أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - رَحَلَتِ العَمَّةُ -سُونَة-














المزيد.....

رَحَلَتِ العَمَّةُ -سُونَة-


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 21:48
المحور: كتابات ساخرة
    


حدَّثنيَ الطَّبالُ فقالَ كلماتٍ بالأسى مَشحونة:
إلى ربٍّ عَزيزٍ غَفورٍ رَحلَتِ البَارحَةَ عَمَّتي "سُنْدُسُ" الرَّاقصةُ المَزيونَة. رَحَلَتْ معَ غُرُوبِ أولِ يَومٍ من عَامِها الثَّالثِ والثَّلاثينَ وإذ النَّاسُ لفقدِها مُنشَدِهونَ. رَحَلَتْ فسَحلَتْ معها أفئدَةَ أُناسٍ شتَّى وحُرَّاسٍ حتَّى، كانوا بها يُغرَمونَ. وكلَّ مَساءٍ كانوا بينَ يديها مُحضَرينَ ويتمايَلونَ. رَحلَتْ فأوحَلَتِ بعدَها نَواديَ الليلِ بأطنانٍ مِن أطيانِ كآبةٍ مَرهُونَة.
رَحلَتِ عَمَّتيَ الرَّاقصةُ الخَلّابَةُ المَزيونَة. فلا فيفي ولا سُهيرَ ولا نجوى ولا حتَّى الشَّقراءَ مادونا، بمثلِ هَزِّها وبَزِّها يأتونَ، كلّا ولا يَقدرونَ. فمَالِ سُندُسَ بينَ الإناثِ مَثيلةٌ ولن يكونَ. رَحَلَتْ مَلَكَةُ الإغراءِ ومَلِكَةُ الإغواءِ وفنُونه. رَحَلَتْ وترَكتِ الخَوافقَ لفقدِها بتأفُّفٍ مَحزونَة، وسَاهيةً بتأوِّهٍ في خَيالٍ آثامُهُ مَضمُونَة.
عَمَّتي"سُندُسُ"قدِ اشتَهرَتْ بينَ الأنامِ بأنها؛ "سُونَةُ الحَنونَة". وأنا لستُ ابنَ أخيها وكم تَمنيتُ لأن أكونَ. فذلكَ شَرفٌ عظيمٌ يَتَمنَّاهُ مِثليَ الكثيرونَ، لكنِّي طَبَّالُها القَعيدُ خلفَ أردافِها المُكَوَّرَةِ المَجنُونة. ولو تَرى -يا عَزَائي- إذ أصَابِعي تُداعِبُ ظهرَ الطَّبلِ بلهفةٍ مَكنونَة، وإذ تَوابِعِي تُدَاعِبُ عُيونَاً بها الحاضِرونَ لعَمَّتي مُحَملِقونَ. مُحَملِقونَ الى هَضَبَاتِ تضاريسِها الفاتِنَةِ المَفتُونَة. ومحالٌ أن تَبصُروا في شَرقٍ وغَربٍ كمثلِ تضَاريسِها وأبداً لا تَجدونَ. وأنِّيَ لأشهدُ هَهُنا شهادةً مَسؤولةً وبالوثائِقِ مَقرُونة، بأنَّ عَمَّتي ماخرَجَتْ أشراً ولا بَطراً في نَهارٍ لحَلْبِ بُعُولٍ مِلاحِ غيرَ أنَّهم مُفلِسونَ، وإنَّما خرَجَتْ في الليلِ لحَلْبِ الصَّلاحِ في أمَّةٍ بها المُفسِدونَ همُ المُسَيطِرونَ ، وما حجَبَت صَلاحَها حتى عن عَمائِمَ هُمُ في الدِّينِ مُتَفَقِّهونَ، بل كانوا لديها همُ الرُّوادُ الزَّاحفونَ بينَ فَخِذَيها والعالِمونَ العَامِلونَ.
