اسرائيل تخوض حرب اقتصاد وليست حربا دينية

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 8305 - 2025 / 4 / 7 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المحور الأول
الحروب الدينية / La guerre des croisades
إسرائيل والحرب الدينية اليهودية :
ان النظر الى العالم من زاوية الدين , لن ينتج – في نهاية الامر – سوى نوع من العنصرية المرادفة على نحو ما لعنصرية الصهيونية وعنصرية البيض سابقا في افريقيا . وهي عنصرية كفيلة بان تقسم المجتمع قسمة زائفة الى مسلمين ومسيحيين , مسلمين ويهود , وتخفي الانقسام الحقيقي الذي هو انقسام طبقي وتؤجل حسمه الى حين .
ان الانقسام الحقيقي هو بين من يملك كل شيء وبين من لا يملك أي شيء . انه انقسام في الفقر والغنى " فلسكوديگاما " " ما اعظم الخدمة التي نقوم بها للسيد المسيح , حينما نقضي على العرب ونطفئ جذوة مذهب محمد حتى لا يبقى منه أي بصيص . اننا حين ننزع كل التجارة من ايدي العرب , ونطيح بالقاهرة ومكة , فإننا سوف نقضي بذلك على البندقية وسوف ينقرض مجدها , وبذلك لن يحصل احد على توابل الشرق الا من البرتغال .. " ..
الا بالنسبة للاستعمار الامبريالي والصهيوني , فليس المهم هو محاربة الإسلام بما هو دين , ولا محاربة المسلمين العرب بما هم أصحاب دين, ولكن بما يمتلكون من ثروات وموقع طبيعي وفعالية سياسية .
ان الانقسام الحقيقي هو انقسام المجتمع –الاخوان في الواقع – الى امتين , امة من الفقراء وامة من الأغنياء , لا امة واحدة كما يدعي الاخوان امة الإسلام واحدة لا يسار فيها ولا يمين .
ان التركيز على الحرب الدينية والتوحيد الديني ل " امة واحدة " , فضلا عن انه يقسم المجتمع دينيا في مواجهة اخطار لا دينية , سواء الخارجية منها او الداخلية , لن يفلح في نهاية الامر الا في طمس واخفاء الانقسامات الاجتماعية والتستر عليها , وبالتالي إطالة امدها بما يعني من فقر وقهر وتخلف , وبما تعنيه من استمرار تهديد الاخطار , دون القدرة على مواجهتها مواجهة حاسمة .
ان الصهيونية حركة سياسية عنصرية توسعية استيطانية
فالصراع الذي تخوضه إسرائيل وقد نجحت فيه ليس بصراع ديني , لكنه صراع من اجل الأرض والثورة والتحكم والجاه والمال , وهو نفسه الصراع التي تخوضه الامبريالية الامريكية ..
الم يعرب صراحة وبلغة يانكية / اليانكي / الرئيس الأمريكي الحالي عن اطماعه من تريليونات دولارات السعودية والبحرين والامارات .. ان سبب الصراع مع ايران لا علاقة له بالدين , بل هو صراع من اجل السيطرة على الثروة والممرات والمعابر المائية , وهو نفسه الصراع مع الصين الذي تحول من صراع أيديولوجي الى صراع من اجل الثروة والمال والجاه ..
المحور الثاني
في تخدير الوعي العربي الذي قاد الى الهزيمة
الايهام بالتفوق العربي وبالجبن اليهودي :
من الأسباب الرئيسية التي قادت الى الهزيمة العربية , الاعتقاد الذي كان سائدا ولا زال سائدا عند أ صحاب ( الحلقة بجامع الفناء ) ان " اليهود " او "بني إسرائيل " ليسوا " اهل قتال " , فاذا ما واجهوا غيرهم نكصوا او ولوا الادبار وتراجعوا .. واذا حاربوا فانهم لا يحاربون الا داخل حصون مشيدة يخشون المواجهة والنزال . فهم لا يدخلون ارضا بها شعب .. فاذا ما حدث النزال وتمت المواجهة فانهم يولون الادبار .. فهم يخشون العرب المسلمين اكثر من خشيتهم الله .. وفي النهاية مهددون بالاستئصال باستمرار ما لم يسمعوا كلام الله ويدعنون لأوامره .. انه يا سادة الايهام الذي يسود عقلية الشارع العربي المسكين الذي يؤمن بالسحر والشعوذة وزيارة القبور وحضور المواسم .. انه الايهام بالتفوق العربي الإسلامي في مقابل الدونية " اليهودية " , حيث يخشون العرب المسلمين اكثر من خشيتهم الله , بما يفضي الى تكون عقدة تفوق زائفة تنمي روح التواكل واهمال التصدي للتوسع الصهيوني , استنادا الى التوفق المزعوم . كما تشير الى خطر تغذية انتظار الفرج القادم من السماء طالما انهم, أي اليهود مهددون بالاستئصال باستمرار ما لم يسمعوا كلام الله ويذعنون لأوامره .. وطالما انهم الان – فعلا – لا يسمعون كلام الله ولا يذعنون لأوامره ..
إسرائيل الدولة اللائيكية وليس اليهودية الدينية العنصرية , هزمت العرب اجمعين في أربعة حروب رسمية , وقضت بالكامل على حماس الاخوانية التي كانت تحارب بالدين , وقضت على حزب الله الذي حرب بعقيدة الفقيه المجسد للفاشية الاسلاموية ..
إسرائيل التي تخوض حرب اقتصاد وليس حربا دينية , قضت بالكامل على حلم الدويلة الفلسطينية , وقضت بالكامل على حق العودة .. واصبح النظام السياسي العربي يهرول صوبها للحفاظ على العروش وعلى كراسي الحكم , لان الحاكم العربي دكتاتوري الطبع والنشء .. الم يستجدي حسني مبارك ود إسرائيل وامريكا ليحصل على تعيين ابنه ورئيسا لمصر .. وقد اجتهد كثيرا في قضية " شاليط " , حيث عذب المئات من الفلسطينيين ليدلوه على مكان اختفاء شاليط من قبل حماس .

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل