أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - سقوط النظام . اسقاط النظام . دور الجيش















المزيد.....

سقوط النظام . اسقاط النظام . دور الجيش


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8298 - 2025 / 3 / 31 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان سقوط النظام لا تعني اسقاط النظام . ان سقوط النظام يعني انه سقط من تلقاء ذاته دون تدخل قوة خارجية . وقد عبرت نادية ياسين ابنت الشيخ عبدالسلام ياسين عن هذه الحالة عندما قالت " ان النظام سيسقط من تلقاء نفسه كفاكهة متعفنة .. ورغم شدة الازمة ، وتغول العفونة ، النظام لم يسقط لوحده من تلقاء نفسه ، بل سنجد الاختفاء تقريبا الكلي لجماعة العدل والاحسن من الساحة الوطنية ، رغم حصول احداث غزة ، ورغم تضاعف الاعتقالات ، وسجن الناس بمحاضر بوليسية مفبركة .. فلم تتشرف الجماعة ، ولا المشتغلين بالهم الفلسطيني للدعوة لمسيرة وطنية ، كما عودونا في مناسبات متباعدة ومتقاربة في آن ..
لكن اسقاط النظام ليس هو سقوطه لوحده ، بل ان الاسقاط يتطلب تدخل جهة ما تعارض النظام ، اما بسبب عجزه عن تدبير الدولة ، او بسبب فساده ، او بسبب انه استنفد امكانيات وجوده فحان رحيله . والقوة المعارضة للنظام وتعمل على اسقاطه ، قد تكون أحزاب معارضة تجتمع في اطار كتلة تاريخية ثورية ، او في اطار جبهة وطنية تقدمية ديمقراطية ، وقد تكون قوة عقائدية كالإسلام الحركي المسترشد بالنموذج الايراني ، وقد يكون الجيش عند قيام ضباط برجوازيين صغار يعارضون شكل الدولة ، فيتحركون لتغييرها ، اما بدمقرطتها بتبني شخصية من قلب العائلة الحاكمة ، لتلعب دور الديمقراطي الذي سينهي النظام المتعارض مع الديمقراطية ، او تغييرها بالكامل بتحويل النظام من ملكي الى جمهوري . وهناك مشاهد من هذا النوع من التغيير كانقلاب الصخيرات في سنة 1971 ، وانقلاب الطائرة في سنة 1972 ، حيث كان الهدف قلب النظام الملكي وبناء نظام جمهوري تحكم فيه البرجوازية المتوسطة والصغيرة ، باسم الحركة البربرية ، او قد يكون الهدف من تحرك الجيش ، ابعاد الملك ، وتحنيط ولي العهد الذي سيتم توظيفه لخدمة مشروع الضباط الانقلابيين ، وكانت هذه محاولة الجنرال احمد الدليمي الفاشلة ..
لكن هل يتم التغيير تلقائيا ، او تتشابك وتتداخل عوامل مختلفة تسبب في التغيير المنشود ؟ .
الجيش المغربي اليوم ، لا يمكن الانتظار منه الانقضاض على الحكم أي القصر ، سواء من ضباط يحلمون بالجمهورية ، او من ضباط يحلمون بدمقرطة المؤسسات ، ومنها دمقرطة النظام للحفاظ عليه ، كدعوة الأمير هشام لدمقرطة النظام والانتهاء من نظام المخزن الذي يشكل تهديدا للنظام وبالضبط للملكية ، لان دمقرطة النظام تهدف الى الحفاظ عليه من جميع الاخطار التي تهدد بإسقاطه ، خاصة نزول (الشعب ) الرعايا الى الشارع ، وتحول النزول الى ثورة تطالب بالحكم ولا تطالب باقتسامه .. فأحرى ان تطالب بالاكتفاء بالمشاركة في حكومة الملك ، باسم ( الانتقال الديمقراطي ) ، أي اظهار وجههم الحقيقي كموظفين سامين بإدارة الملك ، يتولون الاشراف على تنزيل برنامجه ، رغم انه لم يشارك في الانتخابات ، ولا خضع لعملية التصويت ..
