أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - سوريا: خارطة عبور نحو الاستقرار والدولة .














المزيد.....

سوريا: خارطة عبور نحو الاستقرار والدولة .


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسط الخراب السوري المتراكم، واستمرار حالة التشظي السياسي والانقسام المجتمعي، تبدو الحاجة إلى مشروع إنقاذ وطني أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. فقد أثبتت السنوات الماضية أن النزاع المسلح والتجاذبات الإقليمية والمساومات الدولية، فشلت في إنتاج حل مستدام أو بناء دولة قابلة للحياة ، وعليه، لم يعد أمام السوريين سوى خيار واحد: التفاهم الداخلي على خارطة عبور نحو الاستقرار والدولة، تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية وتنتهي بوضع دستور جديد عبر جمعية تأسيسية .
إن حكومة الوحدة الوطنية هي المخرج السياسي، التي تفرضها ضرورات مرحلة ما بعد الاسد لإعادة توحيد الدولة السورية المتشظية، وإنهاء تعدد السلطات والمجموعات المسلحة ، وتوفير سلطة تنفيذية انتقالية تحظى بشرعية داخلية وتفاهم إقليمي ودولي. بحيث تتشكل هذه الحكومة على قاعدة التمثيل الوطني ، وأن تضم شخصيات من مختلف القوى الوطنية والسياسية والمجتمعية، مع مراعاة التوازن بين المكونات القومية والدينية، بحيث تكون التعبير الحقيقي عن إرادة السوريين وليست عبر تفاهمات عبرغرف التفاوض المغلقة.
يجب أن لا تقتصر مهمة هذه الحكومة على إدارة شؤون يومية أو تقديم خدمات، بل عليها أن تشمل إعادة بناء مؤسسات الدولة من قضاء وأمن وإدارة مدنية، وتفعيل الخدمات الأساسية التي انهارت، وإطلاق برامج المصالحة والعدالة الانتقالية، وصولاً إلى تنظيم بيئة سياسية حرة تفضي إلى انتخابات ديمقراطية نزيهة. فهي الجهة التي يفترض بها أن تُشرف على التحول من منطق الحرب والهيمنة إلى منطق الشراكة الوطنية، وأن تقود المرحلة الانتقالية برؤية إصلاحية بعيداً عن الثأر والانتقام .
وكي تكون هذه الحكومة، قادرة على تنفيذ مهمتها، تحتاج إلى غطاء دستوري مؤقت يُنظّم المرحلة الانتقالية، وهذا يقودنا إلى النقطة الجوهرية الثانية في خارطة العبور: تشكيل جمعية تأسيسية وطنية لصياغة دستور جديد. فالاعلان الدستوري المؤقت ، بكل ما يحمله من أوجه الاستبداد ومركزية السلطة، لا يصلح لأن يكون مرجعية لبلد يطمح إلى بناء نظام تعددي ديمقراطي. كما أن أي تعديل شكلي أو ترقيعي لا يمكن أن يلبّي تطلعات السوريين، الذين دفعوا ثمناً باهظاً من أجل الحرية والمساواة والكرامة.
تُشكَّل الجمعية التأسيسية من ممثلين حقيقيين عن مختلف مكونات المجتمع السوري: قومياته، أقاليمه، قواه السياسية، منظماته المدنية، شبابه ونسائه. لا تُفرض من الخارج، ولا تُعيّن بقرار فوقي، بل تُنتج بعملية توافق وطني واسعة أو عبر انتخابات حرة في المناطق الممكنة لا وتكون مهمتها الأساسية صياغة دستور يعيد تعريف الدولة السورية، بوصفها دولة مدنية، ديمقراطية، لا مركزية، قائمة على مبدأ المواطنة المتساوية، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، وحماية الحريات الفردية والعامة، وضمان الحقوق القومية والثقافية والدينية لكل المكونات دون تمييز.
الدستور الجديد يجب ألا يُكتب بمنطق المنتصر أو بعقلية الوصاية، بل بروح الشراكة والمسؤولية التاريخية ، وهو وحده القادر على إعادة إنتاج شرعية سياسية واجتماعية، وفتح الطريق أمام بناء مؤسسات فاعلة، وإنهاء حالة التبعثر والانقسام التي مزقت الجغرافيا والهوية السورية.
الطريق نحو هذه الخارطة ليس مفروشاً بالورود. فهناك تحديات كبيرة، من استمرار السيطرة الأمنية لبعض القوى، إلى تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، ووجود سلطات أمر واقع، وانعدام الثقة بين الأطراف، وعمق الجراح التي خلفتها الحرب. لكن البديل عن هذا المسار هو استمرار الانهيار، وتكريس التقسيم، وفتح الباب لمزيد من التدخلات الخارجية التي حوّلت سوريا إلى ساحة صراع مفتوح بلا أفق.
لهذا، فإن استعادة القرار الوطني، وإنجاز تسوية سياسية عادلة وشاملة، يجب أن ينطلقا من الداخل السوري، بمبادرة وطنية مسؤولة، تبدأ من تفاهم سياسي جريء بين القوى الفاعلة، وتشمل جميع الأطراف التي تؤمن بوحدة سوريا وسيادتها، وترفض منطق الإقصاء والهيمنة.
لا يمكن لأي مشروع بناء دولة أن ينجح دون عقد اجتماعي جديد ودستور جامع، ولا يمكن للدستور أن يُكتب في فراغ أو على فوهة البندقية، ولا لحكومة انتقالية أن تحكم دون توافق وطني ومظلة قانونية واضحة.
تُؤكّد جميع تجارب الشعوب التي خرجت من الحروب الأهلية أنه لا استقرار بلا شراكة، ولا دولة بلا مصالحة، ولا شرعية بلا تمثيل.
هذا هو الطريق الوحيد نحو سوريا مستقرة، عادلة، موحدة، تتسع لكل أبنائها، وتستعيد مكانتها في المنطقة والعالم، بعد سنوات من الألم والضياع.؟



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اعادة التفكير بالدولة السورية ؟
- عن وحدة الدولة ومسؤولية البناء المشترك: قراءة هادئة في بيان ...
- عن هشاشة القوى الوطنية السورية ..؟
- من -صاحب البيت والضيوف- إلى دولة المواطنة:والمشاركة تأملات ف ...
- سوريا على عتبة التحول: من الإحياء السياسي إلى النهوض الحضاري
- 14حزيران :حين يتحول التاريخ إلى مرآة للذات الحزبية ؟
- - الفكر- الكردي السوري وسوسيولوجيا -الفشل- ...!
- الكرد في سوريا :من خطاب المظلومية الى الشراكة الوطنية
- عن نهاية الأحزاب الكلاسيكية في سوريا ؟
- عن المواطنة المتساوية في سوريا ...؟
- ليست اكاذيب بل حقوق...!
- تيار مستقبل كردستان سوريا: بين أزمة الهوية وتحديات التجديد . ...
- المجلس الوطني الكردي في قلب الرؤية الكردية المشتركة ...!
- سوريا بعد الأسد: بين تحذيرات روبيو وفرص بناء الدولة الديمقرا ...
- سوريا: الدولة المأمولة وخيارات التعايش
- سوريا الجديدة والحاجة إلى عقد دستوري جامع
- اتفاق 26 نيسان: من توحيد الصف الكردي ، إلى اختبار الوطنية ال ...
- البارزانية تيار جامع ...فلماذا هذا التشتت؟
- وطن واحد ، هوية متعددة ..!
- التكويع -... ابتعاد عن المبادئ نحو المصلحة وتآكل الثقة ..…!


المزيد.....




- -بينهم أوبرا وينفري وبيونسيه-.. ترامب: يجب محاكمة هاريس بتهم ...
- قائد شرطة يكشف تفاصيل حادثة طعن 11 شخصًا في متجر أمريكي
- بن غفير يعلق على قرار زيادة المساعدات إلى غزة.. ويعلن استبعا ...
- نهاية -احتجاج الجسر-.. ناشطو -غرينبيس- ينجحون في إيقاف ناقلة ...
- التجنيد الإجباري.. تعميق لأزمة نقص العمالة الماهرة في ألماني ...
- إسرائيل تعلن -تعليقا تكتيكيا- يوميا لعملياتها العسكرية في من ...
- ويتكوف: المفاوضات مع حماس تعود إلى مسارها
- غزة بلا إذاعات.. من يملأ فراغ الأثير بعد أن أسكتته الحرب؟
- دكار تحتضن اتفاقيات سنغالية-فيتنامية لتعزيز التعاون الثنائي ...
- الجزائر.. الدفاع المدني يكافح للسيطرة على حرائق بشرق البلاد ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - سوريا: خارطة عبور نحو الاستقرار والدولة .