أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - في اعادة التفكير بالدولة السورية ؟














المزيد.....

في اعادة التفكير بالدولة السورية ؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه سوريا لحظة استثنائية من تاريخها الحديث، إذ تدخل في طور انتقالي يحمل وعوداً بالتعافي، لكنه لا يخلو من التحديات البنيوية العميقة. فبعد أكثر من عقد من الحرب والانقسام، لم تعد المعضلة فقط في استعادة السيطرة على الجغرافيا، بل في إعادة تعريف الدولة بوصفها إطاراً يتسع لجميع مكوناتها على أسس المشاركة والتمثيل المتوازن. وفي هذا السياق، تبرز اتفاقية العاشر من آذار بين السلطة الانتقالية في دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) كمؤشر سياسي بالغ الدلالة، على إمكانية إعادة توحيد البلاد إدارياً، وبناء عقد اجتماعي جديد يُنهي منطق الإقصاء والغلبة …!
تدرك السلطة الانتقالية أن السيطرة على كامل الأرض السورية هي شرط لا يمكن تجاوزه لإطلاق خطة اقتصادية متماسكة، واستعادة العلاقات الإقليمية والدولية، وإنهاء مظاهر الانقسام التي تعيق إعادة الإعمار. إلا أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه لمجرد فرض السلطة الإدارية أو استعادة المؤسسات، بل عبر منظومة سياسية تستوعب التنوع السوري، وتمنح الشراكة مكانها الطبيعي ضمن بنيان الدولة. فالنظر إلى التعدد بوصفه عبئاً، والتمثيل بوصفه منحة ، ليس مجدياً في عالم ما بعد النزاعات، حيث باتت الدول تبنى على أساس الاستقرار الداخلي، والشراكات الحقيقية
بالمقابل، تتعامل قسد والقوى الكردية الأخرى بقدرمن الحذر المشروع ، نتيجة تجارب طويلة من التهميش والإنكار، وشكوك قد تكون مبررة في نوايا الدولة تجاه أي شراكة حقيقية حيث أن مسيرة الأشهر الماضية لم تنفي ذلك . ...! غير أن طول أمد الانتظار، وتعقيد السياقات الإقليمية والدولية، قد يحوّل هذا الحذر إلى فرصة ضائعة. فالمشاركة ، وإن بدت محدودة في البداية، قد تشكل بوابة للتأثير الفعلي في عملية إعادة تأسيس الدولة . أما البقاء خارج المعادلة، فيعني ذلك ترك المجال لإعادة تشكيل الدولة دون حضور يعكس تطلعات مكونات رئيسية في المجتمع السوري.
تعاني سوريا اليوم من غياب الأمن و الخدمات، اضافةً الى غياب التصور الوطني المشترك. فالدولة التي تنهض من رماد الصراع لا تُبنى على مفاهيم السيادة المغلقة أو النفي المتبادل، بل على قاعدة الاعتراف المتبادل، وصياغة آليات واضحة لتوزيع السلطة والثروة، بحيث تضمن لجميع الأطراف الشعور بالمواطنة والمشاركة ، ومن هنا، فإن تطبيق اتفاق 10 آذار يجب ألا ينظر إليه في بعده العسكري أو الإداري، بل كمدخل لتحول سياسي أعمق، عنوانه إعادة بناء الدولة وفق منطق التفاوض، لا الفرض أو القوة .
إن التفرد في إدارة المرحلة الانتقالية، حتى لو جاء تحت غطاء استعادة الدولة، يعيد إنتاج أسباب الانفجار الأولى، ويُضعف فرص التفاهم الوطني ، وبالتالي الشراكة ليست مطلباً كردياً فحسب، بل ضرورة وطنية تفرضها مصلحة سوريا ككل. فكل الدول التي نهضت بعد صراعات مماثلة، لم تنجح إلا حين اعترفت بتعدد هويتها، وأعادت توزيع سلطتها على نحو يعكس التوازن الفعلي داخل المجتمع.
اللحظة السورية الراهنة تفرض على الجميع مغادرة منطق المكاسب الكاملة ، لصالح التفكير في بناء نموذج جديد للدولة، تتكافأ فيه المصالح، وتُصان فيه الخصوصيات، ويُدار فيه التنوع كقوة ، وهذا يتطلب من السلطة الانتقالية أن تتجاوز أساليب الحكم القديمة، ومن الأطراف الكردية أن تتحرك باتجاه الشراكة البناءة، من موقع الفاعل في الدولة، وليس من خارجها.
اتفاق 10 آذار بداية لمسار يجب ان يُقترن بآليات تنفيذية تضمن تمثيلاً فعلياً وعدالة في توزيع القرار، كي لا يتحول إلى وثيقة نظرية لا تصمد أمام امتحان الواقع. بل يجب ان يستثمر كفرصة لإطلاق حوار وطني حقيقي، وأن يمهد لتحول نوعي في شكل الدولة السورية القادمة.
في نهاية المطاف، لا يمكن لسوريا أن تعود دولة فاعلة ومتعافية ما لم تعترف بكل أبنائها، وتفتح الباب أمام شراكة تعكس حقيقة مجتمعها المتنوع. فالسلطة لا تُستعاد بفرض الإرادة، بل بإعادة تعريفها ضمن مشروع وطني جامع ، وما لم تُغتنم هذه اللحظة لبناء ذلك المشروع، فقد لا تأتي لحظة أخرى تسمح بما تسمح به الآن من إمكان.؟



