أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - تَرْويقَة: -الغياب-*/ للشاعر التشيلي روميو مورغا - ت: من الإسبانية أكد الجبوري














المزيد.....

تَرْويقَة: -الغياب-*/ للشاعر التشيلي روميو مورغا - ت: من الإسبانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 06:34
المحور: الادب والفن
    


اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الإسبانية أكد الجبوري


1. الغياب
عشرون مدينة من الرجال تفصلني عنكِ،

يا صغيرتي، أنتِ تملأين قلبي بغزارة.
بيننا، المسافة عدوٌّ
تسحب أجسادنا بعيدًا، طماعةً للانكماش.

الجدار يخترق جدراننا الخفية،
حيث تلامست أيدينا عبثًا.
أنظر، عبر طريقٍ طويلٍ مُغبر،
إلى ذراعيكِ المُحبتين اللتين، بعيدًا، تنتظراني. (...)

تراكِ عيونٌ أخرى ولا أستطيع رؤيتكِ،
أنا الذي أعرف كيف أنظر إليكِ كما لا ينظر إليكِ أحدٌ غيري.

أرواحُ الآخرين تجمع عطرَ حزنكِ،
عندما يتنهد قلبكِ في أمسياتٍ حزينة.

مرضُ الغيابِ لي، ومرضُكِ هو مرضُ الغياب،
من السيئِ أن تُحبَّ كثيرًا دون أن تُحبَّ،

دون شفاهٍ تستطيعُ قولَ ذلك الإلهي
الذي يُقالُ في القبلةِ رجلٌ وامرأة.
اليوم، السماءُ رمادية، وروحي رمادية، صغيرة.
حيثُ أنتِ، يشرق الشفق القطبي.

بذكركِ فقط - تذكرتُها من بعيد -
أبحثُ عن الزاوية البعيدة حيثُ تجدين نفسكِ، وحيدةً.

2. البعيد


كدربٍ أبيضٍ تحلق فيها أشعاري، أنتِ،
مليئةٌ بالأشياء البعيدة.
تحملين شيئًا غريبًا، رقيقًا، ومبعثرًا،
كغبار القوافل.

تعشقين البعد وأنتِ المسافة.

لم تحلمي يومًا بسلام دربكِ.
لكِ التعبير الواضح والجرأة البيضاء
كأشرعةٍ تبحر نحو كل البحار...

رحلتكِ بأكملها تعرف آثار أقدامكِ. الجبال
والريح تشتهيكِ. أنتِ، ربما دون أن تدري،
تُسندين رأسكِ على الأفق،
كما لو كنتِ في أحضانه.

وإلى الطريق، إلى الرحلة التي بدأت،
إلى الأشياء البعيدة من ألم وموت.
لو مررتِ بي يا امرأة،
لما استطعتُ إيقافكِ.

سأبقى ساكنًا
لا أريد التشبث بعباءتكِ الشاحبة من أحلامٍ وزهور برتقال؛
فقط لحزن رحيلكم، كشراع أبيض،
نحو كل البحار…

يتبع… مختارات روميو مورغا الشعرية.
———————
*ملاحظة: القصيدة/والقصائد اللاحقة التي نُقدّمها كـ"الغياب"، و"البعيد"، تنتمي إلى ("غناء في الظل". 1946)، وهو مجموعة مثيرة للدهشة. ولأننا نجد فيه. رائعًا. سنلحق عنها بالمزيد من ترجمة قصائده.
***

لمحة موجزة عن الشاعر:
روميو مورغا (1904 - 1925)(). شخصية أسطورية في الشعر التشيلي، والمعروف بـ"الشاعر المراهق"، حالةً محزنةً للغاية. لم يعش سوى عشرين عامًا، ورغم قِصر عمره، خلّف وراءه عملاً أدبيًا ناضجًا لا يزال يُثير الدهشة حتى اليوم، ويجعلنا نتساءل أين كان سيصل لو أتيحت له الفرصة.

درس في المعهد التربوي بجامعة تشيلي، وكان صديقًا لبابلو نيرودا. وارتبط بجيل بارز من الكُتّاب مثل بابلو نيرودا (1904-1973)()، وروبين أزوكار (1901-1965)()، وفيكتور باربييريس (1899-1963)()، وغيرهم.
شارك بنشاط في العديد من المجلات الأدبية في ذلك الوقت، مثل (وضوح الخط المتعرج)، بالإضافة إلى عمله كمترجم.. في عام 1923، فاز بالجائزة الأولى في مهرجان الربيع(). انتقل إلى مدرسة كويلوتا الثانوية كمدرس في عام 1924().

