أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - ويستمر فرقاء نزاع الصحراء الغربية في رداءتهم يعمهون وغارقون .















المزيد.....



ويستمر فرقاء نزاع الصحراء الغربية في رداءتهم يعمهون وغارقون .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 19:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل استشعر فرقاء صراع الصحراء الغربية بحقيقة امرهم ووضعهم منذ ان دخلوا الصراع منذ حوالي اكثر من خمسين سنة ؟
هل تعي اطراف النزاع الخطأ الفادح الذي سقط فيه الجميع , المبرر لخطوات وإجراءات الأمم المتحدة , مجلس الامن عند شروعه في معالجة النزاع كما يجب , لا كما يُتصور عند اطراف النزاع الغارقين في غيّهم وفي اخطائهم الغير المحسوبة العواقب ..
وان حللنا جميع المحطات التي مر منها الصراع , دون الوصول الى تحقيق طفرة نوعية تغير جانب الصدام العبثي , لجزمنا ان اطراف النزاع بشعور منها او من دون شعور , مسؤولة مسؤولية جماعية عن الكيفية التي تعالج بها الأمم المتحدة النزاع , ولأكمنا من إعطاء المصداقية للمسطرة المعمولة بها من قبل مجلس الامن , وترى فيها اطراف النزاع , اما انها في صالحها او انها مضرة بهذه المصالح ..
فكيف يستمر الصراع والنزال بين اطراف الصراع , وهي تجهل الجهل التام ما تريد الدفاع عنه , وتريد نصرته نصرة لحقوقها التي تعتبرها بالمشروعة ؟
فهل يعقل ان تناضل على حق مفترض , وانت تجهل ابجديات الدفاع عن هذا الحق الذي تسيئ له ولا تخدمه في شيء ؟ ان هذا الخطأ المقترف هو الذي يجعل قرارات الأمم المتحدة في واد , ومطالب اطراف الصراع في اخر .. ومع ذلك يستمرون في الانتقاد والبكاء الذي يتفرج فيه عباقرة القانون الدولي , لانهم هم بدرورهم لا يعرفون ما ترغب فيه اطراف الصراع خلال دفاعها في الجلسات التي يكون مجلس صاحبها , او خلال اللقاءات الدولية , حيث تضيع فرص الدفاع عن القضية محط نزاع الأطراف المتصارعة .
ان هذه الأخطاء الغير مقبولة يسقط فيها المغرب كما تسقط فيها الجزائر , وتسقط فيها جبهة البوليساريو , وهي تختلف كل الاختلاف مع ما تقوم به الأمم المتحدة عند معالجتها النزاع المطروح . وسنحاول صرد مواقف الأطراف المُضبّبة للقضية المتنازع عليها .
1 ) الموقف المغربي , موقف النظام المغربي : الكل على علم بالمواقف التي اتخذها النظام المغربي من نزاع الصحراء , وهي مواقف وليست بموقف واحد . فمن الصحراء مغربية , الى الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه , الى قبول حل الاستفتاء بنيروبي بكينيا في سنة 1982 / 1981 , الى الاستفتاء التأكيدي الغير موجود في القانون الدولي , الى اتفاق الاطار الذي اعده وزير الخارجية الأمريكي James Becker حل ذاتي مدته خمس سنوات , ويكون متبوعا بالاستفتاء وتقرير المصير بعد انقضاء مدة الخمس سنوات من الحكم الذاتي , الى الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في ابريل 2007 , ولم يجد صدا ولا من مدافع عنه , بحيث مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به , وخاصة ان الجمعية العامة للأمم المتحدة , ومجلس الامن لم يسبق في قراراتهما بشأن الصحراء ان اشارا اليه ولو بالأصبع الصغير , كما لم يسبق للاتحاد الأوربي ان أشار اليه بالترحيب .. وفرنسا صديقة النظام حين تتحدث عن الحكم الذاتي , فهي تعتبره جذيا , لكن ليس بالحل الوحيد الأوحد , بل اذا لم يقبل الطرف المعني به جبهة البوليساريو , فلا مناص هنا ولا هروبا من حل الاستفتاء وتقرير المصير ..كما تقضي بذلك المشروعية الدولية .. وقد ظهر موقف فرنسا الحقيقي من نزاع الصحراء الغربية عندما عارضت وبشدة الى جانب اسبانية والمانية اعتراف الرئيس الأمريكي Donald Trump الغير دستوري بحل الحكم الذاتي ....
الى الموقف الأخير للنظام السلطاني الذي اعترف صراحة بالجمهورية العربية الصحراوية , وبالحدود الموروثة عن الاستعمار .. كان الاعتراف في يناير 2017 , واصدر الملك ظهيرا يقر فيه بهذا الاعتراف , ونشره بالجريدة الرسمية عدد 6539 ..
كان الاعتراف , بالموافقة على قانون الاتحاد الأفريقي , الذي لا يقبل عضوية دولة جديدة الاّ بعد اعترافها بجميع الدول العضوة بالاتحاد الافريقي .. معتقدا ان انضمامه الى الاتحاد سيسهل عليه عملية طرد الدولة الصحراوية من الاتحاد الافريقي , لكن لقد فشل في عملية الطرد رغم الرشاوى التي قدمها بملايين اليورو باسم الاستثمار .. فالدولة الصحراوية تزداد قوة بحظيرة الاتحاد الافريقي , بل هي من صوتت على قبول عضويته بالاتحاد , وادى قسم الاتحاد في جلسة برلمانية تترأسها امرأة من الدولة الصحراوية .
ان اعتراف النظام المغربي بالدولة الصحراوية , قد خلق وضعا قانونيا فارضا لنفسه في المعادلة الصحراوية , حيث ان الاعتراف يكون قد الغى وابطل حل الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في ابريل 2007 . فرغم اعتراف الملك الصريح بالدولة الصحراوية , استمر فريق العمل في الملف الصحراوي , يناشد تنزيل حل الحكم الذاتي , الذي تجاهله العالم . فما معنى ان تعترف بدولة من اجل الدخول الى الاتحاد الافريقي , وفي نفس الوقت تستمر في الدفاع عن الحكم الذاتي الذي يكون قد انتهى بالاعتراف بالدولة الصحراوية ؟ كيف تبرر امام مجلس الامن وامام الجمعية العامة التأكيد فقط على الحكم الذاتي , وانت الغيت هذا الحل أوتوماتيكيا عندما اعترفت بالدولة الصحراوية .. بل لو ان كبار دول مجلس الامن يجهلون ملف النزاع المتحكم فيه , لكانوا قد استجابوا لاعتراف المغرب بالدولة الصحراوية , واغلقوا جميع المنافد التي تعطل الحل للنزاع , أي تسريع حل النزاع .. لكن دول الفيتو التي تصنع القرارات الدولية لم تحرك ساكنا إزاء هذا الاعتراف بالدولة الصحراوية , طالما ان استنزاف النظامين المغربي والجزائري متواصلة وبالشكل الجيد والمطلوب .. لذا هنا يمكن ان نفهم تجاهل الأمم المتحدة لهذا الاعتراف المغربي بالدولة الصحراوية , وكأنها لم تسمع به , واستمرت تبحث نزاع الصحراء دون الالتفاتة للاعتراف المغربي بالجمهورية العربية الصحراوية .. ان الاعتراف المغربي بالدولة الصحراوية كان امام العالم , ومع ذلك استمر فريق العمل , أي المغرب يطالب ويدعو الى حل الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ..
فهل يعي النظام المغربي الزلة التي سقط فيها دوليا , ام انه يجهلها بخلاف دول مجلس الامن التي فهمت الخطأ وفضلت عدم الرد عليه طالما ان الاستنزاف للنظامين متواصل , وطالما ان مبادرات التنمية معطلة في البلدين بسبب حرب الصحراء العبثية التي ارهقت الشعوب المفقرة , ولم ترهق الأنظمة التي تعيش في ابراجها العاجية .. مع العلم ان مشكل الصحراء يفتح الباب لإسقاط الأنظمة , ويسهل عملية التغيير الجغرافي والاثني في المغرب والجزائر . " الجمهورية الصحراوية , الجمهورية الريفية وجمهورية القبائل البربرية الجزائرية " .
اذن . ان اعتراف المغرب بالدولة الصحراوية ليصبح عضوا بالاتحاد الافريقي , ومع ذلك يستمر في الدعوة الى حل الحكم الذاتي , رغم التناقض الصارخ وعدم الجمع بين التضادين , قد يكون غير مفهوم من قبل النظام المغربي بسبب المزاجية والتيه , لكن الأمم المتحدة كما تجاهلت حل الحكم الذاتي تجاهلت اعتراف النظام المغربي بالدولة الصحراوية الذي كان اعترافا امام العالم .. والأمم المتحدة غير متسرعة من امرها ما دام الصراع يستنزف النظامين المغربي والجزائري ويستنزف الدولتين .
2 ) الجزائر : الجميع يعلم ان الجزائر وفي عهد الرئيس الهواري بومدين , هي من انشأت الدولة الصحراوية في سنة 1976 لتضع عصاها في عجلة النظام المغربي , وهي من قادت حملة دعائية دولية بالدعاية الأيديولوجية التي غدتها الحرب الباردة المنتهية , وبدولارات البترول والغاز المتدفق .. لكن رغم انشاء الدولة الجزائرية الدولة الصحراوية , وسمتها تسمية شبيهة بتسمية الجمهورية الجزائرية " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " , استمرت الجزائر تدعو في خطاباتها الى حل الاستفتاء وتقرير المصير , الذي تركز عليه " المشروعية الدولية " . فهي لا تترك مناسبة من المناسبات دون التذكير بتنزيل المشروعية الدولية وحل نزاع الصحراء بالاستفتاء وتقرير المصير , بل ان الجزائر وفي عداوتها للنظام المغربي عملت المستطاع كي تصبح الدولة الصحراوية عضوة بمنظمة الوحدة الافريقية OUA وبالاتحاد الافريقي L’-union- Africain التي ساهمت الدولة الصحراوية في اعداد قانونه الأساسي الذي اعترف به المغرب وصوت له ..
واذا كانت الغاية من الاستفتاء وتقرير المصير تحديد جنسية الدولة من خلال نتيجة الاستفتاء الذي من المفروض ان يجري تحت اشراف الأمم المتحدة , فان الغير المفهوم ان تدعو القيادة الجزائرية الى الاستفتاء لخلق الدولة الصحراوية , لكن هذه الدولة التي سيخلقها الاستفتاء موجودة خلقتها الجزائر في سنة 1976 , واعترفت بها , وقادت حملة عالم ثالثية في الاعتراف بها .. فالسؤال المطروح هنا . هل لا توجد هناك دولة صحراوية حتى تستمر الجزائر في الدعوة الى الاستفتاء لخلق دولة غير الدولة الحالية .. هل الجزائر وهي تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير لخلق الدولة , أضحت غير مقتنعة بالدولة الصحراوية التي أحدثتها في 1976 , ولم تنشئ عن استفتاء ولا قرر الصحراويون بشأنها مصيرهم . فهل الدولة الصحراوية الحالية العضو بالاتحاد الافريقي , وأصبحت تحظى باتصالات ثنائية " Emanuel Macron , محمد السادس , إبراهيم غالي " وتحظى بلقاءات قارية " الاتحاد الافريقي الاتحاد الأوربي " .. تفتقر الى بعض الشروط التي يشترطها القانون الدستوري والأنظمة السياسية , لإضفاء المشروعية على الدول , كالسيادة والأرض والشعب .. فهل الدولة الصحراوية الحالية تفتقر الى احد هذه الشروط التي تضفي صفة الدولة على الكيان السياسي ؟ . فماذا تريد الجزائر وهي تستمر في الدعوة الى تنزيل المشروعية الدولية باعتماد حل الاستفتاء وتقرير المصير ؟
فاذا كانت هناك دولة , لماذا الاستمرار في الدعوة الى المشروعية الدولية لخلق دولة جديدة ؟
ان هذا التناقض الجزائري في المطالب , اجراء الاستفتاء رغم وجود الدولة , يفسر بهزالة الاطروحة الجزائرية التي بخست الدولة التي انشأتها في سنة 1976 .. ان الدعوة الى الاستفتاء وتقرير المصير , هي دعوة الى شعب من الشعوب لكي يختار دولته . فهل اختار الشعب الصحراوي الدولة الصحراوية الحالية , ام ان الجزائر من اختارها , في اطار الصراع الوجودي مع النظام المغربي , وحان الوقت التصحيح باعتماد دولة ثانية يستفتي في امرها الشعب الصحراوي , ويقرر مصيره بنفسه ..
ان هذا التناقض الصارخ في المعالجة الجزائرية لمشكل الصحراء الغربية المفتعل , دليل ساطع على ان مشكلة الصحراء الغربية هي مشكلة جزائرية تورطت فيها الجزائر " المستنقع الصحراوي " وغرقت حتى الاذنين , وحان وقت التراجع ولو بنهج ممارسة تفند نفسها بنفسها .. فحين يختلط على الجزائر شكل الدولة . هل هي الدولة الصحراوية التي انشاتها بأموال ليبية , ام الدولة المنتظر انشائها بالاستفتاء وتقرير المصير , هنا تظهر الورطة الجزائرية التي جعلتها تضرب اخماسا في اسداس .. فلا علاقة بين المشروعية الدولية , الاستفتاء وتقرير المصير , وبين الدولة الصحراوية الحالية . فماذا تريد الجزائر . هل الاستفتاء لإنشاء دولة ام الدولة الموجودة ؟
3 ) الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " البوليساريو " : كم كان لهذا العنوان من أهمية ومن مناصرين اثناء الحرب الباردة , وكم وظفته الجزائر في حربها الوجودية ضد النظام المغربي طيلة السبعينات والثمانينات والتسعينات , وبدأ يفقد بريقه مع السقوط المدوي للاتحاد السوفياتي , وسقوط جدار برلين , وسقوط الأنظمة الجمهورية بأوربة الشرقية أنظمة برجوازية الدولة الصغيرة , وتحول الصين الى نظام السوق والى نظام رأسمالي متوحش غازي ..
لقد انشأ منظمة البوليساريو طلبة صحراويين كانوا يدرسون بالرباط وبمراكش .. ولعبت المعارضة المغربية التي كانت متمركزة بالجزائر دورا في هذا التأسيس من جهة لتحرير الصحراء , ومن جهة لاستعمال الجبهة في قلب نظام الحكم في المغرب . لقد تأسست الجبهة في سنة 1973 , وهي السنة التي دخل فيها كوماندوس مغربي مسلح للمغرب لخوض حرب التحرير الشعبية " حركة 3 مارس المسلحة خنيفرة ملاي بوعزة گلميمة / مجموعة عمر دهكون " , بإقامة نظام الجمهورية على شاكلة الجمهورية الجزائرية . وهي السنة التي سيتم فيها خطف الجنود وضباط الصف والضباط من السجن المركزي بالقنيطرة الى سجن تازمامارت الرهيب .. مع مرور النظام من محاولتين انقلابيتين عسكريتين
لقلب النظام ..
لكن عندما تم اختطاف الجبهة , وتأسست الجمهورية بأيدي جزائرية في سنة 1976 , استمرت الجبهة تدعو الى تبني المشروعية الدولية , أي الاستفتاء وتقرير المصير , مستندة في ذلك على قرارين هامين للجمعية العامة للأمم المتحدة , القرار 1514 الذي يدعو الى الاستفتاء , والقرار 3734 الذي يعتبر الجبهة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي .. ورغم وجود الدولة الصحراوية , استمرت وإسوة بالجزائر التي لبستها , تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير ..
السؤال . اذا كان الاستفتاء وتقرير المصير وبإشراف الأمم المتحدة , الغاية منه تقرير شعب في مصيره الذي قد يصل الى انشاء دولة بالاستقلال او الانفصال عن الدولة الام .. فما هو الوضع القانوني للدولة الصحراوية الموجودة , العضو بالاتحاد الافريقي , وتعترف بها دول من افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية والجنوبية , مع العلم ان هذه الدولة لم يؤسسها الصحراويون , واسستها الجزائر ؟
كم سيستمر إبراهيم غالي رئيس الدولة الصحراوية المفترضة في الدعوى لحل الاستفتاء وتقرير المصير , ودولة صحراوية يترأسها كان من المفروض ان تكون المعنية بالاستفتاء لو تم تنظيمه من قبل الأمم المتحدة , وليس الجزائر من صنعها ..
وهذا يدفعنا الى طرح السؤال . هل الجبهة هي منظمة مستقلة عن الدولة الجزائرية ؟ هل تملك الجبهة استقلالية القرار السياسي في شؤونها الداخلية , ام انها وكالة او مديرية عامة من الوكالات والمديريات العامة الجزائرية ؟
هل يدرك إبراهيم غالي المفروض انه رئيس الدولة الصحراوية المستقلة عن الجزائر , ان في الاستمرار في رفعه تنزيل الاستفتاء وتقرير المصير , ينكر بالمرة وجود الدولة التي من المفروض انه رئيسها بعد الرئيس عبد العزيز الذي سماه الراحل الحسن الثاني بالمراكشي .. ؟
هل يدرك الرئيس المفروض انه رئيس الدولة الصحراوية إبراهيم غالي , ان لا علاقة تجمع بين الدولة القائمة , والدولة التي يدعو الى انشائها بالاستفتاء وتقرير المصير , حيث انه في مطالبته بتنزيل المشروعية الدولية , هو انكار صريح للدولة الصحراوية الحالية , وانكار له كرئيس دولة , وحجة فاضحة لارتباط الجبهة بالجزائر التي تروج للمشروعية الدولية , مع العلم ان المشروعية الدولية لها تفسيرات شتى , وكل طرف يفسرها بالطريقة التي تخدم مصالحه . وما دام ان المشروعية الدولية تفسر تفسيرات شتى , تصبح كقاعدة قانونية منزلة من قبل الأمم المتحدة التي تقر الحق في الاختلاف في فهم وتفسير القرارات الأممية .. فهل باستمراره يدعو الى المشروعية الدولية , يبطل ويلغي السيد إبراهيم غالي ( مشروعية ) تراسه الدولة الصحراوية التي ستصبح مشروعية جزائرية وليست مشروعية دولية ؟
يمكن توقع أي شيء , سوى تسريع نزاع الصحراء الغربية , لانه من اختصاص الأمم المتحدة , أي الدول الكبرى بمجلس الامن زائد المانيا الديمقراطية . فاذا كانت الغاية من الاستفتاء , تحقيق استقلال الصحراء الغربية , الذي سيترتب عنه سريعا سقوط العرش والدولة في المغرب , فهل فرنسا صديقة المغرب والولايات المتحدة الامريكية سيسمحان بسقوط النظام المغربي وهو رهن اشارتهم في كل كبيرة وصغيرة .. بل هل ستسمح إسرائيل في سقوط النظام المغربي الذي خدمها من حيث لا تحتسب ( حرب 1967 ) لصالح الجزائر التي تخوض ومنذ ان كانت حرب وجود امام النظام المغربي , والجزائر اليتيمة لا تزال تكرر لوحدها شعارات " جبهة الصمود والتصدي " التي تلاشت وانقرضت .. وهل إسرائيل ستنسى مواقف الجزائر منها بمجلس الامن وبالاتحاد الافريقي وبالأمم المتحدة ، ونصرة حرب حماس وغزة , لتسمح بسقوط النظام المغربي الوفي المخلص , لصالح النظام الجزائري العدو ؟
لا فرنسا ولا إسرائيل ولا أمريكا سيسمحون بسقوط النظام المغربي .. فهم يستعملون المشروعية الدولية لاستنزاف اطراف النزاع , خاصة الجزائر التي ينتظرها مشروع الجمهورية القبائلية البربرية بدراعها ( الماك ) ..
فعند حصول هبة شعبية او اثنية , مع استمرارها لتصبح بالقدر المنزل , ستتحرك العواصم الغربية لتفتح باب التغيير الجغرافي والاثني بالجزائر أولا, وبالمغرب ثانيا .. لكن من دون سقوط النظام الملكي لفائدة نظام لن يكون غير نظام متصادم مع الحضارة والمدنية الغربية ..
نظام حركي إسلامي , لان الأكثرية في الساحة إسلامية تحظى بتدعيم الرعايا الهجينة المتأثرة بالإسلام في جميع اشكاله شيعية سنية ..
مشكل نزاع الصحراء الغربية سيبقى مفتوحا بعد اكثر من خمسين سنة مرت عليه ومن دون حل , ولن يكون هناك حل ابدا الا اذا فرضته حرب قوية شديدة وهنا سيكون للحرب كلام اخر .. لان الأوضاع متحكم فيها من قبل الكبار بمجلس الامن , ولن يتركوها تحسمها الجزائر لذاتها .
لذا من واجب الجميع التفكير في حلول ديمقراطية بعيدة عن الاثارة والتهريج الإعلامي الذي لا خير يرجى منه .. والا يجب انتظار خمسين سنة قادمة , ولا حل قد يرسم على الأبواب ..
الخلاصة اذن . بما ان النظام المغربي اعترف امام العالم بالدولة الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار , يكون قد اقبر وانهى دعوات تنزيل الحكم الذاتي , فلا يعقل والحال هكذا الخلط بين الاعتراف بدولة وبين الاستمرار بالدعوة لتنزيل الحكم الذاتي الذي تجاهله العالم .. فهل يعي الفريق الذي يشتغل على ملف الصحراء الغربية هذا التناقض الصارخ الذي سقط فيه , ولا زال يردده وكأن لا شيء حصل ..
وبما ان الجزائر الدولة التي انشأت الدولة الصحراوية في سنة 1976 ، ولم تنشئ الدولة عن استفتاء او عن تقرير المصير , فاستمرار الدولة الجزائرية تطالب بالاستفتاء وتقرير المصير بالأمم المتحدة وبالمجمعات الدولية , هو الغاء وتشطيب للدولة الصحراوية التي انشاتها في سنة 1976 . فهل الجزائر مع الدولة الحالية ام مع الدولة التي سينشئها الاستفتاء الذي تطالب به يوميا ..
اما الجبهة الشعبية البوليساريو , فهي بدورها تبطل ( مشروعية ) الدولة الحالية , حين تستمر تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير لإنشاء دولة , وكان الدولة غير موجودة وباعتراف قيادة الجبهة التي تدعو الى الاستفتاء ..
لكن بالنسبة للأمم المتحدة , الكبار بمجلس الامن زائد المانيا , فهم يعالجون القضية بنوع من الحياد وبما تحدده قرارات مجلس الامن المسموح بالتوسع في تفسيرها .. فمجلس الامن والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لا يعترفون بغربية الصحراء , وبالمقابل لا يعترفون بانتساب الصحراء الى جبهة البوليساريو , ولا الى الجزائر .. أي حتى يكون لمجلس الامن هامش أوسع في الحركة والتحرك .. وهو نفسه الموقف الإسرائيلي . فرغم ابرام اتفاقية "ابراها " إسرائيل شان الدول الغربية لا تعترف مغربية الصحراء , ولا تعترف بانتساب الصحراء الى الجبهة او الى الجزائر ..
ان نزاع الصحراء الغربية اختصاص اممي , لن يعرف طريقه الى الحل مادام ان الكبار في مجلس الامن الذين يقررون في السياسة الدولية غير متعجلين من امرهم .. المهم لن يكون هناك استفتاء اطلاقا ولو ظل أصحابه ينتظرون خمسين سنة قادمة .. ان فرنسا وامريكا وإسرائيل والغرب لن يسمحوا بسقوط النظام تحت اية ذريعة او مسؤولية ..














ويستمر فرقاء نزاع الصحراء الغربية في رداءتهم يعمهون وغارقون .
هل استشعر فرقاء صراع الصحراء الغربية بحقيقة امرهم ووضعهم منذ ان دخلوا الصراع منذ حوالي اكثر من خمسين سنة ؟
هل تعي اطراف النزاع الخطأ الفادح الذي سقط فيه الجميع , المبرر لخطوات وإجراءات الأمم المتحدة , مجلس الامن عند شروعه في معالجة النزاع كما يجب , لا كما يُتصور عند اطراف النزاع الغارقين في غيّهم وفي اخطائهم الغير المحسوبة العواقب ..
وان حللنا جميع المحطات التي مر منها الصراع , دون الوصول الى تحقيق طفرة نوعية تغير جانب الصدام العبثي , لجزمنا ان اطراف النزاع بشعور منها او من دون شعور , مسؤولة مسؤولية جماعية عن الكيفية التي تعالج بها الأمم المتحدة النزاع , ولأكمنا من إعطاء المصداقية للمسطرة المعمولة بها من قبل مجلس الامن , وترى فيها اطراف النزاع , اما انها في صالحها او انها مضرة بهذه المصالح ..
فكيف يستمر الصراع والنزال بين اطراف الصراع , وهي تجهل الجهل التام ما تريد الدفاع عنه , وتريد نصرته نصرة لحقوقها التي تعتبرها بالمشروعة ؟
فهل يعقل ان تناضل على حق مفترض , وانت تجهل ابجديات الدفاع عن هذا الحق الذي تسيئ له ولا تخدمه في شيء ؟ ان هذا الخطأ المقترف هو الذي يجعل قرارات الأمم المتحدة في واد , ومطالب اطراف الصراع في اخر .. ومع ذلك يستمرون في الانتقاد والبكاء الذي يتفرج فيه عباقرة القانون الدولي , لانهم هم بدرورهم لا يعرفون ما ترغب فيه اطراف الصراع خلال دفاعها في الجلسات التي يكون مجلس صاحبها , او خلال اللقاءات الدولية , حيث تضيع فرص الدفاع عن القضية محط نزاع الأطراف المتصارعة .
ان هذه الأخطاء الغير مقبولة يسقط فيها المغرب كما تسقط فيها الجزائر , وتسقط فيها جبهة البوليساريو , وهي تختلف كل الاختلاف مع ما تقوم به الأمم المتحدة عند معالجتها النزاع المطروح . وسنحاول صرد مواقف الأطراف المُضبّبة للقضية المتنازع عليها .
1 ) الموقف المغربي , موقف النظام المغربي : الكل على علم بالمواقف التي اتخذها النظام المغربي من نزاع الصحراء , وهي مواقف وليست بموقف واحد . فمن الصحراء مغربية , الى الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه , الى قبول حل الاستفتاء بنيروبي بكينيا في سنة 1982 / 1981 , الى الاستفتاء التأكيدي الغير موجود في القانون الدولي , الى اتفاق الاطار الذي اعده وزير الخارجية الأمريكي James Becker حل ذاتي مدته خمس سنوات , ويكون متبوعا بالاستفتاء وتقرير المصير بعد انقضاء مدة الخمس سنوات من الحكم الذاتي , الى الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في ابريل 2007 , ولم يجد صدا ولا من مدافع عنه , بحيث مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به , وخاصة ان الجمعية العامة للأمم المتحدة , ومجلس الامن لم يسبق في قراراتهما بشأن الصحراء ان اشارا اليه ولو بالأصبع الصغير , كما لم يسبق للاتحاد الأوربي ان أشار اليه بالترحيب .. وفرنسا صديقة النظام حين تتحدث عن الحكم الذاتي , فهي تعتبره جذيا , لكن ليس بالحل الوحيد الأوحد , بل اذا لم يقبل الطرف المعني به جبهة البوليساريو , فلا مناص هنا ولا هروبا من حل الاستفتاء وتقرير المصير ..كما تقضي بذلك المشروعية الدولية .. وقد ظهر موقف فرنسا الحقيقي من نزاع الصحراء الغربية عندما عارضت وبشدة الى جانب اسبانية والمانية اعتراف الرئيس الأمريكي Donald Trump الغير دستوري بحل الحكم الذاتي ....
الى الموقف الأخير للنظام السلطاني الذي اعترف صراحة بالجمهورية العربية الصحراوية , وبالحدود الموروثة عن الاستعمار .. كان الاعتراف في يناير 2017 , واصدر الملك ظهيرا يقر فيه بهذا الاعتراف , ونشره بالجريدة الرسمية عدد 6539 ..
كان الاعتراف , بالموافقة على قانون الاتحاد الأفريقي , الذي لا يقبل عضوية دولة جديدة الاّ بعد اعترافها بجميع الدول العضوة بالاتحاد الافريقي .. معتقدا ان انضمامه الى الاتحاد سيسهل عليه عملية طرد الدولة الصحراوية من الاتحاد الافريقي , لكن لقد فشل في عملية الطرد رغم الرشاوى التي قدمها بملايين اليورو باسم الاستثمار .. فالدولة الصحراوية تزداد قوة بحظيرة الاتحاد الافريقي , بل هي من صوتت على قبول عضويته بالاتحاد , وادى قسم الاتحاد في جلسة برلمانية تترأسها امرأة من الدولة الصحراوية .
ان اعتراف النظام المغربي بالدولة الصحراوية , قد خلق وضعا قانونيا فارضا لنفسه في المعادلة الصحراوية , حيث ان الاعتراف يكون قد الغى وابطل حل الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في ابريل 2007 . فرغم اعتراف الملك الصريح بالدولة الصحراوية , استمر فريق العمل في الملف الصحراوي , يناشد تنزيل حل الحكم الذاتي , الذي تجاهله العالم . فما معنى ان تعترف بدولة من اجل الدخول الى الاتحاد الافريقي , وفي نفس الوقت تستمر في الدفاع عن الحكم الذاتي الذي يكون قد انتهى بالاعتراف بالدولة الصحراوية ؟ كيف تبرر امام مجلس الامن وامام الجمعية العامة التأكيد فقط على الحكم الذاتي , وانت الغيت هذا الحل أوتوماتيكيا عندما اعترفت بالدولة الصحراوية .. بل لو ان كبار دول مجلس الامن يجهلون ملف النزاع المتحكم فيه , لكانوا قد استجابوا لاعتراف المغرب بالدولة الصحراوية , واغلقوا جميع المنافد التي تعطل الحل للنزاع , أي تسريع حل النزاع .. لكن دول الفيتو التي تصنع القرارات الدولية لم تحرك ساكنا إزاء هذا الاعتراف بالدولة الصحراوية , طالما ان استنزاف النظامين المغربي والجزائري متواصلة وبالشكل الجيد والمطلوب .. لذا هنا يمكن ان نفهم تجاهل الأمم المتحدة لهذا الاعتراف المغربي بالدولة الصحراوية , وكأنها لم تسمع به , واستمرت تبحث نزاع الصحراء دون الالتفاتة للاعتراف المغربي بالجمهورية العربية الصحراوية .. ان الاعتراف المغربي بالدولة الصحراوية كان امام العالم , ومع ذلك استمر فريق العمل , أي المغرب يطالب ويدعو الى حل الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ..
فهل يعي النظام المغربي الزلة التي سقط فيها دوليا , ام انه يجهلها بخلاف دول مجلس الامن التي فهمت الخطأ وفضلت عدم الرد عليه طالما ان الاستنزاف للنظامين متواصل , وطالما ان مبادرات التنمية معطلة في البلدين بسبب حرب الصحراء العبثية التي ارهقت الشعوب المفقرة , ولم ترهق الأنظمة التي تعيش في ابراجها العاجية .. مع العلم ان مشكل الصحراء يفتح الباب لإسقاط الأنظمة , ويسهل عملية التغيير الجغرافي والاثني في المغرب والجزائر . " الجمهورية الصحراوية , الجمهورية الريفية وجمهورية القبائل البربرية الجزائرية " .
اذن . ان اعتراف المغرب بالدولة الصحراوية ليصبح عضوا بالاتحاد الافريقي , ومع ذلك يستمر في الدعوة الى حل الحكم الذاتي , رغم التناقض الصارخ وعدم الجمع بين التضادين , قد يكون غير مفهوم من قبل النظام المغربي بسبب المزاجية والتيه , لكن الأمم المتحدة كما تجاهلت حل الحكم الذاتي تجاهلت اعتراف النظام المغربي بالدولة الصحراوية الذي كان اعترافا امام العالم .. والأمم المتحدة غير متسرعة من امرها ما دام الصراع يستنزف النظامين المغربي والجزائري ويستنزف الدولتين .
2 ) الجزائر : الجميع يعلم ان الجزائر وفي عهد الرئيس الهواري بومدين , هي من انشأت الدولة الصحراوية في سنة 1976 لتضع عصاها في عجلة النظام المغربي , وهي من قادت حملة دعائية دولية بالدعاية الأيديولوجية التي غدتها الحرب الباردة المنتهية , وبدولارات البترول والغاز المتدفق .. لكن رغم انشاء الدولة الجزائرية الدولة الصحراوية , وسمتها تسمية شبيهة بتسمية الجمهورية الجزائرية " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " , استمرت الجزائر تدعو في خطاباتها الى حل الاستفتاء وتقرير المصير , الذي تركز عليه " المشروعية الدولية " . فهي لا تترك مناسبة من المناسبات دون التذكير بتنزيل المشروعية الدولية وحل نزاع الصحراء بالاستفتاء وتقرير المصير , بل ان الجزائر وفي عداوتها للنظام المغربي عملت المستطاع كي تصبح الدولة الصحراوية عضوة بمنظمة الوحدة الافريقية OUA وبالاتحاد الافريقي L’-union- Africain التي ساهمت الدولة الصحراوية في اعداد قانونه الأساسي الذي اعترف به المغرب وصوت له ..
واذا كانت الغاية من الاستفتاء وتقرير المصير تحديد جنسية الدولة من خلال نتيجة الاستفتاء الذي من المفروض ان يجري تحت اشراف الأمم المتحدة , فان الغير المفهوم ان تدعو القيادة الجزائرية الى الاستفتاء لخلق الدولة الصحراوية , لكن هذه الدولة التي سيخلقها الاستفتاء موجودة خلقتها الجزائر في سنة 1976 , واعترفت بها , وقادت حملة عالم ثالثية في الاعتراف بها .. فالسؤال المطروح هنا . هل لا توجد هناك دولة صحراوية حتى تستمر الجزائر في الدعوة الى الاستفتاء لخلق دولة غير الدولة الحالية .. هل الجزائر وهي تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير لخلق الدولة , أضحت غير مقتنعة بالدولة الصحراوية التي أحدثتها في 1976 , ولم تنشئ عن استفتاء ولا قرر الصحراويون بشأنها مصيرهم . فهل الدولة الصحراوية الحالية العضو بالاتحاد الافريقي , وأصبحت تحظى باتصالات ثنائية " Emanuel Macron , محمد السادس , إبراهيم غالي " وتحظى بلقاءات قارية " الاتحاد الافريقي الاتحاد الأوربي " .. تفتقر الى بعض الشروط التي يشترطها القانون الدستوري والأنظمة السياسية , لإضفاء المشروعية على الدول , كالسيادة والأرض والشعب .. فهل الدولة الصحراوية الحالية تفتقر الى احد هذه الشروط التي تضفي صفة الدولة على الكيان السياسي ؟ . فماذا تريد الجزائر وهي تستمر في الدعوة الى تنزيل المشروعية الدولية باعتماد حل الاستفتاء وتقرير المصير ؟
فاذا كانت هناك دولة , لماذا الاستمرار في الدعوة الى المشروعية الدولية لخلق دولة جديدة ؟
ان هذا التناقض الجزائري في المطالب , اجراء الاستفتاء رغم وجود الدولة , يفسر بهزالة الاطروحة الجزائرية التي بخست الدولة التي انشأتها في سنة 1976 .. ان الدعوة الى الاستفتاء وتقرير المصير , هي دعوة الى شعب من الشعوب لكي يختار دولته . فهل اختار الشعب الصحراوي الدولة الصحراوية الحالية , ام ان الجزائر من اختارها , في اطار الصراع الوجودي مع النظام المغربي , وحان الوقت التصحيح باعتماد دولة ثانية يستفتي في امرها الشعب الصحراوي , ويقرر مصيره بنفسه ..
ان هذا التناقض الصارخ في المعالجة الجزائرية لمشكل الصحراء الغربية المفتعل , دليل ساطع على ان مشكلة الصحراء الغربية هي مشكلة جزائرية تورطت فيها الجزائر " المستنقع الصحراوي " وغرقت حتى الاذنين , وحان وقت التراجع ولو بنهج ممارسة تفند نفسها بنفسها .. فحين يختلط على الجزائر شكل الدولة . هل هي الدولة الصحراوية التي انشاتها بأموال ليبية , ام الدولة المنتظر انشائها بالاستفتاء وتقرير المصير , هنا تظهر الورطة الجزائرية التي جعلتها تضرب اخماسا في اسداس .. فلا علاقة بين المشروعية الدولية , الاستفتاء وتقرير المصير , وبين الدولة الصحراوية الحالية . فماذا تريد الجزائر . هل الاستفتاء لإنشاء دولة ام الدولة الموجودة ؟
3 ) الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " البوليساريو " : كم كان لهذا العنوان من أهمية ومن مناصرين اثناء الحرب الباردة , وكم وظفته الجزائر في حربها الوجودية ضد النظام المغربي طيلة السبعينات والثمانينات والتسعينات , وبدأ يفقد بريقه مع السقوط المدوي للاتحاد السوفياتي , وسقوط جدار برلين , وسقوط الأنظمة الجمهورية بأوربة الشرقية أنظمة برجوازية الدولة الصغيرة , وتحول الصين الى نظام السوق والى نظام رأسمالي متوحش غازي ..
