أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - بعض العرب والعثمانيون واردوغان














المزيد.....

بعض العرب والعثمانيون واردوغان


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد وفاة عبد الناصر واعدام صدام حسين ونكوص حسن نصرالله لم يعد في العالم العربي زعيم يمكن للجماهير ان تتبعه او تتابعه او تستمع اليه ، ومع الاوضاع التعيسة التي وصل اليها حال الامة ولفشل الربيع العربي في اسقاط او اصلاح الانظمة الحاكمة وكون كثير من الناس يحبوا عادة ان يتعلقوا بشخص كارزمي ( كمن يتعلق بقشة للنجاة والنهوض وقد يصل الامر بهم الى الوصول لحالة ظاهرة عبادة الفرد والتي يشجعها الحكام العرب / باعتبار انهم الزعماء العظام/ خلال اعلامهم الذي لم يعد احد يصدقه ) . وهكذا اصبح اردوغان/ النجم الصاعد في تركيا في حينه / بمثابة المثال والقائد المُخَلِص وتركيا البلد النموذج .

كانت تركيا قد تخلصت من حكم العسكر بعد ان وصل حزب اسلامي التوجه الى السلطة بالتحالف مع بعض الاحزاب الاخرى، وبرز اردوغان بعد تحقيق نمو اقتصادي جيد وسريع بمساعدة خبراء اقتصاد وبالاعتماد على مبادرة عبدالله غل وبمشاركة داود اوغلو ( اللذان تركاه او تخلى عنهما وانشا حزبا معارضا مؤخرا ) بانتهاج سياسة صفر مشاكل مع الخارج خاصة دول الجوار مما أدى الى استقرار سياسي وتفرغ للتنمية . ترافق ذلك مع دعم تركيا لاسطول الحرية الذي حاول كسر الحصار عن غزة، ومهاجمة كلامية لاسرائيل والتقرب للاحزاب الاسلامية العربية خاصة الاخوان المسلمين والغاء قرارات منع الحجاب في الدوائر الحكومية والجامعات ثم اطلالات اردوغان وهو يقرأ القرآن او يصافح فتيات مغطاة روؤسهن . كل ذلك اطرب بعض العرب واعتبروا تركيا مثال الدولة الاسلامية واردوغان الخليفة المنتظر فاصبح لهذا الرجل معجبين ومحبين لابل ان البعض قارب ان يقدسه .

تركيا دولة علمانية ولم يغير اردوغان ولا حزبه من علمانية الدستور ولم يلمحوا حتى على وجود نية لذلك ، صحيح ان معظم الاتراك مسلمين لكنهم راضين بدستورهم طالما الوضع الاقتصادي جيد والحريات الشخصية مُصانة ، وتركيا مليئة بالجوامع الجميلة لكنها ايضا مليئة بمطاعم وبارات اكثر عددا تقدم المشروبات الكحولية وفيها اماكن دعارة مرخصة . كل ذلك تناساه المعجبون العرب ( واغلبهم اسلاميي التوجه ) ، وتجاهلوا ميول الرجل الديكتاتورية ووضوح حنينه لايام الدولة العثمانية المستعمِرة ، كما تناسوا تعامل تركيا مع جاراتها بخصوص المياه من حيث اقامة المشاريع على نهري دجلة والفرات متجاهلة ليس فقط حقوق الجوار مع العراق وسوريا لا بل الاتفاقيات العالمية المائية .

بعد الربيع العربي والاحتجاجات في سوريا تدخلت تركيا في الصراع السوري ودعمت جماعات معارضة /ليست افضل من النظام السوري/ وزودتهم بالاسلحة ، وبعد استقبال اللاجئين السوريين/ وهو ما تُشكر عليه وإن كان بمساعدات مالية اوروبية وحافز لابتزاز لابتزازها . بعد ذلك تحولت سياسة صفر مشاكل الى سياسة عشرات المشاكل مع سوريا وروسيا واوروبا وامريكا ، ترافق ذلك مع احتلال جزءا آخر من سوريا بالإضافة الى لواء الاسكندرون السوري الذي ضمته منذ الحرب العالمية الثانية ، ثم اجبرت الاسد الاب على توقيع اتفاقية اضنا التي نصت على عدم ذكر اللواء في العلام السوري و عدم المطالبة به ، كذلك بدات التدخلات في اماكن اخرى كليبيا واوكرانيا وغيرها. زادت دكتاتورية اردوغان ايضا خاصة بعد المحاولة الانقلابية عليه والتي يقول البعض انها مُفبركة حتى يقضي على خصومه ، يكفي انه قام بفصل اكثر من ثلاثة آلاف شخص من قضاة وموظفين لمجرد انهم كماقال يؤيدون الانقلابيين ، وقمع الصحافة المعارضة .طبعا كل ذلك التخبط السياسي الداخلي والخارجي اضعف الاقتصاد فنزل سعر الليرة التركية نزولا حادا وارتفعت الاسعار وزادت البطالة وطالت اردوغان تهم فساد خاصة صهره الذي يملك مصنعا للطائرات المسيرة ، وبدا المقربين الاكفاء بالابتعاد عنه ، ووضع تركيا الان كما وضع اردوغان في اسوء الحالات وليس من المستبعد سقوطه وسقوط حزبه في الانتخابات القادمة . ينبغي التذكير بان العلاقات الديبلوماسية التي انقطعت مع اسرائيل لم تمنع العلاقات الاقتصادية التي ظلت قوية وستزيد مع زيارة رئيسها الذي وصل حاليا الى انقرة وباستقبال حافل والذي احرج وحير نادي المعجبين العرب ، على الاقل الذين يؤيدون الحق الفلسطيني العادل منهم، واعتقد انهم كثر .

لا شك ان وجود زعيم كارزمي ، قدير ونزيه ومخلص هام لقيادة الامة للنهوض ، على انه يجب ان يكون عربيا و يجب ان يترافق ذلك مع وجود حركة او حزب خلفه لديه اهداف واضحة وبرامج عمل وآليات انتخاب قيادات قابلة للنقد والاستبدال والاقالة ، لا ان تبقى ابدية كالحكام العرب وقادة الاحزاب العربية /بمافيها اليسارية/ التي تدير الحزب مدى الحياة وتورث المنصب ايضا .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات اوكرانية
- هل يوجد إعجاز علمي في القرآن ؟
- المبارزة الاخيرة
- الخروج للنهار عبر -الصراط المستقيم- : -المسائل العشر-
- انزياح الانزياح او التحريف
- الرجولة والانوثة
- المرأة التي تتنكر لحقوقها
- شيوخ الخليج والاسد الثاني
- عبد الناصر وصدام والسلطان العثماني
- العاب الاطفال العاب للاغنياء ... Squid Game
- امارة قطر ( الديمقراطية ) .... دولة تتقدم متراجعة
- هل هُزمت امريكا في افغانستان؟
- الدولة الاسلامية: استبداد او سراب
- عودة طالبان
- لبنان الجميل الجريح
- رحلات خاصة في الفضاء وأضاحي في البيوت على الارض
- ابو زيد هذا الزمان
- حي الشيخ جراح ومعلمي الاخطبوط
- حقوق المرأة في الاسلام
- رمضان في الخريف


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - بعض العرب والعثمانيون واردوغان