على ترامب لإنهاء المعاناة في غزة-، و14 وفاة ج ...
- -شيعة تونس- - جدل في الداخل ومخاوف من الخارج؟
- إسرائيل تؤكد -توزيع- حمولة 120 شاحنة مساعدات في غزة
- غابات الأمازون: المعركة الصامتة
- الاتفاق التجاري مع واشنطن: خفض الرسوم الجمركية مقابل صفقات و ...
- شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تتحد معا لمواجهة قيود الولايا ...
- عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لكمين خان يونس ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - موسم هبوب أعاصير الفتن