أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محسن عزالدين البكري - الانحياز التأكيدي: بين ما نؤمن به وما نثبته — قصة قصيرة في التفكير العلمي














المزيد.....

الانحياز التأكيدي: بين ما نؤمن به وما نثبته — قصة قصيرة في التفكير العلمي


محسن عزالدين البكري

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 17:38
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في صباح أحد الأيام، وجدت نفسي أتأمل فكرة بدت لي منطقية ظاهريًا:
هل هناك علاقة بين نمو الشعر والذكاء الأكاديمي (الذكاء المنطقي-الرياضي)؟

السبب لم يكن ورقة بحثية أو تجربة موثقة، بل كان شيئًا أكثر ذاتية: ملاحظة شخصية.
معظم أفراد عائلتي لا يعانون من الصلع، ومع ذلك يتمتعون بتحصيل علمي متميز، وذكاء لافت في المدرسة.
بدأت أربط بين الشكل والمضمون. خطر لي أن الشعر الكثيف ربما يعكس بيولوجيًا نوعًا من الصحة الجينية المرتبطة بالذكاء المتعلق بالعلوم الطبيعية .. طبعا هناك انواع من الذكاء بما فيها الذكاء الإجتماعي.لكن كنت أفكر في ذكاء متعلق بالتفوق المدرسي في العلوم الطبيعية ... وإلا هناك الكثير على الشاشات من السياسيين و المذيعين والإقتصاديين نراهم ما بين أصلع وذوو شعر .. لكني كنت بنيت على الذكاء المتعلق بالعلوم الطبيعية والرياضيات يسمى الذكاء المنطقي الرياضي أو قل مجال العلوم الطبيعية والتفوق المدرسي وليس بقية أنواع الذكاء بما فيها الإجتماعي الإداري القيادي الفني المهاري وغيرهم

وكي أؤكد حدسي، بدأت أستعرض صور العلماء الكبار في ذهني.
تذكرت نيوتن، أينشتاين، نيكولا تسلا ، ستيفن هوكينج، نيل ديغراسون، كارل ساغان، لورانس كراوس، فاراداي، ومجموعة أخرى بدت لي في البداية أنها أغلبية بحيث لا يبدو عليهم صلع واضح— وجميعهم في ذاكرتي يملكون شعرًا واضحًا، بل كثيفًا أحيانًا.
قلت لنفسي: ربما هناك نمطٌ ما…

لكن شيئًا ما أوقفني.
صوت داخلي همس:
"هل ترى ما تريد رؤيته فقط؟"

تلك اللحظة كانت نقطة التحول.
ما كنت أفعله — دون وعي — هو ما يُعرف بـ الانحياز التأكيدي:
أن ننتقي المعلومات التي تدعم فكرتنا المسبقة، ونتجاهل أو نُضعف كل ما يخالفها.

فبدل أن أواصل التربيت على فرضيتي، قررت أن أختبرها.
لا عبر مشاهد متناثرة، بل بطريقة منهجية.

التجربة : عيّنة من 100 عالم

جمعت قائمة من 100 من أعظم علماء الفيزياء عبر التاريخ.
حللت صورهم، قرأت عنهم، وصنّفت كل اسم وفق 3 فئات:

(ش) = شعر كثيف أو واضح
(ص خ) = صلع جزئي أو خفيف
(ص) = صلع واضح أو شبه كامل

توقعت أن تتفوق فئة الشعر الكثيف — ربما لرغبتي الداخلية في تأكيد انتمائي إلى هذه الفئة.
لكن النتائج أظهرت نسبًا متقاربة بين هذه الفئات الثلاث، ولم تكن هناك أغلبية واضحة تدعم أيًا منها.
الصلع موجود بنسبة متقاربة وطبيعية مع عدم الصلع كما في عموم السكان، وليس مؤشرًا على الذكاء الأكاديمي أو نقصه.
.....
الخلاصة: ماذا تعلّمت؟

الفكرة لم تكن عن الشعر، ولا عن العلماء.
بل عني أنا. وعنك أيضا حين تميل لقناعات تتوافق مع ما تحبه لكن الحقيقة العلمية لا تسير بهذا الشكل
عن كيف كدت أسقط في فخ بناء نظرية من رغبة ذاتية، لا من بيانات حقيقية.
لكن لحسن الحظ، أوقفت نفسي في الوقت المناسب، وقررت أن أرتدي قبعة "المحقق" لا "المؤمن بالفكرة".

في النهاية، لم أكتشف شيئًا عن الشعر…
لكنني تعلّمت درسًا ثمينًا عن النفس، والعقل، وطبيعة العلم الحقيقي.

العلم لا ينحاز، بل يثبت ويجرب بحيادية.

لا يعزز قناعاتنا، بل يختبرها.
وإذا خذلتنا الأدلة، يكون ذلك أعظم انتصار للعقل — لأننا اقتربنا أكثر من الحقيقة.

...
خالص تحياتي :
ا / محسن عزالدين البكري



#محسن_عزالدين_البكري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأيي الخاص في ترجيح منشأ العائلة الأفروآسيوية في منطقة الهلا ...
- اللغة العربية عبر التاريخ .. وهيمنتها الممتده من الخليج إلى ...
- لماذا تختلف ألوان البشرة عند الإنسان
- تعريف بمشروع كتاب (بطاقة سفر ) من تأليفي
- لماذا نصدق العلم
- بيان ملكية فكرية لمشروع كتاب ولادة جديدة أول كتاب يؤلف بواسط ...
- سلسلة ملاحظات 13
- سلسلة ملاحظات 12
- سلسلة ملاحظات 11
- سلسلة ملاحظات 9
- سلسلة ملاحظات (10)
- مغيرة المناخ ،،،،
- الشاعر كيان مستقل بذاته
- عمى الجهل
- دستور القبيلة
- القيود
- دعني أخبرك عن فلسطين 2
- الرشيقة
- صباح الورد ياطفلة
- بنية الكون-سلوك عجيب وكون من نوع آخر


المزيد.....




- المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيز تدعو لحمايتها من العقوبات ...
- ترامب يحث زيلينسكي على ضبط النفس: لا تستهدفوا موسكو
- الهند تُلزِم شركات الطيران بفحص مفاتيح الوقود بعد حادث بوينغ ...
- شبح الحرب التجارية يلوح من جديد.. آلاف السيارات مكدّسة في مو ...
- حمير غزة.. من تل أبيب إلى أوروبا؟
- ما الذي يحصل في مدينة السويداء السورية وكيف تطورت الأمور هنا ...
- البيت الأبيض يكشف لـCNN تفاصيل التحقيق بشأن استخدام بايدن لل ...
- ترامب يدافع عن منح روسيا -مهلة الـ50 يوما- لإحلال السلام مع ...
- أكسيوس: مهلة أميركية أوروبية -نهائية- لإيران حتى آخر أغسطس ل ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: قتلى وجرحى إثر تجدد الغارات الإسرائيلي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محسن عزالدين البكري - الانحياز التأكيدي: بين ما نؤمن به وما نثبته — قصة قصيرة في التفكير العلمي