أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - المرأة خُلقت من ضِلْعٍ














المزيد.....

المرأة خُلقت من ضِلْعٍ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 8317 - 2025 / 4 / 19 - 18:39
المحور: كتابات ساخرة
    


حدثني فقال: قال القسيمُ الوسيمُ ﷺ: (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خُلقت من ضِلْعٍ، وإنَّ أعوجَ ما في الضِّلْعِ أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمُهُ كسرتَهُ، وإن تركتَهُ لم يزل أعوجَ، فاستوصوا بالنساء خيراً)، فقلتُ لهُ : وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ، ثمَّ استدركتُ مِن فوري أنَّ هذا القولُ يا صاحبي بحواجبِ الإماءِ لا يتغزَّلُ، بل هوَ بمضارب مُفردةِ (العوج) يتنزَّلُ، وهاكَ تفسيرَها بحرفٍ عَفيفٍ خَفيفٍ لطيفٍ يتجزَّلُ..
فأمَّا العَوَج؛ بفتح العينِ فنقوله لشيءٍ ملموس: (في قوائم الدابة عَوَج، في جدارِ الدار عَوَج،..). وأمَّا العِوَج: بكسر العين فنقوله لشيءٍ محسوس؛ (تَبْغُونَهَا عِوَجًا)، (أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا)، (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ)، (لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا). فردَّ عليَّ صاحبي بحاجبٍ مُقطَبٍ ولسانٍ مُتأوِّل؛
مهلاً يا صاحُ، فأنا لستُ من قومٍ ذي فكرٍ عِوجٍ أينما تَحوَّلوا يَتَحوَّل، في ذا دهرٍ ضريرٍذي طَرفٍ عَوَجٍ، ومريرٍ ذي عُرفٍ عِوَج يتغوَّل، وتراهُ مُتلهفٌ ومُغرمٌ بفكرِ عمائم ضالةٍ مُضلة ذواتِ ذكرٍ مُتسوِّل، فحذارِ حذارِ من تدليسٍ عليَّ من مثل ذكرِ العمائم المُتَعلعل، فإنَّ آيةَ (لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا) تصفُ نسفَ الجبالِ، وإنَّما الجبالُ شيءٌ ملموسُ لكلِّ ناظرٍ مُتَجوِّل؟!
فزعتُ وما جزعتُ من صلابةِ ردِّهِ المُتشَكِّل، فنزعتُ الى ردٍّ باللينِ الوَدودِ مُتبلِّل:
- أجل يا صاح، وحاشا للهِ أن أكون ذا عمامةٍ مُدَلِّسةٍ تتقوَّل، أو حتى غيرَ مُدَلِّسة تلتقطُ اللقطةَ كي تتأوَّل، لكنِ الأمرُ ليس كما ذهبتَ فأشهبتَ بردٍّ مُتنفِّل، بل فيه نكتةٌ لطيفةُ بديعة تأسرُ ذا اللبِّ المُتأمِّل، ذلك أنَّ ربَّنا اللهَ ﷻ سوف ينسفُ الجبالَ فيجعلُها قاعاً صفصفاً لا يمكن لحسِّكَ أن يشعرَ بعِوَجٍ فيها محسوسٍ متأصِّل، فضلاً أن تنظرَ عينكَ على عَوَجٍ ملموسٍ مُتحصِّل، وهكذا فَسَّرَ سيد صنعةِ الضَّاد "الزمخشري" من قبلُ في تفسيره "الكشاف"، إذ قال وهو بميدانِ البيانِ يتجوَّل:
[..لو انكَ عَمدتَ إلى قطعة أرض وبالغت في تسويتها على عيون البصراء، واتفقوا على أنه لم يكن فيها اعوجاج، ثم استطلعت رأي المهندس فيها، وأمرته أن يعرض استواءها على المقاييس الهندسية، لعثر فيها على عوج لا يدرك بحاسة البصر. فنفى الله ذلك العوج الذي لطف عن الادراك إلا بمقاييس الهندسة. وذلك الاعوجاج لما لم يدرك إلا بالقياس دون الاحساس لحق بالمعاني، فقيل: فيه (عِوَج) بالكسر].
ردَّ صاحبي يلتمسُ منيَ العذرَ وقد قذفني بعار عمائم التدليس المُتطفِّل. فأجبتُ بحرفٍ جميلٍ مُتجدِّل؛
لا عليكَ يا صاح، فلا لومَ على العمائمَ ذواتِ الذِكرِ المُتَسوِّل، لأنها لا تجرَّأ على دسِّ تدليسها على قوم ذوي فكرٍ نبيلٍ متأصِّل، حتى تستيقنَ أن أولئك القوم قومٌ مُرجفونَ مُرحِّبونَ بل مُغرَمون بكل ذرفٍ عِوَج مُتَبَدِّلٍ مُتجوِّل، ثم تراها - اي العمائمَ - منطلقةً في كل طريقٍ عَوَج مُتغوِّل.
انتهى الحوار مع صاحبي النبيهِ المًتفضِّل، وغادرَ الدار فبادرتُ لزوجي حذوي آمراً لها بقولٍ في الودِّ كفيف متهدِّل : "آتنا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِيتُ مِن حِواريَ هَٰذَا نَصَبًا ، أوَما تَرَينَ حاجبَ السَّاعةِ قد غمزَ للرابعةِ عصراً، أمَا وإنكِ لزوجٌ عَوَجٌ عِوَجٌ عُوُجٌ عُوَجُ وعِوُجٌ، ولبئس يومُ العرس ذاك، إذ كانَ يومَ نحسٍ مستمرٍّ وذا نوءٍ عِوَجٍ غيرِ مُستقرِّ أهوج؟ فردَّت عليَّ زوجي بتَغَنجٍّ مزعجٍ يَبَسٍ بئيسٍ ذي عِوَج:
- وهلِ تهي (الشخابيط) التي تكتبها قدِ اسْتَنْزَفَت قواكَ وجعلَتكَ جائعاً يا بَعليَ ذي الفكرِ الأعرج ، والذِّكرِ الرجرَج؟
واهٍ ثم آه!
ما أرانيَ إلّا قدِ اقترنتُ بزوجٍ همج، العمائمُ أهونُ منها حديثاً وأبلج، ولكن..
هذا جزاءُ كل مَنِ اقترنَ بزوجٍ عِوجٍ من غيرِ منهج !



