|
قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المغربي -مصطفى البحري ...-
فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 00:57
المحور:
الادب والفن
قراءةٌ فِي نصٍّ دونَ عنْوانٍ البحري@المصطفى
1
علَى سريرِي"
وأنَا أسْتعدُّ لِلنّوْمِ
تيبّسَتْ أطْرافِي
تمامًا.
2
تحسّسْتُ صدْرِي
كانَ قفصِي الصّدْرِيُّ بارزًا جدًّا
ترجّلْتُ
صوْتُ عظامِ أقْدامِي علَى الْأرْضِ
مزْعجٌ جدًّا
أيْقظَ كلَّ سكّانِ الْعمارةِ.
3
تأكّدَتْ نبوءةُ أمِّي
كانَتْ تقولُ لِي :
( كُلْ جيّدًا أيُّهَا الْهيْكلُ الْعظْمِيُّ )!
4
أكلْتُ كلَّ شيْءٍ :
الطّريقَ إلَى الْمدْرسةِ
فطائرَ الشّحْمِ اللّذيذةَ
كتبَ الْفلْسفةِ
دواوينَ الشّعْرِ
مصْروفَ الْعائلةِ.
5
أكلْتُ كلَّ شيْءٍ
ومَازالَ صوْتُ عظامِي يزْعجُ
"سكّانَ الْعمارةِ .
1
مدْخلٌ
:يقولُ أحدُ الْكتّابِ الْمغاربةِ
"الشّعْرُ معْمارٌ نجْهلُ بداياتِهِ و نهاياتِه،دونَ الْوقوفِ عنْدَ إسْمٍ معيّنٍ لِشاعرٍفِي مسارٍ،لَا يتوقّفُ، ولَا يتحدّدُ بِأحددونَ غيْرِهِ مادامَتْ أرْضُ الشّعْرِ تسعُ الْجميعَ" قدْ تنْتهِي التّجْربةُ بعْدَ أنِ اسْتنْفدَتْ زمنَهَا ودوْرَهَا دونَ انْتِهاءِصلاحيّتِهَا، ودونَ اعْتبارِهَا النّموذجَ الّذِي يجبُ اسْتمْرارُهُ فِي الْأزْمنةِ والْأمْكنةِ، وكأنَّهَا نهايةُ الشّعْرِ، هذَا الْموْقفُ الدّوغْمائِيُّ يُسْقطُ الشّعْرَ فِي عنْفٍ قيْمِيٍّ بِالْحكْمِ علَى نهايةِ الشّعْرِ علْمًا أنَّ منْطقَ التّاريخِ يرْفضُ الْقداسةَ والْأسْطرةِ، ويؤْمنُ أنَّ لَاتجْربةَ تنْسخُ تجْربةً سابقةً، ولَاينْفِي التّأثّرَ بهَا والْإسْتفادةَمنْهَا وإلَّا سقطْنَا فِي فخِّ"فوكويامَا" (نهايةُ التّاريخِ) ومقولةِ "ابْنِ خلْدونَ"(التّاريخُ يعيدُ نفْسَهُ)... إنَّ الشّعْرَ فضاءٌ عامٌّ، و الشّاعرَ والشّاعرةَ جزْءٌ منْ هذَا الْفضاءِ... تجْربةٌ شعْريّةٌ نقاربُهَا نقْدًا منْ وجْهةِنظرٍ،قدْ لَا تكونُ مالكةً لِفهْمِهَا فِي شموليّتِهَا، لكنَّهَا لَا تتمنّعُ عنِ التّأْويلِ وإنْ لمْ ينْجحْ فِي الْإلْمامِ بِكلِّ أجْزائِهَا وتفاصيلِهَا،لِأنَّ التّجْربةَ النّقْديّةَ تتوخّى فهْمَ مَاوراءَ الْكتابةِ بِواسطةِ مظاهرِ الْمكْتوبِ... كلُّ تجْربةٍ شعْريّةٍ هيَ جزْءٌ منْ تجْربةٍ عامّةٍ،و كلُّ مقاربةٍ نقْديّةٍ هيَ أيْضًا تجْربةٌ نسْبيّةٌ، تفْتحُ الْبابَ لِمقارباتٍ تُكْملُ مَابدأَهُ أوّلُ اجْتراحٍ لِلنّصِّ... نفْسُ موْقفٍ"رولانْ بارْتْ" : "إنَّ النّصَّ بدايةٌ مفْتوحةٌ تُكْتبُ وتُقْرأُُ، و النّصُّ مقدّمةٌ يبْدأُ منْ خلالِهَا الْكاتبُ حوارًا معَ الْقارئِ،لِأنَّ الْقراءةَ تجْعلُ الْمكْتوبَ يصوغُ منْ نفْسِهِ الْكثيرَ منَ الْمعانِي لِتتفاعلَ حتَّى تتحوّلَ كلُّ مقدّمةٍفيهِ إلَى بدايةِ تصوّرٍ جديدٍ... " بِهذَا الْمدْخلِ ستخْضعُ تجْربةٌ شعْريّةٌ مخْتلفةٌ لِشاعرٍ مَغْرِبِيٍّ" مصْطفى الْبحْري "لِتجْربةٍ نقْديّةٍتتبنّاهَا " فاطمة شاوتي "فتقاربُ مقْترحًا شعْريًّا لهُ وعْيُهُ النّظرِيُّ،و أسْلوبُهُ الْخاصُّ فِي الْبناءِ دونَ تبْخيسِ تجاربِ شعراءَ غيْرِهِ وشاعراتٍ لهُنَّ خصوصيّتُهُنَّ الْكتابيّةُ فمَاهِيَ مكوّناتُ هذِهِ التّجْربةِ الّتِي اخْترْتُهَا بناءً علَى اخْتلافِهَا عنْ تجاربَ سبقَ لِي مقاربتُهَا...؟ هذَا مَا سأ قدّمُ خطاطةً فِي نصِّ تمْثيلِيٍّ لِتجْربةٍدونَ عنْوانٍ...