لقد تم الانتهاء من الأحزاب التي تدعوا الى السيطرة على الحكم ، حين ذوبتها الدولة في بوتقتها ، وسلختها عن جلدها الذي لم يكن سميكا .
كما تم الانتهاء من الأحزاب التي تدعوا الى اقتسام الحكم مع الملك ، فتكون الممارسة السياسية ثنائية مزدوجة ، وهي بدورها اندمجت ضمن بوتقة الدولة كدولة واحدية آمرة .
وتم الانتهاء من الأحزاب العقائدية ، أحزاب الإسلام السياسي الاخوانية ، كجماعة العدل والإحسان التي اختفت تحركاتها من الساحة ، وبما فيها الساحة الطلابية عشها الرمزي . وانسحاب جماعة العدل والإحسان من الساحة ، قد يفسر بتأويلات مختلفة ، وبحب المراد والقصد . فالبعض يرى ان الانسحاب من الساحة ليس بالهزيمة او الفشل ، او الانحصار .. ولكن لان الظرفية الحالية تلزم الجماعة التحرك في صمت ومن دون ضجيج ، خاصة وان المغرب مقبل على توديع محمد السادس ، ومقبل على ملك جديد مفروض عليه الانخراط في البعد الديمقراطي وفي بعد حقوق الانسان ، خاصة وان لا علاقة له بالأزمة العامة الخطيرة التي تنسب الى محمد السادس . فانتظار مجيء الملك الحسن الثالث ، فرشت له فرنسا التي تنتظره ، وفرشت له إدارة الرئيس Donald Trump عندما طرحت حلا لنزاع الصحراء الغربية ، باقتراحها تقسيمها مع جبهة البوليساريو ، وهو الاجراء الذي ينظر بعيدا الى مستقبل الحسن الثالث كحليف موثوق به ، طبعا اذا دمقرط النظام بالديمقراطية النسبية ، ودخل مجال حقوق الانسان من بابه الكبير ، لأنه سيرتقي الى مصاف ملوك اوربة كملك اسبانيا وملكة إنجلترا ، الذين يحتفظون بسلطات الدفاع عن الوحدة الترابية والبشرية ، ويحتفظون بسلطات خاصة في مجال اعلان الحرب والسلم ، وفي الممارسات الدبلوماسية ، والاتفاقيات الدولية ..
فسر ( تجميد ) جماعة العدل والإحسان لأنشطتها ، تعود الى ما ينتظر المغرب في الشهور القادمة ، خاصة انتظار مجيء الحسن الثالث .. أي انها تنأى بنفسها عن اية مؤامرة تنظم خيوطها ليلا ، لتفويت الفرص الضائعة لجماعة البوليس ، لا صباغ الجماعة باللون الذي يريدون ، لتبرير ممارسات فاشية إجرامية ، بحجة وباسم الدفاع عن النظام المهدد ، رغم ان التهديد الحقيقي يأتي منهم اكثر من غيرهم .
لكن هذا ( التجميد ) لنشاط الجماعة ، لا يعني انها أصبحت كحزب العدالة والتنمية ، لكنه يعني ان تحرك الجماعة سيكون مواكبا للحالة السياسية والظرفية التي ستحصل عند غياب محمد السادس . أي شكل وحالة الشارع المغربي المنتظرة في صور مختلفة حسب التحليلات المعالجة . أي هل سيتحرك الشعب المغربي كشعب ام انه سيتحرك كرعايا . وهل من الممكن تصور نزول (الرعايا ) الى الشارع مرددين شعارات ستنبثق من قلب النازلين ، وستكون مغلفة بالوان اخوانية ، حيث في هذه الحالة ستظهر الجماعة على حقيقتها كداعية لنظام الخلافة او لدولة الجمهورية الإيرانية الإسلامية . ان للجماعة مشروع عقائدي ، وهي كاخوانية ، لا تتعجل السرعة ، الا اذا تحول النزول الى انتفاضة فثورة ..
في معظم الهزات والانتفاضات التي عرفها الشارع المغربي ، كمظاهرات 23 مارس 1965 ، ويونيو 1981 ، وابريل 1984 ، ودجنبر 1990 .. وحتى 20فبراير التي كانت مخزنية ، رغم سمو اسم وتنظيم العدل والإحسان فيها .. لم تكن الجماهير تنزل الى الشارع من تلقاء نفسها رغم اشتداد الازمة كاليوم ، بل كانت قيادات سياسية بورجوازية متوسطة وصغيرة هي من يقف وراء الدعوة للنزول ، رغم ان السبب المباشر للنزول كان يخدم مصالح الأحزاب والنقابات ، ولم يكن يخدم في شيء مصالح النازلين في مظاهرات الى الشارع .
في 23 مارس 1965 ، كانت القوة السياسية التي وقفت وراء الاحداث ، برجوازية صغيرة ومتوسطة ، كان على رأسها حزب " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " " ا و ق ش " UNFP ، و الاتحاد الوطني لطلبة المغرب UNEM ، وكان السبب استغلال تهور النظام في ميدان التعليم ..
وفي يونيو 1981 ، كانت القوة السياسية التي دعت الى النزول من خلال الاضراب العام ، " ك د ش " CDT ، والحملة المكثفة لحزب " ا ش ق ش " USFP ، مساندين من قبل اليسار الماركسي ، واليسار التقدمي ، طلائع البطالين والفقراء المعدمين . لكن رغم النزول الذي احرق مدينة الداراليضاء ، فالسبب لم يكن هو الزيادة في ثمن الخبز 10 سنتيمات ، وسماهم ادريس البصري بشهداء " كوميرة " ، بل ان الأسباب وراء الدعوة للإضراب العام كانت مصالح سياسية تخدم حزب " ا ش ق ش " USFP ، كالضغط لتحسين مقاعد الحزب بالبرلمان ، وتمكين الحزب من المشاركة في تنزيل برنامج الملك ، لا برنامج الحزب الذي يتم القائه في القمامة بمجرد الإعلان عن نتائج الانتخابات ..
وفي هبة يناير 1984 التي خلفت المئات من القتلى من قبل الجانبين ، كان الداعون الى النزول ، التيار الإسلامي الشيعي بالشمال ، ومنظمة الى الامام بمراكش .. وقد تم رفع شعارات اسقاط النظام ، لكن الغرابة كيف سيكون الحال لو نجحت ( الثورتين ) منظمة الى الامام الماركسية اللينينية الماوية في مراكش ، ونقيضها الأيديولوجي الإسلام الشيعي في الشمال .. فهل كانت ستنشب حرب بينهما ، خاصة وان كل منهما ينفي الاخر .
وفي الاضراب العام الذي تسبب في النزول في دجنبر 1990 ، كانت نقابة " ك د ش " يؤازرها حزب " ا ش ق ش " USFP ، ونقابة " الاتحاد العام للشغالين بالمغرب " UGTM ، المؤازرة من حزب الاستقلال .
وبالنسبة لحركة 20 فبراير ، تصدرتها طلائع الشباب الغير المنظم ، كعبدة الشيطان والاباحيين والملحدين ، وقادتها وبإشراف من السلطة ، جماعة العدل والإحسان ، وبعض الأحزاب المشوشة الصغيرة كحزب الاشتراكي الموحد ، وحزب الطليعة اللذان تركا المخزن ، وتخصصا في التشويش على الجماعة الاخوانية من دون طائل ولا فائدة ، لان فاقد الشيء لا يعطيه .
اذن السؤال بالنسبة لمن يتطلع لنزول الرعايا الى الشارع عند غياب الملك . هل تم نزول الرعايا للتظاهر رغم الازمة العامة الخانقة التي يعيشها الرعايا .. بل ان السلطة تقوم بمصادرة منازلهم وهدمها ، وهم لا حول ولا قوة لهم مما يجري امام اعينهم .. بل وصل الامر بالرعايا الى الإقتات والاكل من الحاويات ، ومضاعفة الأسعار بشكل مخيف غير مقبول ومرفوض .. ومع ذلك لم تحصل دعوة مسؤولة الى الاضراب العام ، بشكل الدعوة الى اضراب يونيو 1981 مثلا ..
ان السبب الذي جعل ظهر الرعايا عاريا ، تعرضهم للغدر والخيانة من كل الأحزاب والنقابات التي اندمجت تدافع عن النظام لا ضده .. ففي غياب معارضة الستينات والسبعينات والثمانيات وحتى التسعينات ، أصبحت الساحة خاوية الا من البوليس والدرك والجيش ، واصبح الرعايا تائهين فاقدين للبوصلة ، وظهر هذا اثناء مواجهة اكذوبة ( كوفيد 19 ) الذي اختفى ولم يعد له اثر كالسيدا ، وجنون البقر ، انفلوزا الطيور ، وابيولا .. فرجل السلطة لم يكن يجد احراجا في ضرب الرعايا وسط الاحياء الشعبية وامام الجمهور ، مكررين قمع الباشا " لگلاوي " بطرق منحطة ومدانة ..
ان هذه الخيانة والغدر الحاصل من قبل الاحزاب والنقابات ، والنخبة ، هو السبب في ضياع البوصلة .. والرعايا لم تعد تثق في هؤلاء ، الى درجة انها لم تعد تستجيب لدعوات الاضراب العام ، أيا كانت الجهة التي تقف ورائها .. بل سيزيد ارتباط الرعايا براعيها الأول ، متماهية العيش في دولة رعوية ، تؤصل للدولة السلطانية التي لم يكن فيها لا أحزاب ولا نقابات ولا جمعيات .. كان فيها فقط السلطان ، والحاشية القليلين العدد ، والقاعدة يلفها ويكونها الرعايا الذين زادوا غرقا في الحياة الرعوية ..
اذن ماذا استنتجنا في هذا التحليل ؟
الاستنتاج الرئيسي ، انه لم يعد متوقعا انتظار ان تنزل الرعايا الى الشارع وتطالب بإسقاط النظام ، لان الرعايا رغم ضيق العيش التي ترفل فيه ، ترفض التغيير وتزيد تمسكا بالراعي في الدولة الرعوية .. ومن ينتظر نزول الرعايا الى الشارع لقلب النظام سيكون واهما غارقا في أضغاث الاحلام .. وهذه الحقيقة التي لا يتناطح عليها كبشان ، جعلت دعاة ( الجمهورية ) والجمهورية منهم براء ، يسلطون جام لسانهم على سب الرعية وشتمها ، ومنهم وصل به الامر حين استعمل تعبير ( السّفيلْ الكلب ) Les civils ..
ومرة أخرى . هل شخص واحد او شخصان او ثلاثة ، او حتى عشرة ، بإمكانهم اقناع رعايا بالنزول الى الشارع لقلب النظام الذي فشل الجيش مرات في قلبه ..
عندما سيموت محمد السادس ، ستنزل الرعايا للبكاء عليه ، مع لطْم وجهها ، والضرب على افخاذها ، ونذب احناكها .. وسترجع الى مسكنها رغم انها لا تملك ربع خبز لكسر جوعها ..
هذه هي حقيقة المغرب ، وحقيقة النظام الذي يحكم المغرب ، وحقيقة الرعايا المرتبطة براعيها الأول ..
لكن ورغم هذا الحقيقة ، لأنها واقع دعونا نذهب شيئا ما بعيدين في تحليلنا ، ومفترضين نزول الرعايا الى الشارع عند غياب محمد السادس ، وستنفض غبار الرعية عن اكتافها لترتقي الى مرتبة شعب ومواطنين .. ففي السياسة لا شيء مضمون البقاء ، لان كل شيء متحول مثل الكثبان الرملية ..
