أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد ملكوش - اسم الوردة















المزيد.....

اسم الوردة


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6754 - 2020 / 12 / 7 - 02:15
المحور: الادب والفن
    


سمعت اول مرة باسم يوسف زيدان عندما صرح في مقابلة تلفزيونية بان صلاح الدين أحقر شخصية في التاريخ وكذلك بان المسجد الأقصى المذكور في المصحف لا يقع في القدس وإنما في شبه الجزيرة العربية . علمت بعد ذلك انه كتب رواية “ عزازيل “ التي لاقت نجاحا كبيرا / 16طبعة اولها 2008/ ونالت جائزة البوكر العربية 2009 وجائزة انجليزية كافضل رواية مترجمة 2012 . الرجل حر في آراءه وصلاح الدين ليس مقدسا ويجوز تقييمه وانتقاده ولكن بموضوعية وليس وصفه بالحقارة بدون ادلة . المؤرخون الغربيون المسيحيون يقرون بانه شخص نبيل ولا جدال انه حارب الصليبيين وحرر القدس بدون التنكيل بالمقيمين المسيحيين فيها كما كان يفعل المنتصرون عندما يستولوا على مدينة ما في ذاك الزمن . أما بخصوص المسجد الاقصى فالصحيح انه وقت نزول اية الاسراء لم يكن هناك اي مسجد في القدس او غيرها ولم اجد اي كتابة تفسر منطقيا ماذا قصد الله بذلك عدا انه ربما عنى مكان سجود اوعبادة في مكان بعيد .

مع شهرة رواية “عزازيل” والثناء عليها ظهر نقد كثير ايضا قسم منه من الكنيسةالمصرية التي هاجمت يوسف زيدان معتبرة انه انتقد المسيحية ودافع عن الوثنية وبانه جاهل بالتاريخ . بعض النقاد اتهموا الكاتب بسرقة روايته من روايات اوروبية اخرى . احدهم قال انها مسروقة بالكامل تقريبا من رواية تشارلز كينغسلي “ هيباتيا او أعداء جدد بوجه قديم “ . كاتب آخر قال انه اقتبس قسم منها من رواية الروائي الاسباني خوان غويتسولو “ أسابيع الحديقة “ ، وهنا لا استطيع ان اكمل بدون أُذّكر بهذا الكاتب والانسان الرائع الذي وقف دائما مع الحق والحرية ومع الفقراء والذي كان مع قضية الجزائريين والفلسطينيين وكل الشعوب المقهورة وكان بسيطا متواضعا رفض جائزة مالية كبيرة لانها مقدمة من القذافي الذي اعتبره مستبدا ، وعاش الثلاثين عاما الاخيرة من حياته في مراكش حيث دفن هناك حسب طلبه ، وقد اعود للكتابة عنه فيما بعد . واخيرا هناك من قال ان زيدان دمج بين رواية “ هيباتيا “ ورواية “ اسم الوردة “ للكاتب الايطالي الشهير امبرتو ايكو .

لا اعتقد ان يوسف زيدان في روايته “ عزازيل “ قلد رواية “ اسابيع الحديقة “ فبعض التشابه يوجد في الكثير من الروايات ، اما التشابه مع “ هيباتيا “ فهو مثير اذ ان الحقبة التاريخية واحد الامكنة للروايتين هي نفسها وتعتمدان على بعض الحوادث التاريخية التي جرت فعلا في الاسكندرية في القرن الخامس الميلادي كما تتشاركان في عدد من الشخوص التاريخية اهمهم هيباتيا / الفيلسوفة الاغريقية وعالمة الرياضيات الجميلة التي لم تؤمن بالمسيحية وقتلت بشناعة على ايدي المتطرفين منهم بتشجيع من اسقف الاسكندرية كيرلس . كذلك في الروايتين الراوي هو الشخصية الرئيسية وهو راهب شاب ذهب الى الاسكندرية لطلب العلم ، وفي الروايتين يظهر الصراع المذهبي بين تيارين في الكنيسة وبين الكنيسة والوثنيين او الاصح العلمانيون حسب تعبيرات العصر الحاضر ، بالرغم من ذلك فانا لا اعتقد ان زيدان قد اقتبس
عزازيل من هيباتيا وإن كان قد تاثر بها . ان رواية عزازيل اجمل واسلس واكثر اثارة من رواية كنجسلي المملة الى حد ما . وحقيقة لا اعلم لماذا لجأ زيدان الى وضع احداث روايته وبعض مواضيعها وعدد من اشخاصها وزمنها كما في هيباتيا فالتاريخ مليء بالحوادث المثيرة التي يمكن ببراعته في السرد ان يمرر افكاره ويبني روايته عليها .

الرواية الاخرى التي قيل ان زيدان قلدها او دمج بينها وبين هيباتيا هي “ اسم الوردة “ للكاتب الايطالي امبرتو ايكو التي صدرت عام 1980. الطريف ان زيدان والكتاب الثلاثة المذكورين عملوا لفترة من حياتهم اساتذة جامعات . وفي رايي
انه لا يوجد إلا تشابه بسيط كون الراوي هو راهب شاب وشخص رئيسي وان المسائل والجو الديني فيهما حاضرة بقوة . هذه الرواية بلا ادنى شك اجمل بكثير من عزازيل .


لاقت رواية امبرتو ايكو “ اسم الوردة “ عند نشرها شهرة كبيرة وترجمت للعديد من اللغات وتم
عمل فيلم سينمائي عنها قام بالدور الرئيسي فيه الممثل الاسكتلندي شون كونري كما تم عمل مسلسل تلفزيوني تم فيه تغيير بعض الحوادث واضافة اخرى ، كذلك تم عمل مسرحية عنها، وقامت فرقة روك بريطانية بتسمية البومها باسم الرواية وصدر العديد من العاب الفيديو بالهام منها .

الكاتب ليس روائيا فقط وانما باحث ومترجم وفيلسوف اهتم ب “ السيميولوجيا “وهي علم يُرجع العلامات والاشارات الى معان باطنية لها علاقة بالسلوك الانساني .
تقع احداث هذه الرواية الممتعة والعميقة في دير في شمال ايطاليا في القرن الخامس عشر عندما كانت هناك اختلافات دينيية في المسيحية حول طبيعة السيد المسيح وفقره والهراطقة وغيرها ، وكانت ايضا الحروب الدينيية والتي في الحقيقة كانت للاستحواذ على السلطة ، وكانت محاكم التفتيش سيئة السمعة رعبا اضافيا للناس .
يقوم الراهب الكبير غوليالمو دا باسكارفيل مع تلميذه وتابعه الراهب الشاب ادسو دا مالك بزيارة للدير بعد رحلة طويلة لحضور لقاء لمناقشة قضايا مسيحية خاصة فقر السيد المسيح . يقص علينا ادسو عن 7 جرائم قتل لرهبان في السبعة ايام التي قضوها في الدير . يقوم غوليالمو بصفته رئيس سابق لمحكمة تفتيش بالتحقيق في هذه الجرائم بتكليف من رئيس الدير .( تركهذه المهمة لقناعته بعدم نزاهتها وقسوة اساليبها وتعارضها مع التعاليم الصحيحة للمسيحية )

يبدو غوليالمو وادسو كشرلوك هولمز ودكتور واتسون وإن كان هناك فروقات في العمر بين الرجال الاربعة ، وحتى لابد من ملاحظة ارتباط باسكارفيل باسم المحقق والتي ترتبط برواية كونان دويل الشهيرة عن هولمز : “ كلب باسكرفيل “ ، كذلك يمارس غوليالمو الملاحظة والاستنتاج للوصول الى حقائق عن تحرياته ويتحدث بذلك لتلميذه الذي يساعده ايضا في التحقيق .

قد تبدو الرواية بوليسية للبعض وهي كذلك وغير ذلك ، وقد تبدو دينية حول مسائل وصراعات مسيحية وهي كذلك وغير ذلك . انها رواية انسانية مشوقة اطارها بوليسي ديني ، لكنها عميقة وشائكة كالسلوك الانساني .
كل الاشياء الجميلة تذهب لكن اسماءها تبقى مثل الوردة .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والانتخابات الامريكية
- إساءات شيطانية
- فلسطين ستعود الى اهلها
- السفارة في الامارة .. مع التحفظ
- عالم قبيح مرعب 2
- عالم قبيح مرعب 1
- آيا صوفيا .. حبيبتي
- لا استراحة للنساء
- سيرة مدينة .. عمان في الخمسينات والستينات .. عندما كانت جميل ...
- الزمن الجميل
- وحدها شجرة الرمان .. تعرف
- طاعون كامو في زمن الكورونا
- كان ياما كان فيروس اسمه كورونا
- بعيدا عن الكورونا والسياسة
- الدكتاتوريات في زمن الكورونا
- ربيع الشعوب وخريف الانظمة
- اعلان عن جريمة
- العرب والتخلف
- المساواة في الميراث
- وايران ايضا


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد ملكوش - اسم الوردة