أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - غ ز ة














المزيد.....

غ ز ة


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نواصل حياتنا اليومية مع غصة في الحلق وشعور بالاسى والعجز حول القتل اليومي المتكرر للناس في غ ز ة ، قتل كل من هو فوق الارض وتحتها من بشر وحيوان وحجر ومن حي وميت ، بالقصف والقنص والتدمير والتشريد والتجويع والتعطيش والحرمان من الادوية والعلاج .
نواصل الحياة ، هذه غريزة ، لكننا امام الشاشات وخلفها نستطيع ان نفعل / ونفعل كلمة كبيرة لا تعد شيئا بالنسبة لما هو من الممكن ان نفعله / نعم نستطيع بالنشر والتظاهر والمقاطعة الثقافية والاقتصادية لكل من يدعم الاحتلال والتمييز العنصري ولكل من يدعم الحرب على غ ز ة ويدعم الحصار . ولكن يوجد من بيننا / و اتمنى ان يكونوا اقلية / من لا يهتم اومن يتكلم ولا يفعل شيئا او من يكثر الدعاء والطلب من الله العون او ينشر بوسات الشيوخ والدعاة / واكثرهم منافقين وتجار دين وجهلة بالرغم من شهاداتهم الازهرية اوغيرها/ ، او من ينتقد او يهاجم او حتى يشتم العرب والمسلمين لتخاذلهم ، لكنه لا يفعل شيئا يستطيع فعله لا بل يشتري بضائع من يدفع ثمن الرصاص الذي يقتل اهل غ ز ة وفلسطين .

وهناك من يسميهم الاعلام العربي المُسّير من الممولين / كمعظم الاعلام العالمي / بالفنانين ، يسميهم بالفنانين ، واكرر بان الاعلام يسميهم فنانين!؟ ، هم مجموعة من المغنيين والممثلين وما شابه ، هم مرفهين في احسن توصيف ، هؤلاء اناس يركضون الى مايسمونه مهرجانات فنية في الرياض والقاهرة وغيرها طمعا في المال وإن كان معظمهم يملكونه . اي انهم ليسوا بحاجة له للعيش فلو كانوا كذلك لعذرناهم .ليس مفهوما كيف يستطيعوا اداء ما يفعلونه واخوانهم في فلسطين وحتى في السودان يموتون يوميا ، ليس هذا فحسب لا بل لا يقوم اي منهم بذكر مايجري واظهار شعور بالالم او التعاطف او حتى أداء شيء ملائم كغناء موطني مثلا او انشاد شعر كقصيدة محمود درويش عن غزة :
لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء، وفقرا وبؤسا وشراسة 
لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته 
لأنها كابوسه 
لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات 
لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب 

لكنهم يقوموا باداء اغاني هابطة بكلمات سخيفة لا يربطها الا القافية وبالحان مبتذلة مكررة : حبيبي يانور العين وآه ونص وهي / إلا ماندر / من طراز الطشت قلي قومي استحمي . للاسف يوجد من بينهم من هو /هي نسبيا مقبول/لة . والادهى من كل ذلك ان الناس يدفعوا نقودا ليشاهدوا عروضا في اغلبها تافه وسخيف .

واعود الى الكلمة التي كررتها : الفنانين ، ان توصيف شخص ما بالفنان امر كبير فالفن ليس ما يقوم به هؤلاء المشاهير الاغنياء / ولولا فداحة مايجري في غ ز ة لما ذكرت اية أسماء / امثال اصالة واليسا وعمرو دياب وصابر الرباعي ، لا بل ان مغنيين مقبولين الى حد ما ولهم تاريخ لاباس به من التحريض على الثورة وضد الظلم سقطوا ايضا مثل ماجدة الرومي ومحمد منير . بالتاكيد جميع المذكورين وغيرهم ليسوا فنانين . الصحيح ان الفنانين من عالم الموسيقى او التمثيل كانوا ولا زالوا قلة ، وانا هنا اتكلم عن الفن الجماهيري وليس الفن لفئة او اخرى من الناس كغناء الاوبرا او تاليف الموسيقى الكلاسيكية او تمثيل مسرحيات لشكسبير او توفيق الحكيم . اتكلم عن فنانين حقيقيين وهم ايضا جماهيريين . اتكلم عن ناس مثل سيد درويش وفيروز .

لا احد منا يستطيع تصور كيف ينام الغزاويون وكيف يأكلوا خبز الاعلاف المغموس بالتراب وكيف تصبح روائح المجاري عادية لهم وكيف يشمون كل يوم رائحة الدم والدخان و اللحم البشري المحترق وكيف يدفنوا اولا يدفنوا احبائهم وكيف يشاهدوا اشلاء ناس كانوا جيرانهم ؟ كيف يستطيع اطفالهم سماع الانفجارت الهائلة ودوي القصف وهدير الطائرات ، كيف ؟؟

انا وغيري نتألم بغير ألم وننام بدون نوم ونصحو نسمع الاخبار وهي تعيد اخبار القتل الذي لا يتوقف . مايجري ليس قتلا وتهجيرا وتعذيبا . مايجري هو تاريخ جديد مخزي من وحشية لم تحدث هكذا في التاريخ على كثرة ماحدث من مآسي ، وانا وغيري /الكثيرون/ من عرب وغير عرب لا نفعل ما يكفي لايقاف المذابح ومن يستطيع ان يفعل لا يفعل .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فلسطين الى اليمن والسودان و ..
- لغزة من قلبي سلام وقبل لفلسطين
- لا للتفسير الديني السائد
- شينيد اوكونور Sinead OConnor
- اوبنهايمر
- حرق المصحف
- الاغنية العربية الدارجة
- اردوغان ! ؟
- اما بعد . .
- الزلازل واغتيال الرئيس
- الانسان العربي
- فرحة
- كأس العالم وقطر والمثلية
- شيكاغو و خواطر حول الرواية العربية
- كل شئ هادئ في الجبهة الغربية
- وحش البحر
- اسرائيل . . الى متى ؟
- و ... الحرب في اوكرانيا
- بعض العرب والعثمانيون واردوغان
- هلوسات اوكرانية


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - غ ز ة