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخَلَّاطُ
- أأميرةٌ هيَ أم هيَ أسيرة !
- رقصاتُ الشَّمسِ بتَنهيد
- خُطْبَةُ الهِرِّ لزَعَاماتِ الفِئرَان
- قَدَاسَةُ التَّعدَاد
- بِطاقةٌ حمَّالةٌ للقَهَر
- المُتْحَفُ
- أعيَيْتُ وعَيَيْتُ
- عَوْدٌ بَعدَ طُولِ غِيَاب
- أصْلُ الحِكَايَةِ
- تَأمُّلٌ مُسْتَقصٍ في مُشكِلٍ مُسْتَعص
- بينَ تِلالِ الأدرياتِيك
- (الأكشِنُ) المُذهِلُ المَاهِرُ
- لَعَلّي صائِرٌ إلى بَصَائر برَجاء
- تَأمُّلاتٌ خَارِجُ أَسوَارِ البَصَر
- مئةُ عامٍ منَ الدُّخانِ
- هَكَذا كَانَ أبي يَتَكَلَّمُ
- عَنِ د. مُصطَفَى مَحمُود
- طَيْشُ الكَلَامِ
- أَيْنَ اخْتَفَتِ الكَلبَةُ الهَارِبَة؟!


المزيد.....




- على -أرجوحة بالي-.. تواجه الممثلة تاراجي بيندا هينسون أكبر م ...
- قريبا.. صدور -تاريخ الدولة الروسية في قصائد- للشاعر الروسي إ ...
- فنانون يجسدون شعار -من النقش إلى الكتابة- في معرض الدوحة الد ...
- صدمة لفنان مصري بعد إيقاف معاشه الحكومي اعتقادا بأنه توفي
- حظي بالإشادة.. توم كروز يُضفي إثارة جديدة على مهرجان كان في ...
- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في السينما ا ...
- روبرت دي نيرو ينتقد ترامب بشدة في خطابه بمهرجان كان السينمائ ...
- منع العري في مهرجان كان السينمائي.. يُشعل الجدل
- -فهد- السينما السورية.. الموت يغيب الفنان أديب قدورة
- مسيرات جوية أوكرانية تعزف موسيقى -حرب النجوم-  خلال تنفيذ مه ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - المرأة خُلقت من ضِلْعٍ