أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل هي مواجهة بين إسرائيل وايران ؟















المزيد.....


هل هي مواجهة بين إسرائيل وايران ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دراسات سياسية .
قراءة خاصة .
منذ ستة واربعين سنة وإسرائيل تهدد بضرب ايران لإيقاف برنامجها النووي . ومنذ ستة وأربعين سنة وامريكا بدورها تهدد بتدمير البرنامج الإيراني النووي , وايران تهدد برد الصاع صاعين , وانها ستزلزل الأرض من تحت اقدام الصهاينة على طريقة المنظمات الفلسطينية عندما تتلقى ضربة موجعة من إسرائيل , وان القواعد الامريكية بالخليج " قطر , الامارات , السعودية والبحرين " , ستكون في متناول الصواريخ الإيرانية .. لكن منذ ستة وأربعين سنة لم تحصل مواجهة لا بين ايران ولا بين إسرائيل , ولا بين ايران وامريكا ..
فهل انتظار كل هذه المدة لقيام إسرائيل بضرب طهران , انّ كل ايران وليس فقط برنامجها النووي , لا يخيف , ولو كان يخيف حقا , لضربته أمريكا اكبر قوة في العالم منذ سنين .
إسرائيل لا تخاف من البرنامج النووي الإيراني , ولو كان البرنامج يخيفها حقا لتصرفت منذ زمان وليس حتى الآن , ونفس الشيء بالنسبة لواشنطن . ولنفرض جدلا ان ايران نجحت في صنع قنبلتها النووية التي سكون بدائية كالصواريخ " الفرط صوتية " التي عجزت امام الآلة الجهنمية الإسرائيلية , فهل امتلاك ايران للقنبلة سيكون تهديدا حقا لإسرائيل التي تملك اكثر من 300 رأس تدميري موزعة بين النووي والهيدروجيني وقنابل البلوتونيوم , إضافة الى القنابل الضخمة القادرة على حفر اكثر من مائة متر كحفرة في قاع الجبال ..
ونفس الشيء بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وقصة قنابلها في جبال " تورا بورا " الأفغانية شاهدة على ما حصل ..
ان نجاح ايران في صناعة قنبلة نووية بدائية , سيخيف الأنظمة العربية خاصة الخليجية , وهذا لا يعني ان ايران ستستعمل قنبلتها النووية البدائية في ضرب هذه الأنظمة , بل ان امتلاك ايران للقنبلة , حتى يكون لها رأي وموقف وكلمة في كل ما يعتمر ويحضر بالمنطقة الغنية بالنفط والغاز والثروات الطبيعية والبحار وصيد الأسماك , والتنافس على الأسواق الخليجية لتصريف السلع والبضاعات الإيرانية التي ستنافس السلع والبضاعات الامريكية والإسرائيلية , التي فتحت اعينها على هذه الأسواق , بعد تطبيعها للعلاقات مع الدول العربية الخليجية كالإمارات العربية المتحدة ..
فامتلاك ايران لقنبلتها النووية سيكون لأخذ موقفها من كل ما يختمر بالمنطقة , أي لاعب فاعل وفعال , وهذا ما لا تريده إسرائيل بالأساس والولايات المتحدة الامريكية .
لقد نجح الرئيس الأمريكي خلال الولاية السابقة وهذه اللاحقة في جني " ترينيوليات " الدولار السعودي والاماراتي والقطري , الذي اهدى حاكمها طائرة خارقة للرئيس الأمريكي كرمز للمحبة والصداقة والعلاقات المتينة . ففي قطر اكبر قاعدة أمريكية " السيلية " دمرت العراق في الحرب الأخيرة , كما استعملت في تنفيذ عمليات عسكرية خاصة لصالح إسرائيل .. ان اغتيال المعارض الفلسطيني " المبحوح " رغم انه اغتيل بذبي بالإمارات , فالمعلومات التي تم جمعها عنه كانت من قطر دون علم اميرها الذي لا يزال يجهل ما حصل وجرى الى الآن ..
