حسين سليم
(Hussain Saleem)
الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 00:48
المحور:
الادب والفن
واحسرتاه لم تعدْ صَاحبي
كنّا نسمعُ صوتَ غنائِكَ حتّى في صمتهِ، يثقبُ الجُدرانَ، يجوبُ السهلَ والجبلَ والوَادِي. تطربُ لكَ القلوبُ، في ليلٍ سرقتِ الغيماتُ نجماتهِ، وهي تسبحُ في نهرٍ مِنَ الفقرِ. تجعلُ الدمعةَ بحرَ فرحٍ، ترقصُ على أمواجِها الكلِمَاتُ، في أزقّةٍ خبأتْ عودكَ والنّايَ والنَّغماتِ، بينَ أنفاسٍ أتعبها أنينُ الانتظارِ، لأحلامٍ لا شَاطِئ لهَا. كُنتَ قِيثارةً ونحنُ أوتَارُها. نفرحُ كلّما داهمَنا الحزنُ. كلِماتُ أمالٍ تَرقصُ على أمواجِ ليلٍ، في ساحةٍ ضاقتْ بها الحِيطانُ. تحلمُ بالحمامةِ في السَّماءِ، وبالبطَّةِ الثكلى طَلِيقة. كنتَ تُغنّي غناءَ الحَالمِ، لا تطربْ سجانكَ، بل كنتَ تصفعهُ. كلُّ سِنُون العِجَاف، هَرستُها بالغناءِ حتّى تساقطتْ أسنانكَ مُتوهِّجة، قد عَلِقتَها على جِدارِ السّجن حبّاً وأيقُونةَ تاريخٍ. كُنتَ بهياً، أكثَر من نُجومِ السَّماء، نظرتُكَ تُضيءُ ليلنَا المُتلبّسَ، قَد قزمتَها اليومَ وأنتَ تجلسُ على الأطرافِ بَينهُم، واحسرتاهُ لم تعدْ صَاحبِي!
من أنتَ ؟
ذِكرَى مَنسيّة في دَفترِ العِشقِ، لا ظِلّ لهَا
وردةٌ محنطة في كتابِ النسيان
حروفٌ على جذع شجرةٍ يابسة، لم يمرَّ بها الطيرُ
رغيفُ خبزٍ يحترقُ في تنورٍ قديم، في عريِّ ليلٍ
صوتٌ لا تسمعهُ عينُ
صورةٌ لا تراها أذنُ
حصاةٌ صَغيرةٌ شربتْ ماءَ البَحرِ ونامتْ في قاعهِ
مَن أحبتهُ النساء ولم يحظَ بواحدةٍ
مَن زارهُ العيدُ في أحزانهِ وغادرَ
مَن لم يرثْ إلا متراً في مقبرة السلام
مَن لم ينصحْ معاهُ خُلّه
مَن يرى الشّمسَ في اللّيل
والقمرَ في النّهارِ.
محطةٌ لا تمرّ بها القطاراتُ
قضبانٌ دونَ جُدران
مَن نهشهُ النمرُ وماتَ
مَن عضهُ الكلبُ في المنامِ ومضى، أنا!
#حسين_سليم (هاشتاغ)
Hussain_Saleem#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