أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - حروب القلم















المزيد.....

حروب القلم


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8332 - 2025 / 5 / 4 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(حروب القلم)
صحيح إن السيف أقدم أسلحة الحروب بين البشر ، والذي تطور اليوم إلى أسلحة أوتوماتيكية ،وصولاً للأسلحة الذرية ، وهناك أخرى سرية لايعلم بها إلا الله والقائمين عليها ، ولكن لم تتمكن ،ولم تصل إلى مديات سلاح القلم ، فهي محدودة الميدان من حيث المساحة ،فالحروب التقليدية ،كما في الحرب العالمية الأولى والثانية ،والحرب العراقية الإيرانية ،وغيرها ،حدثت بأماكن محددة ،وسلاحها يُصيب الأبدان ،والمنشأت المادية ،ولكن سلاح القلم لاحدود جغرافية له ،فهو يستطيع الوصول إلى كل جهات الأرض الأربعة ،وأنه يُصيب العقول دون الأبدان ، وهنا تكمن خطورة هذا السلاح ،فالأول يحتل بقعة من الأرض ويستولي على ثروات محدودة ، وسلاح القلم يحتل عقول ،ويكتسح حضارات ،ويسلب أرادات . أستراتيجية سلاح القلم أخطر من كل الأسلحة، وأمضاها ،وأقل جعجعة ،وأرخص تكلفة ،وأوقع ضرراً بالخصم ،وهذا هو السر في بناء الأمبراطوريات الأعلامية في عالم اليوم من قِبل الدول الأمبريالية ،بالتحالف غير المقدس مع إسرائيل وأساطين المال من اليهود ، الذين يسعون من خلاله إلى تحقيق ماعجز السلاح التقليدي من تحقيقه ،الذي يتمثل بالهدف الأستراتيجي لهم ،وهو السيطرة على العالم ، وقد أثبتت الأيام والتجارب ، وما سُوق من أفكار، وما عُرض من مؤلفات ،وما قُدم من مقابلات ،وأفلام ومسلسلات ،وما يُروج له على صفحات التواصل الأجتماعي ، ما يجعلني شخصياً لا أستبعد إن هناك مراكز فكرية عالمية سرية ،تنتج أفكار ،تسعى من خلالها للتشكيك بالرموز العظيمة ، وأظهارها بمظهر القبح تارة، والتهتك تارة أخرى ، وذلك لما لهذه الرموز من تأثير على الفكر والسلوك العام ، فمثلاً جوز الغربيون على أنبياء اليهود والنصارى شرب الخمر ،والأتيان بالفاحشة ،والكثير من السلوكيات المشينة، وأسفارهم مليئة بذلك ، فنرى بالكتب والدراسات التي قُدمت بعصر التنوير ،وحتى بالسنوات القريبة الماضية ، التي تعرضت لحياة الأنبياء ،وعملت على الحط من منزلتهم، والأستهزاء بهم ،وخاصة عن طريق الأفلام ،وكيف أنبياء بني إسرائيل يعاشرون الجميلات من النساء، ويحتسون الخمرة ، كما صوروهم بأنهم كانوا يتجرؤون على الذات إلهية ،وهذا الأسلوب هو من سوغ للألحاد في أوربا ،كأداة من أدواة تسويقه للمجتمع ، لتحاشي صدمة وردود فعل هذه المجتمعات المتدينة ، وأقناعها بأن أنبياءهم هم أول من تعاملوا مع الرب بطريقة خشنة ،وبعيدة عن الآداب العالية والتقديس والتبجيل ،فما المانع أن نحذوا حذوهم ،وهذا بطبيعة الحال سوف يجعل المجتمع يتقبل أسلوبهم الخشن في معاملتهم للرموز الدينية ، وبالتالي لا غضاضة من التعامل مع هذه المقدسات بنفس أسلوب من سبقهم من أنبياء ،بأعتبارهم أسوة لأتباعهم ، وهذا ما أغرى الكثير من الأفراد من التهاون في فعل الذنوب، و هَون عليهم اقتحام الموبقات والجرائم ،وهذا ماحصل للمجتمع الغربي ، وكيف تشبع بالفساد الأخلاقي ، متعذرين بأن أنبياءهم قد سبقوهم بشرب الخمر وممارسة الرذيلة الجنسية ، ونستطيع ان نذكر بعضها ، فقد ورد في الكتاب المقدس طبعة دار المشرق ((وأبتدأ نوح يحرث الأرض وغرس كرماً وشرب الخمر فسكر وتكشف داخل خبائه)) أما ما نقلوه عن إبراهيم أنه سلم زوجته ساره إلى فرعون ،وقال له أنها أخته ، وقد أعطى فرعون لإبراهيم قدراً من البهائم والأنعام مقابلها) أي أنهم أظهروا نبيهم بمقام القواد ، أما تصويرهم للوط ،فهو الأدهى والأمر ،فقالوا أن بناته الأثنان قد أشربوه الخمرة ومارس الجنس معهما فولدتا منه وهؤلاء الأبناء غير الشرعيين ،هم أصل الموئابيين والعموريين ، وهكذا مع بقية أنبياءهم ، فهل يُعقل إن من أرسلهم الله لنشر الفضيلة ،أن يسلكوا هذا السلوك المشين ، هذا التصدير الذي صدروه للمجتمع الأوربي كان أهم أسباب أفساده، والآن تُصدر لنا هذه الأفكار عبر تصوير النبي محمد ص بانه كان يشرب الخمرة، وهناك من يصوره زير نساء ،وهناك من يصوره أرهابي، وكانت أحدى هذه المحاولات ،ماقام به الكاتب الهندي الأصل والبريطاني الجنسية سلمان رشدي في تأليف آيات شيطانية والذي يظهر النبي محمد ص بصور تحاول الحط من شخصيته كنبي ورسول ، وأنه شخصية غير معصومة ،ونرجسية ،وشبقه ، كل ذلك من أجل تحطيم هذا الرمز الأخلاقي العظيم ، لكي يهون على الشعوب المسلمة أقتراف الموبقات بدعوى أن الرسول فعلها وهو نبي ،فكيف وأنتم الناس العاديين لا تعملوها ، يتوخون من ذلك أفساد المجتمع ،وتحطيم القيم ،وعلى نظرية ،إذا فِسدَ العالِم فسد العالَم ، لذلك نرى الكثير من وسائل الأعلام المختلفة وعلى لسان أبناء المسلمين من مقدمي البرامج والمفكرين ،هم من يقومون بهذا الدور لدفع الشبه عن المراكز الغربية التي تدفع بهذا الأتجاه ,وبرنامج مختلف عليه الذي تقدمه قناة الحرة واحد من هذه البرامج التي تعمل بهذا الأتجاه والذي يقدمه إبراهيم عيسى المصري. إنها حرب الأعلام ،كوسيلة من وسائل الحرب الناعمة ،كمقدمة لأحتلال بلادنا ،والسيطرة على شعوبنا ،عن طريق قتل كل القيم التي تعارض التطبيع ،والأحتلال والخنوع ،والقبول بهوية غير الإسلام ، كتمهيد لسيطرة اليهود على العالم ، وكنتيجة لهذه الهجمة الشرسة ،والأعلام الممنهج والمكثف ، ساهم في ظهور ظاهرة الألحاد ،وموجة التشكيك ، وتعرض المنظومة الأخلاقية للأهتزاز في العالم العربي والأسلامي ، والأخطر هناك توجه يسير بالتوازي مع هذا التوجه في ضرب ثوابت الأمة، هو الدفع بالأجيال الجديدة من الشباب للقبول بالأمر الواقع الذي تفرضه الأمبريالية الأمريكية ،ومن وراءها إسرائيل ، وذلك بقبول فكرة التطبيع مع إسرائيل ،وأن مجتمع الأستهلاك الذي فرضوه على شعوبنا ،هو النظام الأمثل ،وبوابة نظام الرفاهية لهذه الشعوب ،ليجعلوا منها شعوب خاوية كسولة ،لاتقوى على مقاومة ظلم ،ولا رد عدوان ،والذي بعد فوات الأوان تصحوا هذه الشعوب على واقع هزيل يسيطر عليه رأس المال الذي تديره الدول الرأسمالية وأساطير المال اليهود، وتفقد هذه الشعوب استقلال بلادها، وتُسلب ثرواتها ،وينتهي أبناءها عبيد بيد أرباب المال اليهود ،وحلفاءهم الغربيين،وتسود حضارة الكابوي الأمريكي ،مقابل أضمحلال حضارات الشرق ،ومنها حضارة الإسلام .



