أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - و ... الحرب في اوكرانيا















المزيد.....

و ... الحرب في اوكرانيا


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7205 - 2022 / 3 / 29 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ  
مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ
هذا ماقاله زهير بن ابي ربيعة قبل 1500 عام عندما كانت الحروب محدودة بين القبائل وبالسيوف والرماح وماشابه فكيف هي الحرب اليوم ؟ الحرب ، اي حرب هي فعل بشع غير انساني والمستفيد منها هم مُصنعي الاسلحة والسماسرة والرأسماليون من خلفهم ، اما الخاسرون فهم الضحايا المدنيين والجنود و لا تجوز اخلاقيا إلا إن كانت ضرورية لتحرير ارض محتلة او اعادة حق مسلوب .

في هذه الايام لا مفرمن الحديث عن الحرب الدائرة في اوكرانيا فالجميع خاصة الاعلام منشغل بها ، وتاثيراتها تنعكس سلبا على حياة الناس اليومية خاصةزيادة تكاليف المعيشة . و تؤثر ايضا على الشعوب العربية وحتى حكامهم . البعض يعتقد انها لاتهمهم ، البعض الآخر يعتقد ان الغرب محق في حملته على روسيا ، والبعض يؤيد الروس في حربهم خاصة جزء كبير من الشعوب العربية التى تفعل ذلك نكاية بالغرب . من الحكام العرب المدينين كلهم بوجودهم للادارة الامريكية من يدعي الحياد ومنهم من يحاول التملص من اظهار موقف حازم لوجود مصالح لهم مع روسيا او يخشون انتقامها في بلاد يستبيحونها ، او لهم ثارات يعتبرونها شخصية مع الرئيس الامريكي مثل MBS التي ستقضي حماقاته عليه عندما يتفرغ له ال CIA او عندما تبرم الادارة الامريكية اتفاقا مع ايران يضخ النفط الايراني في السوق العالمية و تتحسن العلاقات ، وقد سبق ان صرح بايدن بانه لن يدعم العدوان السعودي كما لم يتم ارسال اسلحة وعتاد لهم مؤخرا وتم ادانة هجمات الحوثيين الاخيرة القوية بخجل ، وتتحدث بعض الاوساط عن امكانية رفعهم ورفع الحرس الثوري الايراني من قائمة الارهاب . لا اعلم هل يفهم الحكام العرب انه لا يوجد للادارة الامريكية والدول الكبيرة صداقات دائمة وان العلاقات والسياسة الدولية كلها مصالح . طبعا هناك من يتعاطفون مع الشعب الاوكراني الذي يتشرد بغض النظر عن الموقف من الحرب او الرئيس الأوكراني المخدوع الموالي للغرب .

لابد من الاعتراف بان للاوكرانيون الحق في الدفاع عن انفسهم وانه لا يحق لاي دولة ان تحتل او تهاجم عسكريا دولة اخرى بغض النظر عن الدوافع ، و روسيا الغازية تقول لشعبها والعالم انها تريد التخلص من النازيون الجدد وان تحرر اقليمي دونباس ولوجانسك المسيطر عليهما من متمردين تابعين لموسكو . طبعا هذا غير صحيح تماما فالنازيون الجدد موجوديين لكنهم قلة وليس لهم تاثير في السياسة الاوكرانية ، اما الاقليمين المنفصلين فيمكن حل مشكلتهما بالتفاوض ، تبقى مشكلة كرميا التي احتلتها روسيا عام 2014 والتي تستميت للاحتفاظ بها ومن الصعب على اوكرانيا تقبل خسارتها ، وهذه المنطقة اصلا موطن للتتار المسلمين قبل ان تحتلهم روسيا القيصرية ثم قام ستالين بطردهم / كما طرد في حينه الشيشان / وقام خروشوف عندما استلم السلطة باهدائها لاوكرانيا التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وعاد قسم من سكانها الاصليين اليها وهم مع الاوكرانيين الموجوديين فيها يرغبون في البقاء ضمن اوكرانيا بينما يرغب الروس المتواجدين بالانضمام لروسيا . الجدير بالذكر ان قاعدة الاسطول البحري السوفييتي والتي ورثها الروس موجودة في ميناء سباستبول هناك ، لذا كان الروس يخشون ان تطالب اوكرانيا بإجلائهم عنها كما حدث اثناء حكم اوشنكو عام 2009 . لكن اهم دافع للحرب هو نية اوكرانيا الانضمام لحلف شمال الاطلسي NATO فتصبح روسيا مطوقة بشكل شبه كامل بدول الحلف وقواعده العسكرية بعدما انضمت كل الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي او التي تسبح في فلكه اليه . هذا ماتعتبره روسيا تهديد وجودي لها ولا يمكن ان تقبل به ، يضاف الى ذلك احلام روسيا بوتين باستعادة القوة والتاثير السوفييتي او القيصري السابق فهي في النهاية دولة كانت ولا تزال استعمارية مثلها مثل الولايات المتحدة الامريكية وإن اختلفت وسائل وحجم كل منهما .

