الحج ليس الحج

زياد ملكوش
كاتب
(Ziyad Malkosh)

الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ليس الحج استبدال الثياب والطواف والتكبير والهرولة وذبح الحيوانات وتقبيل الحجارة او رميها على جدار /بالرغم من رمزية ذلك/ فالشيطان لايتاثر فهو موجود في النفوس من الازل وسيبقى ولا يهزمه سوى الوعي والتمسك بالصراط المستقيم والالتزام بالمعايير الاخلاقية الموجودة منذ زمن طويل سواء في كتاب الموتى للمصريين القدماء او في ايات المصحف. بعض هذه الطقوس وثني ولا يمت بصلة للايمان او التقرب لله والعمل الصالح.

يحب الإنسان الطقوس، ومنذ ماقبل الحضارات يمارسها، وبالطبع ابقى الله على بعضها حبا بالانسان لكنه لم يلزمه بها، الحج ليس فريضة وحتى ليست كل الطقوس فيه ملزمة واعني الشعائر التي ذكرها الله وهي ذكر الله وتذكر الصراط المستقيم والعمل الصالح في حينه ومابعد، ثم الطواف، وهي طقس قديم مارسه العرب قبل الاسلام وخلاله و بعده ، تحادثوا وتاجروا والقوا الشعر، شعيرتي السعي والهدي اختيارية اما باقي ما يفعله الحجاج اليوم فهو طقوس وثنية.

ان اهم غاية من الحج هو اجتماع المسلمين والتناقش / ليس الجدال بمفهوم المصحف/ وطرح الاراء والافكار لعمل ماهو خير لهم /والهدى/ لمن استطاع لجمع الاموال للاستثمار بما هو مصلحة عامة خاصة للفقراء والمحتاجين وايضا العمل لنصرة المستضعفين والمظلومين في الارض. ولهذا ليس الحج في يومين من كل عام وانما في عدة اشهر كي يتسني اللقاء لعدد اكبر من المسلمين.

اليوم يوجد حوالي 1.8 مليون حاج في الحجاز يكبرون ويطوفون ويذبحون ويلقوا الحجارة ! اليس الافضل لو وقفوا بشجاعة يطلبون من حكامهم ان يكسروا الحصار عن اخوانهم في غزة ؟ ويستطيعون . او/و ان يطلبوا من حكامهم ان يقفوا مع اخوانهم في غزة لا ضدهم . ويستطيعون . او/و ان يجمعوا الاموال ويرسلوها ويشتروا بها مؤن ومعدات وان يستأجروا سفنا ومراكب ترسلها لاخوانهم في غزة وحتى في السودان واليمن وغيرهما . ويستطيعون . وبالمناسبة ففي السودان ايضا يجري القتل والتهجير والتجويع بالاضافة الى الاغتصاب.

لقد توقف الحج ان يكون حجاً منذ ارسل عبد الملك بن مروان الحجاج ين يوسف لحصار مكة وقتل عبد الله بن الزبير/ والتمثيل بجثته/ ثم بناء المسجد الاقصى لمحاولة تحويل مكان الحج للقدس ثم اختراع الاسراء والمعراج وتفسير الاية التي تتحدث غالبا عن موسى الى اسراء النبي للقدس.

ربما يتمنى بعض الحجاج الموت في مكة ليضمن الجنة/ ولا يضمنها الا الله/ ، وكان بامكانهم عمل شيء / يمكن عمل اشياء/ لغزة حتى لو ماتوا فسيكونون فعلا شهداء . كذلك يدعوا الكثير من الحجاج اليوم في سرهم لغزة وإذ يريحهم ذلك ويبعد شعورهم بالذنب والعجز /إن كانا موجودين/ لكنه لايفيد اهل غزة في شيء فالله لا يلبي الا المطالب الشخصية /إن اراد/ ولوكان يستمع والى مثل هذه الادعية لما حدث عبر التاريخ كل تلك الحروب والامراض والاوبئة والكوارث التى قضى فيها الملايين منهم ابرياء كثر . طبعا انا لا اقول ان الله لايستطيع لا بل هو قادر لكنه ترك الانسان يتصرف بحرية سواء خيرا ام شرا كما ترك الطبيعة تمشي حسب القوانين التي هندسها .

متى يعرف المسلمون ماهو الحج الصحيح ؟ وماهي الصلاة الفعلية اي اقامة الصلة مع الله ؟ وماهي الصلاة على النبي من حيث الالتزام بالرسالة الني حملها الرسول وليس التكرار الممل الغبي لجملة صلى الل على سيدنا محمد او الطلب من الله ان بفعل ذلك وهو القائل انه وملائكته يفعلون ذلك ؟ متى يعرفون ماهو الجهاد / ليس القتال / اي بذل المستطاع للانجاز العلمي وعمل الخير ؟ وما هي الزكاة اي الاستثمار للتنمية ؟ وما هو الصيام الذي لا يعني فقط التوقف عن الطعام والشرب خلال النهار بل التحكم بالنفس وتقوية الارادة للتوقف عن الشر و مساعدة المحتاجين ؟
لا بل متى يعرف المسلمون الصراط المستقيم والعمل الصالح . متى ؟

#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل