أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رضا عباس - الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة














المزيد.....

الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 04:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يختلف الإرهاب وان اختلف المكان والزمان .و ما جرى ويجري في سوريا اليوم من عمليات إرهابية على الأقليات في سوريا كان قد جرى في العراق ولكن بشكل اعنف واوسع , وان قصص بعض العمليات الإرهابية تشيب حتى شعر الأطفال .
السبب الأول والأخير عن عدم تغطية الاعلام العربي ما يجري في سوريا من إرهاب ضد الأقليات , هو ان التغيير في العراق لم يستقبل بالترحاب من الدول العربية المهيمنة على الساحة العربية فيما ان التغيير في سوريا استقبل سريعا من قبل دول المنطقة على الرغم من ان كلا التغيرين جاءا بواسطة قوى خارجية , ولكن بعض الدول العربية سارعت الى توفير الالاف السيارات للقوات الأمنية سورية بحجة حماية استقرار البلاد , دول أخرى اعفت سورية من الديون المستحقة عليها , ودول أخرى قامت بعلاج مرضى سوريا في داخل سوريا وفي خارجها, إضافة الأموال النقدية التي صبت عليها صبا. الجولاني في سوريا الان يتبختر مثل ما كان صدام حسين يتبختر في شبابه .
لست من الذين يحسدون , وأتمنى لكل الدول العربية التعاون بينها في السراء والضراء , ولكن في القلب مراره ان يضطر جريح العمليات الإرهابية العراقي السفر وعلى حسابه الخاص الى الهند او ماليزيا او لبنان او الأردن او الامارات او ايران او تركيا للعلاج , ولم تتبرع دولة واحدة بفتح مستشفياتها لعلاج ذلك العراقي . والحد الان لم يعلن ان إرهابي من خارج سوريا قام بعمليات إرهابية ضد أبناء سوريا , ولكن العرب فتحوا أبواب حدودهم لكل اشرار العالم لإدخالهم الى العراق. حوالي 5 الف انتحاري قدم من بلد عربي واحد . لقد جعلوا قتل العراقيين طريقا للتقرب الى الله وعشاءا مجاني مع الرسول الأعظم في المساء.
اذن ان ما يقع من إرهاب في سوريا يختلف عن الإرهاب الذي وقع على المواطن العراقي . الإرهاب في سوريا هو من صنع سوري , فيما ان اغلب العمليات الانتحارية في العراق كانت من صنع غير عراقي .
لماذا ؟
لان سوريا الجديدة تقاد من قبل قيادة مسلحة معظم أعضاءها من المتشددين , ولا يحتاجون استيرادهم من الخارج . وهكذا كان نظام بشار الأسد يحارب كل من يقف امام سياسته , فيما ان الإدارة الجديدة وقفت بالضد من كل مكون يخالف مذهبهم , وما المجازر التي وقعت في الساحل السوري , على المكون العلوي , المواجهات مع أبناء المكون الدرزي , اضطهاد أبناء المكون المسيحي ,وقتل أبناء المكون الشيعي , الا مثال على ذلك. القيادة الجديدة تستخدم أنصارها المتشددين من اجل سحق أي قوة او مكون ترى انه يشكل خطرا عليها , هؤلاء المتشددون يؤمنوا ان جميع خلق الله مصيرهم النار الا اهل السنة والجماعة . واذا اردت البرهان اطلع على بعض تعليقات السوريين حول معارك الدروز وقبلها معارك العلويين و التفجيرات ضد المكون المسيحي لاحقا , حيث ان بعضهم طالب بإبادتهم وتخليص سوريا منهم .
اما في القضية العراقية , فان القيادة العراقية الجديدة لم تكن من المتشددين وانما كانت تميل نحو الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة الامر الذي ارعب بعض الدول ولابد من القضاء على هذه التجربة , ومن هنا بدا تصدير الإرهابيين لهذا البلد المسكين ليقتلوا اكبر عدد من أبناء الخائبة . ولكن بفضل الإصرار العراقي على الوحدة الوطنية واحترام راي الأقلية قضت على محاولة تقطيع اوصاله.
وهنا يقودنا الى القول ان استمرار تسلط القوى المتشددة على القرار السوري هو الذي سوف يؤدي الى تقطيع اوصال سوريا . تسلط المتشددين هو الذي سيؤدي الى مطالبة قادة المكونات السورية العالم بحمايتهم من يد المتشددين .وان قتل العمد والمتكرر على المكون العلوي و بمختلف الحجج سوف لن يبقى طويلا , لأنه لا يوجد مكون في العالم يقبل عيشة الذل والهوان , وسيفرض على هذا المكون بحمل السلاح ضد حكومته . واذا اتخذ العلويون لبنان ملجا مؤقتا لتجنب القتل العمد , فان للدرز امتداد داخل الكيان الصهيوني . انهم يتمركزون في مدن مهمة من فلسطين مثل صفد وعكا و جبل الكرمل وطبرية , وان سكان هذه المدن لا يسمحون ان يقتل أبناء مكونهم بالجملة . ولهذا السبب فان المعارك مع الدروز داخل سوريا كانت حجة لنتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس بإنذار حكومة احمد الشرع من عدم التحرش بالدرزيين . والحقيقة , ان نتنياهو وعصابته لا يباليهم قتل درزي او علوي او سني او شيعي , ولكن القتل يعطيهم المبرر في التدخل في الشأن السوري , وان عدم طرح مشروع سوري جامع ومقبول من جميع المكونات السورية , يؤدي الى تقسيم سوريا الى دويلات .
ان الدعم التركي و الأمريكي والسعودي لأحمد الشرع وهو يقود سوريا لا يجعله بعيدا من الرفض الشعبي له . الشعب السوري لا يقبل فرض الارادات عليه من الخارج ولا يقبل الحماية من المرتزقة التي جاء بهم احمد من كل حدب وصوب و لا يقبل ان يرى أخيه المسيحي والشيعي والعلوي ودرزي مضطهد في بلده . الشعب السوري من الشعوب العربية التقدمية التي ترفض الهيمنة والظلم و الاستسلام مهما كانت حجج احمد الشرع , واذا ظلم بشار الأسد شعبه , فان استبدال ظالم بظالم اخر لا يحل مشكلة سوريا , لان العقلية الحاكمة الان لا تتحمل التجديد مهما سوقت له إدارة السيد ترامب , ولا يمكن تحويل قصاب لحوم بشر الى شخصية متمدنة يستمع الى سمفونية بيتهوفن او الغرام بأحد إنجازات بيكاسو العظيمة او بزخرفة مسجد مثل مسجد ست زينب , والذي جعلته حكومة الشرع ملتقى للشباب المبتذل بحجة انهم " غير متأكدين من في القبر" .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤامرة تطبخ باسم اهل الجنوب العراقي
- أمريكا لا تفاوض الضعفاء
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟
- هل يستطع نتنياهو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
- يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟


المزيد.....




- أمريكا تلغي إجراء خلع الأحذية في المطارات
- وزير الدفاع الألماني في واشنطن لبحث صفقة صواريخ باتريوت لصال ...
- 43 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة وتفاؤل أمريكي بشأن التوص ...
- عاجل | مصادر في مستشفيات غزة: 12 شهيدا في غارات إسرائيلية عل ...
- -قاعدة أمامية- لإسرائيل.. ما حقيقة الاتهامات الإيرانية لأذرب ...
- هل يمكن التحدث مع القطط والكلاب بواسطة الذكاء الاصطناعي؟
- عراقجي يرد بسخرية على تصريحات لنتنياهو بشأن قدرات إيران الصا ...
- أيمن عودة يتهم الجميع بالتواطؤ لعزله وهآرتس تدعو لمؤازرته
- خبير عسكري: جيش الاحتلال يواجه أزمة حادة ويفتقر لأهداف واضحة ...
- اقتحام الباستيل عام 1789.. يوم اقتلع الفرنسيون جذور النظام ا ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رضا عباس - الإرهاب في سوريا هو عينه كان في العراق ولكن بأدوات مختلفة