ان امتلاك إسرائيل لأكثر من 300 رأس نووي وهيدروجيني وقنابل البلوتونيوم , ومختلف الأسلحة الفتاكة , يجعل ايران تفكر وتفكر في الف حساب حتى قبل ان تجرأ على تهديد إسرائيل , مع العلم ان كل القنابل النووية والهيدروجينية والقنابل الفتاكة الغربية , هي رهن إشارة إسرائيل في حالة تعرضها لتهديد نووي إيراني بقنبلة بدائية , بدائية الصواريخ " الفرط صوتية " التي عجزت عن الرد الفعال امام الضربة الإسرائيلية الأخيرة .. هذا يعني في لغة هذه الأسلحة , تشطيب ايران من خريطة العالم .. فهل القيادة الإيرانية حمقاء الى هذا الحد لتعرّض كل ايران الى الفناء , وليس فقط مهاجمة محطات الصواريخ النووية انْ وجدت ؟
ان المستهدف من ترويج الخطر النووي الإيراني الذي " تشتغل " عليه الولايات المتحدة الامريكية , هو أنظمة الخليج العربي التي تملك ثروة خيالية فوق الأرض لا مثيل لها في العالم .. فعند تعظيم البعبع الإيراني وتقديمه كتهديد منتظر وليس محتمل لدول الخليج خاصة السعودية , تشرع الولايات المتحدة الامريكية في بيع أسلحتها المختلفة بمئات المليارات من الدولارات , وتجلب معها تريليونات الدولارات باسم الاستثمار الذي هو نهب لثروات شعوب دول الخليج , باسم استثمارات ليس لها من الاستثمار غير الاسم .. بل بسبب التخويف بالبعبع الإيراني , باعت بريطانيا بمليارات الدولارات أسلحة للسعودية رافقاها فضيحة تزوير امير سعودي لعقود التوريد , والتزوير من اجل النهب , حصل بعلم بريطانيا العظمى , وكأنها عقود توريد طبيعية جاري بها العمل في الثقافة العربية ..
والرئيس الفرنسي زار السعودية وقطر والامارات , وحصل على عقود بيع الأسلحة , وان لم تصل الى عقود التوريد الامريكية والبريطانية .. ناهيك عن روسيا والصين صاحبة الجيل الخامس من طائرات الشبح التي تماثل F35 , وافضل من السوخوي الروسية 57 و 35 ..
واذا كانت إسرائيل قد انتظرت مرور ستة وأربعين سنة , حتى تقوم بضربتها الأخيرة , فرسالة الضربة الموجهة , ليست هي تعطيل البرنامج النووي الإيراني الذي لا يهدد إسرائيل ولا يهدد الولايات المتحدة الامريكية , بل ان وصول الطائرات الإسرائيلية الى سماء طهران , هو رسالة إسرائيلية من جهة , بإظهار قوة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وما سبق ان خسر حربا ضد جيش عربي , وهو رسالة موجهة الى بعض العواصم العربية التي لا تزال تردد شعارات دول " جبهة الصمود والتصدي " , التي سقطت أنظمتها وتزلعت ارضها , بالقضاء على إسرائيل ورميها في البحر .. أي ان الرسالة قد تكون موجهة الى الجزائر التي تخوض من 1962 حرب وجود ضد النظام المغربي الحليف القوي لإسرائيل , والحليف لفرنسا وامريكا الذين لن يسمحوا المساس به تحت أي تبرير من التبريرات .. سيما وان مواقف الجزائر من الدولة الصهيونية بمجلس الامن , وبالأمم المتحدة , وبالاتحاد الافريقي , وموقف الجزائر من حرب غزة ومن حماس ومن حزب الله اللبناني .. وإدانة الضربة الإسرائيلية لإيران , وإعلان التضامن معها , لن يمر مرور الكرام . واكيد ان الدولة الصهيونية التي اصبح جيشها بالمغرب الذي يخوض بدوره حرب وجود ضد النظام الجزائري .. اليه تكون موجهة رسالة الضربة الإسرائيلية لطهران .. سيما ان الطائرات الإسرائيلية قطعت آلاف الكلومترات للوصول الى طهران , فما بالك الجزائر التي أصبحت تجاورها إسرائيل في الحدود ؟ .
اذا نظرنا الى خريطة الأنظمة العربية , سنجد ان الجزائر وحدها تعادي إسرائيل , في حين ان جميع الدول العربية سمن على عسل مع الدولة الصهيونية .. فتونس لا ولن تزعج إسرائيل ابدا , لكن ترديد الجزائر لشعارات دول " جبهة الصمود والتصدي " , هو ما لن تقبل به الدولة الإسرائيلية , وانْ سكتت ولم تدلي بتصريح , فلان إسرائيل سكتت على مضض ما دام ان الصياح الجزائري تعتبره بالنشاز اليتيم ..
ولنا ان نتساءل عن موقف موسكو مِمّا يعتمل بالساحة .. ما موقف موسكو من الضربة الإسرائيلية لإيران باسم محاربة البرنامج النووي الإيراني , الذي لا يهدد لا دولة إسرائيل ولا أمريكا . ولو كان حقا بالبرنامج المهدد لتعاملت معه الإدارة الامريكية منذ سنين وليس الآن ..
موسكو التي انتقدت ودعت الى التعقل , هي اول دولة يهددها البرنامج النووي الإيراني , ليس كسلاح رادع , بل كخطر محتمل عند حصول كارثة إيرانية في محطة نووية , تتسرب منها اشعاعات نووية , وخاصة ان مخلفات محطة " تشيرنوفيل " لا تزال تلقي بظلالها المرعبة على المجتمع الروسي . فروسيا هي الدولة الوحيدة التي لن تقبل ان تكون ايران دولة نووية جارة لها , لأنها المهددة اكثر من غيرها , ليس بالسلاح النووي اذا امتلكته ايران , بل مهددة من جراء حصول كارثة نووية إيرانية وهي تقْرُبها مسافة بخلاف إسرائيل وامريكا . فروسيا ستكون المستفيد الوحيد من نتائج الضربة الإسرائيلية التي كانت رسالة , ولم تكن ضد البرنامج النووي الإيراني الذي لا يهددها في شيء .. ولو كانت روسيا لا تعارض وجود ايران الشيعية كدولة نووية بجوارها , لقبلت ببقاء المحطات النووية الروسية بأكرانيا المحتلة والمغْزُوّة .. التي ندمت عليها بعد غزو جحافل الجيش الروسي لها ..
فروسيا لن تقبل بإيران نووية القريبة منها , ولن تقبل بضرب الطائرات الإسرائيلية والأمريكية لها , خفية تسرب اشعاعات نووية " تشيرنوفيل " .. لذا فموقف روسيا من الضربة , تماشى مع حجم الضربة ومع الغرض من الضربة .. وكما قلت . بما ان الهدف من الضربة الإسرائيلية الذي اتخذ باسم تعطيل البرنامج النووي الإيراني , وبعد ستة وأربعين سنة من التهديدات الكاذبة , كان رسالة الى بعض العواصم العربية , الجزائر .. ولم يكن البرنامج النووي المتحكم فيه ومن بعيد , فروسيا العارفة بحقيقة الضربة تفاعلت مع الضربة وكأنها من العاب عاشوراء عند الأطفال , بالضربة الموجعة .. لكن ماذا عن سحق سلاح الجو الإسرائيلي كل الأسلحة السورية على الأرض , واسقاط النظام السوري بتسليم سورية الى الإرهاب الداعيشي الجولاني .. ؟
هل كانت روسيا التي تضم اكبر قاعدة عسكرية روسية بسوريا , تجهل المخطط الإسرائيلي بسورية بعد مخطط انهاء حزب الله اللبناني , ومقتل حسن نصر الله مع اكثر من 250 كادر من مستوى عالي ؟
ورغم وجود قاعدة عسكرية روسية بطائرات السوخوي 57 و 35 وصواريخ س 400 , كانت الطائرات الإسرائيلية يوميا تضرب الداخل السوري , ولم نسمع مرة ان صواريخ س 400 تدخلت واسقطت طائرة إسرائيلية من مستوى F16 او F18 , فأحرى F35 ..
وان نفس الشيء عاشته دول الخليج التي استعملت أمريكا ايران بعبعا مخيفا لها , فخرج ولي العهد السعودي بأول تصريح يدين الهجوم الإسرائيلي ويعلن تضامنه مع ايران , لأنه ادرك ان ايران لم تعد بعبعا مخيفا كما لم تكن , بل كان يعتبرها نمرا , لكنه وجد نمرا من ورق ..
اذن الضربة الإسرائيلية لإيران رسالة الى الجزائر , باسم محاربة البرنامج النووي الغير المخيف ..
--- الديمقراطية الإيرانية : بخلاف كل دول أنظمة الخليج العربي , تعرف ايران تنظيم انتخابات سواء لاختيار رئيس الدولة والقيادة , او اختيار البرلمان الذي كان يشغله المتطرفون من رجال الدين , مثل إدارة القضاء وإدارة تشخيص النظام .. فكان النظام الإيراني يفتخر بهذه الانتخابات على دول الخليج التي تحكمها الاسر وليس الشعب ..
لكن هل يكفي تنظيم انتخابات رئاسية او برلمانية لاكتساب الصفة الديمقراطية لنظام اثوقراطي , والنظام الاوثوقراطي اكبر عدو للديمقراطية التي من مؤشراتها فصل الدين عن الدولة , أي النظام اللائيكي Le régime laïque / la laïcité
فالدولة الثيوقراطية أيا كانت إسلامية او مسيحية او يهودية او بودية ... الخ , هي دولة عنصرية معادية للديمقراطية التي تنتصر الى الشعب عندما يكون اهلا وعارفا بأصول الديمقراطية .. وهنا حين نتحدث عن الشعب , فنحن نقصد الشعب المثقف , وليس الشعب الهجين الذي يصدق عليه وصف الرعايا وليس الشعب .. وهنا ولتفادي مخاطر الديمقراطية التحتية الشعبوية , خاصة حين تتصرف الرعايا باسم الدين الذي تجهله , فلا مناص هنا ولحفاظ الدولة من الانزلاقات الخطيرة , من اعتماد النسبية وليس الكليانية في العملية السياسوية والانتخابوية .. لان المرور من دون الانتباه الى هذه المفارقات الخطيرة الغريبة , من شأنها ان تأتي بمن سينقلب على الديمقراطية , ويحولها الى فاشية سياسية , باسم اختيار الشعب الهجين الذي يتصرف كرعايا لا كشعب . والثقافة السياسية والادراك السياسي , يبقوا رموزا لضبط الواقع السياسي , وطبعا هما من يميز بين الشعب المثقف المسؤول , وبين الرعية الهجينة الامية السريعة التأثير بالخطابات السياسية ذات النفحة الدينية التحريضية .. ولنا تجربة مع الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية , التي شرعت في الانقلاب على الديمقراطية التي اوصلتها الى حصاد أكثرية انتخابية , والشروع في بناء دولة إسلامية فاشية . ولنا مثالا يحتذى به من فوز حزب العدالة والتنمية PJD ب 117 برلماني في الانتخابات البرلمانية , بسبب توظيفهم شعارات اسلاموية تدغدغ ودغدغت العقلية الهجينة للمصوتين وكانوا الأكثرية .. حتى عندما دخل الحزب الى البرلمان والى الحكومة , كان اول من انقلب على تعهداته امام الناخبين , وارتمى ومن دون تفكير يخدم الأوامر التي تنزل عليه من القصر الملكي .. واكتفى عبدالاله بنكيران في احد خطاباته بالقول وبكل صراحة " راه جينا نخدْموا على رسْنا , ونغيْروا وضعنا " .. مختبئا وراء ما يردده " ان الملك هو الذي يحكم , أمّا انا فقط اساعده " .. تقاعد بنكيران 7000 يورو شهريا , وسيارة " ليموزين " من الطراز الرفيع مهداة من الملك , وهو الوزير الأول السابق الذي لازال البوليس بباب منزله , منزل زوجته حيث يسكن ..
لذا فان اعتماد النسبية وليس الكليانية يبقى السلاح الناجع لتجنب الانزلاق المهدد للدولة .. والسقوط في المشاريع الانقلابية المغتصبة للسلطة , سيما وان الهدف هو تشكيل الدولة الفاشية باسم الديمقراطية المفترى عليها ..
ان الانتخابات الإيرانية في مجملها تسقط في اعتماد الكليانية التي يسيطر فيها فقط رجل الدين على الدولة , باسم شعب هجين بالشعارات الإسلامية المدغدغة لحواسه ومداركه , ويصدق عليه القول او النعت , بالرعايا التي تخضع للراعي الكبير الذي هو " المرشد " الذي سرق الدولة , على الرغم من انه لم يشارك في الانتخابات الرئاسية , ولم يتقدم لانتخابات برلمانية ديمقراطية , تبوّئه تولي رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ..
فعندما تنظم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية , ويجري تعيين مجلس القضاء من القضاة الفاشيين المتزمتين , وإدارة تشخيص النظام , من طرف الحزب الجمهوري وأحزاب تابعة , وأخرى من نفس الملة رغم متاجرتها بالوسطية , وتحرم من المشاركة الأحزاب الاشتراكية , كالحزب الاشتراكي المحظور , وحزب " تودة " الشيوعي , ومنظمة " فدائيي خلق " الماركسية اللينينية , ومنظمة " مجاهدي خلق " القومية الماركسية , والحزب الليبرالي لحسن بني صدر , والأحزاب العربية بعربستان , والأحزاب السنية .. والنقابات العمالية الممنوعة .. ويصبح " المرشد " الذي لم يترشح للانتخابات الرئاسية ولم يصوت عليه احد , هو الكل في الكل , وهو وحده الماسك بالدولة , ويرأس الدولة , والقائد العام للجيش وللمخابرات ... فعن اية ديمقراطية إيرانية يتحدثون , اللهم انه النظام الفاشي والدولة الفاشية تسيطر على عقول الرعايا الهجينة بالشعارات الدينية المحرضة , وتغتصب الحكم باسمها , ليبقى الحكام الفعليون في عاج عالي , والرعايا الهجينة في المنحدر تعاني الفقر والظلم وقلة الشيء , مع العلم ان الثروة هي ثروة الشعب الإيراني يسرقها الملالي ويضيّعونها في حروب عشوائية لا علاقة للشعب الإيراني بها , كإعطاء ملايين اليورو لحزب الله اللبناني , ولحماس وللجهاد ...
ولكل المنظمات الثيوقراطية الدينية في العالم ..
فالنظام الإيراني الثيوقراطي في اتجاهه الامامي الخاضع للمرشد الديني , لا علاقة له اطلاقا بالديمقراطية كما هي معروفة كونيا .. والانتساب للمذهب الامامي طبعا هو سبب الاختلاف بين حزب الله اللبناني وبين حركة " أمل " الشيعية لأمينها نبيه بري , وبقدر ما تحالفت الحركة مع الجيش السوري في ضرب المخيمات الفلسطينية , بقدر ما تضامن حزب الله اللبناني مع الحركة الإسلامية اللبنانية لسعيد شعبان , وتضامن مع منظمة " فتح " الاخوانية , بقدر ما ساهم في اغتيال اطر يسارية لبنانية كحسين مرو والماركسي مهدي عامل ..
