أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحسم في الخط وفي الهوية الايديولوجية















المزيد.....

الحسم في الخط وفي الهوية الايديولوجية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان ممكنا اجتهاد منظمة الى " منظمة الى الامام " بالإصلاح حتى تستمر بدل الدوغماتكية التي انهت مسارها ، خاصة بعد نزول التيار الإسلامي قويا الى الساحة الطلابية التي تعرضت لغزو الاسلامويين الذين لم يترددوا في استعمال العنف ضد المخالفين ووصل العنف حد ازهاق أرواح يسارية ، مثل قتل الشبيبة الإسلامية لعمر بن جلون .
اعتقد ان من مميزات التجربة السياسية لمنظمة " الى الامام " من 30 عشت 1970 وحتى انفراط عقد الثمانينات ، تمرد جزء مهم منها ( الإصلاحيون منذ 1979 ) على الجمود الفكري ، وتطويرها المستمر لخطها وبرامجها السياسية . لكن ما يسم هذه التجربة كذلك افتقارها بين فينة وأخرى لحد ادنى من الاستقرار الضروري في الاستنتاجات والخط السياسيين ، والمطلوب في كل عمل سياسي ، خصوصا في السنوات الأخيرة ( نهاية عقد الثمانينات ) ، حيث اصبح السؤال عن حقيقة الخط والبرنامج مشروعا ، بعد ان كان يعرض صاحبه الى القمع الأيديولوجي خاصة في فترة قوتها ..
لكن السؤال لا يجب ان يطرح فقط حول ما هو سياسي ، بل حول إشكاليات أخرى هامة أيضا اصبح تناولها ومعالجتها بشكل سديد بمثابة حياة او موت للمنظمة , كمسالة الهوية الأيديولوجية والتنظيمية والخط السياسي .
بعض التنظيمات اليسارية رغم صغر حجمها , استبعدت الماركسية اللينينية , واستبدلتها بالاسترشاد بالمنهج الجدلي , وأخرى تشبثت بها واعتبرت الخطأ في تطبيقها وليس في ذاتها .
فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي ومعسكر اوربة الشرقية , اصبح المقياس المتداول سواء عند المفكرين او المحللين السياسيين والمناضلين , هو مدى الابتعاد والتخلي عن الماركسية اللينينية , وما ان يُعقد مؤتمر لتنظيم سياسي يساري او تعقد ندوة فكرية , ان تصدر مجلة تنتسب بهذا القدر او ذاك الى جهة يسارية , حتى يطرح السؤال عن موقع الماركسية اللينينية من نتائج هذه الاشغال . فاذا أعلنت هذه تشبتها بالماركسية او الماركسية اللينينية , يقال عنها دوغماتية تعيش خارج التاريخ , ولم تستفد من التحولات التي هزت العالم . وفي حالة العكس يشار الى الماركسية والماركسية اللينينية مرة أخرى باصبع الاتهام والادانة بحكمة وشهد شاهد من أهلها .
لقد ارحت منظمة الى الامام نفسها منذ نشأتها في 30 غشت 1970 كمنظمة ماركسية لينينية .. وبعد التحولات التي هزت العالم , وبعد الإخفاقات الخاصة والمتكررة للمنظمة نطرح السؤال : ما معنى ان يكون المناضل او التنظيم ماركسيا لينينيا ؟ وهل لهذه الثنائية من راهنية ؟
اعتقد ان طرح سؤال من هذا الحجم لا يجب ان يندرج ضمن الموضة التي اتبعتها عدة تنظيمات يسارية , بل يجب الاعتراف هنا انه كان من المفيد جدا ان يطرح هذا السؤال قبل موجة الإصلاح في سنة 1979 , وبالضبط من السجن المركزي بالقنيطرة , لكن يظهر ان المناضلين في ذاك الوقت لم يكونوا مستعدين على مستوى الوعي والتجربة , لطرح الإجابة عنه بشكل سديد ..
ظهرت ثنائية الماركسية اللينينية لأول مرة في أواخر العشرينات من القرن الماضي في الاتحاد السوفياتي لإبراز الاسهام اللينيني في تطوير الماركسية . لكن صياغة ستالين للديالكتيكة المادية ( سيزيل في هذه الصياغة قانون نفي النفي من المادية الجدلية ) , سيتم سحب استعمال الماركسية اللينينية .
وبعد موت ستالين سيصبح استعمال الماركسية اللينينية في الاتحاد السوفياتي كتعبير عن مناهضة الستالينية وعبادة الشخصية والعودة لجوهر الماركسية .
لا يمكن القول ان منظمة الى الامام واليسار الماركسي عموما , قد تبنت الماركسية بشكل علمي وصحيح انسجاما مع الواقع الملموس . اذ لم يشكل تأسيسها قطيعة أيديولوجية مع الأيديولوجية التحريفية وماركسيتها المبتذلة بنفس القدر الذي شكل قطيعة سياسية وتنظيمية , فاستمرت تحمل في بنيتها الفكرية بعض العناصر التي كانت وراء عدة منزلقات واخطاء , كالحضور القوي للاقتصادوية مثلا , والاسقاط التعسفي في مجال تحليل تركيبة المجتمع المغربي التي رأوها طبقية على شاكلة مجتمعات أخرى , فتم اختزال الانسان المغربي في عنصر طبقي , نازعين عنه البعد الإنساني الصرف . وعد الانسان الثقافي ذي الخصوصيات المتنوعة . فكان حتما ان يبقى حجم المنظمة والمناضلين ضعيفا بضعف فهمها الخاطئ للمجتمع المغربي .
طبعا وبفعل الاجتهاد حصل تدارك لهذا النقص بشكل متدرج عند المنظمة في عقد الثمانينات , حيث تخلت عن الاقتصادوية وطورت مفهومها للدولة , تجاوزت فيه الفهم اليعقوبي Les jacobins المركزي مما مكنها من التقدم في تحليل الواقع المغربي وما يمثله الصراع المجتمعي , في تحريك دينامية تطوره , لكن بتمفصل مع عناصر أخرى غير طبقية اثبتت حضورها القوي عبر التاريخ .
لكن عملية تحليل الوقع الملموس بالشكل الملموس هو عملية كانت مستمرة , الا انها تفتقد للممارسة العملية الضرورية قصد التمييز بين الحقائق والاوهام . مما يجعلها لا تتقدم بالقدر المطلوب , وبالتالي العجز في تطوير اداتها التحليلية ومنهجها , حتى تحيط بالمجتمع المغربي وبأفراده كما هم لا كما تريدهم ان يكونوا . وهنا تطرح طبعا راهنية المنهج الماركسي في التحليل , والذي هو منهج أساسي في تحليل تناقضات تركيبة المجتمع المغربي , لكنه ليس بالمنهج الوحيد الاصلح . ان الخاصية النقدية والثورية ستمكن كافة المناضلين الثوريين وكافة الماركسيين المغاربة , من تطوير الماركسية المغربية واستكشافها في الواقع المغربي من جهة , ومراجعة مكامن الضعف داخل الماركسية نفسها , حتى تكون ماركسية مغربية ثورية ويكون الماركسيون المغاربة مغاربة ثوريين .
واذا كانت الماركسية جاءت كمستوى معين من تطور الفكر البشري واداة تحليل في يد الطبقات الكادحة والشعوب المضطهدة والمستضعفة , فان اللينينية من جهتها عملت على تطوير الماركسية , لكم هذا التطوير تم حسب معطيات واقع محدد تاريخيا سواء في الزمان او المكان . ان لينين اكد باستمرار على ضرورة التحليل الملموس للواقع الملموس . وهو ما كان يقوم به في شروط روسيا آنذاك . فجاءت نظرياته غنية ومتنوعة سواء على مستوى تحليل بنية الرأسمالية في روسيا او مسالة القوميات او التضامن الاممي او مفهوم التنظيم وضوابطه او مسالة الدولة .. الخ ..
وقد يحدث ان يتخذ لينين موقفا في شروط معينة , الا انه لا يلبث ان يغير هذا الموقف كلما تغيرت الشروط حتى ولو بعد وقت قليل .
فمثلا عند عقد اتفاقية بريست ليتوفسك , تقدم لينين في ابريل 1918 بفكرة رأسمالية الدولة كفكرة انتقالية ضرورية في تلك الشروط المحلية والدولية , مما فجر نقاشا داخل الحزب البلشفي . لكن اندلاع الحرب الاهلية أوقف هذا النقاش , وعاد لينين من جهته ليقترح في ظل تلك الشروط الجديدة فكرة شيوعية الحرب . وبهد انتهاء الحرب الاهلية واستفاد من دروسها , تخلى عن هذا الطرح واقترح فكرة السياسة الاقتصادية الجديدة NEP .