هناك من المحللين السياسيين من يقول ان هذه الحرب فخ نصبته الادارة الامريكية لروسيا وبتشجيع الرئيس الاوكراني الشاب الذي تنقصه الحكمة والخبرة السياسية وذلك لاضعافها كما فعلت في سوريا بالسماح لها بمساعدة النظام السوري و ذلك مكّن روسيا من انشاء قاعدة عسكرية خارج اراضيها ومنفذا بحريا على المياه الدافئة ، كما منحها فرصة تجريب مختلف انواع اسلحتها التي تستعملها الان بدون تمييز بين العسكريين والمدنيين فهي تضرب اينما تظن انه مصدر خطر عليها او ضرر لخصمها وقد اعترفت بذلك عندما ذكر وزير خارجيتها في تعليقه على ضرب المدارس والمستشفيات والمناطق السكنية ان ذلك كما يقول الامريكيون اضرار جانبية ، وللروس تاريخ طويل في قصف المدنيين في سوريا او اكتساحهم المدمر لغروزني في الشيشان . واذن قد يكون ذلك فعلا فخا للروس ولكنه مع العقوبات الاقتصادية الغربية الحادة قد يرتد على الشعب الامريكي والشعوب الاوروبية ولن يؤثر على روسيا في المدى القريب بل ان المانيا لم تقبل الاستغناء عن الغاز الروسي للتاثير السلبي الكبير على اقتصادها . كذلك كوريا الجنوبية التي لم تدن الهجوم الروسي كما الحليف الاكبر/ اسرائيل والسبب مفهوم .

ان هذه الحرب قذرة ومعقدة ومضرة تقريبا للجميع بما في ذلك البلاد العربية التي يعتمد بعضها على القمح الروسي والاوكراني ، لكن ايقافها سهل بقدر مايبدوا صعب التحقيق . ان قيام اوكرانيا بالتعهد بان تبقى دولة محايدة مثل النمسا وسويسرا وبان لا تنضم للناتو مع اعادة الاقليمين المنفصلين اليها والإتفاق على بقاء الروس في كرميا او تاجيرها او اي اتفاق من هذا القبيل كفيل بإيقاف الحرب وانسحاب الروس . لابد ان يكون الاتفاق بين الجارتين مع تعهد اممي بضمان سريانه فقد سبق ان تعهد الروس والامريكيون بقبول استقلال اوكرانيا مقابل تسليم الاسلحة النووية لروسيا الامر الذي حصل ولكن للاسف حصل ماحصل .

الحقائق التي تاكدت بعد هذه الحرب هي المعايير المزدوجة لادارات الدول كافة فقد اظهرت امريكا استنفارا تاما بينما كانت غير مكترثة كثيرا عنما كان بوتين يدك الشيشان او يضرب المدنيين في سوريا ، كذلك الاعلام خاصة الامريكي الخاضع لمشيئة الممولين فهي اظهرت عنصرية ونفاق مقيتين بالتعليقات او بالتركيز على بعض الاخبار واهمال البعض الآخر فالضحايا واللاجئين الاوكرانيين من طينة غيرطينة الضحايا واللاجئين الفلسطينيين واليمنيين والسوريين والهنود والمسلمين في الصين ، وغيرهم كثر . طبعا هناك اعلام مستقل اخلاقي يشير الى هذه القضايا لكنه حتى الآن غير مؤثر وضيق الانتشار .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض العرب والعثمانيون واردوغان
- هلوسات اوكرانية
- هل يوجد إعجاز علمي في القرآن ؟
- المبارزة الاخيرة
- الخروج للنهار عبر -الصراط المستقيم- : -المسائل العشر-
- انزياح الانزياح او التحريف
- الرجولة والانوثة
- المرأة التي تتنكر لحقوقها
- شيوخ الخليج والاسد الثاني
- عبد الناصر وصدام والسلطان العثماني
- العاب الاطفال العاب للاغنياء ... Squid Game
- امارة قطر ( الديمقراطية ) .... دولة تتقدم متراجعة
- هل هُزمت امريكا في افغانستان؟
- الدولة الاسلامية: استبداد او سراب
- عودة طالبان
- لبنان الجميل الجريح
- رحلات خاصة في الفضاء وأضاحي في البيوت على الارض
- ابو زيد هذا الزمان
- حي الشيخ جراح ومعلمي الاخطبوط
- حقوق المرأة في الاسلام


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - و ... الحرب في اوكرانيا