لقد انشأ منظمة البوليساريو طلبة صحراويين كانوا يدرسون بالرباط وبمراكش .. ولعبت المعارضة المغربية التي كانت متمركزة بالجزائر دورا في هذا التأسيس من جهة لتحرير الصحراء , ومن جهة لاستعمال الجبهة في قلب نظام الحكم في المغرب . لقد تأسست الجبهة في سنة 1973 , وهي السنة التي دخل فيها كوماندوس مغربي مسلح للمغرب لخوض حرب التحرير الشعبية " حركة 3 مارس المسلحة خنيفرة ملاي بوعزة گلميمة / مجموعة عمر دهكون " , بإقامة نظام الجمهورية على شاكلة الجمهورية الجزائرية . وهي السنة التي سيتم فيها خطف الجنود وضباط الصف والضباط من السجن المركزي بالقنيطرة الى سجن تازمامارت الرهيب .. مع مرور النظام من محاولتين انقلابيتين عسكريتين
لقلب النظام ..
لكن عندما تم اختطاف الجبهة , وتأسست الجمهورية بأيدي جزائرية في سنة 1976 , استمرت الجبهة تدعو الى تبني المشروعية الدولية , أي الاستفتاء وتقرير المصير , مستندة في ذلك على قرارين هامين للجمعية العامة للأمم المتحدة , القرار 1514 الذي يدعو الى الاستفتاء , والقرار 3734 الذي يعتبر الجبهة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي .. ورغم وجود الدولة الصحراوية , استمرت وإسوة بالجزائر التي لبستها , تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير ..
السؤال . اذا كان الاستفتاء وتقرير المصير وبإشراف الأمم المتحدة , الغاية منه تقرير شعب في مصيره الذي قد يصل الى انشاء دولة بالاستقلال او الانفصال عن الدولة الام .. فما هو الوضع القانوني للدولة الصحراوية الموجودة , العضو بالاتحاد الافريقي , وتعترف بها دول من افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية والجنوبية , مع العلم ان هذه الدولة لم يؤسسها الصحراويون , واسستها الجزائر ؟
كم سيستمر إبراهيم غالي رئيس الدولة الصحراوية المفترضة في الدعوى لحل الاستفتاء وتقرير المصير , ودولة صحراوية يترأسها كان من المفروض ان تكون المعنية بالاستفتاء لو تم تنظيمه من قبل الأمم المتحدة , وليس الجزائر من صنعها ..
وهذا يدفعنا الى طرح السؤال . هل الجبهة هي منظمة مستقلة عن الدولة الجزائرية ؟ هل تملك الجبهة استقلالية القرار السياسي في شؤونها الداخلية , ام انها وكالة او مديرية عامة من الوكالات والمديريات العامة الجزائرية ؟
هل يدرك إبراهيم غالي المفروض انه رئيس الدولة الصحراوية المستقلة عن الجزائر , ان في الاستمرار في رفعه تنزيل الاستفتاء وتقرير المصير , ينكر بالمرة وجود الدولة التي من المفروض انه رئيسها بعد الرئيس عبد العزيز الذي سماه الراحل الحسن الثاني بالمراكشي .. ؟
هل يدرك الرئيس المفروض انه رئيس الدولة الصحراوية إبراهيم غالي , ان لا علاقة تجمع بين الدولة القائمة , والدولة التي يدعو الى انشائها بالاستفتاء وتقرير المصير , حيث انه في مطالبته بتنزيل المشروعية الدولية , هو انكار صريح للدولة الصحراوية الحالية , وانكار له كرئيس دولة , وحجة فاضحة لارتباط الجبهة بالجزائر التي تروج للمشروعية الدولية , مع العلم ان المشروعية الدولية لها تفسيرات شتى , وكل طرف يفسرها بالطريقة التي تخدم مصالحه . وما دام ان المشروعية الدولية تفسر تفسيرات شتى , تصبح كقاعدة قانونية منزلة من قبل الأمم المتحدة التي تقر الحق في الاختلاف في فهم وتفسير القرارات الأممية .. فهل باستمراره يدعو الى المشروعية الدولية , يبطل ويلغي السيد إبراهيم غالي ( مشروعية ) تراسه الدولة الصحراوية التي ستصبح مشروعية جزائرية وليست مشروعية دولية ؟
يمكن توقع أي شيء , سوى تسريع نزاع الصحراء الغربية , لانه من اختصاص الأمم المتحدة , أي الدول الكبرى بمجلس الامن زائد المانيا الديمقراطية . فاذا كانت الغاية من الاستفتاء , تحقيق استقلال الصحراء الغربية , الذي سيترتب عنه سريعا سقوط العرش والدولة في المغرب , فهل فرنسا صديقة المغرب والولايات المتحدة الامريكية سيسمحان بسقوط النظام المغربي وهو رهن اشارتهم في كل كبيرة وصغيرة .. بل هل ستسمح إسرائيل في سقوط النظام المغربي الذي خدمها من حيث لا تحتسب ( حرب 1967 ) لصالح الجزائر التي تخوض ومنذ ان كانت حرب وجود امام النظام المغربي , والجزائر اليتيمة لا تزال تكرر لوحدها شعارات " جبهة الصمود والتصدي " التي تلاشت وانقرضت .. وهل إسرائيل ستنسى مواقف الجزائر منها بمجلس الامن وبالاتحاد الافريقي وبالأمم المتحدة ، ونصرة حرب حماس وغزة , لتسمح بسقوط النظام المغربي الوفي المخلص , لصالح النظام الجزائري العدو ؟
لا فرنسا ولا إسرائيل ولا أمريكا سيسمحون بسقوط النظام المغربي .. فهم يستعملون المشروعية الدولية لاستنزاف اطراف النزاع , خاصة الجزائر التي ينتظرها مشروع الجمهورية القبائلية البربرية بدراعها ( الماك ) ..
فعند حصول هبة شعبية او اثنية , مع استمرارها لتصبح بالقدر المنزل , ستتحرك العواصم الغربية لتفتح باب التغيير الجغرافي والاثني بالجزائر أولا, وبالمغرب ثانيا .. لكن من دون سقوط النظام الملكي لفائدة نظام لن يكون غير نظام متصادم مع الحضارة والمدنية الغربية ..
نظام حركي إسلامي , لان الأكثرية في الساحة إسلامية تحظى بتدعيم الرعايا الهجينة المتأثرة بالإسلام في جميع اشكاله شيعية سنية ..
مشكل نزاع الصحراء الغربية سيبقى مفتوحا بعد اكثر من خمسين سنة مرت عليه ومن دون حل , ولن يكون هناك حل ابدا الا اذا فرضته حرب قوية شديدة وهنا سيكون للحرب كلام اخر .. لان الأوضاع متحكم فيها من قبل الكبار بمجلس الامن , ولن يتركوها تحسمها الجزائر لذاتها .
لذا من واجب الجميع التفكير في حلول ديمقراطية بعيدة عن الاثارة والتهريج الإعلامي الذي لا خير يرجى منه .. والا يجب انتظار خمسين سنة قادمة , ولا حل قد يرسم على الأبواب ..
الخلاصة اذن . بما ان النظام المغربي اعترف امام العالم بالدولة الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار , يكون قد اقبر وانهى دعوات تنزيل الحكم الذاتي , فلا يعقل والحال هكذا الخلط بين الاعتراف بدولة وبين الاستمرار بالدعوة لتنزيل الحكم الذاتي الذي تجاهله العالم .. فهل يعي الفريق الذي يشتغل على ملف الصحراء الغربية هذا التناقض الصارخ الذي سقط فيه , ولا زال يردده وكأن لا شيء حصل ..
وبما ان الجزائر الدولة التي انشأت الدولة الصحراوية في سنة 1976 ، ولم تنشئ الدولة عن استفتاء او عن تقرير المصير , فاستمرار الدولة الجزائرية تطالب بالاستفتاء وتقرير المصير بالأمم المتحدة وبالمجمعات الدولية , هو الغاء وتشطيب للدولة الصحراوية التي انشاتها في سنة 1976 . فهل الجزائر مع الدولة الحالية ام مع الدولة التي سينشئها الاستفتاء الذي تطالب به يوميا ..
اما الجبهة الشعبية البوليساريو , فهي بدورها تبطل ( مشروعية ) الدولة الحالية , حين تستمر تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير لإنشاء دولة , وكان الدولة غير موجودة وباعتراف قيادة الجبهة التي تدعو الى الاستفتاء ..
لكن بالنسبة للأمم المتحدة , الكبار بمجلس الامن زائد المانيا , فهم يعالجون القضية بنوع من الحياد وبما تحدده قرارات مجلس الامن المسموح بالتوسع في تفسيرها .. فمجلس الامن والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لا يعترفون بغربية الصحراء , وبالمقابل لا يعترفون بانتساب الصحراء الى جبهة البوليساريو , ولا الى الجزائر .. أي حتى يكون لمجلس الامن هامش أوسع في الحركة والتحرك .. وهو نفسه الموقف الإسرائيلي . فرغم ابرام اتفاقية "ابراها " إسرائيل شان الدول الغربية لا تعترف مغربية الصحراء , ولا تعترف بانتساب الصحراء الى الجبهة او الى الجزائر ..
ان نزاع الصحراء الغربية اختصاص اممي , لن يعرف طريقه الى الحل مادام ان الكبار في مجلس الامن الذين يقررون في السياسة الدولية غير متعجلين من امرهم .. المهم لن يكون هناك استفتاء اطلاقا ولو ظل أصحابه ينتظرون خمسين سنة قادمة .. ان فرنسا وامريكا وإسرائيل والغرب لن يسمحوا بسقوط النظام تحت اية ذريعة او مسؤولية ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقرر مصير الصحراء الغربية ؟
- أي مخرج ينتظر المغرب
- الجمهورية العربية الصحراوية الى جانب الاتحاد الأوربي بعاصمة ...
- سفير المغرب عمر هلال ينتقد قرار مجلس الامن
- الرئيس الموريتاني يستقبل وفدا هاما عن الجمهورية الصحراوية
- قرار مجلس الامن حول نزاع الصحراء الغربية
- مناورات مشتركة لجيوش الجزائر , تونس , ليبيا , مصر والجمهورية ...
- الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا
- هل ممكن تصور إعادة العلاقات الدبلوماسية بين النظام المغربي و ...
- الصحراء المغربية ام الصحراء الغربية ؟
- الجزائر تجري مناورات عسكرية بالذخيرة الحية ، وتنشأ قاعدة عسك ...
- انتصرت إسرائيل الانتصار الساحق
- الجمعية
- هل حقا جرّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهمة الإرهاب جبهة ...
- التعبئة العامة بالجزائر
- هل طلق السياسويون مطلب الديمقراطية ؟
- ماذا لو قبلت البوليساريو بحل الحكم الذاتي ؟
- هل يلجأ الكونغريس الامريكي لاتهام جبهة البوليساريو بالارهاب ...
- الحسم في الخط وفي الهوية الايديولوجية
- العنف الثوري الجماهيري المنظم


المزيد.....




- فيديو ما قاله محمد بن سلمان عن -إيران العام 2025- بتصريح يعو ...
- السعودية.. توجيه ملكي بعد عرض محمد بن سلمان عن حجاج إيران بع ...
- مراسل CNN يتفاجىء بسقوط صاروخ بالقرب منه في إسرائيل.. شاهد ر ...
- الأردن يعلن فتح أجوائه أمام حركة الطيران المدني
- وكالة الطاقة الذرية الإيرانية: الأضرار في منشأة نطنز سطحية ...
- ضربات إسرائيل على إيران تُربك مؤتمر -حل الدولتين-
- في اتصالات عاجلة.. ولي العهد السعودي يحاور قادة أوروبا بشأن ...
- الأردن.. سقوط أجسام جوية في عدد من مناطق المملكة (فيديوهات) ...
- مادورو يدعو شعب إسرائيل إلى وقف العدوان على إيران وفلسطين
- الأردن يعلن فتح أجوائه أمام حركة الطيران المدني


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - ويستمر فرقاء نزاع الصحراء الغربية في رداءتهم يعمهون وغارقون .