أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد رضا عباس - بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع















المزيد.....

بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 22:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يظلم سياسي عراقي مثل ما ظلم الراحل احمد عبد الهادي الجلبي . لقد ظلمه الامريكان , رفاقه , واهل مدينته , الكاظمية من بغداد . لقد استبعد الامريكان الجلبي وحزبه منذ بداية التغيير , بعد ان رفض نظام الحكم الذي فرضه على العراق . ودفعه رفاقه عن الوظائف المهمة حتى ساووه بعضو برلمان لم يعرف له تاريخ نضالي في العراق او خارجه , وادار أبناء بلدته , الكاظمية , ظهورهم عنه حتى لم يتبرع أحدا اغنياء البلدة من بناء نصب له عرفانا بنضاله ضد طاغية العصر صدام حسين والذي غيب 632 طالب من طلاب ثانوية الكاظمية عام 1981, وكانت أعمارهم لا تتجاوز 16 عاما . او على الأقل عرفانا لوالده الذي بنى مستوصف للأطفال في الكاظمية من حسابه الخاص , وتخصيص بستانه لفقراء الكاظمية (الحرية حاليا) , والذي باع المتر المربع منها بمبلغ خمسين فلسا , أي مئة متر مربع بعشرة دنانير. هذا اليوم تكلفة ساندويشة كباب بعشرة دنانير!
لقد صور الاعلام العراقي والعربي المعادي , ونجح نجاحا كبيرا مع كل الأسف , الراحل الجلبي على انه مهندس احتلال العراق , صديق الاحتلال الأمريكي , أبو رغال العصر, وانه هو الذي اقنع الكونغرس الأمريكي بإصدار قانون تحرير العراق , وانه هو الذي ترجى الرئيس الأمريكي بيل كلنتون بالتوقيع على القانون ليكون نافذا , وانه هو الذي علم ساسة الغرب كيف يفكرون , و الجيوش الأمريكية والبريطانية كيف يقاتلون , وانه هو الذي دلى القوات البريطانية والأمريكية الطريق الى البصرة , و طريق بصرة -بغداد , وهو الذي دلى الامريكان على زقاق بغداد , وأين يقع مطار بغداد , وأين تقع وزارة النفط , وأين تقع القصور الرئاسية . لقد جعلوه الرجل الخارق وصانع الاعاجيب.
والحقيقة ان الرجل كان ليس هكذا , وانه بريء من كل هذه الاقاويل . من يعرف قليلا عن كيفية إقرار القوانين في الكونغرس الأمريكي سيجد انه من المستحيل تمرير قانون مثل ( قانون تحرير العراق لعام 1988) في الكونغرس بدون موافقة الحزبين , الجمهوري والديمقراطي . ولو افترضنا ان الراحل اقنع عشرين نائبا , وهذا مستحيل أيضا , بضرورة تحرير العراق من صدام حسين , فان هذا العدد غير كافي , في مجلس يحتاج على الأقل الى موافقة 268 لتمرير قانون كبير , مثل قانون تحرير العراق.
الراحل لم ينكر بان حزبه كان يستلم مساعدات مالية من الإدارة الامريكية , حوالي 320 الف دولار شهريا , وهو مبلغ ساعده على التحرك بين الدول ويشرح ما يحل في العراق من خروقات لحقوق الانسان على اتفه الاسباب, حيث كان الراحل ولفترة الخمسة سنوات ما قبل التغيير يتنقل بدون هوادة بين تركيا والولايات المتحد وايران وبريطانية والدول العربية , وتقريبا جميع دول أوروبا , من اجل تحقيق امله في خلق عراق ديمقراطيا خالي من الإرهاب الحكومي.
لقد اختلف الراحل مع القيادة الامريكية تقريبا في كل شيء وعلى راسها نوع الحكم في العراق. كان هدف الراحل هو تأسيس فرقة من الشرطة العراقية تشارك القوات الامريكية في اسقاط النظام , وان وظيفة فرقة الشرطة هي حفظ النظام العام وحماية الممتلكات العامة والاتصال بالقوات العراقية المسلحة بالبقاء في معسكراتهم . كان هدف الراحل ان يستلم العراقيين قيادة البلاد في اليوم التالي من سقوط صدام حسين وذلك عن طريق تشكيل حكومة مؤقته " ولكن خليل زاد ( السفير الأمريكي) وبناء على أوامر الحكومة الامريكية , عارض على ذلك" .
لقد عارض الراحل اصدار القرار الاممي رقم 1483 والذي بموجبه اعتبر العراق دولة محتلة يطبق عليه اتفاقيات جنيف. على هذا الموضوع علق الراحل بالقول " كنا ضد ذلك بالمطلق . كنا ضد الاحتلال". لقد كان مجيء بول بريمر بصفة رئيس سلطة الائتلاف مثل " بيان رقم واحد". بول بريمر جاء الى العراق بصفة مسؤولا عن الاعمار " و فجأة اعلنوا ان بريمر هو كل شيء". على هذا الموضوع خاطب الراحل الجلبي القيادة الامريكية بالقول " انتم تريدون ان تعلنوا احتلال العراق . هناك 20 الف شخص عراقي يحملون شهادة الدكتوراه وانتم تريدون الاحتلال , ما مصلحتكم في ذلك ؟". كان هدفه ان ترحل القوات الامريكية بعد سقوط النظام.
