أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الجمهورية الريفية . جمهورية القبائل البربرية الجزائرية . الجمهورية الصحراوية .















المزيد.....


الجمهورية الريفية . جمهورية القبائل البربرية الجزائرية . الجمهورية الصحراوية .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 18:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انها من اغرب الجمهوريات بشمال افريقيا , المحتضنة من دول خارجية اوربية وغير اوربية " فرنسا الجزائر" , رغم انها لا تتوفر على عناصر الدولة المعروفة في القانون الدولي , وفي القانون الدستوري والأنظمة السياسية . فمعروف عن هذه الجمهوريات ان لا احد يعترف بها كإسم جمهوري , فأحرى الاعتراف بها كدول . ان الجمهوريات المعنية في دراستنا التحليلية , هي " جمهورية القبائل الجزائرية البربرية " , " الجمهورية الريفية " , و " الجمهورية الصحراوية " , رغم الألقاب من " الديمقراطية " الى " العربية " , ورغم القاب " جمهورية القبائل الجزائرية البربرية " , و " الجمهورية الريفية " , وليس الجمهورية المغربية . فهل يعقل وجود " جمهوريات " دون وجود دول , ومن دون الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي الذي وحده يملك سلطة الاعتراف او عدم الاعتراف بجمهورية رغم عدم ارتقاءها الى دولة . وهنا نعطي مثالا عن " منظمة التحرير الفلسطينية " التي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة كسلطة ولم يصل الاعتراف بها كدولة , لان انشاء الدولة يكون بالتفاوض بين إسرائيل وبين السلطة , والتفاوض لم يحصل , بل جرى فقط حوار لا يرقي الى التفاوض الذي تتمخض عنه توقيع الاتفاقيات والمعاهدات , ولان شروط التحاور " التفاوض " معروفة , وفرق بين الحوار والتفاوض ,الذي لا ينتهي بتأسيس الدولة , ولا ينتهي الى ابرام الاتفاقيات الثنائية , وحتى المعاهدات ذات الأطراف المتعددة , من اجل الاعتراف بالدول . أي ان المفاوضات وليس الحوار هو من ينشأ الدول ذات الشروط التي تتوفر في الدولة كالسيادة , والشعب , والأرض . وهذا ما جعل الوضع القانوني للسلطة الفلسطينية , لا يرقى الى مستوى الدول في القانون الدولي , ولتصبح حتى السلطة السياسية من دون تأثير فعال بعد نجاح إسرائيل في افراغ المحاور الفلسطيني من شروط المفاوضات , وبعد الفشل التام للحوار وليس للمفاوضات التي لم تكن ابدا , لان إسرائيل لا تتفاوض مع الأطراف الضعيفة والمنهزمة , بل تحاورهم للعب على عامل الزمن المرهق للمحاور الفلسطيني , ومن ثم تحشرهم في الزاوية , وتغير وسائل التعامل معهم بما تفرضه المعطيات , وبما يفرضه واقع اطراف الحوار وليس المفاوضات التي تؤسس وحدها للاتفاقيات الثنائية او للمعاهدات المتعددة الأطراف . وقد انتفضت إسرائيل ورمت بكل ما حاورت معه الطرف الفلسطيني , ومن ابرزه استحالة انشاء الدويلة الفلسطينية حتى المنزوعة السلاح , واستحالة حق العودة الا لليهود أصحاب التاريخ الذي يعود الى اكثر من 3000 سنة قبل الميلاد . هكذا ستفشل " مفاوضات " حوار مدريد التي ابتدأت سنة 1982 , والفشل كان في سنة 1992 .. وفشل لاحقا مؤتمر Oslo الذي بدأ في سنة 1993 وظل حتى مات مع انتحار حماس في عملية غزة التي انهت بالكامل مع شيء كان يسمى ب " القضية الفلسطينية " .
