أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - لبنان في عين عاصفة التحولات الكبرى: حزب الله بين نتائج الحرب وحدود السلاح














المزيد.....

لبنان في عين عاصفة التحولات الكبرى: حزب الله بين نتائج الحرب وحدود السلاح


خورشيد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش المنطقة لحظة مفصلية من التفات الأمس وتبدل في أولويات القوى الفاعلة، وكان للبنان – كعادته – موقع متقدم في عين هذه العاصفة. فقد أثرت نتائج حرب الإسناد الأخيرة، التي خاضها حزب الله على الحدود الجنوبية دعمًا للمقاومة الفلسطينية، على موقع الحزب وموقفه داخليًا وخارجيًا، وطرحت تساؤلات حول جدوى هذا الانخراط وحدوده.

فمن جهة، أدّت التعقيدات الأمنية والسياسية إلى إخراج الحزب تدريجيًا من المعركة، في ظل توازنات دقيقة فرضها الردع المتبادل مع إسرائيل. ومن جهة أخرى، بدا أن “محور المقاومة”، الذي طالما قدمه الحزب كمرجعية استراتيجية، يمرّ بحالة كمون أو إعادة تموضع، خاصة مع التغير في مقاربة طهران الإقليمية.

وهنا يُطرح السؤال الجوهري: هل ما زالت إيران فعلًا تتبنى مشروع “محور المقاومة” بصيغته السابقة؟ أم أن انشغالها بملفها النووي ومساعيها لتفادي الانهيار الاقتصادي والسياسي يدفعها إلى التعامل مع قضايا مثل فلسطين وسوريا ولبنان بوصفها أوراق تفاوض تكتيكية لا أكثر؟ وهل لا تزال الأرض العربية – بما فيها فلسطين – أولوية استراتيجية حقيقية في الأجندة الإيرانية، أم أنها باتت جزءًا من السوق الجيوسياسي الذي تُساوم عليه طهران في مفاوضاتها مع الغرب؟

في ضوء هذه الأسئلة، يغدو من الملحّ إعادة النظر في موقع حزب الله ضمن هذا المشهد المتبدل، وفي وظيفة سلاحه التي لم تعد قادرة على التكيف مع واقع سياسي متحول. فالسلاح الذي نشأ من رحم الصراع مع إسرائيل لا يجب أن يُستثمر في الداخل، ولا أن يُربط بأجندات خارجية غير واضحة الاتجاه. المطلوب اليوم تنظيم هذا السلاح ضمن استراتيجية دفاعية واضحة، تُبنى على شراكة حقيقية مع الجيش اللبناني، وتُحدد وظيفته في مواجهة التهديدات الإسرائيلية فحسب.

لقد أثبتت التجربة أن العدو الصهيوني لم يتوقف يومًا عن الطمع بثروات لبنان البحرية ومياهه الجنوبية، ولا عن اختراق أمنه واختبار ردعه. من هنا، فإن سلاح المقاومة، عندما يُضبط ضمن خطة وطنية واضحة بالتكامل مع الجيش اللبناني، يصبح عنصر قوة لا تهديد، ودرعًا حقيقيًا في وجه الاحتلال لا أداة للابتزاز الداخلي.

ما يُطلب اليوم ليس تفكيك المقاومة، بل تحريرها من التبعية الخارجية، وتوجيهها نحو وظيفة دفاعية محصورة، لا تُستثمر سياسيًا، ولا تُستخدم إلا بموجب قرار وطني واضح. وهي خطوة تتطلب تفاهمًا داخليًا على مفهوم الأمن القومي، وعلى أولويات الصراع مع العدو، بما يضمن أن تبقى بندقية المقاومة مُصوّبة فقط نحو من يحتل الأرض ويطمع في الثروة والسيادة.

لكن أي حديث عن “استراتيجية دفاعية وطنية” لا يمكن أن يكتمل دون التوقف عند التحديات السياسية الفعلية التي تقف في وجه تحقيقها. هنا يُطرح سؤال بالغ الأهمية: هل تسمح موازين القوى الداخلية، والنفوذ الأميركي والغربي المتزايد على بعض القوى السياسية اللبنانية المناهضة للمقاومة، ببلورة مثل هذه الشراكة الدفاعية؟

فالمعروف أن واشنطن وعواصم القرار الغربي لطالما ضغطت من أجل تحجيم حزب الله ونزع سلاحه تحت عناوين شتى، من “السيادة” إلى “الإصلاح”، بينما دعمت ضمنيًا قوى لبنانية تسعى إلى عزل الحزب لا إلى دمجه ضمن منظومة وطنية موحدة. وهذه القوى، التي تقدم نفسها بصفتها حامية للدولة ومؤسساتها، يُطرح حولها تساؤل مشروع: هل تعمل فعلاً من أجل وحدة لبنان، أرضًا وشعبًا ومؤسسات، أم أن قرارها السياسي مرتهن لإملاءات خارجية، تعطل أي مقاربة وطنية جامعة للصراع مع إسرائيل؟