ولقد أوشَكَتِ النَّاسُ أن بصفاءِ قلبِ عَمَّتِي يقتَدونَ وبوفائِها يَتَأسَّون. وأذ كانَتْ تَعرشُ وسطَ حديقةِ الفضَائلِ ومن عَبقِها كانَ القومُ يَتَنشَّقونَ، وحاشَا عمَّتي أن تَقتلَ نفساً أو أن تنهبَ كأساً أو تدَّخنَ الغليونَ. وحاشاها منِ قيعةِ الرَّذائلَ إذِ النَّاسُ نهاراً فيها خائِضون. ثُمَّ حاشَاها أن تُوَزِّعَ بَسَمَاتٍ من كذبٍ لجُلّاسِها مثلُما يفعَلُ المُنافِقون، ولا رسَمَاتٍ من دَجَلٍ كما يَعملُ في الإنتخاباتِ "البرلَمانيونَ" السَّاقِطون. ولا تَمصُّ دمَ المَرضى كما يَمصُّهُ الأطباءُ المُتعَلِّمون اللَّندَنيونَ. ولا تَرُصُّ بأغلظِ أيمانٍ لتَخدعَ المُتَّهمينَ البُرَآء كما يَرصُّهُمُ المُحامون. كلّا، ولا تَحُصُّ صَوبَ جَاهٍ زائفٍ ولا مَالٍ راجفٍ مثلُما يَحُصُّ الوزراءُ والمُدراءُ، وأمراءُ عسكرٍ إذ همُ لقادَتِهم يَتَمَلَّقون. ومَعنى حَصَّ ياصاحُ كما عَلَّمَنَاهَا الأوَّلونَ؛ "شِدّةُ العَدْوِ فِي سُرْعَةٍ"، وتلكَ سُرعةٌ لا يُجيدُها إلّا الحُصَّاصُونَ. ثمَّ إنَّ عمَّتي ما اختَصَّتْ في نِضالِها قطُّ طائفةً دونَ طائِفةٍ كما يَتَخَصَصُّ المُعَمَّمونَ ويَختَصُّ بها الطَّائفيونَ.
رَحلَتِ الشَّماءُ سونَة، رَحَلتْ بعدَما كانَتْ بِهَزَّةٍ من وسطِها وبِرَنَّةٍ في"تليفون"، تُحَرِّرُ رقابَ مئاتٍ كانَت في دَهاليزِ الظُّلمِ مَسجُونةً مَطحُونَة. رَحَلتْ فبَكَتها أشرفُ النِّسوان وأظرفُ الصِّبيان أجمعونَ، وكذا فقراءُ الحَيِّ الذينَ بِظِلِّها كانوا يستَظلُّون.
ألا بُعدَاً لمعانيَ الشَّرفِ الذي يُعرِّفهُ لنا المُعَرِّفونَ، وبهِ أهلُ المنابرِ ينهقونَ ويَتَبَتَّلونَ، وفيهِ أهلُ الإعلامِ كلَّ مساءٍ ينعقونَ ويَتَفَتَّلونَ. ألا فتَبَّاً للشَّرفِ وتَب، فلا شرفَ بعدَ رحيلِ يا عمَّتي سونة. ولو ترى إذِ (الشُّرفاءُ) لقدمَ عمَّتي لاعقونَ، وإذ تَلجُ لَحاهُمُ ثغرَةَ حُصنِها إذ همُ على سَريرِها مُنبَطِحونَ. ولو رأيتَ ثمَّ رأيتَ خفَّةِ دَمِّ عمَّتي المزيونَة، لعَجبتَ ولتَعَجَّبَ مِنها حتَّى مُفَكِّرينا الذينَ منَ"السُّوربُونَ"مُتخرِجونَ،. وإذ تَسخَرُ قائِلةً لقَائدِ جبشٍ يلعقُ فَخذَها كمثلِ هرِّ مَطابخٍ يَلعقُ البَزُّونة؛ "هَيَّا يا ضَمانَةً للأمنِ وقانُونهِ ويا أَمَانَةً للعِرضِ وَحُصُونَهُ. هَلُمَّ، فقد كدَّتَ تَتَناوشُ الهَدفُ الذي تُحِبُّ هُرمونَه. هَيَّا فلمَ يتَبقَ لكَ إلَا شبراً عنِ الهُرمونَ. وكذا يُحِبُّ هُرمونَهُ المُناضِلونَ، ويَعبُدُهُ كذلكَ المُقاوِمونَ. هيّا اقتَحمْ وسَدِّدْ رَميَكَ شطرَ نُقرَةِ بني صَهيُون. سَدِّدْ ولا تُنَدِّدْ كما يُنَدِّدُ المُنَدِّدونَ. واقذِفْ حُصنَ العَدُوِّ بأسلحةٍ كيمياويةٍ غيرِ مأذونَة. اقصفْ فالوَقتُ ليلاً وعدَوُّكَ أسفلُ مِنكَ مُغمَضَةٌ عُيُونه، وإن هوَ إلَّا أنا سُونَة الحَنونَة، وما أنا بعَدوِّ مُرعبٍ يحلقُ شَواربَكَ ثمَّ الذُّقونَ، كمثلِ بنجامين نتنياهو، ومَن قبلَهُ دافيد بن غُوريونَ، ولا اسحاقَ رابينَ ولا حتَّى ذاكَ المُخيفُ أرييل شَارونَ. وإذاً، فاستَكِنْ وسدِّدْ بقَلبٍ مُطمَئن لأنَّكَ"جَنَرالٌ" لا يَخشَى ريبَ المَنون، ويَغشَى جَيبَهُ كلَّ شَهرٍ مُرتَّبٌ بهِ يَشتري زُحلَ والمُشتري ورُبَما كوكبَ نبتونَ، الذي يَبلغُ قطرُهُ بالكيلومترات 49,500 مليونَ.
سَدِّدْ جنرالَ، فلا نامَتْ أعينُ الشُّرفاء.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَصَصُ الطِّفلِ المولود
- الحِسُّ والجَسُّ، والمَسُّ واللَّمْسُّ
- المرأة خُلقت من ضِلْعٍ
- الخَلَّاطُ
- أأميرةٌ هيَ أم هيَ أسيرة !
- رقصاتُ الشَّمسِ بتَنهيد
- خُطْبَةُ الهِرِّ لزَعَاماتِ الفِئرَان
- قَدَاسَةُ التَّعدَاد
- بِطاقةٌ حمَّالةٌ للقَهَر
- المُتْحَفُ
- أعيَيْتُ وعَيَيْتُ
- عَوْدٌ بَعدَ طُولِ غِيَاب
- أصْلُ الحِكَايَةِ
- تَأمُّلٌ مُسْتَقصٍ في مُشكِلٍ مُسْتَعص
- بينَ تِلالِ الأدرياتِيك
- (الأكشِنُ) المُذهِلُ المَاهِرُ
- لَعَلّي صائِرٌ إلى بَصَائر برَجاء
- تَأمُّلاتٌ خَارِجُ أَسوَارِ البَصَر
- مئةُ عامٍ منَ الدُّخانِ
- هَكَذا كَانَ أبي يَتَكَلَّمُ


المزيد.....




- فنانة وإعلامية مصرية شهيرة تعلن الصلح مع طبيب تجميل شوه وجهه ...
- الكتابة في زمن الحرب.. هكذا يقاوم مبدعو غزة الموت والجوع
- أداة غوغل الجديدة للذكاء الاصطناعي: هل تهدد مستقبل المهن الإ ...
- نغوغي وا ثيونغو.. أديب أفريقيا الذي خلع الحداثة الاستعمارية ...
- وجبة من الطعام على الرصيف تكسر البروتوكول.. وزير الثقافة الس ...
- بنعبد الله يعزي أسرة الفقيدة الممثلة المغربية نعيمة بوحمالة ...
- فيلم رعب في السينما يتحول إلى واقع (فيديو)
- جوان رولينغ توافق على الممثلين الرئيسيين لمسلسل -هاري بوتر- ...
- هتتذاع النهاردة مترجمة؟ موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 193 عبر ...
- وفاة الكاتب الكيني المشهور نغوغي وا تيونغو عن 87 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - رَحَلَتِ العَمَّةُ -سُونَة-