أيمن غالى
الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 07:23
المحور:
قضايا ثقافية
من عشرات السنين -وقبل عصر الغزو الوهابى لمصر- وفي السنة الأولي من المرحلة الإبتدائية كان معانا زميلة؛ إسمها أمينة؛ كانت دايماً مغطية شعرها ولابسه بونيه، وأعتقد إن ده كان أول بونيه في تاريخ مصر ..
زمايلنا كانوا بيعاكسوها ويشدوا من علي راسها البونيه .. كان شئ غريب جداً في زمننا إن واحدة تغطي شعرها فى مدينة ومجتمع متحضر ..
واضح إن زميلتنا كانت أمها ست مهملة؛ كان شعرها مُجعد ومكعبل بدون تسريح وكان الأسهل للأم إنها تغطي لها شعرها ..
هي وأمها أحرار طبعاً ..
وكان موقف أستاذتنا الفاضلة -مُدرسة الفصل- شئ مشرف جداً، وكانت بتعاقب أي زميل بيحاول يشد البونيه من علي راس زميلتنا ..
كنا عايشين في مجتمع بيحترم خصوصية الآخر، وحتي بعد ظهور الحجاب ومحاولات الإخوان والسلفيين في فرضه؛ كان المجتمع بيحترم إختيار إللي بتلبسه ..
لكن إللي إحترمنا إختيارهم بعد ما أصبحوا أكثرية؛ إفتروا وأصبحوا رافضين لأي واحدة مختلفة عنهم بملابس شيك وتسريحة شيك وشعر جميل ..
يا ريت إللي في يوم إحترمنا خصوصيتهم وإختيارهم يحترموا خصوصية غيرهم وإختيارهم ..
وأكيد أمينة كانت بتتضايق ومش معقول النهاردة ممكن ترد جميل إللي إحترموا رغبتها ودافعوا عنها؛ تضايق إللي مش لابسه بونيه ولا مغطية شعرها ..
#أيمن_غالى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