أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - البارزانية تيار جامع ...فلماذا هذا التشتت؟














المزيد.....

البارزانية تيار جامع ...فلماذا هذا التشتت؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العدد 751 تاريخ ١٥٢٠٢٥ من صحيفة كوردستان، وتحديداً في زاوية "العدسة" التي يكتبها الصديق عمر كوجري، أُثيرَ موضوع بالغ الأهمية، يكاد يكون اليوم من أكثر القضايا إلحاحاً في مسيرة المجلس الوطني الكردي، ألا وهو قضية توحيد الأحزاب الكردية المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي ، خاصة تلك التي تتبنى نهج البارزاني الخالد، والموسومة بـ" البارزانية" كمنظومة فكرية وقيمية ، وهي قضية كنتُ قد أثرتُها في أكثر من مقال ، وناقشتُها تفصيلاً مع قيادات عليا في المجلس الوطني الكردي ، وفي مقدمتهم رئيسه الحالي وسكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ، السيد محمد اسماعيل ، إدراكاً مني لحجم التحديات الراهنة والمقبلة ، وخاصة بعد ٨ كانون الاول ٢٠٢٤ وسقوط الطغمة الأسدية ، وضرورة التحول من التعددية الشكلية إلى الوحدة الجوهرية، ومن التماثل العقيم إلى التمايز البنّاء.
لا شك أننا نعيش اليوم في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا المعاصر ، بحيثُ تتقاطع فيها مسارات التغيير السياسي مع تحولات اجتماعية وهوياتية عميقة. فالكرد، كقومية أصيلة ومكون مؤسس في البلاد، باتوا أمام سؤال الوجود والتمثيل السياسي لا بوصفهم جماعة إثنية تطالب بالحقوق فقط، بل بوصفهم شركاء في إعادة صياغة الدولة السورية وبنائها على أسس دستورية، ديمقراطية ، مدنية، تشاركية ، وهذا لا يمكن أن يتحقق في ظل تشرذم حزبي موروث، بات يُشكّل عبئاً على أي مسعى وطني جامع.
إن تعدد الأحزاب في المجلس الوطني الكردي – في صيغته الراهنة – لا يُعبّر عن تعددية فكرية أو سياسية حقيقية، بقدرما يُعبّر عن انشطارات تنظيمية، وشخصنة مفرطة، وخلافات لا تتعدى الأطر الإدارية والحزبية ، والأسوأ من ذلك أن هذا التعدد، وإن بدا في ظاهره علامة صحية ديمقراطية، فإنه فعلياً يعكس أزمة عميقة في فهم العمل السياسي وفي تحديد وظيفته ومقاصده. فالسياسة ليست مجرد بناء تنظيمي ، بل مشروع يتجاوز الذات الحزبية نحو المصلحة العامة، ويبحث عن آليات للتأثير في الواقع وتحديد مساراته ، لا اعادة إنتاج أزماته.
وبالتالي فإن معظم أحزاب المجلس تشترك في انتمائها المرجعي إلى نهج البارزاني، وهو ما يُعرف اصطلاحاً بالبارزانية، التي لا تُختزل في الولاء العاطفي أو الرمزي، بل كمنظومة فكرية مؤسسة على ثلاثية: الهوية القومية، الديمقراطية، الشراكة الوطنية. إلا أن هذا الانتماء في سوريا ، ظلّ غالباً خارج التوظيف السياسي العقلاني، وتحوّل إلى مظلة فضفاضة تُبرّرُ الوجود الحزبي المتكرر والمتماثل ، وهنا تبرز المفارقة ، كيف لأحزاب تتبنى نفس النهج، وتُردد ذات الخطاب، أن تبرّر استمرار تفرّقها وتعدّد أطرها التنظيمية ؟
الجواب ببساطة: غياب المسؤولية ، وفقدان إرادة الوحدة، وانحباس العقل السياسي الكردي في حدود الزعامة الجزئية، بدل الانخراط في إنتاج زعامة جماعية تعيد صياغة الفعل الكردي على أسس التشاركية، والكفاءة، والتمثيل الواسع.
حاجتنا اليوم إلى حزب سياسي كردي جامع لم تعد قضية تنظيمية أو انتخابية فقط ، بل حضور سياسي وتمثيل قومي . فحين يصدر قانون جديد لتنظيم الحياة السياسية في سوريا – وهو أمر حتمي في أي عملية انتقالية – ستُفرض معايير صارمة تتعلق بالتمثيل، والهيكلية، والبرنامج، والامتداد الشعبي ، ومعظم الأحزاب القائمة حالياً لا تفي بهذه الشروط، بل تُعيد إنتاج ذاتها ضمن حلقات ضيقة ، ومحدودة التأثير. لذا فإن تأسيس حزب كردي جامع ، يحمل اسماً معبراً وربما هويّة جامعة، بات ضرورة اكثر من اي وقت آخر .
واني أرى بعجالة على أن هذا الحزب يجب أن يُبنى على جملة من المبادئ:
1. الوحدة الفكرية والتنظيمية، لا بمعنى الانصهار القسري، بل عبر دمج الطاقات في إطار مؤسسي ديمقراطي لا مركزي .
2. التمثيل الحقيقي لأبناء الشعب الكردي من مختلف المناطق والتيارات، بما يعكس التنوع المجتمعي والثقافي داخل الجسم الكردي.
3. البرنامج السياسي الوطني الذي يربط القضية الكردية بسياق التغيير السوري، ويؤمن بسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.
4. الشراكة الوطنية مع القوى السورية الأخرى، وتقديم مشروع متكامل للحقوق والحريات، وفق مبادئ العدالة والتمثيل.
ولعل المجلس الوطني الكردي، كإطار تحالفي، قد أدى دوراً مهماً طيلة الفترة المنصرمة من فترات الحراك الكردي، إلا أن استمرار بقائه بصيغته الحالية قد يتحول إلى عبء إن لم يُحْدث تحولاً جوهرياً في بنيته ووظيفته ، والتحول المنشود اليوم يتمثّل في انتقال المجلس من مظلة لمجموعة من الاحزاب والمنظمات ، إلى بنية تمثيلية واسعة، بحيث يُشكّل الحزب المنشود عمودها الفقري، بينما تبقى الأطر الأخرى داعمة ، أو منخرطة في المجتمع المدني، أو في النشاط الثقافي والنقابي.
لاشك أن الشعب الكردي في سوريا يتطلع إلى تمثيل سياسي حقيقي، يُعبّر عن معاناته وتطلعاته، ويترجم نضاله التاريخي إلى حضور فعّال في مستقبل البلاد ، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال وحدة حقيقية بين القوى الكردية ، وبناء حزب سياسي يُعبّر عن التيار العريض للبارزانية، ويُحسن إدارة التعدد في اطار الوحدة، ويُقدّم نموذجاً مختلفاً في الأداء، والوعي، والمسؤولية.
انَّهُ خيار عقلاني، وضرورة حتمية ، وشكلٌ من أشكال الوفاء لنهج البارزاني الخالد، ولتضحيات أبناء شعبنا الكردي السوري عبر مسيرته النضالية .



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن واحد ، هوية متعددة ..!
- التكويع -... ابتعاد عن المبادئ نحو المصلحة وتآكل الثقة ..…!
- الأنظمة التي تضطهدوالكرد...تتحمل مسؤولية خياراتهم ؟
- من قامشلو: وحدة الموقف الكردي طريقُنا إلى سوريا جديدة بلا ته ...
- المازوت... ومعادلة السلطة والمجتمع في مناطق -الإدارة الذاتية
- الفدرالية بين الحقيقة والتشويه
- في مواجهة التشظي والفوضى:من يستعيد الدولة السورية؟
- لا مجتمع حي بلا احزاب حية :دفاع عن العمل السياسي الكردي في س ...
- حتى تتعافى سوريا وتنهض من جديد؟
- نعم، ما زلنا بحاجة إلى الأحزاب... ولكن!
- مراجعة الخطاب السياسي الكردي في سوريا ، ضرورة استراتيجية في ...
- الإقصاء المتعمد للكرد : تهديد لوحدة البلاد وانتهاك لمبادئ ال ...
- أحمد الشرع وتحديات المرحلة المقبلة ؟
- وحدة تيار المستقبل ، وفاء لدماء الشهداء واستجابة للتحديات ال ...
- مستقبل الديمقراطية والمواطنة المتساوية في سوريا بعد إسقاط ال ...
- لمصلحة من اغتيال إسماعيل فتاح عضو المجلس الوطني الكردي ؟
- الفيدرالية نموذج للحكم العادل في سوريا
- الطريق إلى سوريا الجديدة: تحديات المرحلة الانتقالية
- اي سوريا نريد؟
- صعوبة وحدة الموقف الكردي في سوريا...؟


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - البارزانية تيار جامع ...فلماذا هذا التشتت؟