أيمن غالى
الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 19:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بالمقال السابق عن تعبير السلام عليكم؛ تطرقنا لكونه تعبير بدوى نشأ بين شعوب البوادي وأشهرهم اليهود والعرب وهو تعبير خاص بهم ومناسب لطبيعة بيئتهم .. والذي إستمر استعماله بين الشعوب السامية في عدة صور مختلفة ..
التعبير؛ خاص بتقديم وطلب المسالمة للمرور بمناطق نفوذ البدو وقطّاع الطرق ..
ومن خلال صور تطور التعبير في تغير منطوق حرف الـ ع؛ نستطيع فهم التعبير بصورة أفضل ..
من خلال دراسة التطور التاريخي للألفاظ؛ نلاحظ تطور نطق حرف الـ ع في الساميات وتحولها إلى هاء احياناً (كما في جَهَر من التطور اللفظي للكلمة السريانية جَعَر) وإلي همزة أحياناً؛ مثل: (على) والتي تحولت لـ (إلى) وأحياناً سقوط حرف الـ ع بصورة كاملة كما في كلمة (سبعت؛ اليوم السابع من الأسبوع وتحولها إلى سبت) ..
وبالتالي؛ نجد تحول صورة تعبير (السلام عليكم/السلام عليك) على الصورة (السلام إليكم/إليك), ومنها للصورة (السلام إلك؛ كنطق الشوام) و(السلام لك) ..
واضح إن التعبير لعرض المسالمة وعدم الاستعداد على مهاجمة الآخر كعادة العرب في قطع الطرق للسلب والنهب ..
ونجد أن تعبير (السلام لك)؛ إجابته (ولك أيضا) .. بمعنى كلاً الطرفين يعاهد كل منهما الآخر على المسالمة وعدم مهاجمة أحدهم للآخر كما في الحروب واستسلام الأسرى (الأسير يلقي سلاحه عارضاً المسالمة وآسره يرد عليه بالمسالمة وعدم قتله مقابل الاستسلام) ..
وبالتالي تعبير السلام عليكم هو تعبير حصري لشعوب البوادي -والأقل تحضراً من أهل الزراعة والصناعة كما أسلفنا في المقال السابق- والتي بلا قوانين للحماية كبوادي العرب وبوادي الشام .. ولا نجد تعبيرات المسالمة في أي مجتمع زراعي متحضر فى بلد منظمة تحكمها القوانين كمصر القديمة ..
وبالتالي فتحية البدو هي دخيلة على مجتمعنا المصري؛ الذى لم تعهده هُويته ولم يعهد أعمال البلطجة والسلب والنهب كعادة البدو وسكان البوادي ..
يتبع
#أيمن_غالى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