أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - المشكلة ليس في مبدأ المقاومة بل بطريقة ممارستها














المزيد.....

المشكلة ليس في مبدأ المقاومة بل بطريقة ممارستها


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 17:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أن أي حديث الآن عن المقاومة المسلحة والصمود والتحدي أصبح خارج اهتمامات الشعب وخصوصاً في قطاع غزة حيث يموت الناس يومياً بالعشرات وأحياناً بالمئات على يد جيش الاحتلال أو من الجوع، إلا أنه من المفيد العودة لموضوع المقاومة ما دام البعض في الساحة وتحت شعار المقاومة والجهاد يغرر بالشعوب العربية والإسلامية ويتسبب للشعب والقضية الوطنية بمزيد من الخسائر والنكبات.
ناضل الشعب الفلسطيني ومعه كل أحرار العالم ليثبت حقه بالمقاومة والتمييز بين مقاومة الشعوب من أجل الحرية والاستقلال من جانب والإرهاب من جانب آخر، كما ناضل من أجل استقلالية القرار الوطني وعدم الحاق القضية الوطنية بأي أجندة أو محاور خارجية، وقد أصدرت الأمم المتحدة منذ بداية السبعينيات عدة قرارات تعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره الوطني على أرضه وحقه بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح وهو مبدأ تعترف به كل الشرائع الدينية والدنيوية.
وبما أن الشعب الفلسطيني ما زال خاضعاً للاحتلال فمن حقه مقاومته بكل الوسائل الممكنة حسب الامكانيات وظروف الزمان والمكان، ولكن المشكلة تكمن في وسائل المقاومة ومرجعيتها وغياب استراتيجية وطنية للمقاومة.
كانت الثورة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية عندما تشعر أن الرياح لا تجري بما تشتهي سفنها وأن الأمور تجري لغير صالح الشعب الفلسطيني، بسبب قوة المؤامرة والخصوم أو بسبب أخطاء القيادة والفصائل، كانت تتراجع وكان الرئيس أبو عمار ينحني للعاصفة حقناً لدماء الشعب وحماية للثورة واستمرارها.
حدث ذلك خلال أحداث الأردن 1970 (أيلول الأسود) عندما وافق على إخراج قوات الثورة الفلسطينية من الأردن عندما حدثت مجازر عجلون وجرش وتم قتل الآلاف من الفلسطينيين ووقف العالم العربي يتفرج ، كما حدث أيضا خلال غزو اسرائيل للبنان 1982 بعد صمود اسطوري للثورة والحركة الوطنية اللبنانية أمام جيش الاحتلال الذي اقتحم جنوب لبنان ودخل بيروت وامتدت الحرب 88 يوماً ولم يتحرك العالم العربي والإسلامي ، وآنذاك قرر أبو عمار الاستجابة لمطالب الحركة الوطنية اللبنانية والوسطاء بوقف الحرب والقبول بمبادرة فيليب حبيب وأخرج قوات الثورة من بيروت في سفينة الحرية، أيضاً بعد حرب الخليج الثانية 1990 حيث انهار النظام الإقليمي العربي والمعسكر الاشتراكي وكانت الثورة والقضية الوطنية مستهدفة حتى من دول عربية كانت تهيء للبديل عن المنظمة والمشروع الوطني، وكانت محاولات للإجهاض على منجزات الانتفاضة الأولى (انتفاضة أطفال الحجارة السلمية)، اضطرت الثورة الفلسطينية الدخول في عملية التسوية الأمريكية بعد أن قبلت بها الدول العربية في مؤتمر مدريد 1991، حتى تحافظ على حضور القضية وتستثمر منجزات الانتفاضة الأولى وهي تعلم منزلقات ومخاطر تسوية أوسلو.
وما بعد قيام السلطة الفلسطينية التي كانت تمارس ولايتها كحكم ذاتي محدود على كل قطاع غزة وغالبية الضفة الغربية وتبني مؤسسات للدولة المستقبلية كانت حركة خماس ترفض مناشدات أبو عمار ومن بعده أبو مازن بوقف عملياتها الحربية داخل دولة الكيان والقبول بهدنة مؤقته حتى لا يستعل العدو هذه العمليات لتدمير ما تبنيه السلطة وتهرب إسرائيل مما عليها من التزامات بموجب اتفاقية أوسلو ولكتها كانت ترفض، واليوم وبعد سقوط حوالي ربع مليون فلسطيني في القطاع ما بين شهيد ومفقود واسير وجريج والتدمير الكلي أو الجزئي لحوالي 80 % من القطاع بالإضافة إلى ما يجري في الضفة والقدس حيث المعركة الرئيسية هناك، تتفاوض الحركة على هدنة ووقف لإطلاق النار لمدة ستين يوم مقابل مجرد بقائها في السلطة على ما تبقى من أرض وبشر في القطاع وعلى مئات الأمتار في محاور القطاع وعلى الحدود، وهي تعلم أن هدف العدو فقط هو إطلاق سراح أسراه ثم العودة لمواصلة حربه التي تتجاوز قطاع غزة وحركة حماس.
ومن هنا فإن الانتقاد الموجه لحركة حماس وفصائل أخرى ليس لأنها تقاوم الاحتلال بل لمسؤوليتها عن الانقسام أولا ثم حصر المقاومة بالعمل العسكري المباشر وممارستها بدون استراتيجية وطنية وارتباط الحركة بأجندة خارجية وعدم اهتمامها بمعاناة الشعب وخصوصا في القطاع حيث يموت الناس بالمئات يوميا إما نتيجة القصف أو نتيجة الجوع.
عندما تؤدي مقاومة حماس إلى ما أدت اليه من انقسام وتصدع النظام السياسي الفلسطيني والتشكيك بالهوية الوطنية الجامعة وبالوطن والوطنية والحاق القضية الوطنية بأجندة خارجية ،ثم الحرب الحالية وما ألحقته من دمار وموت وجوع واحتمالات التهجير من الوطن، في هذه الحالة لا نكون أمام مقاومة وطنية ولا حتى إسلامية جهادية بالمفهوم الصحيح للجهاد، بل أمام جماعات مسلحة غير وطنية أقرب لجماعات المرتزقة تسعى لتحقيق مصالح خاصة لقيادتها ومرجعياتها غير الوطنية أو دفاعاً عن فكرة أو عقيدة وهمية يبررون بها سلوكياتهم ويضحكون بها على الجماهير. وتكون النتيجة تشويه المقاومة الوطنية الحقيقية ووصمها بالإرهاب بل حتى تكريه الشعب بالمقاومة.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فقدت فلسطين عمقها الشعبي العربي؟
- من يتفاوض؟ وعلى ماذا؟
- المرسوم الرئاسي وتحدي إجراء الانتخابات
- القادم أسوأ إن بقيت المواقف على حالها
- لا تلوموا أهل قطاع غزة
- لا أستثني أحداً
- الفضائيات العربية المستحدثة: التباسات التأسيس والدور
- التضليل في مزاعم وجود مفاوضات بين حماس وإسرائيل
- عندما يحل حراس المعبد محل الإله
- لماذا يحقد العدو الصهيوني وأميركا على الشعب الفلسطيني ؟
- جهل يصل درجة التواطؤ
- لماذا استبعاد مصر عن المفاوضات؟
- ما بين السيء والأكثر سوءاً
- وجود عدو كمصلحة استراتيجية!
- ضعف السلطة وظاهرة (إمارة الخليل)
- لماذا لن يسمح الغرب بهزيمة إسرائيل؟
- حرب إيران وإسرائيل والعودة لنظرية المؤامرة
- لماذا تضخيم القدرات العسكرية لفصائل المقاومة؟
- مشهد فلسطيني مليء بالمتناضات
- ما بين انتقاد حركة حماس ومعاداة الشعب الفلسطيني


المزيد.....




- من مصر والأردن.. قوافل مساعدات تضم 160 شاحنة تتجه نحو غزة
- وسط تدابير أمنية مشددة.. ترامب يلعب الغولف في ملعبه الخاص با ...
- بروكسل وواشنطن تسعيان لاتفاق جمركي قبل انتهاء المهلة
- ناشطون: المساعدات المفاجئة لغزة محاولة لتجميل صورة إسرائيل ت ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يشرّد 25 شخصا بعد هدم مناز ...
- تأجيل محاكمة كابيلا وسط توترات وتصعيد ميداني شرقي الكونغو
- مراسل الجزيرة نت: هذه حكايتي مع الجوع في غزة
- إعلام إسرائيلي: حرب غزة أوقفت ميناء إيلات وأضرت بالبحث العلم ...
- ترامب يُحذر تايلاند وكمبوديا من وقف التعامل التجاري معهما.. ...
- تأخرت رحلتك؟ إليك استراتيجيات ذكية للاستفادة من وقتك في المط ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - المشكلة ليس في مبدأ المقاومة بل بطريقة ممارستها