اذن , ما جرى للسلطة الفلسطينية التي لم ترق الى مرتبة دولة رغم انها كسلطة وليست كدولة عضو بالأمم المتحدة , يكاد يماثل الجمهوريات باسم البربرية التي لم ترقى الى مستوى وشكل دول , وهو نفسه كان العطب التقني والتنظيمي الذي عانت منه " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " التي انشأتها الجزائر في سنة 1976 , لوضع العصى في عجلة المغرب وموريتانية , عندما قسما الصحراء بينهما , واهملا مد الجزائر بنصيبها الذي دعته لوزير الخارجية الأمريكي قبل اعداده " اتفاق الاطار " , حين دعت الى القسمة على لسان عبد العزيز بوتفليقة ..
فالدولة الصحراوية مثل الجمهورية القبائلية البربرية الجزائرية بدراعها ( الماك ) , والجمهورية الريفية التي أسسها محمد عبد الكريم الخطابي في بداية عشرينات القرن الماضي ( 1920 – 1926 ) , لم يعترف بهم احد من الدول , ولا من عصبة الأمم , ولا من الأمم المتحدة من بعد .. فالدول التي اعترفت بالدولة الصحراوية في سنة 1984 بمنظمة الوحدة الافريقية OUA , كانت دول غير وازنة وغير مؤثرة في السياسة الدولية . والاعتراف بالدولة الصحراوية كان بسبب رشوة دولار الغاز والبترول الجزائري الذي كانت تغدقه بدون حسيب ولا رقيب على الافارقة , لحملهم على الاعتراف بالدولة الصحراوية , وأفادت فيه الحرب الباردة التي كانت لا تزال متواصلة بين المعسكرين المتضادين , وترويج الأفكار الجزائرية التي فعلت فيها حرب التحرير الشعبية الجزائرية في سنة 1961 الذي أدت الى استقلال 1962 السياسي ..
فالاعتراف الافريقي بالدولة الصحراوية بمنظمة الوحدة الافريقية في سنة 1984 OUA , كان عديم التأثير ماديا , خاصة في جانب السياسة الدولية , لان الدول الوازنة التي تقرر في السياسة الدولية كأوربة وامريكا وكندا وألمانيا .. الخ , لم تعترف بالدولة الصحراوية , لان ما يسمى ب"المشروعية الدولية " , لا تتحدث عن الدولة , وتتحدث فقط على تقنيات ومساطر حل النزاع المشروطة بتوافر شرطين هما شرط الموافقة وشرط القبول اللذين اضحيا منذ اول قرار لمجلس الامن قاعدة قانونية ملزمة التنزيل قبل أي حل يطرح لفض النزاع ..
ومنذ سنة 1960 والى الآن , لم ينزل المجتمع الدولي المشروعية الدولية المعطوبة بنص قرارات مجلس الامن .
فما الفائدة من وجود دولة انشأتها دولة , دولة الجزائر , لا تحظى باعتراف الدول الكبرى التي تلتزم بنص القرارات التي تحولت الى قاعدة قانونية ملزمة لأطراف النزاع .
نفس الشيء نلاحظه بالنسبة " لجمهورية القبائل البربرية الجزائرية بدراعها ( الماك ) " . فرغم الإعلان عن تأسيسها , فباستثناء دول غربية ككندا التي دعت الى نصرة الجمهورية القبائلية , ودول اوربية كسويسرة وألمانيا وهولندا التي تتعامل خجولة مع " الجمهورية " , لأنها ترى ان وقت النصرة لم يحن , ويجب انتظار بعض الوقت الذي قد يستغرق عشرات الأعوام حتى تبدو المطالب مشروعة , بتفعيل المعطيات الجديدة , كدخول الجزائر في عشرية سوداء ثانية , او حصول هبة او انتفاضة شعبية تصبح قدرا لا مفر منه للجزائر , حتى تفتح الأبواب لتحويل الصراع الاجتماعي والاقتصادي عندما يكون مستفحلا , الى نزاع اثني عرقي يدعو الى التمايز والاختلاف , ويدعو الى تأييد الدولة الجديدة كجمهورية القبائل البربرية الجزائرية .. لان قوتها ستكون في القاعدة العريضة المرتبطة بها , بخلاف اليوم نجد ان المرتبطين بفكرة الجمهورية القبائلية البربرية لست قاعدة البربر بسبب دور الإسلام الشعبوي , بل ان الارتباط هو فقط للنخبة المثقفة البربرية التي تنظر في النزاع دوره الابستيمولوجي , ودوره الأيديولوجي , خاصة ضد حركات الإسلام السياسي التي تخترق قواعد البربر الاميين والعاميين . أي ان ارتباط العامة البرابرة بالإسلام في صورته الهجينة وبالدروشة والمسكنة , هو الغالب عن الارتباط الثقافي البربري المعادي للإسلام بشكله الهجين والسياسي المتطرف , والمعادي لشكله العروبي .
ان فرنسا عندما احتضنت جمهورية القبائل البربرية الجزائرية , ارتكبت خطأ استراتيجيا غير مقبول , وذلك عندما تعاملت , وفي هذا الزمن , ومن دون نضج سياسي معرفي ابستيمولوجي , أيديولوجيا مع الحركة البربرية الجزائرية , في صراعها مع الأيديولوجيات السائدة كالإسلام السياسي الحركي بمختلف اشكاله في المتزمتة , وكالأيديولوجية القومية العروبية التي توظف القضية الفلسطينية , والصراع ( العربي ) " الجزائري " الإسرائيلي الذي لا يزال لوحده يردد شعارات " جبهة الصمود والتصدي " التي ما صمدت امام علان او تصدت لفلان , وبقيت تردد شعار رمي إسرائيل في البحر , حتى وجدت نفسها هي المرمية في البحر .. فاين العراق وسورية وليبيا واليمن والسلطة الفلسطينية والسودان اللاّءات الثلاث في مؤتمر الخرطوم " لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف " ..
ففرنسا التي تسرعت في قضية الجمهورية البربرية الجزائرية , بالإضافة انها تعاملت معها كإيديولوجية , لن تتعامل معها كقضية Une cause حقوق , وكان عليها ان تدرس التاريخ العربي البربري بشمال افريقيا , عندما طرحت " الظهير البربري في سنة 1930 " , وكان من الذين قاوموه البرابرة الفقراء قبل العروبيين . فالمظاهرات خرجت دفعة واحدة من المساجد مرددة الشعارات الإسلامية " اللهم يا لطيف نسألك اللطفة بما جرت به المقادير لإخواننا البرابر " . ففرنسا فشلت في التسويق للجمهورية القبائلية البربرية الجزائرية الذي ظلت عصية عن الاختراق , بفعل الإسلام السياسي الذي لم يكن غير متطرف .. فالإسلام واحد لا اثنان . لا يسار ولا يمين في الإسلام . هناك الدولة الثيوقراطية الفاشية التي تؤصل للمرشد او لأهل الحل والعقد او للفقيه المشعوذ المكبوت ..
بعض المصدر أعلنت ان المغرب يساهم في تمويل السيد سعداني رئيس جمهورية القبائل البربرية الجزائرية ب 25 مليون يورو في السنة . ونحن لا نعتقد ذلك , لأنه ان كان الخبر صحيحا , سيكون الرهان خاسرا , سيما وان باريس بدأت منذ مدة في التضييق على رئيس الجمهورية بسبب ضغوطات جزائرية .. ومرة أخرى لا نعتقد ذلك , لان مبلغ 25 مليون يورو سنويا مبالغ فيه كثيرا .
الان سننتقل في تحليلنا لمعالجة الجمهورية الريفية التي أسسها محمد بن عبد الكريم الخطابي في سنة 1920 واستمرت حتى سنة 1926 , حين سقطت على يد تحالف اسباني فرنسي مخزني علوي . لكن السؤال هنا . رغم انشاء الجمهورية الريفية كجمهورية انفصالية , دولة قائمة الذات , فهي لم تحظ باعتراف عصبة الأمم , ولم تحظى باعتراف الدول العظمى كفرنسا وبريطاني وألمانيا .. وذلك لان هذه الدول خاصة فرنسا اعتبرت الريف ارضا مغربية , واعتبرت تأسيس الجمهورية بمثابة انفصال .. وهنا لابد من التذكير الى ان دخول فرنسا الى المغرب في سنة 1912 , كان بطلب للسلطان العلوي عبد الحفيظ الذي استنجد بفرنسا لتحميه من ثورات القبائل البربرية بالأطلس المتوسط وبالأطلس الكبير . ففرنسا التي ناهضت ثورات القبائل البربرية التي سيطرت على بلاد السيبة Pays insoumis , والمسمى ببلاد الثوار Le pays des révolutionnaires , لم تناصر الجمهورية الريفية , تضامنا مع اسبانيا وتضامنا مع السلطان بفاس ..
لكن فرنسا ومن خلال استعمالها للإيديولوجية لمعالجة القضية البربرية المغربية , سترتكب خطأ فادحا عندما لم تعتبر المشكلة البربرية بقضية , واعتبرتها بإيديولوجية . ولتنصير البربر " المسيحية " أصدرت الظهير البربري في سنة 1930 , محاولة آنذاك خلق جمهورية بربرية Le dahir berbère , وليس Le dahir Barbare كما يفسر غلطا بعض المفسرين , من خلاله حاولت تنصير الجبال والمحاكم والإدارات البربرية والمحاكم البربرية كذلك .. أي كانت قد شرعت في خلق دولة قبائلية مغربية بربرية على شاكلة الجمهورية البربرية الجزائرية . وقد فشل المشروع من قبل البرابرة انفسهم , قبل المواجهة العروبية البربرية للظهير .. فأصبحت المواجهة التي وظفتها البرجوازية المركنتيلية المحافظة , مواجهة بين فرنسا كاحتلال , والحركة الوطنية التي وظفت الظهير البربري في المطالبة بالاستقلال , وفي سرقة المغرب بعد الاستقلال " آل الفاسي " الذين همشوا البرابرة السكان الحقيقيين .
انه نفس الفشل راكمته فرنسا عند احتضانها الجمهورية القبائلية الجزائرية عندما ركزت على الصراع الأيديولوجي , لا على اعتبار الصراع كقضية " حقوق شعب ".. فكان للإسلام السياسي الدور البارز في افشال مشروع جمهورية القبائل البربرية , لان الأكثرية البربرية إسلامية , والنخبة المثقفة البربرية السياسية , تبقى مجرد نخبة لا تمثل الأكثرية البربرية المعتنقة للإسلام الهجين والمتعاطي مع الدروشة والمسكنة ..
لكن رغم فشل مشروع الجمهورية الريفية في سنة 1926 , فالريفيون واصلوا نضالهم من اجل النظام الجمهوري كنظام انفصالي , عندما كانوا يستغلون المناسبات الوطنية الريفية للتذكير بالدولة الريفية .. ووصلت المواجهة بين الجيش الملكي والريفيين المطالبين بالجمهورية الريفية قمتها , في احداث 1957 / 1958 التي ذكر بمجازرها الحسن الثاني في انتفاضة الريف والشمال في سنة 1984 , عندما وصف الريفيين والشماليين ب " الاوباش " , وقال : "على الريفيين ان يتذكرونني كملك وليس كأمير" , وكان يذكرهم حين كان مع الجنرال العروبي الذي يكره البرابرة ادريس بنعمر , يضع في قُبّ جلابة الريفي قنبلة يدوية لتنفجر على الريفي وهو يحتضن ابنه او ابنته , ويقبر بالخناجر بطن الريفيات الحوامل ..
ورغم كل ما حصل لمقاومة الملك انفصال الريف , ظلت فرنسا صامتة لانها كانت تؤمن بمغربية الريف , وكانت ضد انفصاله عن المغرب , ورغم ان من كان ينفذ الأوامر الملكية بالانتهاء من الانفصال كانوا ضباطا ريفيين هم من كانوا يضعون القنابل اليدوية في قب الريفي ليفجرها وهو يحتضن ابنه , وهم من كان يبقر بطون الريفيات الحوامل , أي ان الضباط الريفيين من اشرف على مجازر 1957/1958 في حق الريفيين .
وبعد الاحداث سيبدأ الريفيون موسم الهجرة نحو المانيا وهولندا بالمئات , ومن المهجر واصلت الحركة الريفية نضالها المطلبي بتأسيس " الجمهورية الريفية " La république du rif , وواصلوا حتى مجيء انتفاضة الريف الخطيرة الأخيرة التي ترأسها ناصر الزفزافي الشاب المحكوم بعشرين سنة سجنا على خلفيات الاحداث .. ودائما ورغم قسوة البطش الذي تعرض له المنتفضون من طرف DGST الذين وضعوا " ذكرهم " عضوهم التناسلي في فم ناصر المسمى تيمنا بجمال عبد الناصر , والشيعي الاتجاه الديني , لزمت فرنسا السكوت , ولم تحتج على ممارسات بوليسية مخلة بحقوق الانسان , من جهة لان فرنسا ضد انفصال الريف عن المغرب , لانها تعتبره مغربيا , وهو نفسه موقفها من الجمهورية الريفية في عشرينات القرن الماضي , ومن جهة كان الرئيس الفرنسي Emanuel Macron الذي اتخذ محمد السادس كملك من احسن الأصدقاء , كان يتضامن معه في الكبيرة والصغيرة , قبل مفاجئته بزرع بوليس الملك البرنامج الإسرائيلي التجسسي Pegasus في هاتفه وفي هاتف وزراء فرنسيين ومثقفين فرنسيين .. فالرئيس الفرنسي التي اخبرته بجريمة البوليس المغربي الذي يتصرف بأوامر تعليمات صديق ومستشار الملك فؤاد الهمة , لم يكن يصدق عينه وهو يستمع الى الشركة الإسرائيلية بتركيب خبر التجسس , ولم يكن يفكر يوما ان يحصل هذا الفعل المدان من قبل المغرب ..
الشركة الإسرائيلية حين اخبرت الرئيس الفرنسي Emanuel Macron بالخبر الذي اعتبره غدرا واخلالا بالثقة , اشترطت على الرئيس الفرنسي عدم القيام باي شيء ضد بوليس الملك او الملك لأنه صديق لإسرائيل . وطبعا فان مكانة فرنسا عند إسرائيل لا ولن تصل مكانة الملك , لان فرنسا من زود إسرائيل بالسلاح النووي الذي قهرت به الجيوش العربية .. الرئيس الفرنسي صاحب الكلمة التزم بما وعد به الإسرائيليين في عدم الانتقام من المغرب , فقطع كل علاقاته مع الملك ولا تزال متأثرة بفعل الجريمة التي تظهر Les gamins الذين يقودون الأجهزة الأمنية المغربية , ويقودون الدولة المغربية نحو الخراب .. فقبل جريمة Pegasus المدانة , كان موقف الرئيس الفرنسي شخصيا وقصر الاليزيه Le palais de l’Elysée من احداث الريف معارضا لها , لانه يعتبر الريف مغربيا , مثل ان موقفه من الصحراء هو امميا , وجده ضالة يختبئ فيه , لان المشروعية الدولية المعطوبة بنص قرارات مجلس الامن , تعفي الرئيس الفرنسي من الاصطفاف وراء عداء مغربية الصحراء , وتعطيه حرية التصرف عند اعتباره الحكم الذاتي بالجدي , ويبقى اختصاص مجلس الامن بالموضوع احسن وسيلة تنجي فرنسا من مغبة السؤال .. أي رغم ان فرنسا لا تعترف بمغربية الصحراء كدول الفيتو بمجلس الامن , فتنزيل القرارات الأممية , وبالشكل والمضمون المحررين بهما , تجعل أي حل لنزاع الصحراء قد يصل الى مائة سنة قادمة ولن يحل ابدا ..
اذن هل كان تقييم فرنسا لخطورة تحويل الصراع بالريف , من المطالب الاجتماعية والاقتصادية , ان يصبح مطلبا انفصاليا , في محله , وهي التي تعترف بمغربة الريف منذ العشرينات , وفي نفس الوقت هي من تدافع على حقوق الانسان في افقها الاممي وليس الإقليمي , وهنا كان عليها ان تدين الممارسات البوليسية DGST في حق ناصر الزفزافي ورفاقه , لا ان تلزم الصمت المرفوض .