2 مساءلةُ الْعتبةِ :
يقولُ "LEO HOEK" : "الْعنْوانُ علامةٌ علَى دالٍّ ومدْلولٍ" بيْنَمَا "أمْبِرْتُو إيكُو" يرَى أنَّ مهمّةَ الْعنْوانِ التّشْويشُ : "إنَّ الْعنْوانَ يجبُ أنْ يشوّشَ علَى الْأفْكارِ،لَاأنْ يحوّلَهَا إلَى قوالبَ مسْكوكةٍ." أوّلُ ملاحظةٍ وأنَا أتتبّعُ الْجملَ الشّعْريّةَ هيَ عدمُ عنْونةِ الشّاعِرِ لِلنّصِّ، فلماذَا غُيّبَ الْعنْوانُ...؟ أهوَ اخْتيارٌ إجْرائِيٌّ فرضتْهُ الْحالةُ الْمعْروضةُ فِي النّصِّ أمْ افْتعالٌ لِشغبٍ شعْرِيٍّ سرّيٍّ يعْلمُهُ الشّاعرُ وحْدَهُ ...؟ هلْ يمْكنُ اعْتبارُ تغْييبِ أوْ إهْمالِ الْعتبةِ هيَ كلمةُ السّرِّ أوِ الْعلْبةُ السّوداءُ تحْتاجُ مفْتاحًا لِتفْكيكِ الشّفْرةِ...؟ وهلْ غيابُ الْعنْوانِ لَا يجْعلُ الْقراءةَ مشوّشةً انْطلاقًا منَ السّؤالِ : لماذَا لَايُعنْوِنُ الشّاعرُ النّصَّ...؟ أليْسَ رسالةً إلَى الْقارئِ وتشْويشًا لِذهْنِ الْمتلقِّي بِهدفِ إشْراكِهِ فِي وضْعِ عنْوانٍ قابلٍ لِلتّأْويلِ وفْقَ مَايُقدّمُهُ النّصُّ الْمدْروسُ أوْ بِالْأحْرَى توْريطِهِ...؟ ألَا يثيرُ عدمُ وجودِ عتبةٍ دالّةٍ علَى مضْمونِ النّصِّ سؤالًا يهمُّ النّقْدَ...؟ هلْ يحقُّ لِلنّقْدِ أنْ يقْترحَ لِنصٍّ دونَ عتبةٍ،اخْتارَهُ وفْقَ معاييرَ محدِّدةٍ لِلْقراءةِ عتبةً مَا وبِأيّةِ معاييرَ...؟ أمْ أنَّ علَى النّاقدَةِ أنْ تسْتنْبطَ : الْعنْوانَ /الْعتبةَ /الدّالّةَ/الْبوْصلةَ/إلَى حدٍّ مَا منْ سياقِ النّصِّ...؟ هيَ فرضياتٌ تؤجّجُ النّقاشَ حولَ قيمةِ الْعتباتِ لِدرجةِ تخْصيصِ دراساتٍ نقْديّةٍ فِي دلالاتِهَا حضرْتُ بعْضَهَا، واشتغلْتُ فِي ورْشةِ تكْوينيّةٍ حوْلَ تيمةِ الْغلافِ وأهمّيةِ تسْويقِهِ تحْتَ إشرافِ الْمفكّرةِ السّوسْيولوجيّةِ "فاطمة الْمرْنيسي"....
3ِ ِمساءلةُ الْبنْيةِ اللّغويّةِ:
أ_ طبيعةُ الْكلماتِ الّتِي اشْتغلَ بهَا النّصُّ... ب_ أزْمنةُ الْفعْلِ الّذِي صاغَ بهِ الشّاعرُ النّصَّ... ج_ أسّلوبُ النّصِّ...
إذَا نظرْنَا إلَى الشّعْرِ بِوصْفِهِ كتابةً لِلّغةِ،وأنَّهُ يمْنحُ الشْعَرَ حياةً متجدّدةً،لأنَّ اللّغةَ تتّسِمُ بِالتّغيّرِ كلّمَا غيّرَتِ التّجْربةُ الشّعْريّةُ وضْعَهَا ومهامَّهَا،فتيمةُ كلِّ نصٍّ حتَّى داخلَ نفْسِ التّجْربةِ، تفْرضُ تغْييرَ التّعاطِي معَ لغتِهَا حسبَ السّياقِ، فليْسَ لِأيّةِ تيمةٍ الْحقُّ فِي نسْخِ لغةِ تيمةٍ مغايرةٍ إلَّا عرَضًا... صحيحٌ أنَّ لِكلِّ تجْربةٍ لِيكْسيكَهَا وشبكتَهَا اللّغويّةَ،يتميّزُ بهَا كاتبٌ أوْ كاتبةٌ عنْ سواهِمَا تغْدُو خاصيّةً لصيقةً بهِ تحدّدُ هوّيّتَهُ الْإبداعيّةَ كَبصْمةٍ تنْتمِي إليْهِ لَا تُورَّثُ، إذْ نلاحظُ نوْعيّةَ الْمعْجمِ بِتكْرارِ كلماتٍ بِعيْنِهَا دونَ وعْيٍ بِذلكَ... تنوّعُ الْقواميسِ وثراؤُهَا بيْنَ مَنْ ينْتجونَ خطاباتِهِمْ، يكْشفُ أنَّ يدًاوراءَ الْكتابةِ تنْصتُ لِإيقاعاتٍ وأصْواتٍ تحوّلُهَا منْحوتةً فنّيةً، تتداخلُ فيهَا حركتانِ متناغمتانِ: عيْنٌ موسيقيّةٌ تنْقرُ وهيَ الْأصابعُ،ويدٌ تبْصرُ وهيَ الْعيْنُ، عيْنانِ تكْتبانِ ويدانِ تبْصرانِ لِتنْجزَا لوْحةً جماليّةً هيَ النّصُّ... إذَا تتبّعْتُ خطَّ النّصِّ الْمنْكسرِ إلَى خمْسةِ مقاطعَ /خمْسةِ مشاهدَ /خمْسِ لوحاتٍ اعْتمادًا علَى فنِّ الْكْرافيكِ/graphique كَتقْنيةٍ فِي فنِّ الْخطِّ،والْفنونِ الْبصريّةِ اعتمدَهَا النّصُّ فِي هنْدستِهِ / التّشْذيرِ الْمقْطعِيِّ الْخماسِيِّ بِمجْموعةِ أفْعالٍ تكرّرَتْ وتوزّعَتْ خريطتُهَا علَى أزْمنةٍ ثلاثةٍ الْماضِي والْمضارعِ والْأمْرِ: احْتلَّ زمنُ الْماضِي حيّزًا مكانيًا أكْبرَ يشْغلُ مساحةً أوْسعَ منَ الْعيْنِ إذْ تكرّرَتْ توتّراتُهُ بِالشّكْلِ الْآتِي: 4مرّاتٍ فِي الْمقْطعِ الثّانِي بِهذِهِ الْأفْعالِ: تحسّسْتُ ترجّلْتُ أيْقظَ كانَ لكنْ تجْدرُ الْإشارةُ أنَّ الْماضِي هنَا لَا يحيلُ إلَى