كان اول قرار اتخذه بول بريمر هو حل الجيش العراقي وكل أجهزة الامن والمخابرات و الامن العام , ووزارة الاعلام و حل حزب البعث و مصادرة املاكه و فصل كل البعثيين من الحكومة , "وبدون ان يسال احد على الاطلاق ". رفض الراحل وجميع زملائه هذين القرارين , بما في ذلك الاكراد . بريمر فصل كل البعثيين ومنتسبي القوات المسلحة العراقية و منتسبي وزارة الداخلية والاعلام من دوائر الدولة , وبدون تعويض , وهذا ما رفضه الراحل احمد الجلبي وزملاءه .
كان موقف الجلبي محاسبة البعثيين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين , اما الاخرين فيستمرون في وظائفهم الحكومية , كذلك كان قراره حول القوات العسكرية والأمنية , وهو محاسبة المتهمين بقتل العراقيين , فيما يكون البقية الباقية احرار بين الرجوع الى وظائفهم او التقاعد. في هذا المجال يقول الراحل عن فصل البعثيين " ذهبت الى بريمر و سالته عن هذا القرار , اذ اننا نحن وراء فكرة اجتثاث البعث ,لكن هذا القرار غير مقبول , نحن نعرف ان عراقيين كثيرين اضطروا ان يصبحوا بعثيين لأسباب معيشية . كنا نريد ان لا يطال القرار سوى المسؤولين في الحزب , ورد بريمر ان لا فائدة من النقاش , لان هذا القرار اتخذ في واشنطن وعليه ان ينفذ" .
لقد استقيت المعلومات أعلاه من لقاء مطول مع الراحل احمد الجلبي اجراه معه غسان شربل . القاء فيه كثيرا من المعلومات المفيدة للباحثين , وادعوا كل من يريد كتابة موضوع عن تاريخ العراق خلال الغزو الأمريكي الرجوع الى هذا المصدر الذي وضعته في نهاية المقال.
الان نأتي الى سوريا تحت إدارة احمد الشرع . لقد اتهم الراحل احمد الجلبي بالعمالة لأمريكا وانه اسقط نظام صدام حسين الذي كان يهدد إسرائيل , وتم اسقاطه سياسيا وتفرق عنه زملاء الامس . احمد الشرع هو أيضا اسقط نظام بشار الأسد الذي كان يهدد امن إسرائيل على الأقل بالكلمات. ولكن لننظر ماذا فعل احمد الشرع مع سوريا عند تسلمه قيادة سوريا , انه لم ينطق بكلمة واحدة ضد الكيان الصهيوني حتى وان دبابات الكيان أصبحت على بعد 15 كيلو متر من العاصمة. لقد هدد نتنياهو بعدم السماح " دولة خلافة" على ساحل البحر المتوسط , فكانت استجابة احمد الشرع سريعة بنعم . بعد هذا التهديد اعلن ممثل البيت الأبيض في الشرق الأوسط بان سوريا قد " تغيرت ", وبعدها كشف بان هناك " محادثات مباشرة" بين إسرائيل وسوريا تحت رعاية دولتين , احدهما عربية . وحتى يؤكد احمد الشرع كامل ولائه للرئيس الأمريكي ترامب فقد وافق على الانضمام الى اتفاقيات ابراهام , إعادة الاف الوثائق الخاصة بالجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين الى إسرائيل , اعلان احمد الشرع بان " نحن وإسرائيل لدينا أعداء مشتركون", اخبار عن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا وان وفدا أمريكا سيزور سوريا خلال أيام للتوقيع على اتفاق القاعدة, وإعلان سفير الولايات المتحدة الامريكية في تركيا , توماس باراك, " ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن ان سوريا ليست راعية للإرهاب". والله يحب المحسينين .
لقاء مطول مع الدكتور احمد الجلبي , صوت الامة العراقية, تشرين الثاني 2024.
https://iraqination.net/archives/7495



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !
- كيف تعامل العالم مع احتلالين ؟
- ما حاجة الامة العربية للقمة ؟!!
- في الشرق الاوسط الجديد انتصر الدولار على السيف
- خسر العرب وربح ترامب
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!


المزيد.....




- هاريس تنتقد سياسات ترامب فيما يتعلق بالهجرة والتعامل مع المت ...
- ترامب: لن نتسامح مع الاحتجاجات اليسارية الراديكالية التي يقو ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ين ...
- الفصائل الفلسطينية تدعو لملاحقة مؤسسة غزة الإنسانية: تسببت ف ...
- لقطات جوية توثق فوضى في شوارع كاليفورنيا على خلفية الصراع بي ...
- -حليفة روسيا-.. قيرغيزستان تزيل تمثالا شاهقا للزعيم السوفيتي ...
- قرغيزستان تفكك أطول نصب تذكاري للينين في آسيا الوسطى
- رسالة من متظاهرين إسرائيليين لويتكوف: دعك من نتنياهو
- قضية الصحراء ـ نجاح دبلوماسي للمغرب على حساب البوليساريو وال ...
- منطقتنا هي التجسد الأقصى لأزمة الرأسمالية العالمية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد رضا عباس - بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع