امارة قطر ( الديمقراطية ) .... دولة تتقدم متراجعة

زياد ملكوش
كاتب
(Ziyad Malkosh)

الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 01:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قطر هي شبه جزيرة صغيرة ممتدة من شبه الجزيرة العربية شرقا ومطلة على الخليج ، مساحتها 11.5 كم مربع وهي صحراوية في الغالب وكانت تحت حكم الامويين والعباسيين والعثمانيين ثم الانجليز حتى “الاستقلال” عام 1970 . كان السكان يعملون في الصيد واستخراج اللؤلؤ والذي انتكس بعد ان بدات اليابان بتسويق اللؤلؤ المستزرع. غير ان اكتشاف النفط /من قبل الانجليز طبعا/ جعل من هذا البلد المجهول الفقير دولة غنية جدا فهي ثالث دولة في العالم في احتياطيات الغاز والثالثة عشرة في النفط والناتج المحلي الاجمالي عالي ومعدل دخل الفرد من بين الاعلى في العالم . ومع ان القانون القطري ينص على وجوب مشاركة القطريين بنسبة لا تقل عن 51% من اي استثمار اجنبي ، الا ان اغلب العاملين هم من الأجانب الذين يشكلون اكثر من 85% تقريبا من السكان ، والخبراء منهم خاصة الغربيون يتمتعون بامتيازات خاصة يشتكي منها القطريون الاصليون . اما باقي العمالة خاصة المنخفضة فاوضاعها محل انتقادات من جماعات حقوق الانسان في العالم اذ يعاني العمال من انخفاض الاجور او حتى حجزها ومن العنف اللفظي والجسدي وظروف العمل القاسية خاصة العمل في الخارج حيث درجات الحرارة عالية جدا ، وقد كانت هذه الاوضاع من العوائق التي واجهتها قطر لاستضافة كاس العالم عام 2022 .

عند الحديث عن قطر لابد من الاشارة الى قناة الجزيرة التي اُطلقت عام 1996 والتي احدثت زلزالا في الاعلام العربي الراكد البائس / ربما باستثناء بعض القنوات اللبنانية الترفيهية غالبا والتابعة لجهة او لحزب / . استقطبت القناة عدد من الاعلاميين العرب المتمرسين وخاصة من كانوا يعملون في ال BBC وسمحت بسقف عال من حرية التعبير واستضافت كثيرا من المفكرين والباحثين من مختلف البلاد العربية ومن ذوي اراء ومعتقدات متباينة وكانت من المروجين لفكرة التحرر والقومية العربية وتحرير فلسطين، ومع انها قدمت برامج شعبوية ذات مشاهدات عالية الا انها ايضا قدمت عددا من البرامج والافلام الوثائقية المحترفة الجيدة جدا ، غير انها ايضا بدات تميل للاخوان المسلمين الذين افرزوا جماعات ارهابية واصبحت تركز على بعض المواضيع وتغض النظر عن اخرى خاصة بعد الربيع العربي وبعد ان مولت قطر جماعات الاسلام السياسي في سوريا وغيرها كما انها كانت تستضيف محللين وسياسيين اسرائيليين بحجة الاستماع الى الراي الآخر .غالبا ان هذه القناة قد اسست لرفع اسم قطر في العالم وتاسيس دور لها في العالم والمنطقة العربية / باستثناء الغاز لا يوجد ما يميز هذه الامارة / ، وقد نجحت في ذلك فقد اصبحت قناة الجزيرة من القنوات العالمية المعروفة وإن ليس لقطر كما لباقي البلاد العربية رأي وقرار مستقل حسب ماذكره وزير خارجية قطر الاسبق صراحة كما ان الاعلام وللمفارقة يعتبر غير حر حسب فريدم هاوس .

وماذا عن مستقبل قطر السياسي والاقتصادي ؟ لا توجد اي اشارات الى ان تتحول الامارة التي تحكمها عائلة آل ثاني والتي تتوارث الحكم الى نظام ديمقراطي بحكومة مدنية علمانية سواء من قبل النظام الحاكم او من قبل شعبها فبالرغم من عدم رضا البعض من القبائل إلا انه لم تقع اية احتجاجات او مظاهرات ضد الحكم وغالبا انها سُتقمع ان حدثت / وردت انباء غير مؤكدة على بعض الاحتجاجات على قانون الانتخاب / .

العالم يتجه /وإن ببطء/ نحو الاستغناء عن الوقود الاحفوري تحت ضغوط جماعات المحافظة على البيئة وايضا لظواهر التغير المناخي التي تتسارع وتهدد امن سكان الارض ، كذلك لحقيقة ان النفط والغاز لا يتجدد وسوف يُستنفذ في المستقبل . هذه الناحية تهدد المستقبل الاقتصادي لقطر كما باقي الدول التي تعتمد عليه . صحيح ان قطر لديها استثمارات عالية جدا في الخارج لكنه / باستثناء المساهمة في سيمنز ومجموعة فولكس فاجن/ فباقي استثمارات صندوق الثروة السيادية في الاستثمار الاجنبي هي في بنوك واندية رياضية وشركات ازياء وماشابه ، وهذه معرضة دائما للانهيار او الافلاس . ان المسقبل البعيد غير مضمون فالعمال الاجانب سيغادرون وسيعود السكان الى صيد الاسماك الذي لن يكفيهم دخلها ولن تنفعهم البنايات الضخمة ولا الاسواق الواسعة .و كباقي البلدان العربية النفطية وغيرها للاسف ستعود قرونا للماضي ، وكما قال الدكتور فيصل دراج : عالم عربي يتقدم متراجعا .

#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل