أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التعبئة العامة بالجزائر















المزيد.....

التعبئة العامة بالجزائر


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل أعلنت الجزائر التعبئة العامة , وهي التعبئة التي لم تعلنها حتى في العشرية السوداء التي هددت فعلا الدولة الجزائرية , التي كانت في مرمى حجر من الانقلاب على شكل الدولة الجزائرية , وارتمائها في حضن الفاشية الاسلاموية التي ستركز السلطة بيد الحركة الاخوانية التي كانت قاب قوسين من تسلم السلطة ..
فهل اعلان التعبئة العامة دليل على وجود خطر يحدق بالدولة الجزائرية , اكثر خطرا من تهديد العشرية السوداء التي تسببت في الاف القتلى والمعطوبين والمغيبين .. وادى ثمنها غاليا الشعب الجزائري وحده وليس القوى التي تنازعت الحكم والسلطة ..
يجب الإشارة الى ان من حق الجزائر ان تتخذ ما تراه مناسبا لتنظيم او لترميم البيت الداخلي , ومن حقها ان تتخذ ما يناسبها من الإجراءات التي تحمي الدولة وتحمي البلد , خاصة اذا كان مهددا بالتقسيم , وخاصة عندما تصبح الدول الغربية خاصة فرنسا جزءا من مؤامرة التقسيم للتراب الجزائري .
لكن هل من تهديد يهدد الدولة الجزائرية , باستثناء تهديد التقسيم واحتضان الجمهورية القبائلية من قبل الدول الغربية التي لن تتردد في الدفع بمسلسل التقسيم الى حدوده القصوى ..
فعندما تأوي فرنسا جمهورية القبايل البربرية الانفصالية , وتأوي دراعها الذي سيصبح عسكريا ( الماك )عند تجميع العديد من المعطيات , وتعلن كندا جهارا ضرورة تأييد ومساندة الجمهورية القبائلية والاعتراف بها , وهو نفسه مواقف دول الاتحاد الأوربي , بزعم حق الشعوب في اختيار أنظمتها وحكامها , فان الخطر الغربي المهدد لوحدة الجزائر , بات السبب الرئيسي لإعلان التعبئة العامة , خاصة وان الغرب لن ينسى موقف النظام الجزائري من تأييد مغامرة حماس الانتحارية , وتوجيه الانتقاد الى إسرائيل , وهو نفسه الموقف الذي تبته الجبهة الشعبية للبوليساريو .. رغم ان إسرائيل الدولة العاقلة , رغم المواقف العدائية للنظام الجزائري لها بالاتحاد الافريقي , وبمجلس الامن , وبالمنتظم الدولي , فلم يسبق ان صدر من إسرائيل جهارا ما يفيد دعمها لجمهورية القبايل البربرية الانفصالية .. وهي تراهن هنا على التغيير الرسمي الذي سيغير موقف النظام الجزائري من الدولة اليهودية العبرية .. وهو نفس الموقف نلاحظه من موقف دولة إسرائيل من جبهة البوليساريو , حيث لم يسبق للدولة الإسرائيلية ان انتقدت صراحة جبهة البوليساريو , ولا اعترفت بمغربية الصحراء .. فالجزائر بالنسبة لإسرائيل اهم بكثير من النظام المخزني الذي لم يتردد يستجيب للرغبات الإسرائيلية ضمانا لعرشه , وليس ضمانا لمغربية الصحراء ..
هناك ملاحظة يجب طرحها , وهي ان الجزائر والى الان اكتفت فقط بتصويت البرلمان الجزائري على مشروع التعبئة العامة, دون ان تدخل مباشرة في التعبئة التي تتطلب إجراءات استثنائية من حيث توجيه كل الدولة , أي المؤسسات والشعب الى الانخراط الفعال في مشروع التعبئة العامة .. فالمشروع حدد المساطر التي يقتديها مشروع التعبئة , وحدد واجبات كل القطاعات من المدنية الى العسكرية الى الشبه العسكرية , الى الامة الجزائرية .. ويكون النظام الجزائري ,إضافة الى تعزيز سلطات قصر المرادية بالتعديل الدستوري الأخير , على المؤسسة البرلمانية , بحيث اصبح النظام الجزائري من الأنظمة الرئاسية المتحكمة في الشأن العام الجزائري من دون منازع .. ويكون النظام الجزائري قد اكمل حلقة الضبط الرئاسي على الشعب الجزائري المهدد بالتقسيم , وعلى المؤسسات الحزبية الداعية الى الحياة البرلمانية .. ويكون النظام الجزائري قد اغلق أي منفد قد يأتي منه الخطر المهدد لوحدة الدولة ووحدة الشعب ..