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن وحدة الدولة ومسؤولية البناء المشترك: قراءة هادئة في بيان ...
- عن هشاشة القوى الوطنية السورية ..؟
- من -صاحب البيت والضيوف- إلى دولة المواطنة:والمشاركة تأملات ف ...
- سوريا على عتبة التحول: من الإحياء السياسي إلى النهوض الحضاري
- 14حزيران :حين يتحول التاريخ إلى مرآة للذات الحزبية ؟
- - الفكر- الكردي السوري وسوسيولوجيا -الفشل- ...!
- الكرد في سوريا :من خطاب المظلومية الى الشراكة الوطنية
- عن نهاية الأحزاب الكلاسيكية في سوريا ؟
- عن المواطنة المتساوية في سوريا ...؟
- ليست اكاذيب بل حقوق...!
- تيار مستقبل كردستان سوريا: بين أزمة الهوية وتحديات التجديد . ...
- المجلس الوطني الكردي في قلب الرؤية الكردية المشتركة ...!
- سوريا بعد الأسد: بين تحذيرات روبيو وفرص بناء الدولة الديمقرا ...
- سوريا: الدولة المأمولة وخيارات التعايش
- سوريا الجديدة والحاجة إلى عقد دستوري جامع
- اتفاق 26 نيسان: من توحيد الصف الكردي ، إلى اختبار الوطنية ال ...
- البارزانية تيار جامع ...فلماذا هذا التشتت؟
- وطن واحد ، هوية متعددة ..!
- التكويع -... ابتعاد عن المبادئ نحو المصلحة وتآكل الثقة ..…!
- الأنظمة التي تضطهدوالكرد...تتحمل مسؤولية خياراتهم ؟


المزيد.....




- يريد الانتهاء منها لكنه يواصل إثارتها.. إليك آخر تبعات قضية ...
- بفيديو طريف.. بسنت شوقي تنفي شائعة حملها
- بعد قصف دمشق.. نتنياهو: سنواصل التصرف حسب الضرورة واتفاق الس ...
- الطائرات المسيّرة: سلاح أوكرانيا الأمثل لإعاقة تقدّم القوات ...
- عيادة خصوبة بريطانية تنجح في ولادة 8 أطفال أصحاء من أمهات حا ...
- كنائس تهدم في السودان.. عودة الاضطهاد الديني؟
- بلجيكا: محكمة تصدر أمرا لحكومة الفلمنك بوقف عمليات نقل المعد ...
- السجائر الإلكتروتية.. ما هو ضررها على الصحة؟
- سوريا: ما هو مخطط إسرائيل؟
- قصف إسرائيلي استهداف عناصر تأمين قوافل المساعدات في غزة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - في اعادة التفكير بالدولة السورية ؟