لحْظةٍ انْحسرَتْ فِي النّسْيانِ، بلْ تدلُّ هنَا علَى الْإسْتمْراربّةِ فِي اللّحْظةِ الرّاهنةِ،فأثْناءَ الْإسْتعدادِ لِلنّوْمِ حدثَ الْألمُ الْإشْتغالُ بِزمنٍ وهوَ مسْتمرٌّ دلالةٌ علَى معاناةٍ تقعُ متزامنةً معَ لحْظةٍ التّهيّؤِ لِلنّوْمِ... وتسْرِي هذِهِ اللّحْظةُ رغْمَ زمنِهَا الصّرْفِيِّ /النّحْوِيِّ فِي الْآنِ وهوَ زمنٌ ينْطبقُ علَى باقِي الْأفْعالِ الْماضيةِ... أمَّا الْمقْطعُ الثّالثُ فقدْ حظيَ بِ فعْليْنِ همَا: تأكّدَتْ كانَتْ هنَا الْفعْلُ( تأكّدَتْ) زمنٌ ماضٍ صرْفيًا، حاضرٌ لحْظتَهَا، عكْسَ الْفعْلِ الْمقابلِ (كانَتْ).. وهوَ يعْلنُ أنَّ الْحالةَ وقعَتْ أثْناءَ إحْساسِهِ بِالْألمِ، فأيْقنَ صدْقَ نبوءةِ أمِّهِ ومَاتزالُ وصيّتُهَا لمْ تفْقدْ صلاحيّتَهَا ... الْمقْطعُ الرّابعُ : أكلْتُ وهوَ فعْلٌ يحْملُ ماضيَهُ حاضرًا... معْنَى التّداخلِ الزّمنِيِّ أنَّ الْمشْكلَةَ مَاتزالُ قائمةً،ولمْ يتغيّرِ الْوضْعُ... بيْنَمَا الْمقْطعُ الْخامسُ حازَ فعْليْنِ همَا: ومَازالَ أكلْتُ حركيّةُ الزّمنِ فِي زمنٍ ثنائيّةُ الظّاهرِ /الْماضِي والباطنِ/ الْحاضرِ... وكأنَّ الْجمْلةَ تنبّهُ بِعمْقٍ أنَّنَا نعْلقُ بيْنَ زمنيْنِ فأيُّهُمَا يمْلكُ السّيادةَ علَى نقيضِهِ...؟ لِيحْرزَ الْمقْطعُ الأوَّلُ علَى فعْلٍ واحدٍ هوَ : تيبّسَتْ... تسْرِي عليْهِ نفْسُ الْملاحظةِ... بناءً علَى هذَا التّوْزيعِ الْهنْدسِيِّ الْبصرِيِّ فإنَّ زمنَ الْمضارعِ توزّعَ حسبَ هنْدسةِ الْفعْلِ الْحاضرِ إلَى : أسْتعدُّ:الْمقْطعُ الْأوّلُ تقولُ :الْمقْطعُ الثّالثُ يُزْعجُ: الْمقْطعُ الْخامسُ لِيحْتلَّ فعْلُ الْأمْرِ كَزمنٍ آخرَ اسْتغلَّهُ منْ خلالِ حضورِ ذاكرةِ ماضٍ حدّدَهُ النّصُّ فِي نبوءةِ الْأمِّ وردَ فِي ثالثِ مقْطعٍ بِصيغةِ كُلْ...! رغْمَ هذَا التّوْزيعِ فإنَّ الشّاعرَ جمعَ بيْنَ الْأزْمنةِالثّلاثةِفِي مقْطعٍ واحدٍ،نلاحظُ ذلكَ فِي المقْطعِ الثّالثِ: الْماضِي بِفعْليْ(تأكّدَتْ+كانَتْ) و فعْلُ (تأكّدَتْ) فعلٌ يعْتبرُ الْحاضرُ مخْتبرًا لِمَا حدثَ فِي زمنٍ مَا،بِأنَّهُ مَايزالُ يمْلكُ صدْقيتَهُ وفاعليّتَهُ وثبوتيّتَهُ واسْتمْراريّتَهُ، عكْسَ فعْلٍ (كانَتْ) الذِي يرْتبطُ بِزمنِهِ ... الْمضارعُ بِفعْلِ (تقولُ) ُالْأمْرِ بِفعْلِ (كُلْ!) أمَّا الْمقْطعُ الْخامسُ فتضمّنَ زمنيْنِ : ماضٍ بِفعْليْنِ (أكلْتُ+ومَازالَ) وهوَ ماضٍ (أكلْتُ) لكنَّ الْحاضرَ فاعلٌ داخلَهُ،يبرْهنُ عليْهِ فعْلُ(ومَازالَ) كَدالٍّ علَى سيْرورةِ الزّمنِ.. مضارعًا بِفعْلِ(يُزْعجُ) كمَا تبنَّى الْمقْطعُ الْأولُ زمنيْنِ مضارعٍ بِـفعْلِ(أسْتعِدُّ) ماضٍ بِفعْلِ(تيبّسَتْ) لكنَّ الْفعْلَ (تيبّسَتْ) يحيلُ إلَى حدوثِ الْفعْلِ لحْظةَ الْتّحْضيرِ لِلنّوْمِ ماعدَا الْمقْطعَ الرّابعَ فقدِ اكْتفَى فقطْ بِ أرْبعةِ أفْعالٍ تصرّفُ كَماضٍ (تحسّسْتُ+كانَ+ترجّلْتُ+أيْقظَ) أفْعالٌ تحقّقَ فيهَانفْسُ سريانِ الزّمنِ الْحالِيِّ فِي عمليّاتِهِ الْأرْبعةِ رغْمَ أنَّهَا توحِي ظاهريًا بِانْتماءٍ إلَى الْماضِي... وهيَ خريطةٌ لهَا دلالتُهَا فِي الْمنْهجِ الْفيلُولوجِي الّذِي يهْتمُّ بِتحْليلِ دلالاتِ الْألْفاظِ، وليْسَ بِالْجمْلةِ الشّعْرِيّةِ وموْقعِ اللّفْظِ فِي الْبنْيةِ النّصِّيّةِ والسّياقِ... فهلْ وظّفَتِ الشّبكةُ اللّغويّةُ الْإسْتعارةَوالْإنْزياحَ...؟ "يقولُ "بّولْ رِيكورْ: "الْإسْتعارةُ لَاتوجدُ فِي ذاتِهَا، بلْ فِي التّأْويلِ ومنْ خلالِهِ، ويفْترضُ التّأْويلُ الْإسْتعارِيُّ أصْلاً التّأْويلَ الْحرْفِيَّ الّذِي يُفكّكُ فِي تناقضٍ دالٍّ. وعمليّةُ التّدْميرِ الذّاتِيِّ أوِ التّحْويلُ هذِهِ، هيَ الّتِي تُمْلِي نوْعًا منْ تحْريفِ الْكلماتِ، وتوْسيعِ معانِيهَا، نسْتطيعُ بِفضْلِهِ أنْ نسْتخْرجَ الْمغْزَى حيْثُ يكونُ التّأْويلُ الْحرْفِيُّ بِلَا مغْزَى حرْفِيٍّ." " ولهذَا يقولُ" أمْبِرْتُو إيكُو: " إنَّ النّصَّ هوَ الّذِي يضعُ بيْنَ يديِّ الْقارئِ النّموذجِيِّ مَاتوحِي بهِ الْإسْتْراتيجِيّةُ النّصّيّةُ..." لِهذَا فالشّاعرُ الْمغْربِيُّ "مصْطفى الْبحْري " صاغَ النّصَّ صياغةً تبْدُو ظاهريًا بسيطةً،لكنَّهَا تنْتمِي إلَى السّهْلِ الْممْتنعِ فِي الْكتابةِ علَى مسْتوَى التّيمةِ والْألْفاظِ،تخْفِي وراءَهَامعانٍ عميقةً... فكيْفَ رسمَ بِلغتِهِ هذهِ اللّوحاتِ...؟ أسجّلُ اشْتغالَ الشّاعرِ بِأسْلوبٍ سينمائِيٍّ يرْجعُ تأْثيرُهُ ربّمَا مباشرٍ ربّمَاغيْرِ مباشرٍ، إلَى الْمخْرجِ الْفرنْسِيّ كاتبِ سينارْيُو وممثّلٍ وناقدٍ "JEAN LUC Godard" الْمنْتمِي إلَى الْموْجةِ الْجديدةِ يعْتمدُ أسْلوبُهُ علَى ثنائيّةِ الصّورةِ ومَاوراءَ الصّورةِ فكيْفَ صاغَ النّصُّ مقاطعَهُ بناءً علَى تصوّرٍ سينمائِيٍّ يلْغِي الْفواصلَ بيْنَ الْخيالِ والْواقعِ...؟
"غودارْ" يدْركُ جيّدًا أنَّ الْمظاهرَ الْخارجيّةَ،هيَ كلُّ مَاتسْتطيعُ الْكاميرَا ومسجّلُ الصّوْتِ الْتقاطَهُ، وهذِهِ اللّقطاتُ تبْدُو غيْرَ كافيّةٍإذَا كُنَّا نبْحثُ عنِ الذّاتِ الدّاخليّةِ،لكنَّهَا ذاتُ دلالةٍ كبيرةٍإذَا لمْ تنْفصلْ عنْهَا ... مَايميّزُ أسْلوبَ الشّاعرِ هوَ مَايراهُ "غودارْ" أنَّ الصّورةَ مجرّدُ صورةٍ، تتطلّبُ منَ الْمُشاهدِ/الْمتلقِّي أنْ يدْركَ الصّورةَ ويفْهمَهَا ثمَّ يعيدَ التّفْكيرَ فيهَا،نفْسُ مطْلبِ هذهِ اللّوحاتِ الْإبداعيّةِ الّتِي تكْسرُ الْحكْيَ الْخطِّيِّ، معْناهُ أنَّ الشّاعرَ حطّمَ أسْلوبُهُ نمطيّةَ الْكتابةِ الّتِي تسودُ الْمشْهدَ الشّعْرِيَّ، وهوَ مَا يجْعلُنِي أقولُ بِأنَّهُ اسْتلْهمَ بِوعْيٍ مُسْبقٍ هذَا الْأسْلوبَ خاصّةَ إذَا كانَ مهْتمًّا بِفنِّ السّينمَا، وكانَ واعيَا بِتحوّلِ الْأدبِ إلَى أدبٍ عابرٍ لِلْأجْناسِ ،أوْ دونَ وعْيِهِ بأنَّ ظاهرةَ التّناصِّ لَاتعْنِي النّسْخَ الْمباشرَ أوِاسْتنْساخَ الطّريقةِ،بلْ نقولُ بِلغةِ"جينيتْ" كمَا اسْتشْهدَ بهَا " الدّكْتورهشام موساوي" واقْتبسْتُهَا لِتأْكيدِ التّفاعلِ الثّقافِيِّ منْ خلالِ تقْنيةِ التّنَاصِّ، الّتِي تنْفِي أنَّ كلَّ نصٍّ مكْتفٍ بِذاتِهِ بلْ هوَ : " علاقةُ الْحضورِ بيْنَ نصّيْنِ أوْ أكْثرَ، بِمعْنَى الْحضورِ الْفعْلِيِّ لِنصٍّ داخلَ نصٍّ آخرَ" وقدْ يكونُ الْحضورُ معْلنًا أوْ خفيًّا، لِأنَّ" بَاخْتينَ "و"جولْيَا كْريسْتيفَا "تعْتبرانِ أنَّ لَاوجودَ لِنصٍّ صافٍ خامٍ، " كلُّ نصٍّ يقعُ فِي ملْتقَى مجْموعةٍ منَ النّصوصِ الْأخْرَى،يعيدُ قراءتَهَا ويؤكّدُهَا ويكثّفُهَا ويحوّلُهَاويُعمّقُهَا فِي نفْسِ الْوقْتِ" وقدْوردَ هذا الْموْقفُ فِي كتابِهِ: "الْمناصيّةُ فِي الرّوايةِ الْمغاربيّةِ _منَ الْعنْوانِ إلَى إلَى النّصِّ"/2015 /ص 16 _17 بلْ قدْ يكونُ حضورًا لِنصٍّ منْ نوْعٍ إبداعيٍّ مخْتلفٍ، لهذَا فحضورُ الْكتابةِ ليْسَ كَقلْعةٍ محْكمةٍ ومغْلقةٍ ضدَّ أيِّ غزْوٍ خارجِيٍّ أوْ داخلِيٍّ... إنَّهَا شاعريّةٌ تعاملَتْ معَ الْفنِّ السّابعِ بِتوْظيفِ scénographie /السِّينُوغْرافْيَا كَمفْهومٍ يرْتبطُ بِفنِّ آخرَ ، وهوَ وصْفُ شيْءٍ علَى خشبةِ الْمسْرحِ... فالنّصُّ يشْتغلُ بِتقْنياتٍ بصريّةٍ بارعةٍ فِي الْوصْفِ، وكأنَّهَا نُوسْتالْجْيَا خماسيّةُ الْأبْعادِ حسبَ بناءِ النّصِّ... يضافُ إليْهَا تأثُّرُهُ بِالْبّانورامَا الْعراقيّةِ لدَى الشّاعرِ"صلاح فائق" بِنَوْعٍ منَ الْمغْربةِ لِلّوحاتِ والْوصْفِ الْمشْهدِيِّ، وهوَ نهْجٌ تعرّفْتُ عليْهِ فِي بعْضِ كتاباتِ الشّاعرِ المغْربِيِّ"مبارك وسّاطْ" ولدَى شاعرٍ فلسْطينِيٍّ "عصْرِي مْفارْجةَ" دونَ أنْ تُؤوّلَ ملاحظاتِي حوْلَ طريقةِ الشّاعرِ "مصطفى البحْرِي" أنَّهَا نسْخٌ ونقْلٌ أوتوماتيكِيٌّ لِتجاربَ سابقةٍ، بلْ هيَ تفْعيلٌ لِلتثّاقفِ الْإبداعِيِّ واسْتثْمارِهِ فِي تجاربَ أخْرَى...
