أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة 3














المزيد.....

الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة 3


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة -3-
في هذه الحلقة نستمر بالتطرق للوضع الطائفي الذي رسخه رجالات العهد الملكي , وأصبح الأساس للحكومات التي أعقبته , والتي سارت على ما أسسه الآباء المؤسسون في العهد الملكي لما بعدهم في الحكومات الجمهورية التي حكمت العراق بتغول طائفي من لون واحد على طائفه أخرى أكثر عدداً منها , لم يُعطى حقها , ولم تحصل على حقها بتكافيء الفرص كما نص عليه الدستور (القانون الأساسي العراقي) الذي كُتب في الحادي والعشرين من آذار سنة 1925م في مادته السادسة , الذي ينص (لا فرق بين العراقيين في الحقوق أمام القانون وإن أختلفوا في القومية والدين واللغة) (تاريخ العراق السياسي الحديث:ص267) .
نستعرض للقاريء الكريم بعض المقتطفات التي تكشف عما أدعيناه من تميز طائفي , وذلك من خلال بعض المفارقات , ومن صور هذه المفارقات مايذكره الكاتب والسياسي العراقي الأستاذ عبد الكريم الأزري (1908-2010م), حيث يذكر والى وقت متأخر من العهد الملكي كان نواب المناطق الشيعية في الوسط والجنوب معظهم يتم تعينهم من المناطق العربية السنية وكأن المناطق الشيعية خلت من أشخاص كفوئين لتمثيل سكان مناطقهم , أما بخصوص تعين السفراء فيذكر الأزري أنه تم تعين أربعين سفير بالخارج ليس بينهم شيعي واحد, ويؤكد الكاتب العراقي المعروف الدكتور عبد الخالق حسين عن شخص عراقي أسمه (عادل حبه) وهو قيادي آنذاك بالحزب الشيوعي العراقي بأنه قدم الى الكلية العسكرية , وكان حاصل على معدل تمكنه بالقبول بكل الكليات , ولكنه أراد الدخول للكلية العسكرية فنجح بكل الأختبارات , ولكن آمر الكلية العسكرية قال له أنت مقبول لكن لدي سؤال واحد ,قبولك يعتمد على جوابك على هذا السؤال , وهو : هل أنت سني أم شيعي؟ فقال له شيعي فأجابه الآمر بأن طلبه مرفوض , ولايمكن قبوله في الكلية . فالشيعي العراقي مرفوض في العمل السياسي وأبعدته السلطات الطائفية من المجال العسكري, ولم يقف الأمرعند هذا الحد بل هناك من أسس لفكرة أن الشيعة في العراق ليس بعراقيين , ودفعوا بالمحتلين البريطانيين الى أبعادهم من كل مسؤولية في العمل الرسمي الحكومي , وهذا ما أكده عام 1920م السياسي العراقي مزاحم الباججي الذي تلى خطابه الذي ودع فيه الكولونيل ولسن (وكيل المندوب السامي البريطاني بعد ثورة العشرين) قال فيه (إن كل شيعي هو أيراني) , ومزاحم هذا أصبح رئيس وزراء العراق 1948م , وهذا النفس والثقافة الطائفية ظهرت أيضاً على لسان سياسي سني آخر هو جعفر العسكري بعد أن أخبره نوري السعيد برغبة الملك فيصل الأول بالتصاهر مع شاه أيران فرد عليه جعفر باشا متهكماً ( بعد شيخلصنا من أهل كربلاء والكواظمة راح يصيرون خوال ولي العهد والملك بعدين (جميل أبو طبيخ , مذكرات بغداد: مراجعة في تاريخ الصراع الطائفي والعنصري ص160) . أن السياسيين الذين كانوا يحيطون بالملك , من ذوي الثقافة التركية , والذين كانوا يعملون بالسلك العسكري والرسمي العثماني يحملون نفساً طائفياً مقيتاً , لأنهم أمتداد للسياسة العثمانية في العراق ,ونلمس ذلك عند أبرز المنظرين القوميين العرب , والذي من المفارقة أنه لم يستطع التكلم بالعربية , فهو والسياسي في العهد الملكي ناجي شوكت أول من لفظ (الشعوبية)وأشاعها بعد أن أختفت , وساعدهم في أظهارها المدرسون السوريين واللبنانيين والفلسطينين الذين جلبهم الحصري للعراق آنذاك , وهذا الحصري الذي لايجيد العربية يقول عن شاعر العرب الأكبر الجواهري (أن عرق الجواهري ينبض بالفارسية)... فلا يجب تعينه معلماً (غالي شكري: مذكرات ثقافة تحتضر ص21) , ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد , بل أضاف طه الهاشمي رئيس الحكومة ووكيل وزير المعارف مطالباً بأقالة وزير المعارف الشيعي (عبد المهدي المنتفكجي) بقوله ( من العيب أن يتردد مجلس الوزراء في أخراج عبد المهدي من الوزارة بعد أن أظهر تشيعاً للفارسي الجواهري)(طه الهاشمي: مذكرات ص44) , والهاشمي شخصية يتصف بالعجرفة والغرور , وذو سياسة قمعية , وسلوك دكتاتوري , وكان يتباهى [أنه أول رئيس وزراء عراقي يمنع المواكب الحسينية , ففي عام 1935م أعلن الهاشمي ووزير داخليته رشيد عالي الكيلاني منع المواكب الحسينية , ودفعوا بالشرطة لغلق المجالس ((ياسين الهاشمي.. الحالم بالعرش: هادي حسن عليوي : 4 أبريل. 2020) , وهذا الحادث ادى الى خروج تظاهرات بالكاظمية والنجف ومدن الفرات الأوسط.
هنا بودي الأشارة الى بعض المعلومات المهمة التي تبين بوضوح مدى الأجحاف الذي لُحق بالطائفة الشيعية , هذه الطائفة التي تبين الأكثرية من ناحية العدد السكاني وهي من قادت أول ثورة وطنية ضد الأحتلال البريطاني , حيث لُوحظ أن مجموع الحكومات المشكلة بالعراق في العهد الملكي كانت 60 يكون رؤساء الوزراء من الطائفة السنية , ما عدا 8 رؤساء وزراء من الطائفة الشيعية , ويُشير السيد (مختار الأسدي ) في كتابه (التشيع بين السياسة والتاريخ ص135) إن البرلمان العراقي في دورته الثالثة مثلاً لا يضم حتى نائباً واحداً من الشيعة , بل كانوا جميعاً من السنة بأستثناء أثنين من اليهود ونائب مسيحي دون وجود مسلم شيعي واحد) , كما إن من مجموع مدة (68) عام أشغل رئاسة الوزراء فيها خمسة رجال شيعة لمدة أقل من ثلاث أعوام مجتمعين أي بنسبة 4,48% فقط (التشيع بين السياسة والتاريخ :ص137) , كما ومن بين 59 وزارة ملكية , ألف الوزارة خمس مرات فقط رؤساء شيعة أي بنسبة 8,47%) (نفس المصدر :ص136) , ما ذكرناه هذا غيض من فيض , وأن الممارسات الطائفية في العهد الملكي تحتاح الى كتاب كبيرة تُجمع فيه هذه الممارسات , والتي تشرح ماقام به بعض الشخصيات الموسومون بالحس الطائفي والمناطقي كمولود مخلص التكريتي الذي كرس الكلية العسكرية لأبناء جلدته , وهو من رجالات العهد الملكي... يتبع



