أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - الطفلة شام تسأل عن الطعام في الجنة، وغزة تموت جوعاً!














المزيد.....

الطفلة شام تسأل عن الطعام في الجنة، وغزة تموت جوعاً!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 17:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


"بالجنة في أكل يا ماما؟"
بهذه الكلمات البريئة، طرحت الطفلة شام من قطاع غزة سؤالاً على والدتها، لم يكن بسيطاً كما يبدو، بل كان أشبه بنداء استغاثة، أو صرخة جوع خرجت من قلب طفلة لم تَعُد ترى في الحياة أملاً... بل ترى في الموت خلاصاً.

أجابت الأم بصوت مكسور تحاول فيه دفن ألمها:
"في أكل كثير، وفواكه كمان يا ماما."
لكن الطفلة لم تفرح بالإجابة، بل قالت بما يشبه الطعنة:
"أنا بدي أموت عشان آكل."

هكذا ببساطة، عبّرت شام عن واقع مرير يعيشه أطفال غزة، واقع يتجاوز حدود الفقر، ليصل إلى حدود الموت البطيء عبر الحصار والتجويع.

غزة، التي أنهكتها الحرب ودمّرتها القذائف، تُقتل اليوم بأسلوب أكثر قسوة: الجوع.
في ظل الحصار المستمر، وانعدام سبل المعيشة، وغياب المواد الغذائية الأساسية، باتت العائلات عاجزة عن تأمين وجبة واحدة يومياً، بينما يقف الأطفال في الطوابير، لا أمام مخابز، بل أمام الموت.

وقد أطلقت منظمات إنسانية عدة تحذيرات متكررة من انهيار الوضع الغذائي والطبي في القطاع، إلا أن العالم لا يزال يكتفي بالمراقبة والبيانات الجاهزة، من دون أي تحرّك حقيقي لإيقاف المأساة.

بينما يعيش أطفال غزة على الأمل المعلّق، والماء القليل، والرغيف النادر، يزداد الشعور في الشارع الفلسطيني بأنهم تُركوا وحدهم.
خذلهم العرب، حين اكتفوا بالشجب، وتركوا القضية تتآكل في الهامش السياسي.
وخذلهم المسلمون، حين تحوّلت فلسطين من "قضية مركزية" إلى مجرد وسمٍ عابر على وسائل التواصل.
وخذلهم العالم، حين أدان القصف، لكنه صمت عن التجويع، وكأن الموت بالرصاص يستحق الإدانة، أما الموت جوعاً فهو مجرد "نتيجة جانبية".

قصة الطفلة شام ليست استثناءً، بل هي صورة من آلاف القصص التي لم تصل بعد إلى وسائل الإعلام.
قصص أطفال لا يملكون ما يسدّ رمقهم، ويبحثون في الركام عن كسرة خبز، أو في السماء عن بابٍ للجنة.

وها نحن نكتب، لا بانتصار ولا بطمأنينة، بل بانكسارٍ مرّ، يليق بعصر خذل فيه الجميع غزة.

لقد خذلنا الأطفال، خذلنا الأمهات، خذلنا الآباء.
خذلناهم يوم اخترنا الصمت، ويوم اكتفينا بالمشاهدة، ويوم جعلنا من آلامهم مجرد محتوى.

وغزة؟
لا تزال واقفة، رغم الجوع والخذلان.
لكننا – نحن – من سقط في امتحان الإنسانية.

سامحينا يا شام...
فنحن العالم الذي خذلكِ.

[محمود كلّم] كاتب فلسطيني يكتُبُ في الشَّأنين السِّياسيِّ والوجدانيِّ، وَيُعنَى بقضايا الانتماء والهُويَّة الفلسطينيَّة. يرى في الكلمة امتداداً للصَّوت الحُرِّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النِّضال.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء عاجل إلى العشائر العربية المتجهة إلى السويداء!
- بين الترفيع والترقيع: المشهد الفلسطيني في لبنان تحت المجهر
- الشيخ مرهج شاهين... حين يُهان الوقار ويسقط وجه الأمة!
- بيان نويهض الحوت تلتحق بشفيق وأنيس... ويصمت صوت الحقيقة
- غريبٌ بين النجوم
- إِصلاحٌ أم انتقامٌ؟ قراءةٌ في تحرُّكاتِ -القيادةِ الفلسطينيّ ...
- ما بين -الشجرة- وغزة... أنشودة الدم التي لا تموت!
- غسّان كنفاني وناجي العلي: حين يكتُبُ الحبرُ والدّمُ تاريخنا!
- غزة تدقّ جدران الخزان... ولا يسمعها إلا غسان كنفاني!
- غزة... وحيدة في ليل الخذلان!
- غزّة... آخرُ ما تبقّى من إِنسانيّتِنا!
- غزّة... وأبو الحن في فخِّ المُساعدات!
- غزّة... لا مفرّ: نُزُوحٌ من الموتِ إِلى الموتِ!
- من العدس إلى الشّهادة... الشهيد نزار بنات كما لم تعرفُوهُ!
- غزّة... تنزفُ في عرض البحر!
- غزّة تنزف بصمت... وأمريكا تُدير المجزرة!
- غزّة وحدَها... والعُروبةُ في غيبوبةٍ!
- سمعان ميشال حطّاب (أبو إيلي)... من الأشرفيّة إلى مخيم شاتيلا ...
- غزّة تُذبحُ... والأُمّةُ تتوضّأُ للصّلاةِ!
- ناجي العلي رسمها، ونزار بنات نطق بها: سيرةُ وطنٍ يغتالُ أبنا ...


المزيد.....




- منظمة: يجب التحقيق في قصف إسرائيل لسجن بإيران كجريمة حرب
- اعتداءات غير مسبوقة للمستوطنين تهدد فلسطينيي الضفة بالعطش
- رئيس بلدية عناتا بالقدس: البلدة منكوبة والاحتلال صادر 90% من ...
- قادة 5 دول يجتمعون في تشيلي لمواجهة تصاعد اليمين بالغرب
- ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم طائرة بنغالية إلى 27 قتيلا معظمهم أط ...
- عاجل | وزير الخارجية البريطاني: سندرس اتخاذ إجراءات أخرى مع ...
- حصيلة هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر
- حقيقة النشاط المُروّع الذي تمارسه وكالة الهجرة الأميركية
- شهداء ووفيات بسوء التغذية وتحذيرات من موت جماعي بسبب التجويع ...
- لقاء يكشف موقف الأكراد الأقوى.. ماذا منحهم نزيف السويداء؟


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - الطفلة شام تسأل عن الطعام في الجنة، وغزة تموت جوعاً!