اذن من جانبنا . هل كانت انتفاضة الريف الأخيرة من اجل تحقيق مطالب اجتماعية اقتصادية , ام كانت حركة انفصالية كالحركات التي سبقتها في التاريخ ؟
نعم لقد بدأت الحركة في بدايتها كحركة ذات مطالب اجتماعية واقتصادية , وهذه مطالب تبقى من حقها , كما تبقى من حق اية منطقة تنتفض لمقاومة الظلم والحيف .. وكان الريفيون كلهم مع الحركة ومع المطالب ..
لكن عندما انخرطت الحركة , انتفاضة ناصر الزفزافي ومن معه , في الميل الى جانب حركة " 18 شتنبر الجمهورية " . هناك أصبحت مطالب الانفصال هي التي تسيطر على الحراك , بل كل الحراك .. وبخلاف الجزائر التي آزرت المطالب الانفصالية , رفضتها فرنسا , لانها اعتبرت مطالب الريف أصبحت من الخطورة بمكان , ولا يجب تغدية المطالب الانفصالية التي جعلت المغاربة يبتعدون عن الحراك الذي تمايز عنصريا عنهم ..
السؤال هنا . هل الراية , وهي راية الجمهورية الريفية , هي راية المغرب ام راية الريف الانفصالية ؟ . فاذا كانت راية المغرب , فهي بذلك تبقى راية مغربية مغربية .. لكن ان كانت الراية براية الريف تخص الجمهورية الريفية , فهي تبقى راية انفصال وليست براية المغرب .
ثم من مول طبع ملايين الرايات الريفية , وكان يوزعها على الحشود الريفية لنصرة الانفصال باسم استقلال الريف .. من اين جاءت كل تلك الأموال التي كانت بأموال حركة " 18 شتنبر " الانفصالية لصاحبها البرلماني الهارب من تهم ترويج المخدرات بهولندا التي تعطيه الحماية .. أ فليس أموال التمويل كل مصادرها حشيش وممنوعات .. ؟
اما عن ترويج راية باسم " الراية الامازيغية " , فالراية لم تكن من صنع البرابرة الامازيغ أصلا , بل ان من صنعها كان اليميني الفرنسي المتشدد Jacques Benêt , رسمها من الجزائر في سنة 1971 , ولا علاقة لها بالراية الامازيغية الحقيقية ذات النجمة السداسية الاضلع , وهي راية البرابرة الذين حاربوا دخول الاستعمار العروبي لشمال افريقيا ..وحاربوا كل استعمار دخيل الى شمال افريقيا .. وتعرضوا على يد قوات النظام المخزني العلوي وفرنسا الى مجزرة , وساهمت في المجزرة اسبانيا في حرب الريف التي استعملت فيها الغازات السامة ..
ان خروج الريفيين في حراك الريف الأخير وهم يرفعون ملايين الرايات " الامازيغية " رايات Jacques Benêt , كان دعوة الى حرب مدنية " أهلية " مغربية , كان مخطط لها من خارج المغرب , وكانت تستهدف فصل الريف عن المغرب كمقدمة لتسهيل فصل الصحراء , وفصل مناطق أخرى كالأطلس المتوسط والكبير , وفصل السوسيون الجنوبيون ذوي الأصل اليمني ..
وطبعا فرنسا لعبت دورا مشرفا من اجل مصالح المغرب الاستراتيجية بسبب العلاقات الخاصة بين الرئيس الفرنسي Emanuel Macron والملك محمد السادس , قبل ان يفاجئ الرئيس الفرنسي بجريمة Pegasus الذي لم يصدق اعينه عندما لم يجد لها تفسيرا , ويبقى التفسير الوحيد سيطرة Les gamins على الدولة بعد سرقتها .. وطبعا ف"صديق ومستشار" الملك , ومدير البوليس DGST , مسؤولان عن جريمة Pegasus التي حصلت باسم الملك الذي غيبوه عندما كان بصحة جيدة , واصبح غائبا لوحدة عندما سقط مريضا .. بسبب ضعفه سلم الدولة الى من سرقها ونهبها وجر عليها المصائب " الكَحْلة " .. والكل ينتظر , المغاربة الاحرار , الجيش والدرك , قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée وشخصيا الرئيس Emanuel Macron , أمريكا وإسرائيل والجزائر .. مجيء الملك الشاب الملك الحسن الثالث الذي كان بدوره وكانت امه ضحية هذه الممارسات الاجرامية التي تستوجب المحاكمات .. و لا ننسى ان عائلة ام الملك الأمير سلمى عائلة فقيرة , فهي ابنت الشعب , والحسن الثالث ابن الشعب , واخته خديجة ابنة الشعب ..
الخلاصة : ما القيمة المضافة التي اضافتها " الجمهورية البربرية الجزائرية للمشهد السياسي الجزائري ؟
--- ما هي القيمة المضافة التي اضافتها الجمهورية الريفية في عشرينات القرن الماضي , ولا يزال الريفيون يطالبون بها في 2025 ؟
وما هي القيمة المضافة من انشاء حركة " 18 شتنبر " الجمهورية الريفية الانفصالية , ومن انشاء " الحزب الوطني الريفي الانفصالي " ومن انشاء منظمة ثالثة من صنع البوليس المغربي "اتحاد تضامن الريف " ؟
-- ما هي القيمة المضافة من انشاء الجزائر في سنة 1976 الدولة الصحراوية , واتخذت تسمية وعنوانا مشابها للتسمية الجزائرية والعنوان الجزائري " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " , ضدا على المشروعية الدولية التي لا تتحدث عن الدولة اطلاقا , وتتحدث فقط عن تقنيات ومساطر تنظيم الاستفتاء المشروط بشرطين , شرط الموافقة , وشرط القبول ؟
واذا كانت فرنسا اكبر خطأ استراتيجي قامت به , عندما عالجت مشكلة " الجمهورية القبائلية الجزائرية " مثل معالجتها تنصير البربر " الظهير البربري " أيديولوجيا لتجد امامها الإسلام الهجين وإسلام الدروشة والمسكنة وهو الأكثرية , والإسلام السياسي الحركي الأكثر خطرا , واغفلت التعامل مع الإشكالية البربرية كقضية Une cause حقوق اجتماعية وليست اثنية لان وقتها لا يزال بعيدا .. , فان نفس الخطأ سقطت فيه الجزائر حين عالجت الدولة الصحراوية التي اسستها في سنة 1976 كأيديولوجيا " الثورة الاشتراكية " " الحرب الباردة " , واهملت علاجها كقضية لا مكان لها الا ضمن العائلة المغربية ..
تصبحون على جمهوريات في الورق ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منْ سيعلن الحرب على منْ المغرب ام الجزائر ؟
- الملك الحسن الثالث
- الأمير هشام بن عبد الله العلوي
- هل هي مواجهة بين إسرائيل وايران ؟
- موريتانية وأزمة الصحراء الغربية – حل او تأزيم ؟
- هل منتظرا توقع ازمة في العلاقات المغربية الإسبانية بعد الانت ...
- اية ديمقراطية للمغاربة ؟
- ما اشبه الامس الروسي باليوم المغرب
- ويستمر فرقاء نزاع الصحراء الغربية في رداءتهم يعمهون وغارقون ...
- من يقرر مصير الصحراء الغربية ؟
- أي مخرج ينتظر المغرب
- الجمهورية العربية الصحراوية الى جانب الاتحاد الأوربي بعاصمة ...
- سفير المغرب عمر هلال ينتقد قرار مجلس الامن
- الرئيس الموريتاني يستقبل وفدا هاما عن الجمهورية الصحراوية
- قرار مجلس الامن حول نزاع الصحراء الغربية
- مناورات مشتركة لجيوش الجزائر , تونس , ليبيا , مصر والجمهورية ...
- الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا
- هل ممكن تصور إعادة العلاقات الدبلوماسية بين النظام المغربي و ...
- الصحراء المغربية ام الصحراء الغربية ؟
- الجزائر تجري مناورات عسكرية بالذخيرة الحية ، وتنشأ قاعدة عسك ...


المزيد.....




- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ
- جيروزاليم بوست: محادثة صعبة بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران
- تقييم مخابراتي أمريكي: الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية ...
- 21 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
- كيف يستثمر ترامب مديح الناتو لتكريس زعامته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الجمهورية الريفية . جمهورية القبائل البربرية الجزائرية . الجمهورية الصحراوية .