إذا كانت الاستراتيجية الدفاعية الوطنية تفترض اتفاقاً داخليًا على العدو، وعلى حدود استخدام القوة، فإن التعطيل المزمن لأي حوار جاد حول هذا الملف، ورفض بعض القوى حتى مناقشة مبدأ تنظيم السلاح، يكشفان عن خلل عميق في مفهوم السيادة الوطنية نفسه. إذ لا يمكن الحديث عن دولة قوية فيما قرار المواجهة مع العدو مُجزأ، والسلاح الوحيد الذي أرهب إسرائيل يُطلب شلّه دون تقديم بديل فعّال.

من هنا، فإن بناء استراتيجية دفاعية لبنانية ليس مهمة تقنية بل سياسية بامتياز، تتطلب فك الارتباط بين القرار الوطني والإرادات الأجنبية، تمامًا كما تتطلب من حزب الله نفسه أن يُعيد تعريف موقعه خارج منطق المحور، وداخل منطق الدولة.

في ظل عاصفة التحولات الكبرى، لا بد من خطاب لبناني جديد، يُقر بدور المقاومة في حماية لبنان، لكن يربط هذا الدور بالشرعية الوطنية وحدها، لا بحسابات محاور انتهت أو تتفكك. سلاح حزب الله، حين يُدرج في استراتيجية دفاعية لبنانية شاملة، يصبح ضرورة وطنية لا عبئاً، وضمانة للردع لا مصدر قلق. وهذا هو التحدي الحقيقي الذي على اللبنانيين أن يواجهوه بشجاعة وعقلانية



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تُفرَّغ تحت النار: حين يصبح التطبيع غطاءً للإبادة
- من يحرك الشارع العربي ؟ بين قبضة السلطة وسطوة المال وتآكل ال ...
- فلسطين والخرائط الممزقة: من التواطؤ الرسمي إلى حتمية المقاوم ...
- فلسطين خارج الحسابات: صفقات تُعقد على أنقاض غزة
- جولة ترامب الخليجية: اختبار نوايا أم إعادة تموضع؟
- جبهة اليمن في حرب غزة: إسناد استراتيجي أربك نظرية الأمن الإس ...
- العجز العربي أمام الإبادة في غزة: تشريح لأسباب الصمت والتواط ...
- كشمير من جديد والسيناريوهات المحتملة
- حين يتوحش الإنسان من فرط القهر
- الصهيونية ذات انياب فاحذروها...زيف حماية الأقليات
- تحالف الأقليات: كيف تستخدم إسرائيل الهويات الطائفية لتفكيك ل ...
- شعب خروفي وساسة ذئبيون...الفساد أزمة وطن
- لبنان وفلسطين : وحدة الجغرافيا والمصير في مواجهة الكيان الصه ...
- السلام والخداع الإستراتيجي: وهم الدولة وعدمية السلام
- من فلسطين إلى الوطن العربي...أنا الشاهدة والشهيدة
- الصهيونية الأصيلة ورديفتها العربية الألعن
- من فلسطين الى الوطن الأكبر
- جفن قد غفا...
- عاش الزعيم..ومات الشعب العنيد
- انطلقوا في مشروعم وانطلقنا في انتحارنا


المزيد.....




- -صحيح شرعا-.. افتاء مصر تبين حكم السجود على حائل بين جبهة ال ...
- فيديو يرصد نهب مساعدات في غزة.. وحملة تلوم الجيش الإسرائيلي ...
- ماليزيا تدعو منظمة -آسيان- لرفع صوتها دفاعا عن المظلومين في ...
- الأفضل في البريميرليغ: ما هي إنجازات صلاح التاريخية في المل ...
- اتفاق سوري أمريكي على التخلص من الأسلحة الكيميائية ودمج -قسد ...
- أردوغان يؤكد للشرع أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وإدارة الجيش ...
- العلماء يرصدون الليلة الماضية انفجارا قويا على سطح الشمس
- طفل يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة مدرسية في المغرب.. والسبب ...
- هجمات روسية أوكرانية متبادلة قبل آخر مرحلة من عملية تبادل أس ...
- معركة الوثائق السرية في مواجهة التاريخ الاستعماري المظلم لبر ...


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - لبنان في عين عاصفة التحولات الكبرى: حزب الله بين نتائج الحرب وحدود السلاح