ان استمرار ايران في هذا المخاض الداخلي , حيث ضاق الشعب بالدكتاتورية الدينية للملالي , والمواجهات الخارجية مع أمريكا التي حدد الرئيس الأمريكي شروط وقف العمليات " العسكرية " بين تل ابيب وطهران , مع تذكير الرئيس الأمريكي بالشروط الامريكية لمعالجة البرنامج النووي الإيراني الذي لا يخيف , قد يسرع بحدوث تغيير يتضافر فيه الداخل مع الخارج , لإحداث التغيير المطلوب .. لكن الرئيس الفرنسي Emanuel Macron , وبقراءة خاصة حذر من تغيير النظام الإيراني من خارج ايران , والرئيس الفرنسي المتحفظ من الهيمنة الامريكية على الحلف الأطلسي , واشتراط الرئيس Donald Trump قيمة مساهمات دول الحلف في ميزانيته , الشيء الذي رفضه الرئيس الفرنسي ودعا الى حلف عسكري اوربي , حاول فرملة الطموح الأمريكي في تغيير النظام السياسي الإيراني , الذي ركز على ان التغيير يكون من جانب الشعب الإيراني لا من خارجه ..
لن يتغير النظام الثيوقراطي الإيراني بالسهولة المطلوبة , خوفا من ان تتحول اية مواجهة الى مواجهة ثيوقراطية – ثيوقراطية تدخل كل المنطقة في متاهات لن تخرج منها بسلام ..
--- الامارات العربية المتحدة والجزر العربية التي تحتلها ايران " أبو موسى "" الطنب الكبرى " " الطنب الصغرى " :
عندما غزا امبراطور شاه ايران في سنة 1974 الجزر العربية الثلاث , لزمت كل العواصم العربية الصمت , ليس لاقتناعها بان الجزر غير إماراتية , بل لزمت الصمت خوفا من شاه ايران الذي كان يملك جيشا جرارا , وكان يملك افضل واقوى جهاز بوليسي قادر على الإساءة لأي نظام خليجي عارض تدخل ايران في الجزر العربية الإماراتية " السافاك ".. فالنظام الوحيد الذي احتج وادان , كان نظام صدام حسين الذي اكتفى بتسجيل موقفه دون ان يتعداه , لان شاه ايران كان يدعم الثورة الكردية "" مصطفى البرزاني " التي كانت تدعو الانفصال عن العراق ..
بل ان الامارات العربية المتحدة نفسها لم تحرك ساكنا من الغزو الإيراني للجزر الإماراتية بسبب قوة الشاه , وعلاقاته الخاصة مع الولايات المتحدة الامريكية ومع بريطانيا العظمى .. فالإمارات في سنة 1974 كانت مطلية بالخيام وبالماعز , ولم تكن كما هي اليوم بذبي وابوظبي والعمارات الشاهقة المتنوعة , والابراج المنتشرة بكل الامارة .. فهل تناست الامارات الجزر الإمارتية " أبو موسى " " الطنب الكبرى " " الطنب الصغرى " .. رغم انها لا تزال تدعو الى تسوية مشكلة الجزر كما كانت قبل 1974 .. وهنا نطرح السؤال . اين كان الشاه قبل سنة 1974 .. هل كان جيشه بالجزر , ام كان خارجها .. لماذا دخل جيش الشاه الى الجزر الإماراتية حتى سنة 1974 لو لم يكن دخوله احتلالا بائنا ومكشوفا ؟
لماذا نطرح هذه التساؤلات , ولماذا نتساءل عن مصير الجزر التي تدعو اليها الامارات في كل مناسبة تاريخية او وطنية , او في لقاء دولي تحضره الامارات وايران ؟
ان ما كان يخيف الامارات ويشككها في قوتها استعادت جزرها , انها كانت مغلوطة تعتقد حقا بقوة الجيش الإيراني القادر على سحق جيوش الأنظمة الخليجية , بسبب تقديم الولايات المتحدة الامريكية البعبع الإيراني لتخويف هذه الأنظمة ..
