ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 08:26
المحور:
الادب والفن
الحياةُ غابةٌ، الأنقياءُ غزلانُها التي تعلَّمَتْ كيفَ تشربُ ماءَها من بركةٍ مكتظةٍ بالتَّمَاسِيح.
■لمحة نقديّة■
هذه الومضة تحمل في طيّاتها دلالات عميقة وقويّة.
الحياة غابة: هذه الاستعارة تشير إلى أنّ الحياة مكان مليء بالتّحديات، المخاطر، والصّراعات. إنها ليست مكانًا هادئًا أو آمنًا دائمًا، بل تتطلَّب يقظةً وحذرًا.
الأنقياءُ غزلانها: هنا، "الأنقياء" يرمزون إلى الأشخاص الطّيبين، النّبلاء، أو أصحاب النّوايا الحسنة. تشبيههم بـ"الغزلان" يوحي برقَّتهم، براءَتهم، وربّما ضعفهم الظّاهري في مواجهةِ قسوة الغابة.
"تعلّمتْ كيف تشرب ماءها من بركة مكتظة بالتّماسيح"، هذا الجزء هو الأكثر إثارة للاهتمام. على الرّغم من ضعفهم، فإن هؤلاء الأنقياء لم يستسلموا للمخاطر (التماسيح). بل، تعلَّموا كيف يتعايشون معها ويحصلون على ما يحتاجونه (الماء) للبقاءِ على قيد الحياة، حتى في أصعب الظّروف. هذا يدل على الذّكاء والتكيف فالأنقياء ليسوا سُذّجًا، بل هم أذكياء بما يكفي لفهم المخاطر المحيطة بهم.
القوّة الداخليّة: على الرّغم من مظهرهم الرّقيق، فهم يمتلكون قوة داخليّة تُمَكّنهم من الصّمود.
المرونة والبقاء، هم يجدون طريقة للبقاء أنقياء وأوفياء لمبادئهم حتى في بيئة معادية.
العبارة ككلّ تحمل رسالة قويّة عن القدرة على البقاء والنّقاء في عالَم قاسٍ. إنّها تؤكِّد أنّ اللطف والنّقاء ليسا بالضّرورة ضعفًا، بل يمكن أن يكونا مصحوبين بذكاء فطري وقدرة على التَّكَيًّف تُمكِّن أصحابها من التَّنقُل عبر التَّحديات والبقاء على طبيعتهم الأصيلة.
تُظهر هذه الومضة أنّ الشّاعرة ريتا عودة ترى أنّ النّقاء ليس معناه السّذاجة أو الضّعف، بل هو مرتبط بنوعٍ مِنَ الحِكْمَة والقُدرة على التَّكَيُّف في مواجهةِ الصِّعَاب.
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