4 مساءلةُ الْبنْيةِ النّصِّيّةِ منْ خلالِ محْتوَى الْمقاطعِ : النّصُّ اشْتغلَ علَى مجْموعةِ مقولاتٍ أخصُّ مقولتَيِ الْمكانِ والزّمانِ، بدَا النّصُّ الْمشـْهدِيُّ شاشةً كبيرةً تلْعبُ الْكَاسْتينْغُ دوْرًا مرْكزيًا كَ عمليّةِ تقْطيعٍ دْراميّةٍ،لهَا رسالتُهَا الصّريحةُ والْخفيّةُ، تتمثّلُ فِي عناصرِ هذَا الْغاسْتينْغْ فخاض الْمكانُ صدامًا بيْنَ أصْغرِمساحةٍ وأكْبرِهَا،بِاعْتبارِهِمَا الْحجرَ الْأساسَ انْطلاقًا منْ أَعْلَى حيْثُ (السّريرُ) إلَى أسْفلَ حيْثُ (الْعمارةُ) أماكنُ ملْموسةٌ فِي الْفضاءِ الْعامِّ والْخاصِّ مثْلُ (الْأرْضُ) (الْعمارةُ) (الطّريقُ) (الْمدرسةُ) وكأنَّهَا دلالةٌ سيمْيائيّةٌ بِأنَّ معْتنقَ هذيْنِ الْمكانيْنِ تلْميذٌ يتابعُ تمدْرسَهُ، دونَ معْرفةِ هوّيتِهِ، لِأنَّ لهُ هوّيّةً أخْرَى أسْتنْبطُهَا منَ السّياقِ والْمونولوغِ الّذِي تقدّمُهُ نَوسْتالْجْيَا الْحوارِ،مرورًا بِ أماكنَ رمْزيّةٍكَالْجسدِ الّذِي يحْتلُّ الْفضاءَ الْأوّلَ وهذَا الْحيّزَ (الصّدْرُ) فضاءٌ داخلَ فضاءٍ مرْتبطٍ بهِ وهوَ (الْقفصُ الصّدْرِيُّ) ولِلتّدْقيقِ أكْثرَ هوَ مجرّدُ (هيْكلٍ عظْمِيٍّ) و(الْعظامِ) يوازِي طولَ وعرْضَ السّريرِ، بلْ يوازِي مساحةَ الْغرْفةِ... إنَّهَا لعْبةُ تداخلِ الْأمْكنةِ تبْدأُ بِتصْويرٍ جميلٍ كَلوْحةٍ يقومُ بِإخْراجِهَا الْممثّلُ/الْبطلُ/الْأنَا الْمونولوغُ / كلُّ مكانٍ يحْتوِي مكانًا أكْبرَ أو أصْغرَ السريرُداخلَ الْغرْفةِ؛ الْغرْفةُ داخلَ أرضٍ؛ والْأرْضُ داخلَ عمارةٍ... تتواصلُ معَ أمْكنةٍ خارجيّةٍ الطّريقُ/ الْمدْرسةُ ويمْكنُ أيْضَا أنْ نجْعلَ نقْطةَ الْبدايةِ منَ الْمكانِ الْخارجِيٍّ إلَى الْمكانِ الْأوّلِ... تداخلُ الْأمْكنةِ يتراءَى فِي الْمقاطعِ /اللّوحاتِ/الْمشاهدِ/ معَ الْإشارةِ إلَى أمْكنةٍ ثانيّةٍ لهَا وظيفةٌ سيمْيائيّةٌ مثْلِ الْهيْكلِ الْعظْمِيِّ فَالصّدْرِثمَّ الْعظامِ،كلُّهَا أماكنُ ماديّةٌ لكنَّهَا تتعلّقُ بِبّانورامَا الْجسدِ تحيلُ إلَى الْكائنِ كَمكانٍ تصْدرُ عنْهُ أفْعالٌ: ١ سيْكولوجيّةٌ: الْإزْعاجُ ٢ عقْليّةٌ :التّأكدُ/الْإسْتعدادُ/التّذكّرُ/(نبوءةُ اْلأمِّ) ٣فيزْيولوجيّةٌ كَالْإحْساسِ بِ: التّيبّسِ التّرجّلِ الْأكْلِ النّوْمِ الْإيقاظِ الصّوْتِ /الْقوْلِ/الْكلامِ وهيَ خريطةُ أفْعالٍ ظاهرةٍو أخْرَى باطنيّةٍ نفْهمُهَا منْ خلالِ مَاهوَ معْلنٌ... أمَّا مقولةُ الزّمانِ فنسْتدلُّ عليْهَا منْ تخيّلِ الْهيْكلِ الْعظْمِيِّ يسْتعدُّ لِلنّوْمِ فيوقظُ كلَّ سكّانِ الْعمارةِ ممَّا يفيدُ أنَّ الْمشْهدَ تجْرِي أحْداثُهُ ليْلاً... هكذَا يثْقنُ الشّاعرُ الْإشْتغالَ بِ مفْهومِ الزّمانِ فِي ارْتباطِهِ بِمفْهومِ الْمكانِ كَمقولتيْنِ مرْكزيّتيْنِ فِي فلسفةِ"إيمانْويلْ كانْطْ" علَى أساسِ الْإطْلاقِ انْتقدَهُمَا "إنْشْتايْنْ"واسْتبْدَلهُمَا بِخضوعِهِمَا لِقانونِ النّسْبيّةِ... إنّ هذيْنِ الْمفْتاحيْنِ الْفزْيائيّيْنِ مكّنَا الْحدثَ الْرّئيسِيِّ /التّيمةَمنْ تفاعلِهِمَا معَ الذّواتِ،وإنْ كانتِ الذّاتُ السّاردةُ /الْأنَا هيَ الّتِي تديرُ الْإخْراجَ والتّمْثيلَ فِي سينارْيُو شعْرِيٍّ غريبٍ، يؤكّدُ أنَّ الْأنَا الْكاتبةَ هيَ الّتِي تحيكُ خيوطَ الشّريطِ الشّعْرِيِّ بِإخْراجٍ وتمْثيلِ الدّوْرِ وتقمّصِ كلِّ الْأحْداثِ، الشّاعرُ كاتبٌ يقظٌ وناقدٌ يقظٌ، يعيشُ حالةً سيكْشفُ عنْهَا تسلْسلُ الْأحْداثِ فِي النّصِّ... الْكَاسْتينْغُ الشّعْرِيُّ يمارسُ هذِهِ اللّعْبةَ الدْراميّةَ بِمهارةٍ غرائبيّةٍ مشوّقةٍ بِاسْتحضارِ شخوصِ اللّقطاتِ الْمرْئيّةِ،وكأنِّي أشاهدُ فيلْمَا منْ خمْسِ لوحاتٍ بِنفْسِ لعْبةِ "غودارْ" إبّانَ السّتيناتِ والسّبْعيناتِ... اعْتمدَ شخوصًا أسْقطَهَا علَى ذاتِهِ الْقلقةِ،دورُ الْبطولةِ هوَ الْبطلُ وكأنّنَا أمامَ مسْرحيّةِ الْممثّلِ الْواحدِ هوَ الْبطلُ/الْجمْهورُ/الْنّصُّ/الْمخْرجُ/ ينْتزعُ منْ مخْيالِهِ صورَ سكّانِ الْعمارةِ ويشخْصنُ ذاكرةَ الْأمِّ بِتقْنيّةِ الْإسْترْجاعِ بِتفْعيلِ الذّاكرةِ كأنَّهَا واقفةٌ تأْمرُهُ بِالْأكْلِ،مقدّمًا شخْصيّةَ الْأنَا /الْهيْكلِ الْعظْمِيِّ فهلْ هيَ معاينةٌ لِحالةٍمرضيّةٍ(الْأنُورِيكْسْيَا) ،يسْتلْزمُ علاجُهَا حقْنًا بِالسِّيرومِ فيِ مصحّةٍ أوْ مسْتشْفَى قبْلَ مباشرةِ أكْلِ كلِّ شيْءٍ أكْلًا حقيقيًّا (فطائرَالشّحْمِ اللّذيذةِ) هيَ أكْلةٌ شعْبيّةٌ تُعْرفُ لدَى سكّانِ الْباديةِ والْمدنِ خاصّةً الْأحْياءِ الْهامشيّةِ...