اذا غاب محمد السادس ، ولنفترض ان الحسن الثالث سيسير على منوال محمد السادس ، مما سيزيد في تعميق الازمة الاقتصادية والاجتماعية ، وان الرعايا التي ستنزل الى الشارع سيتقدمها حملة الشواهد الجامعية المعطلين بكل قرية ومدْشر ومدينة صغيرة ومدن كبرى ، وسيرفعون شعارات كتلك التي رددوها وهم جامعيون بالجامعة ضمن منظمتهم " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " " ا و ط م " UNEM ، وان لجنة تنسيق على المستوى الوطني سيتم تشكليها لبناء النظام الديمقراطي الحقيقي ، الجمهورية او الملكية البرلمانية ، فمن المنتظر هنا انتظار تباين موقف الريف الذي يردد مطلب الجمهورية الريفية ، وموقف الصحراويين المنادين بالدولة الصحراوية . ومن غير المستبعد حصول دعوات للانفصال في سوس الجنوب وبالأطلس المتوسط ... الخ . فكيف سيتم تصريف هذا التناقض الذي سيؤدي الى تشتيت المغرب الدولة والمغرب الشعب .. أي هل ستنجح التنسيقيات الجهوية في تشكيل اصل الحكومة والنظام الجديد الذي فشلت في اسقاطه جميع الأحزاب التي حاولت ومن زاوية الأيديولوجية والعقيدة ..
ان للجيش كلمته في أي صراع قد ينشب بعد الفراغ الذي سيخلفه ذهاب محمد السادس ، واذا لم تسفر السرعة القصوى في حسم تعيين الملك الحسن الثالث ، وكل هذا على سبيل الافتراض ، لان لا شيء سيحصل ، وان الحسن الثالث سيحكم بكل اريحية ، مسنودا من قبل الرعايا ، ومن قبل الجيش والدرك والقوات العمومية ، أي مسنودا من قبل المغرب ، ومسنودا من قبل البيت الأبيض الذي فرش له بتقسيم الصحراء ، ومن قبل باريس مدريد تل ابيب والعالم الحرب ، وبما فيهم الصين .
ان حصول تهديد بتغيير اصل الدولة ، ودائما على سبيل الافتراض ، سيكون فيه للجيش كلمته المسموعة . ونظرا لان عقيدة الجيش هي عقيدة علوية وغربية ، فقد يكون للجيش مواقف من قبيل :
1 ) الدفاع عن النظام بكل الوسائل ، وتكرار مجازر 23 مارس 1965 ، ويونيو 1981 بالدارالبيضاء ، ويناير 1984 ، ودجنبر 1990 .. لكن هل يستطيع الجيش بتكرار تلك المآسي في الوقت الحاضر ؟
لقد تغيرت العلاقات الدولية ، واصبح يحكمها التمسك بالديمقراطية ، وبمجال حقوق الانسان . فتكرار نفس الاحداث السابقة لن يمر مرور الكرام هذا المرة ، وستتبعه مسائلة المحكمة الجنائية الدولية ، مجلس الامن ، الاتحاد الأوربي ، الاتحاد الافريقي ... الخ . مما ستنتج عنه مخلفات سلبية على وحدة الدولة ووحدة الشعب . والدرك والجيش الذي اصبح واعيا بهذه الحالة ، طبقها بالحرف في ازمة 20 فبراير ، وفي احداث حراك الريف ، فباستثناء الشبان الخمسة الذين تم قتلهم على ايدي البوليس ، وتم رميهم في بنك ، واحرقوهم لتغطية عملية القتل ، فان الجيش والدرك تعاملا باحترافية عالية مع احداث الريف ، حيث تم فظّها دون اطلاق رصاصة واحدة . بل نجحوا في جعل جزء من الريفيين ينفرون من الزفزافي ومن معه ، خاصة عندما اندمجوا في مطالب حركة 18 شتنبر الجمهورية ، ورفعوا رايات الجمهورية الريفية واعلام الصهيوني Jacques Benêt من الجزائر ..
فتكرار المجازر السابقة في تاريخ الصراع بالمغرب اضحى من قبيل المستحيلات .