اذا في ظرف وجيز طرح لينين ثلاثة أفكار : راسمالية الدولة ثم شيوعية الحرب فالسياسة الاقتصادية الجديدة . أي ان لينين كان يقوم بتحليل ملموس لشروط ملموسة في الزمان والمكان . واي فهم للينينية خارج هذا التحديد النسبي سيكون فهما مثاليا لا يؤدي سوى الى صرف العيون عن الواقع الملموس وما يطرحه على المناضلين وعلى كافة الثوريين المغاربة من مهام جسام , وتحريف للمواقف والممارسات عن الاتجاه الصحيح . وعليه فاللينينية تقدم للمناضلين تراثا غنيا وخصبا , والمطلوب إعادة دراسته وفهمه بشكل تاريخي دون ان يصبح التراث اختزاليا وحيدا او مرجعية وحيدة يستند اليها المناضلون بشكل ميكانيكي , سواء على مستوى تحديد الهوية الأيديولوجية انطلاقا من ثنائية الماركسية اللينينية , او إعطاء اسبقية ما امام باقي التراث الاشتراكي العام .
لذا كان يجب التعامل مع هذا المُكوّن بشكل ثوري نقدي , ولن يصبح ذلك ممكنا معرفيا ومنهجيا الا باعطاء هذا التحديد النسبي التاريخي ل اللينينية ابعاده الحقيقية داخل المنهج والايديولوجيا والمواقف , وذلك من خلال وضع اللينينية في مكانتها الطبيعية كتراث , ضمن مجموع التراث الاشتراكي . فالاستفادة من التراث اللينيني مثل الاستفادة من تراث ماوتسي تونغ او غرامشي او روزا لكسنبورج ... وغيرهم ..
هكذا كان ان يصبح التراث عند المنظمة تراثان : تراث وطني قومي , وهو التراث البربري العروبي الإسلامي , والتراث الإنساني وفي مقدمته التراث الاشتراكي ..
وهذا ما فشلت فيه المنظمة , وكان من الأخطاء القاتلة التي ساهمت في نهايتها التراجيدية ..
ان التجديد في الماركسية يقتضي ابعاد التقديس , أي وضع اللينينية ضمن التراث الاشتراكي بشكل عام , دون ان تصبح شرطا لإقامة تنظيم ماركسي ثوري .. فهل الان من ضرورة للمركزية الديمقراطية ؟ .. ثم أليست مبادئها في التنظيم كانت عوامل لعدة إخفاقات وكوارث سواء في تجربة اليسار الثوري في المغرب ( منظمة الى الامام – منظمة 23 مارس – حركة لنخدم الشعب ) , او في تجارب أخرى عبر العالم ؟ .. اليس الواجب يفرض مراجعة هذا المفهوم ؟ ..
2 ) الديمقراطية التنظيمية بدل المركزية الديمقراطية :
ارتبط مفهوم المركزية الديمقراطية بكيفية بلورت القرارات , وكذا تنزيلها في الأحزاب الشيوعية منذ الأممية الثانية . وكان الهدف منها توفير حرية كبيرة في النقاش والتعبير عن الآراء وتنظيم الانتخابات . لقد جاء مصطلح المركزية الديمقراطية من الاشتراكية الديمقراطية الألمانية , ثم بلورها البلاشفة بعد ذلك ما بين 1903 و 1906 في ظل وضع ذاتي خاص , تميز بالأساس بكثرة السجالات والمجموعات والاجنحة , مما كان يهدد بانفجار الحزب . وابان الثورة كان الحزب البلشفي , كما عبر عن ذلك بوخارين , عبارة عن فدرالية من المجموعات والتيارات والاجنحة . الا انه بعد انتهاء الحرب الاهلية , أعاد الحزب بناء نفسه بشكل مركزي , مُنعت معه رسميا الاجنحة والتيارات , حيث ساد الاعتقاد ان أي اضعاف للحزب هو اضعاف للدولة , وبالتالي تمت مركزة الحزب والدولة والمجتمع على السواء .
وانطلاقا من مبدا ممارسة – نظرية , ممارسة جديدة – نظرية جديدة , يمكن القول منذ البداية ان المركزية الديمقراطية باتت متجاوزة عند اليساريين الثوريين المغاربة , ويجب إعادة صياغة مفهوم جديد للعلاقات الداخلية في الدولة .
ان المركزية تعني الواجب , والديمقراطية تحيل على هذا الحق . وتناولهما هو تناول إشكالية الضرورة والحرية التي رافقت تاريخ البشرية , وارتبطت بشكل جوهري بالطبيعة الإنسانية . لقد اكدت المجتمعات حاجتها الى الواجب / الضرورة / المركزية بنفس قدر حاجتها الى الحرية / الحق / الديمقراطية . وبقدر ما عبرت بصيغ مختلفة عن حاجتها للواجب والضرورة , سعت بدون حدود نحو الحرية والديمقراطية , كما انه من خصائص الكائن البشري النزوع نحو الجماعة والتماهي معها , وكدا السعي لتحقيق استقلاله وكينونته الخاصة . فكيف تم تصريف مواقف منظمة الى الامام واليسار الماركسي وعموم الثوريين والتقدميين المغاربة على ضوء هذا التناقضات ؟
اعتقد ان المنظمة في ثمانينات القرن الماضي , كانت مطالبة بتوفير نوع من اللامركزية التي تضمن الاختلاف داخل المركزية التي تضمن الوحدة . او بعبارة أخرى توفير حد ادنى من المركزية داخل اللامركزية . ان اكثر من حزب سياسي انقسم على نفسه لأكثر من مرة , وتقلص حضوره بعد ان كان قويا لانه لم يوجد تلاؤما بين النضال داخل المجتمع من اجل الديمقراطية , في وقت تطبع المركزية الديمقراطية حياته الداخلية . وما دمنا نتبنى مفهوم الديمقراطية المباشرة والنضال داخل المجتمع , لكي تعبر جميع مكوناته ( الطبقات المضطهدة . النساء . الامازيغية . الصحراء الغربية ... ) عن نفسها ويجد ذاتها في نظام اجتماعي سياسي اقتصادي ثقافي معين , فان هذا لا يعني ان من حق الأقلية الدفاع عن رايها قبل اتخاذ القرار . اما بعده فعليها الخضوع للأغلبية ( احد مبادئ المركزية الديمقراطية التي تقول بخضوع الأقلية للأغلبية والادنى للأعلى ..
اعتقد ان كل مناضل حقيقي , هو يناضل من اجل دستور ديمقراطي يعبر عن سيادة الشعب , وغير متوفر داخليا على نظام داخلي معمول به يكون دستورا للمناضلين او على الأقل ميثاقا تعاقديا يضبط اخلاقيات التعامل والعلاقات الداخلية .
تلحم الديمقراطية التنظيم بشكل واع فعال متين ومستمر , عكس المركزية التي قد تضمن تنظيما موحدا تكون فعاليته نسبية , لكن استمرار وحدته وفعاليته تبقى موضع شك كبير . وهناك عدة امثلة من تجربة منظمة الى الامام على ذلك ( تجربة الانسحابات والطرد التي عرفها السجن المركزي بالقنيطرة وفرع اوربة الغربية المكتب 1 والمكتب 2 ) .
من هنا يجب ان تسود الديمقراطية العلاقات الداخلية , مع ضمان حد ادنى من المركزية لتصير ديمقراطية منظمة الى الامام واليسار الثوري والتقدمي الديمقراطي , ديمقراطية منظمة او تنظيمية تجسدها ضوابط متفق عليها في نظام داخلي .
لاشك انه يجب التدقيق في هذا المفهوم وطرحه للنقاش الواسع والجريء , كما تطرح أيضا مراجعة مفهوم وحدة الإرادة نفسه وتعويضه بمفهوم تنوع وغنى الإرادة دون تعارضها وتناقضها ..
ان الحفاظ على وحدة التنظيم وعلى وجوده يتطلب ضمان حق الأقلية في التعبير عن رايها داخل التنظيم وخارجه , وبكل الوسائل الديمقراطية المتاحة , سواء كانت خاصة بالتنظيم ام لا . بل يمكن لهذه الأقلية انشاء وسائل خاصة , وبدعم من التنظيم حتى تدافع عن رايها وتمارس حقوقها ساعية لان تصبح أكثرية دون ان يعني هذا تحولها الى تنظيم موازي او منافس , ما دامت تمارس كذلك واجباتها في التنظيم . فاذن كيف النضال من اجل نظام ديمقراطي يستجيب لتطلعات مختلف مكونات الشعب , ويحترم الخصوصيات الإقليمية عن طريق اللامركزية ونوع من التسيير الذاتي للمناطق التي تتوفر لديها هذه الخصوصيات , ونحرم الأقلية التنظيمية من التعبير عن رايها وتصورها بشكل جوهري . فمن دون رفع التناقض بين الأهداف الثورية والوسائل والمناهج التقليدية , لن يستطيع احد التقدم على طريق التغيير المنشود .
لا يمكن للتغيير الا ان يكون منظما . وقد يقود إنجازه تنظيم واحد او عدة تنظيمات . والاشكال الان ليس الاختيار بين التعبير السياسي الواحد او المتعدد , فلقد أصبحت العديد من القوى اليسارية الماركسية تقر بإمكانية توفر البروليتارية على اكثر من تنظيم ثوري تتنافس كلها في التعبير عن مطامح الكادحين المغاربة وفي القيادة الفعلية لنضالاتهم , بل الاشكال يكمن في كيف تعيد الحركة اليسارية بناء نفسها بشكل صلب وفعال . هنا تطرح مسالة الأنوية الثورية وكيفية تحديد وحدة أهدافها وتطويرها وتوفير تفاعل وتكامل أنشطتها , وبين مكوناتها وكدا حاجياتها واتجاهات ودينامية تطورها . هنا ستُشكل الجريدة المركزية احد هذه الإجابات , لكن يجب التفكير بجدية داخليا في هذا الجانب من الاشكال .
لقد أخطأت منظمة الى الامام والحركة اليسارية المغربية كثيرا عندما راهنت على المركزية في تنظيم نفسها . هده المركزية التي أفادت أجهزة البوليس عند الاعتقالات , واعادت التطور الإيجابي للحركة اليسارية ولمناضليها .. رغم انها ساعدت على عدم انقراضها .
ان الشروع في عملية إعادة البناء في سنة 1979 بشكل مركزي , أعاق هذه العملية في حد ذاتها , وشكل احد عناصر الفشل , ومقدمة لضربة 1985 , خصوصا اذا اعتبرنا غياب اطر كفأة ومقتدرة . وقبل ذلك , الم يكن تطبيق مبادئ اللينينية في التنظيم في سنة 1972 مدخلا للضربات والاخطاء اللاحقة ؟ ..
اذن الحل هو يجب التخلي عن المركزية الديمقراطية وتبني الديمقراطية التنظيمية التي تقوم على أساس ضمان حد ادنى من المركزية داخل اللامكزية تكون السلطة فيها للاعضاء في اطار المبادرة والابداع والخلق على كافة المستويات , ومن اجل تنوع وغنى الإرادة دون تعارضها وتناقضها لضمان التقدم ليس فقط على مستوى بناء الذات , بل أساسا للنجاح في خلق وتنمية التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الثوري الجماهيري المنظم
- هل يمكن عقد قمة مغاربية من دون المغرب
- هل القضاء مستقل وعصري بالمغرب ؟
- أبدا لن تكون هناك وحدة عربية على الاطلاق
- اسرائيل تخوض حرب اقتصاد وليست حربا دينية
- دراسة تحليلية نقدية لماضي مثخن بالجراح
- دورة المجلس بشأن الصحراء الغربية في الرابع عشر من شهر ابريل ...
- قرع طبول الحرب بين أمريكا إسرائيل وايران
- انتهت القضية الفلسطينية
- لماذا يجب التمسك بتقسيم الصحراء ؟
- سقوط النظام . اسقاط النظام . دور الجيش
- السخرية السياسية
- المساواة
- حضور الدولة الصحراوية الاجتماع الوزاري الذي سينعقد بين الاتح ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقسيم الصحراء
- دراسة سياسية دستورية لنظام الانتخابات في بريطانيا العظمى .
- في هذه الدراسة سنعالج ثلاثة محاور رئيسية
- الإشكالية السياسية الثقافية واللغوية بالمغرب
- التغيير مع الحسن الثالث
- هل اقرت تونس النظام اللائيكي ، وهل المغرب مرشح للسير على منو ...


المزيد.....




- مصر تبدأ أولى خطوات -تحرير- سوق الكهرباء لجذب القطاع الخاص.. ...
- ما العلاقة بين الأطعمة فائقة المعالَجة والوفاة المبكرة؟
- وزير الخارجية الأمريكي: أوقفنا منح تأشيرات لمن يأتون لإحراق ...
- احتجاجات تقاطع كلمة نتنياهو في ذكرى الجنود القتلى
- عون يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و-تنظيفه-
- ترامب يعرب عن استيائه من -ضخ الأموال- الأمريكية في أوكرانيا ...
- قضية هزت مصر.. احتفاء بانتصار العدالة لطفل دمنهور
- حماس: تصريحات نتنياهو بشأن رفح تعكس جنون الهزيمة ووهم الانتص ...
- الجزائر - العراق: تبون يتسلم رسميا دعوة لحضور القمة العربية ...
- الخارجية المغربية تعلن قرار إنهاء مهام سفير المملكة لدى تونس ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحسم في الخط وفي الهوية الايديولوجية