وصولًا إلَى الْأكْلِ الرّمْزِيِّ، مثّلتْهُ أكْلتانِ همَا الْفلْسفةُ والشّعْرُ... هلْ هيَ محْضُ مصادفةٍ توْظيفُ هذيْنِ الْخطابيْنِ منْ طرفِ الشّاعرِ،أمْ وعْيٌ بِتوْأمةٍرمْزيّةٍتدْعُو إلَى اسْتهْلاكِهِمَا كَاخْتيارٍ ثقافِيٍّ...؟ الْكتبُ مكانٌ منْ أمْكنةِ النّصِّ تُسائلُ النّصَّ: ماذَا تطْرحُ هذهِ الْإلْتقاطاتُ الشّذْريّةُ...؟
5 تحْليلُ مشاهدِ الدْرامَا الشّعْريّةِ:
ُفِي اللّقْطةِ الْأولَى/الْمشْهدُ يتضمّنُ عنْصريْنِ أساسيّيْنِ: همَا السّريرُ، والذّاتُ الْمتكلّمةُ كَمكانٍ تنْفتحُ عليْهِ اللّقْطةُ يصوّرُ النّصُّ السّريرَ وطيْفَ شخْصٍ يسْتعدُّ لِلتّمدّدِ قصْدَ النّوْمِ ،والْجمْلةُ تفيدُ إشارةً إلَى الزّمانِ وهوَ اللّيْلُ، مرفِقًا هذهِ الصّورةَ بِطارئٍ صحّيٍّ تمثّلَ فِي تيبّسِ الْأطْرافِ... بيْنَ اللّحْظةِ الْأولَى فعْلِ الْإسْتعْدادِ واللّحْظةِ الثّانيّةِ تصلّبٍ عضْوِيٍّ،تكْتملُ اللّوْحةُ،فتنْتقلُ كاميرَا الْخيالِ إلَى اللّقْطةِ الثّانيّةِ /الْمشْهدِداخلَ الْغرْفةِ وعلَى نفْسِ الْمكانِ (السّريرِ) تلْتقطُ الْكاميرَا/معاينةَ الْحدثِ/والذّاتُ هيَ الْفعْلُ والْفاعلُ والْمفْعولُ بهِ، ومَنْ تحسّسَتْ و مَنْ أحسّتْ، والّتِي عانَتْ منَ الْفعْلِ كَموْضوعٍ علَى مسْتوَى مكانٍ فزْيولوجِيٍّ الْجسدِ،حيْثُ لاحظَتِ الذّاتُ بروزَ الْقَفَصِ الصّدْرِيِّ، تَلِي هذهِ الْحركةُ حركةً أخْرَى وهيَ التّرجّلُ منَ السّريرِ... وصفٌ دقيقُ لِلْحالةِ يرْتبطُ بِحركةٍ نتجَتْ عنْ وضْعِ الْقدميْنِ علَى أرْضِ الْغرْفةِ بِغرضِ الْجلوسِ صدرَتْ عنْ هذَا الْوضْعِ حركةٌ منَ عظامِ الْقدميْنِ أحْدثَتْ إزْعاجًا فِي مكانٍ خاصٍّ /عامٍّ وهوَ الْعمارةُ... فِي هذهِ اللّقْطةِ ركزَّتِ الذّاتُ الْمتكلّمةُ علَى عنْصريْنِ ملْفتيْنِ لِلْإنْتباهِ منْ خلالِ الصّوْتِ، (طقْطقَةِ مزْدوجةٍ) لعظامِ الْقفصِ الصّدْرِيِّ وعظامِ الْقدميْنِ ،والنّتيجةُ الْإزْعاجُ،ترتّبَ عنْهُ إيقاظُ سكّانِ الْعمارةِ... وصفٌ لِلْمكانِ مصْدرِ الصّوْتِ :الْقفصُ/ الْعظامُ/ الْأقْدامُ وصْفٌ لِلنّتيجةِ:الْإزْعاجُ/ والْإيقاظُ. وصْفٌ لِلْحالةِ: إنَّهَا مزْعجةٌ ومؤْلمةٌ وصْفٌ لِلذّاتِ الْمُعانيّةِ: التّحسّسُ تقومُ اللّقْطةُ علَى الْإنْتقالِ منَ السّريرِ وأرْضيّةِ الْغرْفةِكَمكانٍ خاصٍّ إلَى مكانٍ أخصَّ، هوَ الذّاتُ وجزْءٌ منْهَا هوَ الصّدْرُ... وكلَا الْمكانيْنِ يحْتويهِمَامكانٌ أعمُّ وأشْملُ ،هوَ الْعمارةُ كَمكانٍ مشْتركٍ دونَ ذكْرِ مفْهومٍ الْجيرانِ، لِأنَّ لهُ قيمةً إجْتماعيّةًوأخْلاقيّةً وإنْسانيّةً ... هلْ يعْنِي أنَّهَا إشارةٌ منَ الشّاعرِ إلَى نهايةِ عصْرِ الْقيمِ والتّآزرِ ومدِّ يدِ الْمساعدةِ لِبعْضِهِمْ الْبعْضَ إنْطلاقًا منْ قيمةٍ مشْتركةٍ تجسّدُهَا الْأمْثالُ الشّعْبيّةُ: "الْجارْ قْبَلْ الدَّارْ"...؟ لقْطةٌ سينمائيّةٌ موجعةٌ إذَا سلّطَ الشّاعرُ كامِيراهُ تلْتقطُ الْهيْكلَ واقفاً دونَ حراكٍ،لِأنَّهُ عاجزٌ تمامًا حسبَ مَا يقولُهُ النّصُّ لوْحةٌ دونَ حركةٍ أوْ صوْتٍ إلَّاطقْطقةُعظامِهِ صورةٌ ترْسلُ إرْسالًامشفّرًا يفكَّكُ: حركةُ الْعظامِ وصوْتُ الْهيْكلِ
5 اللّقطةُ الثّالثةُ تطْرحُ الْبرْهنةَ علَى وصيّةِ الْأمِّ وتحْذيرِهَا الْإبْنَ منْ سوءِ التّغْذيّةِ، وتأكّدِهِ منْ يقينِهَا أيْ طرْحُ تنبّؤٍ منْ خلالِ ذاكرةِ الْأمِّ وهوَ فعْلُ تقمّصٍ جميلٍ يتضمّنُ وصْفَ الْحالةِ كَاسْتنْتاجٍ توْليدِيٍّ يمرُّ عبْرَ ذاتيْنِ:منَ الْأمِّ إلَى الْإبْنِ...