ان من ذهب بعيدا في اعتبار تبني البرلمان الجزائري مشروع التعبئة العامة , هو ضد التهديد الذي يشكله النظام المخزني , هو تصور بعيد عن الصحة , لان الجزائر لن تطرح التعبئة العامة في التصدي للخطر الذي قد يهدد به النظام المخزني , لانها تحق وتعلم علم اليقين ان النظام المخزني لا يشكل تهديدا للجزائر ولا لثورتها .. والنظام المغربي الذي يدرك جيدا خطر التوريط في فخ حرب جزائرية مغربية , وهي ستكون حرب عبثية مثل الحرب الإيرانية العراقية التي انتهت بالدمار الشامل لكلا الدولتين , لن يغامر بالاعتداء على الجزائر المدفوع من قبل فرنسا , لانه يعلم ان عند سقوطه في فخ الحرب , ستتخلى عنه فرنسا واسرائيل التي ستصبح العلاقة معهما علاقة صفقات تجارية ( الأسلحة ) وموارد أخرى .. وقروض ثقيلة ستبقى في ذمة النظام المغربي لسنين طويلة , وستحول دون التنمية , وستنعكس نتائجها على الحياة الاجتماعية للمواطنين , وقد تتسبب في سقوط النظام عند خسارة الحرب او عند طول وتكلفة كلفتها ..
فلو توصل النظام المغربي لتسوية نزاع الصحراء الغربية مع النظام الجزائري , لفتح لها باب التعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي , ولما رفض رغبة من رغباتها الإنسانية , كخلق السوق المغربية الجزائرية, التي ستحجب سلع السوق الاوربية وسلع السوق الامريكية .. لذا فالنظام المغربي لا ولن يهدد الامن العام الجزائري , كما لا يهدد وحدة الجزائر الترابية والشعبية . فحتى الظهور بمساندة جمهورية القبايل البربرية , لم يكن مساندة مبدئية , وكان مزايدة واحراجا لموقف النظام الجزائري من نزاع الصحراء الغربية .اذن النظام المغربي المخزني لا يهدد لا الجزائر ولا يهدد النظام الجزائري .. اذن ما سبب تبني البرلمان مشروع التعبئة العامة , وهي تعبئة لا تزال فقط مشروعا .. هل مخاطر الساحل الافريقي ومالي .. لا اعتقد . فالجيش الجزائري يمكنه الوصول الى باماكو في ظرف وجيز و من دون مشقة .. هل الخطر قادم من ليبيا .. لا اعتقد ان ليبيا المهلهلة ستهدد الجزائر القوية ..
هل السبب في السبق لتفادي أي انزال شعبي الى الشارع لإسقاط النظام .. لا اعتقد لان الشعب الجزائري بكل طوائفه استفاد من العشرية السوداء , ورغم حجم ضرر العشرية , فالجزائر لم تعلن التعبئة, وانتصرت الجزائر على الإسلام السياسي الإرهابي الفاشي , ونجت الجزائريين من العيش في ظل دولة انقلابية استغلت الانتخابات لتقيم نظاما اخوانيا فاشيا لن يتردد في جز الرؤوس وقتل المعارضين التقدميين والديمقراطيين ..
لكن انّ السبب في تبني مشروع التعبئة العامة , السبق للسيطرة على المجتمع , وتحميله تكاليف الدفاع عن وحدة الشعب ووحدة الدولة , سيما وان الخطر قادم من دول الاتحاد الأوربي برئاسة فرنسا , ومن كندا .. فالخطر الخارجي المنتظر , هو من حسم التبني لمشروع التعبئة العامة , التي لا تزال مجرد مشروع قد تلجأ اليه الجزائر مستقبلا لضمان الوحدة في مواجهة برامج التقسيم التي تهددها من خارج الجزائر .. فهذا الخارج المهدد لوحدة الجزائر , والحاضن لجمهورية القبائيل البربرية , هو من كان وراء دعم الجيش الجزائري , عند مواجهته الإسلام السياسي الحركي في العشرية السوداء . وهذا الخارج اليوم هو من يتآمر على وحدة الجزائر ووحدة الشعب الجزائري .. وهو خطر من اكبر الاخطار التي تواجه الجزائر وتواجه كل دول المحيط ..