لكن سيظهر مع المعطيات المستجدة بالساحة , ان الجيش الإيراني والدولة الإيرانية ليسا بالقوة الحقيقية التي قدمتها واشنطن للدول الخليجية , خاصة المملكة العربية السعودية التي تضامن ولي عهدها مع ايران وندد بالهجوم الإسرائيلي كما فعلت الجزائر التي روجوا انها تنسق مع ايران لتوجيه ضربة الى المغرب صديق إسرائيل منذ اربعينات القرن الماضي .. فهل الجزائر تحضر مع ايران لرد الفعل الانتقام ضد المغرب الذي تضامن مع إسرائيل ؟
ان من يردد هذه الترهات , خاصة عندما يكون الموقع مقروء , وله زوار بالكثرة , يثير الشفقة والحسرة , لان ما العلاقة بين ضرب إسرائيل لإيران ورد طهران , وبين اتفاق الجزائر وايران للانتقام من المغرب الحليف الطبيعي للدولة الإسرائيلية ؟..
لذا فالوضع الداخلي الذي تمر منه ايران , لانها مهددة بانفجار شعبي عارم ضد دكتاتورية الملالي , وتطاحن خارجي يرمي الى دعم أي تحرك داخلي لقلب النظام , هو فرصة متاحة للإمارات العربية المتحدة , لطرح نزاع الجزر امام محكمة العدل الدولية . وعند صدور قرار المحكمة بالجنسية الإماراتية للجزر , على الامارات طرق أبواب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن , للمطالبة بتنزيل حكم محكمة العدل الدولية . وبفعل الضغط الدولي اذا اقرت المحكمة جنسية الامارات للجزر , إضافة الى تحريك الأصدقاء , وهنا من احسن الأصدقاء للإمارات تبقى إسرائيل التي ضربت طهران .. ومن غير المستبعد ان يتم خلق احلاف محورية من جهة الامارات وإسرائيل والمغرب صديق إسرائيل , وايران والجزائر المناهضين والمعارضين لإسرائيل وللإمارات والمغرب .. فالتحالف سيأخذ صورة اعلامية , قبل ان ينتقل الى دعم لوجستيكي كتقديم الأراضي في العمليات المختلفة , والدعم اللامشروط في المنظمات الدولية . فاذا اقرت المحكمة بجنسية الجزر الإماراتية , سيكون بيد الامارات ترسانة من القوانين الدولية والقضائية لاسترجاع الجزر الإمارتية ..
اما اذا اقر حكم المحكمة بالجنسية الإيرانية للجزر , فسيكون الحكم قد وضع حدا لأي مطالب اماراتية بالجزر , ولتعيد الامارات وايران بناء علاقات جديدة يطبعها التحول الجديد في العلاقات بين الدولتين .. للاشتغال في ما يحقق مصلحة الشعوب ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موريتانية وأزمة الصحراء الغربية – حل او تأزيم ؟
- هل منتظرا توقع ازمة في العلاقات المغربية الإسبانية بعد الانت ...
- اية ديمقراطية للمغاربة ؟
- ما اشبه الامس الروسي باليوم المغرب
- ويستمر فرقاء نزاع الصحراء الغربية في رداءتهم يعمهون وغارقون ...
- من يقرر مصير الصحراء الغربية ؟
- أي مخرج ينتظر المغرب
- الجمهورية العربية الصحراوية الى جانب الاتحاد الأوربي بعاصمة ...
- سفير المغرب عمر هلال ينتقد قرار مجلس الامن
- الرئيس الموريتاني يستقبل وفدا هاما عن الجمهورية الصحراوية
- قرار مجلس الامن حول نزاع الصحراء الغربية
- مناورات مشتركة لجيوش الجزائر , تونس , ليبيا , مصر والجمهورية ...
- الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا
- هل ممكن تصور إعادة العلاقات الدبلوماسية بين النظام المغربي و ...
- الصحراء المغربية ام الصحراء الغربية ؟
- الجزائر تجري مناورات عسكرية بالذخيرة الحية ، وتنشأ قاعدة عسك ...
- انتصرت إسرائيل الانتصار الساحق
- الجمعية
- هل حقا جرّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهمة الإرهاب جبهة ...
- التعبئة العامة بالجزائر


المزيد.....




- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...
- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل هي مواجهة بين إسرائيل وايران ؟