أمَّا اللّقْطةُ الرّابعةُ فقدْ أكّدَتْ علَى تنْفيدِ الْوصيّةِجسّدَتْهَا جملُ الْمشْهدِ بِ:ممارسةِ الْأكْلِ(الْفطائرُ) والْإسْرافِ فِي الْمشْيِ الطّويلِ (الطّريقُ والْمدْرسةُ) لكنَّ الْمثيرَ هوَ ذاكَ الْفعْلُ الّذِي تحوّلَ منْ نهَمٍ بْيولوجِيٍّ كانْزياحٍ منَ الصّورةِ الْأصْلِ إلَى صورةٍ سورْياليّةٍ،يتمُّ فيهَا تحْويلُ عمليّةٍ طبيعيّةٍ منْ أجْلِ الْبقاءِ ومقاومةِ مَا اعْتقدْتُهُ مرضَ(الْأنُورِكْسْيَا) كَنتيجةٍ لِسوءِ التّغْذيّةِ أوِ الْحِمْيةِ،نتخيّلُ فيهَا الْأنَا الشّاعرةَ كيْفَ تلْتهمُ كلَّ شيْءٍ، يغْدُو الْأكْلُ عمليّةً ثقافيّةً أكْلُ(الْكتبِ الْفلْسفيّةِ والدّواوينِ) يطْرحُ سؤالًا : لِماذَا هذهِ التّوْأمةُ بيْنَ جنْسيْنِ تمَّ التّرْكيزُ عليْهِمَا؟ أهيَ إشارةٌ إلَى تلاؤمٍ بيْنَ الْأدبِ والْفلْسفةِ علَى أساسِ أنَّ الْفلْسفةَ تمدُّ الْأدبَ بِمناهجَ لِقراءةِ أجْناسِهِ كَطموحٍ صرّحَ بهِ الشّاعرُ...؟ فالْإسْتهْلاكُ لهُ معْنيانِ: مباشرٌ هوَ مَايظْهرُ وغيْرُمباشرٍ هوَ مَا نجحَ فيهِ الْإنْزياحُ كَرسالةٍ توصِي بِضرورةِ الْإهْتمامِ بِالْمطالعةِ، انْجرافٌ لغوِيٌّ منْ ممارسةِ الْأكْلِ مركّزًا علَى أكْلةٍ معيّنةٍ، اشْتهرَتْ بتناولِهَا الْفئاتُ الْفقيرةُ فقطْ... إلَى ممارسةِ الْمشْيِ ليْسَ كَريّاضةٍ، بلْ كَضرورةٍ حياتيّةٍ لِلتّمكّنِ منَ التّعلّمِ بِهدفِ تحْسينِ وضْعيتِهِ الْإجتماعيّةِ، الّتِي تؤكّدُ علَى دوْرٍ الْتّعلُّمِ والثّقافةِلِلْخروجِ منْ أنُورِكْسْيَا الدّماغِ لَا الْمعدةِ فحسْبُ... رغْمَ أنَّ هذَا الْأكْلَ يتطلّبُ مالًا، قدْ يتجاوزُ ميزانيّةَ الْعائلةِ، فأكْلٌ مفيدٌ وثقافةٌ مفيدةٌ تسْتلْزمانِ أكْلَ الْمصْروفِ الّذِي لَا يلبِّي الْحاجيّاتِ لِيصلَ حدَّ الْإفْلاسِ...
6 إسْتنْتاجٌ عامٌّ:
منْ خلالِ مشاهدِ الدْرامَا الشّعْريّةِ لِلشّاعرِ " مصْطفى الْبحْري" ومضامينِهَا الْمرْسومةِ وفْقَ نموذجِ السّينمَا والْمسْرحِ بِآليّةِ(السّينوغْرافْيَا)، تبْدُو الْمعاناةُ /الْأنوركْسْيَامسْتبْعِدةً مرضًا يتعلّقُ بِتصلّبِ الْمفاصلِ والْعضلاتِ، وهيَ حالةٌ تُعْرفُ بِاضْطراباتِ النّوْمِ والتّعبِ وتشوّشِ الذّهْنِ. ويشْعرُ الْمصابُ بِوجعٍ وتيبّسٍ فِي منْطقةٍ كبيرةٍ منَ الْأنْسجةِ الرّخْوةِ بمَا فيهَا الْعضلاتُ، ويسمَّى مرضُ(الْفِيبْرُومْيَالْجْيَا /FIBROMYALGIA) يشْبهُ مَا وصفَهُ النّصُّ بِألمٍ فِي الصّدْرِ والْإسْتيقاظِ منَ النّوْمِ معَ الْحاجةِ إلَى الْجلوسِ أوِ الْوقوفِ،وهوَ خللٌ فِي جهازِ الْمناعةِ،لكنَّي لمْ أركّزْ عليْهِ، فركّزْتُ علَى الْأنوركْسْيَا لِعلاقتِهِ بِظاهرةِ الْأكْلِ الّتِي احْتلّتْ مساحةً أوْسعَ فِي النّصِّ... فالنصُّ واضحٌ منْ تصْويرِهِ عدمَ الرّاحةِ واسْتمْرارَالْحالةِ ليْلَ/نهارَ والدّليلُ أنَّ التّيمةَ الْخفيّةَ تظْهرُ إشاراتُهَا الْإيحائيّةُمنْ مقاطعِ النّصِّ... 5صورٍ تتدرّجُ منَ الصّورةِ الْأولَى فِي عناصرِهَا: الْهيْكلُ الْعظْمِيُّ صورةُ الصّدْرِ وبروزِ قفصِهِ صورةٌ بليغةٌ وصورةُطلبِ الْأمِّ منَ الْإبْنِ الْأكْلَ جيّدًا، تشيرُ ضمْنيًا إلَى الْوضْعِ الْإجْتماعِيِّ والْإقْتصادِيِّ لِلْأسْرةِ،يعْنِي نقْصَ الْحاجياتِ يتطلّبُ مالًا وهوَ مَايتعذّرُ علَى الْأسرِ الْفقيرةِتوْفيرُهُ، ممَّا يدفْعُهَا إلَى التّطاولِ علَى مصْروفِ الْعائلةِ لِعلاجِ هذَا النّقْصِ الْحادَّ... صورةٌ ثالثةٌوصْفُ لذّةِ الْفطائرِ وعدمُ ذكرِ اللّحْمِ، بلْ ركّزَتِ الصّورَةُ علَى الشّحْمِ، الّذِي كانَ يعوّضُهُ لِغلاءِ اللّحْمِ وعدمِ قدْرةِ الشّريحةِ الْإجْتماعيّةِ الْواسعةِ منَ الشّعْبِ،_الّتِي ينْتمِي إليْهَا_ شراءَهُ... وتوضّحُ بِبلاغةٍ الصّورةُ الرّابعةُ رمْزيّةَ أكْلِ مصْروفِ الْعائلةِ،وهيَ صورةٌ تنْتقلُ منْ وضْعيةٍ خاصّةٍ إلَى وضْعيّةٍ عامّةٍ، تمسُّ فئاتٍ تعيشُ قيْدَ حياةٍ لِتعيشَ علَى سدِّ رمقِ الْحياةِ ... صورٌ صادمةٌ لكنَّهَا تصْدرُ منْ قلْبِ الشّاعرِ كَشاهدٍ علَى وضْعٍ مأْزومٍ،عرفَ خلالَ تاريخِ الْمغْربِ انْتفاضاتٍ عميقةً فيمَا يُطْلقُ عليْهِ(الْمغْربُ الْعميقُ) منْ هذهِ الْإنْتفاضاتِ مَاسُمّيَ إنْتفاضةَ الْجوعِ وسمّتْهَاالْجهاتُ الْحاكمةُ بِ(شهداءِ كُوميرةٍ) سخْريةًوتعْنِي شهداءَ الْخبْزِ ،وأُطْلقَ عليْهِمْ فِي انْتفاضةٍ أخْرَى (الْمداويخُ) ذاكرةُالتّاريخِ تسجّلُ هذِهِ الْأحْداثَ رغْمًا عنِ النّسْيانِ... خلاصةُ التّحْليلِ أنَّ النّصَّ بِهذِهِ الْبّانورامَا الذّاتيّةَ، يُصنّفُ منْ وجْهةِ نظرِي فِي خانةِ أدبِ الْغرابةِ واللّامعْقولِ،ولكنَّهُ أدبُ السّخْريّةِ السّوْداءِ الْمريرةِ،يجْعلُ السّريرَ دلالةً علَى الْقبْرِ، لِأنَّ الْواقفَ أمامَهُ كيْ يسْتريحَ ليْسَ سوَى هيْكلٍ عظْمِيٍّ، إشارةٌ سورْياليّةٌ إلَى مسْتوَى الْفقْرِ وصلَ حدَّ الْموْتِ، مَادامَتِ الْوضْعيّةُ الْإقْتصاديّةُ لَا تسْتطيعُ التّكفّلَ بِضحاياهُ،ولَا الدّوْلةُ أنْ تضعَ فِي اعْتبارِهَا هشاشةَ هذِهِ الطّبقةِ الْإجْتماعيّةِ... النّصُّ ليْسَ مجرّدَ ذاكرةٍ شخْصيّةٍ، بلْ هوَ ذاكرةٌ جمْعيّةٌ سجّلَ نوسْتالْجْيَا إجتماعيّةً لِوضْعٍ مخْتنقٍ بِكيْفيّةٍ عميقةٍ، تؤكّدُ علَى اسْتمْرارِ الْوضْعِ وإنْ ختمَهُ بِفكْرةٍ أوّلْتُهَا بِهذِهِ الصّيغةِ: إذَا كانَ الْهزالُ صورةً فيزْيولوجيّةً،يُزْعجُ سكّانَ الْعمارةِ رغْمَ أنّهُ يمارسُ عادةَ الْأكْلِ ،فإنَّهُ يتحوّلُ صورةً سورْياليّةً أعْمقَ حينَ يغدُو أكْلَا ثقافيًا... فهلْ معْنَى ذلكَ أنَّ الْمثقّفَ وظيفتُهُ الْإزْعاجُ...؟ تأْويلٌ خَاصٌّ منْ مخْرجاتِ نصٍّ عميقٍ، يحْتملُ تأْويلاتٍ مضافةٍ تبرْهنُ علَى صحّةِ النّتائجِ أوْ خطئِهَا... ِ
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-شَفَةٌ مَشْرُومَةٌ...-
-
-رِسَالَةٌ إِلَى النِّسْيَانِ...-
-
-مِطْرَقَةُ الرَّمَادِ...-
-
-لٍلْبَحْرِ أَجْنِحَةُ الْمَلَائِكَةِ...-
-
تَغْرِيبَةٌ تْرَامْبِيَّةٌ...أوْ( تَغْرِيبَةٌ فَوْضَوِيَّةٌ.
...
-
-قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية دامي عمر...-
-
- الْحَرْبُ كَبْشُ الْعِيدِ...-
-
- اِشْرَبِيهِ وَحْدَكِ...!-
-
-أيُّهَا الشَّامُ سَلَامًا...!-
-
-جَزِيرَةُ الْأَلَمِ...-
-
-صَرْخَةُ مَادْلِينْ...-
-
- اللَّعْنَةُ الْإِبْدَاعِيَّةُ...-
-
وِشَايَةُ مِرْآةٍ...
-
-حِينَ تَنْسَى الذَّاكِرَةُ وُجُوهَهَا...-
-
-مُعْتَقَلٌ سِرِّيٌّ لِلْقَلَقِ / رَأْسِي ...-
-
-فِي رَأْسِي مَدِينَةٌ...-
-
-تَقُولُ الْعَرَّافَةُ...-
-
زِيَّارَةٌ خَاطِفَةٌ...
-
-مِنْ جُغْرَافِيَّةِ اللَّامَكَانِ...-
-
إِلَى أُمِّ الشَّهِيدِ...تَحِيَّةً...
المزيد.....
-
أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
-
-خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف
...
-
هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو
...
-
أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
-
مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس
...
-
لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق
...
-
لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق
...
-
وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
-
حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
-
لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم
...
المزيد.....
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
المزيد.....
|