يتذكر بابلو نيرودا (1904-1973)() الأمر بهذه الطريقة في مذكراته "أعترف أنه حي"(): ("مع روميو مورغا، ذهبنا لإلقاء قصائدنا في مدينة سان برناردو، بالقرب من العاصمة. قبل صعودنا على المسرح، كان كل شيء قد انكشف في جو من الاحتفال الكبير: ملكة الألعاب الزهرية مع حاشيتها البيضاء الشقراء، وخطب وجهاء المدينة، والفرق الموسيقية ذات الطابع الموسيقي الخافت في المكان؛ ولكن عندما دخلت وبدأتُ بإلقاء قصائدي بصوتٍ حزينٍ للغاية، تغير كل شيء: سعل الجمهور، وأطلقوا النكات، واستمتعوا كثيرًا بقصائدي الكئيبة. عندما رأيتُ رد فعل البرابرة هذا، أسرعتُ في القراءة وأفسحتُ مكانًا لرفيقي روميو مورغا. كان ذلك لا يُنسى. عندما رأيتُ دون كيخوته، الذي يبلغ طوله مترين، يرتدي ملابس داكنة رثة، يبدأ قراءته بصوتٍ أشدّ حزنًا من صوتي، لم يستطع الجمهور كبح غضبه، فبدأوا يهتفون: أيها الشعراء الجائعون! ارحلوا! لا تُفسدوا الحفل!)()

إليكم قصيدة و( سنلحق بها قصائد. لاحقًا) لما تتضمن مجموعته ("غناء في الظل". 1946)()، التي نُشرت بعد وفاته، نصوصًا كتبها بشكل أساسي أثناء دراسته في المعهد التربوي(). نُشرت بعد وفاته من قِبل شقيقته استنادًا إلى مخطوطاته التي تركها.()

- توفي بمرض السل في عام 1925()
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد - 06/19/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخرجات فضائح الفساد السياسي والاقتصادي المتصل للأمريكيتين (أ ...
- بإيجاز: غوته وشغف الموسيقى/ إشبيليا الجبوري - ت: من الياباني ...
- مخرجات فضائح الفساد السياسي والاقتصادي المتصل للأمريكيتين (3 ...
- ثلاثة قصائد/ للشاعر التشيلي برنو سيراني - ت: من الإسبانية أك ...
- مخرجات فضائح الفساد السياسي والاقتصادي المتصل للأمريكيتين (ب ...
- ما القلق الذي يهدد السلام العالمي حقًا؟/ شعوب الجبوري - ت: م ...
- تَرْويقَة:-قصيدتان- لكريستينا كامبو*- ت: من الإيطالية أكد ال ...
- إسرائيل وإيران: حرب الإبادة المعرفية/ الغزالي الجبوري - ت: م ...
- مخرجات فضائح الفساد السياسي والاقتصادي المتصل للأمريكيتين (ج ...
- إسرائيل تسعى لتوسعة استراتيجية هجومها على إيران وبرنامجها ال ...
- بإيجاز: بيتهوفن: السيمفونيتان الخامسة والسادسة
- تَرْويقَة: -البستاني-* لخافير كامبوس - ت: من الإسبانية أكد ا ...
- قصيدة: -آخر رسالة لرائد الفضاء المحترق-/ بقلم خافير كامبوس - ...
- مخرجات فضائح الفساد السياسي والاقتصادي المتصل للأمريكيتين (أ ...
- تَرْويقَة: -الوردة-* لمولينا باث
- مخرجات فضائح الفساد السياسي والاقتصادي المتصل للأمريكيتين (1 ...
- باليه -لحظة فرانكشتاين- لليام سكارليت/ إشبيليا الجبوري - ت: ...
- بإيجاز: بيتهوفن - السيمفونية رقم (1) - رقصة المُقنّع-/إشبيلي ...
- مراجعة كتاب: نهاية نظرية المعرفة كما نعرفها لبرايان تالبوت/ ...
- هل البحث عن الخير هو الطريق إلى الشر؟/بقلم لسلافوي جيجيك -- ...


المزيد.....




- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...
- طريق الحرير.. القصة الكاملة لأروع فصل في تاريخ الثقافة العال ...
- جواد غلوم: ابنة أوروك
- مظاهرة بإقليم الباسك شمالي إسبانيا تزامنا مع عرض فيلم -صوت ه ...
- ابتكار غير مسبوق في عالم الفن.. قناع يرمّم اللوحات المتضررة ...
- طبيبة تمنح مسنة لحظة حنين بنغمةٍ عربية، فهل تُكمل الموسيقى م ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - تَرْويقَة: -الغياب-*/ للشاعر التشيلي روميو مورغا - ت: من الإسبانية أكد الجبوري