أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مازن كم الماز - الطلب على الهمجية و الدفاع عنها ، مجازر الساحل و السويداء نموذجًا














المزيد.....

الطلب على الهمجية و الدفاع عنها ، مجازر الساحل و السويداء نموذجًا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 13:56
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


القتل و التعذيب على الملأ هو واحدة من أهم امتيازات السلطة ما قبل الحداثية إن لم تكن أهمها و هو ليس أسلوب عقاب و تأديب فقط بل هو أسلوب إخضاع في نفس الوقت بل لعل وظيفته كإخضاع أهم بكثير منه كعقاب … استعادة داعش و أخواتها لأساليب العقاب العلني ما قبل الحداثية يحمل دلالات مهمة جدًا ، و مركزية فكرة الحدود العقابية في خطاب الإسلام السياسي بكامل حمولتها الهمجية تؤكد على تلك الدلالات و على شكل المجتمع الذي تريد تيارات الإسلام السياسي إنتاجه … رأينا التمرين الطويل الذي قامت به تلك التيارات و المنظمات في الرقة و ادلب و ريف حلب على مدى أكثر من عقد و نتائجه في مجازر الساحل و السويداء ، بينما كان "الناشطون" في الخارج و مؤسسات الائتلاف و المجلس الوطني يتحدثون عن الديمقراطية أو الحرية على الأقل كانت تلك الممارسات على الأرض تؤسس للنقيض تمامًا رغم ذلك بقي هؤلاء يطلقون اسم المناطق المحررة على المناطق الخاضعة لداعش و أخواتها … صحيح أن ظل رجل المخابرات كان يخيم على كل مكان في سوريا الأسد لكن العقاب و التأديب كان يمارس بعيدًا عن الأنظار في أقبية المخابرات و سجون النظام العديدة إلا فيما ندر عند الضرورة القصوى كما في حماة ، داعش و أخواتها نقلت التعذيب و القتل إلى مستوى جديد أرفع بكثير ، كان التطبيق الأسبوعي و أحيانًا شبه اليومي "للحدود" بما فيها جلد الزانية و خاصةً رجمها بمشاركة جماعية من الذكور الحاضرين و قطع الرؤوس قد حول العقاب أو ممارسة الهمجية باسم السلطة الثيوقراطية أي الحاكمة باسم الله ، إلى ممارسة علنية يومية … هذا يكشف لنا مستوى الهمجية و دورها في مخيلة الإسلام السياسي عن مشروعه المجتمعي و الثقافي و "الحضاري" أصبحت لازمة جئناكم بالذبح أساسية في الخطابات اليومية للإسلام السياسي و لم تكن مجرد تهديد بل ممارسة فعلية شبه يومية … طقس رجم الزانية الجماعي الذي يتحول فيه كل الذكور من مجرد متفرجين إلى جلادين كان تدريبًا جماعيًا على الهمجية و تفجيرًا جنونيًا لكل مشاعر الكبت الجنسي التي تستحوذ على ذكور المجتمعات المحافظة … صحيح أن داعش ، و أخواتها ، تمتعوا بشعبية في المجتمعات التي حكمتها لكنها حافظت مع ذلك على مسافة بعيدة بينها و بين "العوام أو العامة" و كان العقاب العلني بأشكاله الأكثر همجية هو رسالتها الأهم ليس فقط لخصومها بل أيضًا لأولئك العوام أو العامة في المجتمع الذي تحكمه ، لافت للنظر هنا حالة التماهي بالمعتدي التي رأيناها و نراها ليس فقط عند هؤلاء العوام أو العامة ، بل أيضًا عند "مثقفين" و "سياسيين" مثل ميشيل كيلو و جورج صبرة و آخرين … يمشي هذا يدا بيد مع عملياتها الانتحارية و انغماسييها الانتحاريين ، هنا يكتمل شكل المشروع الداعشي بأشكاله و أنماطه المختلفة الذي يقع العنف العاري و بأشد أشكاله همجية في مركزه ، ما جرى في مجازر الساحل و السويداء لم يكن إلا تجلي من تجليات هذا المشروع … خلافًا لما قد يتوهمه المرء من تناقض كامل بين هذا المشروع بتجلياته المختلفة و بين السياسة عمومًا كممارسة أكثر إنسانية و عقلانية أو بينه و بين أهداف و أساليب سياسيين أو زعماء دول أو مشتغلين "بالهم السياسي" ، فالطلب على هؤلاء الهمج القتلة كبير جدًا في السياسة أو بين زعماء الدول و حتى السياسيين من كل المشارب فهؤلاء الهمج معروفون بقدرتهم العالية على إنجاز أهداف صعبة و معقدة لا يمكن إنجازها بنفس السلاسة و السرعة و الكمال باستخدام أساليب أخرى رغم علم الجميع بخطورة استخدام و الاستثمار في هذه التيارات و همجيتها … اعتقد السادات بقدرته على استخدامهم ضد خصومه الأخطر الناصريين و الشيوعيين فأطلق لهم العنان و حرية الحركة بما في ذلك الاعتداء على خصومهم بالجنازير و السكاكين في ساحات الجامعات ، للحقيقة فقد أنجز هؤلاء تلك المهمة على أكمل وجه لكن الرجل انتهى مقتولًا على يد نفس الهمج الذين أطلقهم من القمقم ، حدث هذا أيضًا مع امريكا نفسها و القاعدة و ابن لادن و أيضًا الأسد الصغير و الجهاديين الذين كان يرسلهم إلى العراق لإشغال الامريكان هناك … مع ذلك تبقى الحاجة لهؤلاء موجودة و ملحة أحيانًا للقيام بالأعمال القذرة نيابة عن هذه الدولة أو تلك أو عن هذا التيار السياسي أو ذاك ، الصمت و التشجيع الضمني أو العلني و تبرير الهمجية سيستمر ما دامت هناك مهام قذرة لا بد منها لتكريس سيطرة و لو متوهمة لهذه الدولة أو لذلك التيار السياسي أو "الثقافي" ، و هنا يبدو ترديد بعض المثقفين للنقد الفوكوي لأشكال العقاب الحداثية أو المستحدثة و نفاقها تزييفًا لهذا النقد ففوكو لم يكن يطالب بالعودة إلى أشكال أكثر همجية قبل حداثية للعقاب بل لمساءلة فكرة و ممارسة العقاب نفسها كآلية هيمنة و إخضاع … لا يعني هذا أنني أعتقد أن داعش بتجلياتها العدة هي مجرد نتاج لتلك الرغبة في وجود أمثالها أو أنها نتاج أجهزة استخبارات ما بل هي في الواقع أقرب لأن تكون ذروة جبل الجليد أو تتويج لتطور "الفكر" الإسلامي منذ صدامه الأول العنيف مع فكر النهضة الذي يتبرأ منه اليوم معظم المثقفين ، السوريين على الأقل



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأيتم ما هو الجهاد
- ملامح الفاشية في حكم الهمج في دمشق
- مصير سوريا الجولاني
- سوريا : تغير كل شيء و لم يتغير شيء
- الحرباء السورية و السلطة الجولانية
- نقض ثقافة المواطنة عربيًا و سوريا-
- فشل الحداثة في الشرق الجزء الأول
- نتنياهو حامل مشعل الحرية في شرقنا البائس
- باسل شحادة و عمر عزيز ، حابب خبركم إنو اتحررنا
- الدور الوظيفي للديمقراطيين العرب
- نهفات سورية
- تقسيم سوريا كحل وحيد لمسألة سورية اخترعها شبيحة الجولاني
- الدور الوظيفي للمثقفين الثوريين
- النموذج السوري للعدالة الانتقالية
- الحرباء
- النظام ما بعد الأسدي
- العار
- افعل ما تريد ، بعيدًا عنا
- المثقف و القطيع
- لا وجود اليوم لسوريا واحدة


المزيد.....




- صحة غزة تعلن تسجيل 6 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية آخر 24 ...
- الجامعة العربية تستضيف ندوة حول دور المحكمة الجنائية الدولية ...
- فيديو.. متحدث الأونروا: بإمكاننا إقامة مراكز توزيع مساعدات ج ...
- المجاعة في غزة: وفاة رضيعة بسوء التغذية تُجسّد تفاقم الأزمة ...
- تفاقم معاناة سكان الخيام النازحين بمدينة غزة
- فلسطين: مظاهر المجاعة في غزة فاقت جميع التوقعات وسط عجز دولي ...
- الأونروا: سوء التغذية في غزة مأساة وواقع منتشر
- الأسيرة تسنيم عودة: اعتقال على خلفية منشورات قديمة واحتجاز ف ...
- قوات القمع اقتحمت قبل أيام سجن -النقب- واعتدت على الأسرى
- حادثة طعن داخل متجر وولمارت في ميشيغن تُصيب 11 شخصًا واعتقال ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - مازن كم الماز - الطلب على الهمجية و الدفاع عنها ، مجازر الساحل و السويداء نموذجًا