أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - المجلس الوطني الكردي في قلب الرؤية الكردية المشتركة ...!














المزيد.....

المجلس الوطني الكردي في قلب الرؤية الكردية المشتركة ...!


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 03:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد الساحة الكردية السورية في الآونة الأخيرة تصاعداً لافتاً في الهجمات الإعلامية والسياسية على المجلس الوطني الكردي، بلغت حدّ إعلان "موته السياسي" والترويج لوجود "غضب عارم تجاهه"، وهي مقولات لا تجد ما يسندها في واقع المجتمع الكردي السوري. اللافت في هذه الحملات أنها تتجاهل عمداً التطورات السياسية النوعية التي يشهدها الحراك الكردي، وعلى رأسها الإعلان عن الرؤية الكردية المشتركة المنبثقة عن "كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي" المنعقد في قامشلو أواخر نيسان 2025، باعتبارها منعطف تاريخي في مسار السياسة الكردية السورية.
من زاوية معرفية وسياسية، يصعب تصنيف هذه الحملات ضمن النقد المشروع أو التصويب البنّاء. فهي في كثير منها تنطلق من خلفيات انفعالية شخصية أو أيديولوجية، وتتغذّى على ثنائية "التخوين والتشكيك"، وتقوم على التعميم والاجتزاء ، و تختزل المجلس الوطني الكردي في موقف فردي هنا، أو تعثّر تنظيمي هناك، متناسيةً دوره التاريخي الممتد منذ تأسيسه عام 2011، كممثل شرعي لطموحات شريحة واسعة من الكرد السوريين، وكمكوّن فاعل في المعارضة الوطنية السورية.
صحيح أن المجلس يعاني من تحديات حقيقية على مستوى البنية التنظيمية والأداء السياسي، شأنه شأن معظم القوى السياسية في ظروف الحرب وعدم الاستقرار ، إلا أن ذلك لا يُبرّر محاولات إقصائه أو التشكيك في شرعيته. فهو لا يزال أحد الأركان الأساسية في العمل القومي الكردي السوري ، وشريك رئيسي في الرؤية الكردية المشتركة، وعضو فاعل في الوفد الكردي الموحد الذي يستعد لبدء حوار سياسي مع حكومة دمشق الانتقالية، وفق أجندة كردية واضحة ومعلنة لأول مرة بصيغة توافقية بين القوى الكردية الأساسية، ومدعومة بشكل مباشر من الرئيس مسعود بارزاني.
لقد جاء الإعلان عن الرؤية المشتركة تتويجاً لجهد سياسي طويل، ومحصّلة لنضج وطني من قبل كل من المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، وبدعم قومي ودولي ، وقد حدّدت الرؤية المطالب المبدئية للكرد: من الاعتراف الدستوري بوجودهم القومي، إلى ضمان الحقوق الثقافية واللغوية، والمشاركة الفعلية في إدارة الدولة، وصولاً إلى خيار اللامركزية ضمن حدود سوريا الموحدة. هذا الإنجاز ما كان ليتم دون شراكة المجلس، وحضوره، وثقله السياسي.
وعليه، فإن أي محاولة لتهميشه أو نفي وجوده هي إنكار للواقع، وافتعال لصراعات داخلية في غير أوانها. فالمسألة الكردية في سوريا تقف اليوم أمام مفترق طرق حقيقي، وأي تقويض لوحدة الصف أو تحريف للبوصلة سيُضعف الموقع الكردي في الاستحقاقات القادمة.
وفي السياق ذاته، لا يمكن إغفال أهمية الاتفاق الذي تم توقيعه في 10 آذار 2025 بين قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، ورئيس الحكومة السورية الانتقالية أحمد الشرع. فقد مهّد هذا الاتفاق لحوار سياسي جديد ، وأسهم في تفادي احتمالات صراع كردي–عربي في الشمال الشرقي، وأسّس لإطار تفاهم وطني يعترف بالشراكة، ويضمن حقوق المكونات، وعلى رأسها الشعب الكردي.
إن من يهرع إلى "نعي" المجلس الوطني الكردي أو التقليل من شأنه، يتجاهل أن العمل السياسي لا يُختزل في منشورات فيسبوك أو تغريدات تويتر، بل هو فعل تراكمي طويل الأمد، يتطلّب مراجعة دائمة، لكنه لا يحتمل الإلغاء أو الشطب. فالمجلس، بما له وما عليه، هو جزء من الذاكرة السياسية والنضالية للكرد السوريين، وعليه أن يتطوّر ويتجدد، لا أن يُلغى أو يُهاجم .
معركة الكرد اليوم لم تعد مع بعضهم البعض، بل مع شكل الدولة السورية القادمة، ومع موقعهم فيها كقضية قومية تستوجب الحل ، وهذا النضال لا يُخاض إلا بوحدة الصف، وتكامل الأدوار، واحترام التعددية السياسية، والتمسك بالمؤسسات مهما تكن ملاحظاتنا عليها.
فالوحدة الكردية لم تعد شعاراً، بل باتت واقعاً سياسيا ًيتجسّد في الوفد الكردي المشترك، وفي الرؤية الكردية الموحدة، وفي الحوارات المنتظرة مع دمشق. وهذه اللحظة – باعتقادي – لا تحتمل المزيد من التشويش، بل تستدعي أعلى درجات الوعي والمسؤولية.



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بعد الأسد: بين تحذيرات روبيو وفرص بناء الدولة الديمقرا ...
- سوريا: الدولة المأمولة وخيارات التعايش
- سوريا الجديدة والحاجة إلى عقد دستوري جامع
- اتفاق 26 نيسان: من توحيد الصف الكردي ، إلى اختبار الوطنية ال ...
- البارزانية تيار جامع ...فلماذا هذا التشتت؟
- وطن واحد ، هوية متعددة ..!
- التكويع -... ابتعاد عن المبادئ نحو المصلحة وتآكل الثقة ..…!
- الأنظمة التي تضطهدوالكرد...تتحمل مسؤولية خياراتهم ؟
- من قامشلو: وحدة الموقف الكردي طريقُنا إلى سوريا جديدة بلا ته ...
- المازوت... ومعادلة السلطة والمجتمع في مناطق -الإدارة الذاتية
- الفدرالية بين الحقيقة والتشويه
- في مواجهة التشظي والفوضى:من يستعيد الدولة السورية؟
- لا مجتمع حي بلا احزاب حية :دفاع عن العمل السياسي الكردي في س ...
- حتى تتعافى سوريا وتنهض من جديد؟
- نعم، ما زلنا بحاجة إلى الأحزاب... ولكن!
- مراجعة الخطاب السياسي الكردي في سوريا ، ضرورة استراتيجية في ...
- الإقصاء المتعمد للكرد : تهديد لوحدة البلاد وانتهاك لمبادئ ال ...
- أحمد الشرع وتحديات المرحلة المقبلة ؟
- وحدة تيار المستقبل ، وفاء لدماء الشهداء واستجابة للتحديات ال ...
- مستقبل الديمقراطية والمواطنة المتساوية في سوريا بعد إسقاط ال ...


المزيد.....




- -تُبت إلى الله-.. داعية مصري يثير التكهنات حول اعتزال المطرب ...
- طهران تهدد بالردّ الصارم على أي خطوة إسرائيلية متهورة
- جولة مفاوضات ثانية في إسطبول بين الروس والأوكرانيين
- إيران: سنرد على المقترحات الأمريكية وفق مصالحنا الوطنية والت ...
- السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
- تركيا تأمل بأن يتم في نهاية المطاف لقاء بين بوتين وزيلينسكي ...
- غروسي يؤكد دور مصر -الواضح- في محاولة تسوية الملف النووي الإ ...
- السعودية.. حجّاج من الصين ينظفون شوارع مكة المكرمة
- مباحثات أمنية بين مديري المخابرات السودانية والإثيوبية في بو ...
- مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربر ومخ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - المجلس الوطني الكردي في قلب الرؤية الكردية المشتركة ...!