2 ) التزام الجيش الحياد من الصراع ، لكنه في حقيقة الامر سيكون بمن يخدم النظام على الأرض ، حتى يتمتع بعطف الرعايا النازلة الى الشوارع ، كما حصل في تونس مع زين العابدين بنعلي عندما هربه الجيش خارج تونس .
3 ) وقد ينحاز الجيش الى جانب المتظاهرين ، وهذا لن يحصل الا اذا تيقن الجيش المراقب من خارج الدولة ، استحالة عودة المتظاهرين ، وان النظام اصبح محكوما بالسقوط .
وهنا فان الجيش لن ينخرط في مشروع جمهوري ، بل سيساهم من موقع جيش الشعب ، فيعمل على ابعاد راس النظام الملك ، لكن مع بقاء نفس النظام بملك اخر من نفس العائلة كابنه او أخيه او ابن عمه .. المهم ان تبقى الدولة في حلة ديمقراطية جديدة .. أي ابعاد راس النظام وبقاء النظام الذي انتج المطاح به ، وهذا حصل في مصر واليمن والسودان وحتى في تونس ..
ان هذا الفرضيات تبقى مجرد فرضيات ، لان الواقع ينطق بما يدحض هذا الافتراضات .. فلن يقع انزال ولا نزول ، ولن ترفع شعارات سقوط النظام ، بل سيدعمون الحسن الثالث ، والدعم الأقوى هو دعم الرعايا والشارع ، ودعم واشنطن باريس مدريد تل ابيب والعالم الحر ، دون نسيان دعم دول الخليج العربي ..
تصبحون على جمهوريتكم ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية السياسية
- المساواة
- حضور الدولة الصحراوية الاجتماع الوزاري الذي سينعقد بين الاتح ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقسيم الصحراء
- دراسة سياسية دستورية لنظام الانتخابات في بريطانيا العظمى .
- في هذه الدراسة سنعالج ثلاثة محاور رئيسية
- الإشكالية السياسية الثقافية واللغوية بالمغرب
- التغيير مع الحسن الثالث
- هل اقرت تونس النظام اللائيكي ، وهل المغرب مرشح للسير على منو ...
- دراسات سياسية تاريخية في مسار الحركة العمالية المغربية . الب ...
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل - ك د ش -
- دعوة اوربية لإنشاء جيش اوربي موحد لمحاربة الجيش المغربي
- نقابة الاتحاد المغربي للشغل . الجزء الثاني
- الجهاز البورصي للاتحاد المغربي للشغل
- احدى عشر أطروحة (11) حول الانبعاث الراهن للسلفية الإسلامية
- عندما تخطئ الجزائر في اختيار عملاءها ( المغاربة )
- ولي العهد معرض لعمل اجرامي .. ولي العهد معرض للقتل .. ولي ال ...
- الوحدة العربية بين الواقع والاحلام
- قراءة بسيطة للوضع السياسي والنقابي الراهن
- صورة الخطاب الفلسفي في مرآة الخطاب اللاهوتي الغوغائي الغارق ...


المزيد.....




- مصر تبدأ أولى خطوات -تحرير- سوق الكهرباء لجذب القطاع الخاص.. ...
- ما العلاقة بين الأطعمة فائقة المعالَجة والوفاة المبكرة؟
- وزير الخارجية الأمريكي: أوقفنا منح تأشيرات لمن يأتون لإحراق ...
- احتجاجات تقاطع كلمة نتنياهو في ذكرى الجنود القتلى
- عون يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و-تنظيفه-
- ترامب يعرب عن استيائه من -ضخ الأموال- الأمريكية في أوكرانيا ...
- قضية هزت مصر.. احتفاء بانتصار العدالة لطفل دمنهور
- حماس: تصريحات نتنياهو بشأن رفح تعكس جنون الهزيمة ووهم الانتص ...
- الجزائر - العراق: تبون يتسلم رسميا دعوة لحضور القمة العربية ...
- الخارجية المغربية تعلن قرار إنهاء مهام سفير المملكة لدى تونس ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - سقوط النظام . اسقاط النظام . دور الجيش