وعندما تضعف الدولة الجزائرية , لن يتردد هذا الغرب وبزعامة فرنسا من تأييد أي مشروع انفصال وتقسيم .. لذا فمشروع التعبئة العامة , إضافة الى تقوية سلطات رئيس الجمهورية على حساب البرلمان , قد وفر للجزائر مناعة وقوة احتياطية زائدة عند مواجهة الاخطار الخارجية المهددة للجزائر .. فمشروع التعبئة العامة , تهدف من وراءه السلطة , كب جميع مفاصل الدولة في اتجاه واحد , الدولة الجزائرية الواحدة لمواجهة الاخطار التي تنتظر الدولة الجزائرية ..
فعند الدخول في التعبئة العامة , تصبح البلاد في وضع اكثر من حالة الاستثناء او حالة الحصار, حيث تمنع المعارضة حتى السلمية , وتصبح الأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني والشعب .. في خدمة التعبئة العامة لا غير ..
وللإشارة فكما ان الجزائر لم تعلن التعبئة العامة خلال مأساة العشرية السوداء رغم خطورتها , فهي لم تعلن التعبئة العامة خلال خوض الشعب الجزائري لحرب التحرير الشعبية التي انتهت باستقلال الجزائر في سنة 1962 ..
فالخطر الخارجي المهدد لوحدة الجزائر , والسبق في تحصين الجبهة الداخلية التي يجب ان تكون متينة , هو وحده يقف وراء تبني البرلمان الجزائري مشروع التعبئة العامة ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل طلق السياسويون مطلب الديمقراطية ؟
- ماذا لو قبلت البوليساريو بحل الحكم الذاتي ؟
- هل يلجأ الكونغريس الامريكي لاتهام جبهة البوليساريو بالارهاب ...
- الحسم في الخط وفي الهوية الايديولوجية
- العنف الثوري الجماهيري المنظم
- هل يمكن عقد قمة مغاربية من دون المغرب
- هل القضاء مستقل وعصري بالمغرب ؟
- أبدا لن تكون هناك وحدة عربية على الاطلاق
- اسرائيل تخوض حرب اقتصاد وليست حربا دينية
- دراسة تحليلية نقدية لماضي مثخن بالجراح
- دورة المجلس بشأن الصحراء الغربية في الرابع عشر من شهر ابريل ...
- قرع طبول الحرب بين أمريكا إسرائيل وايران
- انتهت القضية الفلسطينية
- لماذا يجب التمسك بتقسيم الصحراء ؟
- سقوط النظام . اسقاط النظام . دور الجيش
- السخرية السياسية
- المساواة
- حضور الدولة الصحراوية الاجتماع الوزاري الذي سينعقد بين الاتح ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقسيم الصحراء
- دراسة سياسية دستورية لنظام الانتخابات في بريطانيا العظمى .


المزيد.....




- السلطات الأردنية تجدد تحذيراتها بشأن الاقتراب من مواقع سقوط ...
- صواريخ ومسيّرات وتهديدات بأن القادم أسوأ.. إيران وإسرائيل تت ...
- -شريان الطاقة- الإيراني: إسرائيل تستهدف حقل بارس الجنوبي للغ ...
- بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات ا ...
- هل تتجه إسرائيل وإيران إلى حرب شاملة قد تُغير خريطة الشرق ال ...
- شاهد.. سرعة صاروخ إيراني خارقة لحظة إصابته أهدافا داخل إسرائ ...
- تقرير عبري يكشف عن تعديل سري أجرته إسرائيل على سلاح أمريكي ف ...
- بالفيديو.. حرائق جراء الهجمات الإسرائيلية على مخازن نفط غربي ...
- قصفت به إسرائيل.. صاروخ -عماد- الباليستي في الترسانة الإيران ...
- قمة نيس تختتم بخطة عمل لأجل المحيطات وتعهدات كثيرة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التعبئة العامة بالجزائر