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة -2-
- الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة (1)
- حروب القلم
- (احداث كشفت المستور)
- الأستعمار وثقافة الإستهلاك
- (الفصائل الغير منضوية تحت قيادة الحشد الشعبي وضرورة الأنضواء ...
- طموحات أوردغانية على طريقة السلطنة العثمانية
- (جولات صراع جديدة تنتظر الشرق الأوسط )
- (الأجتهاد ضرورة أم ضرر)
- النظام الجديد في سوريا والأختبار الصعب
- جدلية العلاقة بين العقائد والسلوك
- أفكار بصيغة المطلق
- (فصول كرة النار في الشرق الأوسط)
- القوة المباشرة أخر أدوات تنفيذ الأستراتيجة السياسية لأمريكا
- ( مسارات التدين بين الشكل والمضمون )
- علل نجهلها
- (أي الثورات نبغيها)
- (بنادق الخارج وخيانات الداخل تصوب رصاصاتها علينا)
- (لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)
- ونقرع النوافيس


المزيد.....




- قصف وقتل وتجويع واغتيال في غزة
- قمة -اختر فرنسا-.. ماكرون يراهن على الاستثمارات الأجنبية
- المئات من عشّاق -حرب النجوم- يحتشدون في شوارع سانتياغو للاحت ...
- وزير الدفاع السوري يمنح الجماعات المسلحة مهلة 10 أيام للاندم ...
- إيران تلوح بفشل التفاوض إذا أصرت واشنطن على وقف كلّي للتخصيب ...
- للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين ؟
- احتجاجات سائقي سيارات الأجرة تعيق حركة المرور في مختلف المدن ...
- ستارمر وفون دير لاين يعلنان توقيع عقد شراكة بين الاتحاد الأو ...
- كوريا الشمالية تزيل كلمة -التوحيد- من اسم مبنى في قرية الهدن ...
- مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين بانفجار في جنوب غرب باكستان


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الطائفية في الحكومات العراقية المتعاقبة 3