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (احداث كشفت المستور)
- الأستعمار وثقافة الإستهلاك
- (الفصائل الغير منضوية تحت قيادة الحشد الشعبي وضرورة الأنضواء ...
- طموحات أوردغانية على طريقة السلطنة العثمانية
- (جولات صراع جديدة تنتظر الشرق الأوسط )
- (الأجتهاد ضرورة أم ضرر)
- النظام الجديد في سوريا والأختبار الصعب
- جدلية العلاقة بين العقائد والسلوك
- أفكار بصيغة المطلق
- (فصول كرة النار في الشرق الأوسط)
- القوة المباشرة أخر أدوات تنفيذ الأستراتيجة السياسية لأمريكا
- ( مسارات التدين بين الشكل والمضمون )
- علل نجهلها
- (أي الثورات نبغيها)
- (بنادق الخارج وخيانات الداخل تصوب رصاصاتها علينا)
- (لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)
- ونقرع النوافيس
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (8 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (7 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (6 )


المزيد.....




- زيادة كبيرة.. مصر تستقبل 3.9 مليون سائح خلال أول 3 شهور من 2 ...
- السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتس ...
- أوكرانيا: إصابة 11 شخصًا في هجوم روسي بطائرات مُسيرة على كيي ...
- الكرادلة يدخلون مرحلة الصمت الانتخابي قبيل انعقاد المجمع الم ...
- المحادثات النووية مع أمريكا - شكوك وأمل لدى المعارضة الإيران ...
- الجيش السوداني يعرض أسلحة غنمها من الدعم
- مصر.. الكشف عن قضية فساد تضم 16 مسؤولا حكوميا
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد تفجير عدد من آليات الجيش الإسرائيلي ...
- نتنياهو يتوعد بشن -المزيد من الضربات- على اليمن
- غزة.. 65 ألف طفل مهددون بالموت جوعا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - حروب القلم