مصطفى حجي
كاتب وناقِد
(Mustafa Hajee / Mustafa Alhaji)
الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 18:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنت أكتب كما يفعل الكثيرون، ظنًّا بأنّ الكتابة تخلق المعنى، أو تُقاوم الفراغ.
ثم أدركت أن لا شيء يُقاوم الفراغ، لأننا نحن الفراغ، بأقلام تتوهّم المعنى.
كتبت عن الله، عن غيابه، وعن صمته.
صرخت في وجهه كثيرًا. ثم فهمت أني أصرخ في الفراغ، وأنّ الذي أكتب عنه ليس صامتًا... بل غير موجود.
من اخترع الإله؟
إنه الإنسان، حين خاف فاخترع مَن يُطمئنه.
حين عجز فاخترع مَن يُفسّر له.
حين ظُلِم فاخترع مَن "سوف يُنصفه لاحقًا"
لكن "لاحقًا" لا تأتي
والإله لا يظهر
والعالم ينهار دون ترتيب، دون حكمة ودون هدف.
أكتب الآن لا لأنّ لديّ ما أقول، بل لأنّ صمتي بات يشبههم
يشبه أولئك الذين يصمتون في المساجد احترامًا للخرافة
وفي الكنائس خشوعًا للوهم
وفي المعابد إذعانًا للعدم المُقدّس.
الأديان؟
هي أعظم رواية كتبها الإنسان عن نفسه، ثم نسبها إلى السماء، كي لا يعترض أحد على الحبكة.
أكتب لأنّني لا أريد أن أكون تابعًا
ولا عبدًا
ولا مروّجًا لأكاذيب قديمة نُقشت على الصخور.
أكتب لأني أُدرك تمامًا أن لا معنى ولا عبرة ولا قيامة
لكنني ما زلت أرى، وأفكّر، وأسخر.
وأُسجّل فقط كي لا يضيع صوتي بين تراتيل الصلوات الكاذبة.
#مصطفى_حجي (هاشتاغ)
Mustafa_Hajee_/_Mustafa_Alhaji#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