أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليم - قرأت كتاباً: البدوقراطية














المزيد.....

قرأت كتاباً: البدوقراطية


حسين سليم
(Hussain Saleem)


الحوار المتمدن-العدد: 8259 - 2025 / 2 / 20 - 17:43
المحور: الادب والفن
    


هل يمكن تحقيق الديمقراطية في البلدان العربية، بمفاهيمها الحضارية المتعارف عليها كما في البلدان الديمقراطية المتقدمة؟
كتاب (البدوقراطية) يجيب على هذا التساؤل "قراءة سوسيولوجية في الديمقراطيات العربية" تأليف الدكتور غسان خالد، الصادر عن منتدى المعارف، مكتبة مؤمن قريش/ بيروت، 2012. جاء الكتاب بمقدمة وسبعة فصول وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع.
يستعرض الكتاب نماذج ما يسمى "الديمقراطية" في البلدان العربية وهي ثلاثة نماذج: " الديمقراطية الشعبية" و "الشوراقراطية" و "الديمقراطية التوافقية" ولكل وحدة منها سماتها الخاصة بها التي تختلف عن الأخرى، لكن جميعها تشترك بسِمات عامة ؛" يأتي في مقدمتها مسألة عدم تداول السلطة"، غياب وإن وجد دور القانون والمؤسسات.
يرى الكاتب أن هذه الديمقراطيات بعيدة عن " الديمقراطية الحقيقية" أو " الديمقراطية الليبرالية" التي يقارنها بها. فمازالت "العصبية القبلية" و "الدينية" و " الاثنية" هي الأساس في البنية الاجتماعية لهذه" الديمقراطية" ومكوناتها على كافة الأصعدة. ومازالت هذه الديمقراطية بعيدة عن مفهوم " المواطنة" وتطبيقاتها، فهي تنظر إلى الشعب كرعية، ولم تأخذ من الديمقراطية الحديثة إلا الشكليات كإجراء الانتخابات التي يشوبها الفساد دائما، رغم ما ينتابها من ولاءات مناطقيه وعشائرية وطائفية واثنية.
لم يرد الكاتب إضافة مصطلح جديد في العلوم الاجتماعية والسياسية وإنما اراد "أن يكون معبّرا عن البنية الاجتماعية ومنهج التفكير الذي يغلب على المجتمع العربي مقروناً بآلية العمل السياسي التي يسميها خلدون النقيب القبلية السياسية أو الديمقراطية القبلية "
يعرف الكاتب البدوقراطية بأنها"نظام حكم سياسي حيث تكون، وباختصار شديد، الممارسة السياسية وفق الذهنية القبلية" ولكن ما هي هذه الذهنية؟
تلعب "العصبية القبلية" و "العصبية الدينية" دوراً مهماً في كلّ ما يتعلق بإشكاليات هذه " الديمقراطية" بخاصة "أن البنية الاجتماعية في المجتمع العربي لاتزال تتسم بالأبوية" وتنعكس تأثيراتها في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومازال " شيخ العشيرة" و " رجل الدين" يلعب دوراً مهماً في تأطير وديمومة هذه النزعة والبنية التي تتعارض مع مفاهيم الديمقراطية الحقيقية، ولايستثنى منها الأحزاب السياسية العربية و " رئيس الحزب" التي هي انعكاس سياسي لبنية اجتماعية قبلية دينية لا يستطيع تغييرها أو الانفكاك منها.
قد تبدو للوهلة الأولى هذه نظرة تشاؤمية بأن ديمقراطية تبنى وتمارس في البلدان العربية، على غرار " الديمقراطيات الغربية" هي ضرب من الخيال، ولكنها الحقيقة الصادمة لكل عقل يبحث عن مؤسسات ديمقراطية وقانون لايفرق في تطبيقاته، ومجتمع مدني ومواطنة وعدالة اجتماعية.
" فالدولة العربية هي دولة القبيلة والعشيرة" وقد اضيف في نماذج منها العائلة والطائفة. "إن المجتمع العربي لم يعرف الدولة بالمعنى الغربي، أي الدولة الحديثة القائمة على الفصل بين المؤسسات وتداول السلطة والتساوي في الحقوق والواجبات بين الأفراد الخاضعين لها والتوظيف على أساس الكفاءة". أما نماذج الديمقراطيات العربية فهي "قبلية متجددة بالمعنى السياسي" بحسب البنية الاجتماعية و " لأن العلاقة بين القبائل والدولة المركزية محكومة بنوعين لا ثالث لهما هنا: إما التعايش أو التوتر". فما زالت "العصبية القبلية" و "العصبية الدينية" تشكلان "العصبية السياسية" في إشكالية الديمقراطية والدولة والمواطنة.
ولكن ما هو الحل؟
يطرح الكاتب وجهة نظر، وسط تراكم ما يكتب عن الديمقراطية " إن الديمقراطي - البدوقراطي في المجتمع العربي سيستمر مالم يحصل تغيير جذري في البنى المنتجة للسلطة وهي هنا البنية الاجتماعية والدين"
يرى الكاتب أن التحول لا يتم إلا بإحدى الطريقتين ؛ "من فوق" عن طريق السلطة أو "من تحت" عبر تراكم ثقافة عامة على النقيض مما هو متوارث في بنيتنا الاجتماعية، قد يستمر إلى قرون من الزمن!



#حسين_سليم (هاشتاغ)       Hussain_Saleem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 18
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 17
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 16
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 15
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 14
- ندى يأتي ويذهب *
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 13
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 12
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 11
- قرأت كتاباً: اللابشر
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 10
- صحة الطفل
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 9
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 8
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 7
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 6
- كتابات من السّجن
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 5
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 4
- حكايات شعبية من مدينة يثرب 3


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليم - قرأت كتاباً: البدوقراطية