أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - الانسان العربي














المزيد.....

الانسان العربي


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدت مؤخرا فيلمين سينمائيين : Banshees of Inisherin للمخرج المميز Martin McDonagh الذي اخرج من ضمن ما اخرج Three Billboards Outside Ebbing, Missouri و In Bruges . وفيلم المخرج المجدد دائما James Cameron من ضمن رباعية Avatar التي بدأت عام 2009 ثم هذا العام ب Avatar : The Way of Water .

كنت اود الحديث عنهما خاصة الاول فهو بالاضافة الى جماليته الخاصة يحفز على التفكير في مغزاه . لكن الأخبار السيئة في كل مكان تطغى على النفس خاصة الاوضاع في البلاد العربية : القتل اليومي للفلسطينيين ، الاطفال المرضى والجائعين في اليمن ، السوريون القابعون تحت ٥ احتلالات لا يجدون خبزا وسكنا ووسيلة للتدفئة وتحت قمع مستمر منذ اكثر من 50 عاما ، العراقيون الفقراء والعطشى وبلدهم فوق بحيرة نفط ومياههم وسيادتهم تسرق وتنتهك من جيرانهم والفاسدين من حكامهم ورجال دينهم وميليشياتهم ، اللبنانيون الذين سرقت اموالهم من ملوك طوائفهم واحزابهم ، وباقي الشعوب العربية التي ترزح تحت الاستبداد السياسي والديني وتعاني من الفقر والبطالة والجهل والتخلف والقبلية و و و .

الحكام العرب وبطاناتهم وحماتهم العسكريون والجماعات المستفيدة منهم لا يأبهون إلا لبقاء الوضع الراهن . والسؤال : ماذا عن الناس ؟ هل هم مواطنون مستقرون ؟ هل هم لا مباليون ؟ هل هم خائفون ؟ هل هم مستسلمون لما يظنونه قدرا مكتوبا ؟

يبدو ان الانسان العربي ساكن في الماضي والحاضر ويتطلع الى المستقبل وهو لا يفكر او يتحرك . لابد من الاعتراف ان هذا الانسان لم يعرف الحرية منذ زمن بعيد ، منذ بدأ العرب بتكوين دولتهم ثم دولهم ثم دويلاتهم التي فرضها غيرهم وهم محكومين من افراد و عائلات تاتي بالقوة للحكم وتتوارثه حتى تضعف وياتى غيرها . لا يوجد في التاريخ العربي حكم اختاره الناس او اختاروا من اختاره إلا ايام الرسول الذي انشأ اول و آخر دولة مدنية عادلة ، ثم تم اختيار ابوبكر ( برضا البعض وعدم رضى البعض الآخر ) الذى انشغل بإخماد تمرد بعض العرب الذين رفضوا حكم قريش وامتنعوا عن دفع الزكاة ، وبعده اتى عمر ثم عثمان الذي رفض التخلي عن الحكم فقُتل واحدث ما اصطلح على تسميته الفتنة الكبرى واخيرا علي الذي انشغل بحروب داخلية حتى قُتل واتى معاوية الذي اسس لنظام توريث الحكم كما كان معمولا به في معظم البلدان في ذلك الزمان .وظل هذا النظام مع الاستبداد قائما حتى الاستعمار الغربي مع ملاحظة ان الحكام كانوا عرب وظهرت اثناء فترات قوتهم نهضة علمية وفلسفية وادبية ساهمت في نشوء الحضارة الغربية خاصة بنقل الفلسفة الاغريقية .

الاستبداد والتخلف الحاد حدث بعد الاحتلال التركي بما سمي الفترة العثمانية حيث نام العرب قرون حتى احتلال نابليون لمصر اذ اكتشفوا حينها ان العالم الخارجي تغير وليس كما كانوا يتخيلونه . خلال الفترات السابقة والحالية لم يكن هناك حكم عادل الا في فترات قصيرة هي ايام النبي واثناء حكم عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز والاثنان حكما فترتين قصيرتين وقُتلا .

قامت اوروبا من الفترات المظلمة في تاريخها بعد الثورة الفرنسية والصناعية وانهت حكم الاقطاع والكنيسة المتحالفة معه ونهضت بحضارة جديدة راسمالية استعمارية اعطت لشعوبها ازدهارا وحرية نسبية .

معروف ماحدث بعد ذلك من تقسيم البلاد العربية الى دول ودويلات بحكام تابعين . حاولت الشعوب التمرد ولكن حركاتها كانت ضعيفة ومحدودة وفشلت في اغلبها ، وترافق ذلك مع احتلال فلسطين وتثبيت احتلال الاسكندرون والاهواز ثم هزائم الانظمة العربية المدوية واحتلال اسرائيل لمزيد من الاراضي في فلسطين وسوريا .

وحدثت المفاجأة عام 2011 عندما هبت الجماهير تلقائيا وبقوة ولاول مرة في تونس ومصر وليبيا وسوريا ، وزخم اقل او بامتصاص السلطات لهم في بلاد اخرى ، لكن السلطات والمرجعيات الدينية والتدخلات الاقليمية والاجنبية وأدت الحراكات التي عادت مرة اخرى في الجزائر ولبنان والسودان والعراق ولكنها ايضا فشلت لقمع السلطات الذي ترافق مع ظهور الكوفيد 19 .

وحاليا توجد انظمة تبدو قوية في امساكها الحكم ، وحراكات ضعيفة هنا وهناك بدون رؤيا وتنظيم وزخم شعبي . ويبدو فعلا ان الانسان العربي فضل الجلوس والتفرج والقبول بواقعه الاليم . الفكر العربي ايضا في محنة فمن المثقفين خاصة الاسلاميين من ينظرون الى ماضي / ليس ورديا كما يتصورون / كمثال يجب ان نحتذي به . ومن اخرون يروْن محاكاة الغرب في نماذجه ، و من علمانيين يحاولون التجديد وتحرير الفكر والنهضة والبحث عن طريق للخروج من الوضع الراهن فيتم محاربتهم و تخوينهم وتكفيرهم .

هكذا يبدو الوضع سوداويا ! فهل هذا صحيح ؟ لا اظن ذلك . لايمكن ان تبقى الاوضاع كما هي فهي سيئة بل سيئة جدا . لابد ان يتحرر الفكر العربي والانسان العربي وينهض لحكم نفسه والتصرف بمقدراته .

ليس من المقبول لي ولغيري الذين لا يستطيعوا ان يفعلوا شيئا مؤثرا ان نجلد ذاتنا ونندب اوضاعنا . يجب ان نحاول ان نفعل مانستطيع اليه سبيلا ، وفي الاثناء لا ننكفئ بل نحاول ايضا الاستمتاع بما في الحياة من مباهج ما استطعنا الى ذلك سبيلا ايضا . وهذا التعبير كان يستعمله الراحل الكبير سماح ادريس عندما كان يتحدث عن مقاطعة داعمي الكيان المحتل في فلسطين .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحة
- كأس العالم وقطر والمثلية
- شيكاغو و خواطر حول الرواية العربية
- كل شئ هادئ في الجبهة الغربية
- وحش البحر
- اسرائيل . . الى متى ؟
- و ... الحرب في اوكرانيا
- بعض العرب والعثمانيون واردوغان
- هلوسات اوكرانية
- هل يوجد إعجاز علمي في القرآن ؟
- المبارزة الاخيرة
- الخروج للنهار عبر -الصراط المستقيم- : -المسائل العشر-
- انزياح الانزياح او التحريف
- الرجولة والانوثة
- المرأة التي تتنكر لحقوقها
- شيوخ الخليج والاسد الثاني
- عبد الناصر وصدام والسلطان العثماني
- العاب الاطفال العاب للاغنياء ... Squid Game
- امارة قطر ( الديمقراطية ) .... دولة تتقدم متراجعة
- هل هُزمت امريكا في افغانستان؟


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - الانسان العربي